في حديث جانبي، تسرب حوار عبر ميكرفون مفتوح، بين الرئيسين الروسي بوتين والصيني شي حول إمكانية إطالة العمر إلى 150 عاما، بل وحتى إمكانية "الخلود" البشري، علما أن كلا الرئيسين يبلغ من العمر 72 عاما. ترى ما مناسبة هذا لحديث؟
بينما كان بوتين وشي يسيران نحو منصة العرض العسكري التقط ميكروفون مفتوح حديثا جانبيا بينهما عن إطالة العمر والخلودصورة من: Alexander Kazakov/Sputnik/AP Photo/picture alliance
إعلان
التقط ميكروفون مفتوح حديثا جانبيا بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والصيني شي جين بينغ اليوم الأربعاء (الثالث من سبتمبر/أيلول 2025) في بكين حديثا عن زراعة الأعضاء وإمكانية أن يعيش البشر حتى 150 عاما.
وتزامنت هذه اللحظة مع سير بوتين وشي إلى جانب الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ أون في مقدمة ما يزيد على 20 زعيما أجنبيا لمتابعة عرض عسكري في العاصمة الصينية بمناسبة الذكرى الثمانين لنهاية الحرب العالمية الثانية.
ونقلت مجلةبوليتيكو في تقرير أن شي قال لبوتين، بحسب مترجم: "في الماضي، نادرا ما كان الناس يعيشون حتى سن السبعين، لكن هذه الأيام عندما يبلغ المرء سن السبعين فهو ما زال طفلا".
وأجاب بوتين، بحسب الترجمة إلى اللغة الصينية، قائلا: "مع تطور التكنولوجيا الحيوية، يمكن زراعة الأعضاء البشرية بشكل مستمر، ويمكن للناس أن يعيشوا أصغر سنا وحتى تحقيق الخلود".
وسُمع شي، الذي كان خارج الكاميرا، يرد باللغة الصينية: "يتوقع البعض أن البشر قد يعيشون في هذا القرن حتى عمر 150 عاما".
ونقل تلفزيون الصين المركزي (سي سي تي في) هذه اللحظة عبر البث المباشر، وقدمها لوسائل إعلام أخرى، منها شبكة تلفزيون الصين الدولية (سي جي تي إن) الحكومية، ووكالتي أسوشيتد برس ورويترز.
يشار إلى أن عمر بوتين وشي يبلغ 72 عاما.
وفي وقت لاحق قال بوتين للصحفيين في بكين ردا على سؤال عن المحادثة المسربة "أعتقد أن الرئيس تحدث عن ذلك لدى توجهنا إلى العرض العسكري".
وأضاف "الوسائل الحديثة لتحسين الصحة، سواء الطبية أو الجراحية المتعلقة باستبدال الأعضاء، تقدم بارقة أمل للبشرية في أن تستمر الحياة بشكل مختلف عما هي عليه اليوم".
وذكرت إدارة الإذاعة والتلفزيون الصينية أن تغطية تلفزيون الصين المركزي للحدث حظيت بمتابعة بلغت 1.9 مليار مشاهدة عبر الإنترنت، وأكثر من 400 مليون مشاهدة عبر التلفزيون.
ولم ترد وزارة الخارجية الصينية وتلفزيون الصين المركزي حتى الآن على طلبات من رويترز للتعليق.
تحرير: عبده جميل المخلافي
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.