1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عجز جماعي" .. تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن والبحث عن بدائل

١٤ فبراير ٢٠٢٢

تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن يتكلم عن "عجز غربي" وعن مخاطر وأزمات ومشاكل تلف العالم بحاجة إلى تحرك دولي لحلها. التقرير يصدر قبيل انعقاد المؤتمر فعليا وليس افتراضيا بعد عامين تحت وطأة الجائحة.

فولفغانغ إيشينغر رئيس مؤتمر ميونيخ للأمن
بعد 14 عاماً قضاها كرئيس لمؤتمر الأمن في ميونيخ، يقول إيشينغر: لا أستطيع أن أتذكر أننا شهدنا مثل هذا التطور الحرج المتعدد الأبعاد.صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance

كديبلوماسي خبير يحافظ فولفغانغ إيشينغر دائما على هدوئه المعتاد. يفضل الإجابة على موضوعات مؤتمر ميونيخ للأمن المقبل والذي ينعقد بين 18 و 20 من شهر شباط/ فبراير 2022، لكن أسئلة الصحفيين خلال المؤتمر الافتراضي تتوالى خصوصا بشأن مسألة واحدة تقريبا، رأيه بشأن الأزمة بين أوكرانيا وروسيا.

إيشينغر لديه الكثير في جعبته حول الأزمة. مثلا قوله: "علينا توضيح مسألة مهمة للرأي العام، أن  الردع أفضل وسيلة لمنع اندلاع حرب". بالإضافة إلى سعادته أن أوروبا بدأت تتحرك دبلوماسيا بعد أن بدت "وكأنها مراقب هامشي فقط، بينما يتكلم الآخرون حول الأزمة وإمكانية حلها".

 "تطورات حرجة وذات أبعاد متعددة"

ما يشغل إيشينغر وفريقه ليس فقط الأزمة الحالية في أوكرانيا. فبعد 14 عاماً قضاها كرئيس لمؤتمر الأمن في ميونيخ​​، يقول إيشينغر: "لا أستطيع أن أتذكر أننا شهدنا مثل هذا التطور الحرج المتعدد الأبعاد". هناك أيضا قضية إيران، مسألة طريقة التعامل الصحيحة مع الصين، أسئلة تخص بنية النظام الأمني ​​الأوروبي - الأطلسي المستقبلي، أسئلة حول كيفية التعامل مع الولايات المتحدة الشريك في ضوء الانتخابات الأمريكية، يذكر الدبلوماسي عددا قليلاً فقط من القضايا المهمة عالميا.

هذه الملفات وُضعت أياما ضمن تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن. التقرير الذي ينشر عادة قبل أيام من عقد المؤتمر في فندق "بايرشير هوف" في ميونيخ، لغرض وضع الخطوط العريضة للموضوعات التي ستناقش خلال المؤتمر. هذا العام يحمل التقرير العنوان التالي: "تغيير مجرى الأمور، التغلب على العجز".

"عجز جماعي"

يشخص التقرير شعورا "بالعجز الجماعي". مثل الأفراد، تشعر مجتمعات بأكملها أحيانا بالعجز أمام تحديات تواجهها. "عام 2021 لم يكن عام التفاؤل على الصعيد الجيوسياسي. هيمنت على الأخبار وعلى إمتداد الأشهر أزمة جديدة، مما زاد الشعور بأن طوفان الأزمات المتصاعد يهدد بإغراقنا". يبيّن التقرير أن الأنظمة الديمقراطية الليبرالية، بشكل خاص، مهددة. والخطير في هذا الشعور، بحسب التقرير: هو عدم تمكن العالم من مواجهة التحديات الكبيرة، رغم توفر كل المصادر والاستراتيجيات والوسائل للتغلب عليها.

اوليركه فرانكه ترى في التقرير بمثابة مطالبة للغرب، بأخذ زمام المبادرة وحل مشاكل العالم. الخبيرة الأمنية في المجلس الأوروبي لدراسات العلاقات الخارجية "ECFR" توضح في لقاء مع DW أن مفردة "العجز" في تقرير هذا العام، ترتبط بكلمة في عنوان تقرير عام 2020 "غياب الغرب" "Westlessness". فقبل عامين، استخدمت هذه الكلمة المختلقة، واقتبست كثيرا في وقت لاحق، لوصف شعور واسع النطاق بعدم الارتياح والقلق في مواجهة عدم اليقين المتزايد بشأن مستقبل ومصير الغرب أيضا.

ترى فرانكه أن تقارير مؤتمر ميونيخ للأمن قادرة على التقاط أو فهم المزاج العام واختصاره في مفردة. في التقرير الحالي تظهر نتائج استفتاء شمل 12 ألف شخص حول العالم سُئلوا حول ما يقلقهم. والنتائج مثيرة: في ألمانيا تقع قضية تغير المناخ والتقلبات المناخية الخطيرة في قائمة ما يقلق الألمان. في الولايات المتحدة يشعر الناس بالقلق من الهجمات السيبرانية. في الصين يرى الناس أن أمريكا تشكل أكبر تهديد لهم. وفي روسيا تشغل الناس أوضاعَهم الداخلية وتهيمن عليهم في المقام الأول المخاوف من تنامي عدم المساواة.

الهند هي البلد الوحيد الذي يُقلق سكانَه احتمالُ استعمال أعداء الهند للأسلحة النووية ضده.

خبيرة الشؤون الأمنية فرانكه معجبة جدا بالدراسات والاستطلاعات التي يظهرها تقرير مؤتمر ميونيخ للأمن. وترى أن لها تأثيرا واسعا على شكل وطبيعة النقاشات حول السياسات الأمنية.

فندق بايرشير هوف بمدينة ميونيخ حيث يلتئم المؤتمر كل عام.صورة من: picture-alliance/Xinhua

من أفغانستان إلى سلاسل التوريد

مثل هذه التقارير وبسبب طبيعتها الأمنية فهي ليست مفرطة بالتفاؤل. التقرير الذي صدر قبل سبعة أعوام كان بعنوان " النظام المنهار، الأوصياء المترددون". وكلما ازدادت الأزمات، ارتفع عدد الصفحات. فبعد أن كان 72 صفحة في عام 2015 بلغ عدد صفحات تقرير هذا العام 182 صفحة. 

وبالإضافة إلى مناقشة المخاطر العالمية والأزمة الأوكرانية، فإن التقرير يعالج أيضا مجموعة كاملة من الأزمات وعواقبها: مثل الانسحاب الفوضوي من أفغانستان، والوضع الأمني ​​المتدهور في مالي ومنطقة الساحل في أفريقيا بأكملها، وكذلك زعزعة الاستقرار في القرن الأفريقي والخليج العربي، ارتفاع نسبة عدم المساواة في العالم وأخيرا مشاكل سلاسل التوريد الخاصة بالتكنولوجيا. هذه الموضوعات ستفرض نفسها في المؤتمر الأمني.

وعلى الرغم من جائحة كورونا، فإن المؤتمر سيعقد بشكل واقعي وليس افتراضي هذا العام. إذ في ظل "ظروف شديدة التقييد، سيعقد المؤتمر، كمؤتمر عمل خالص"، كما يؤكد فولفغانغ إيشينغر. ويشير رئيس المؤتمر الأمني ​​إلى أن "الحاجة إلى اجتماعات ثنائية غير رسمية على شكل أزواج أو مجموعات صغيرة نمت بشكل كبير. ليس فقط بسبب الأزمة، ولكن أيضا بسبب الأشهر الطويلة التي لم تقام فيها مثل هذه الاجتماعات".

الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيلقي كلمة في المؤتمر. صورة من: picture-alliance/dpa/M. Balk

يتوقع إيشينغر أن يشارك 35 رئيس دولة وحكومة  ومائة وزير في المؤتمر، خصوصا من وزراء الخارجية والدفاع. الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش سيلقي كلمة في المؤتمر، المستشار أولاف شولتس ووزراء ألمان آخرون سيحضرون المؤتمر. الأمين العام لحلف الناتو ستولتنبيرغ، وكبار المسؤولين في الاتحاد الأوروبي، وكما جرت العادة سيحضر وفد كبير من الولايات المتحدة. وبالنسبة لوزير الخارجية الصيني فسيحضر افتراضيا من خلال تقنية الفيديو. ويتوقع حضور عدد كبير من المسؤولين الدوليين.

الحضور الروسي

الدعوة وجهت إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، لكنه اعتذر. إن كان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف سيحضر أم لا ، يبقى الأمر مفتوحا حتى بداية المؤتمر. رغم ذلك فإن رئيس المؤتمر إيشينغر يبدو واثقا من أن الحكومة الروسية لن تفوت الفرصة "لشرح مرة أخرى بالتفصيل للحضور في ميونيخ الأسباب التي أدت بها إلى رفع مطالبها على المستوى السياسي منذ نهاية العام الماضي والذي أدى إلى حراك دبلوماسي عال خلال هذه الأسابيع ". باختصار يحمل إيشينغر رغبة كبيرة في أن يقدم آخر مؤتمر يديره "دفعات قوية لحلحلة الأزمة الأوكرانية".

ماتياس فون هاين/ ع.خ

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW