عدد الأدوية المعطاة لمريض كورونا في وحدة العناية هائل ومرعب!
١٧ نوفمبر ٢٠٢١
لايزال بعض الناس يرفضون تلقي لقاحات كورونا، لكنهم قد يجهلون كمية الأدوية التي يتلقاها المصاب بفايروس كورونا في غرف العناية المركزة يومياً. صورة "مرعبة" عن كمية تلك الأدوية ولمحة عن تأثيراتها الجانبية قد تغير رأي البعض.
إعلان
"صورة مرعبة"، كما وصفها بعض المعلقين، شاركها طبيب بريطاني على تويتر، تظهر عدداً كبيراً من الأدوية التي يتلقاها مريض واحد بكورونا في وحدة العناية المركزة بمستشفى "غلوسيسترشاير" يومياً. وكتب الطبيب ديفيد فروسيستر في التغريدة: "كل هذه الأدوية ضرورية للحفاظ على سلامة مريض بكوفيد ليوم واحد في العناية المركزة"، وأضاف: "هذه الأدوية أم لقاح واحد فقط؟".
تلميح الطبيب بأنه يمكن للناس تفادي تلقي كل هذه الأدوية من خلال تلقي التطعيم لم يأت من فراغ، فغالبية مرضى كورونا في وحدات العناية المركزة مؤخراً هم من غير المطعمين، على الأقل في ألمانيا. فوفقاً لجمعية المستشفيات الألمانية، كان 90% من مرضى كورونا في العناية المركزة، في شهر أيلول/سبتمبر 2021، من غير المطعمين.
ما هذه الأدوية وما تأثيراتها الجانبية؟
مدير عيادة الأمراض المعدية في المستشفى الجامعي بمدينة إيسن الألمانية، أوليفر فيتسكه، أوضح في حديث لموقع "بيزنس إنسايدر"، ماهية الأدوية التي تظهر في الصورة والتي يتلقاها مرضى كورونا في العناية المركزة، وتأثيراتها الجانبية.
وقال فيتسكه إن الأدوية التي تظهر في الصورة هي "أدوية ضرورية كعلاج قياسي في التنفس الاصطناعي"، مشيراً إلى أنها عادة ما تكون عبارة عن مسكنات للألم ومهدئات ومميعات للدم، بالإضافة إلى أدوية مضادة للالتهابات ومكملات غذائية. وأضاف فيتسكه: "هناك أيضاً العديد من الأدوية التي تعتبر نموذجية لعلاج كوفيد-19، مثل ديكساميثازون". وهو دواء كورتيزون يمكنه تحسين وظائف الرئة، "ومع ذلك، يمكن أيضاً أن يضعف جهاز المناعة ويسبب مضاعفات في العضلات والأوعية الدموية"، وفقاً للطبيب الألماني.
لكن الأدوية الأخرى أيضاً لها بعض الآثار الجانبية، كما يوضح فيتسكه، والذي يقول إن الأدوية المذكورة أولاً كعلاج قياسي يمكن أن تقيد بشدة وظيفة الأعضاء الفردية وتزيد الضغط على القلب والأوعية الدموية. إلا أن الأمر لا يقتصر على هذه التأثيرات الجانبية المحتملة فحسب، بحسب فيتسكه، الذي يشرح بأنه "تفاعل معقد"، قد يؤثر على الجسم بشكل كبير. ويرجع ذلك إلى التأثيرات الجانبية للأدوية الفردية، بالإضافة إلى حقيقة أن المرضى يجب أن يخضعوا للتنفس الاصطناعي. كما أنهم دائماً مستلقون، ما قد يؤدي إلى ضعف الجسم بسبب قلة الحركة.
يقول فيتسكه: "هذه التأثيرات الجانبية أيضاً يجب أن تعالج. وغالباً ما تكون الأدوية مطلوبة لتحقيق الاستقرار في الدورة الدموية". لكنه يضيف: "نظراً لتفاعلات كل هذه العوامل والوضع العام، يعاني الجسم بشكل كبير حتى على المدى الطويل".
ورغم عدم الكشف عن تكلفة الأدوية التي يحتاجها مريض بكورونا في العناية المركزة يومياً، لكن من المؤكد أنها تكلف أكثر بكثير من جرعات التطعيم ضد كورونا. فالاتحاد الأوروبي يدفع ما بين 2 و15 يورو لقاء كل جرعة لقاح، كما أظهرت الكشوفات في كانون الأول/ديسمبر 2020.
م.ع.ح/ ع.أ.ج
"موجة رابعة" من كورونا.. حقائق عن معركة ألمانيا مع الجائحة
موجة جديدة من كورونا في ألمانيا تدق ناقوس الخطر. مخاوف واسعة من عودة الإغلاق العام كحل أخير وارتفاع نسبة الوفيات والضغط على النظام الصحي، لكن مع ذلك تظهر ألمانيا أنها قد تعلمت بعض الدروس من الأشهر السابقة.
صورة من: Daniel Bockwoldt/dpa/picture alliance
أرقام قياسية للإصابات الجديدة
دخلت ألمانيا "الموجة الرابعة" من جائحة كورونا بأرقام قياسية، بلغت الخميس 11 نوفمبر/ تشرين الثاني حوالي 50.196 ألف إصابة و235 حالة وفاة. ولم تسجل ألمانيا على الإطلاق رقماً مماثلاً في الإصابات منذ بداية الجائحة، لكن أرقام الوفيات تظل نسبياً أقلّ مما سجل نهاية عام 2020، ما يؤكد الاستنتاجات بكون التطعيم لا يمنع من الإصابة بالفيروس، لكنه يخفض أرقام الإصابات الحرجة وبالتالي أرقام الوفيات.
صورة من: Rüdiger Wölk/imago images
موجة بدون صرامة المواجهة
ألمانيا لا تخطط هذه المرة لإجراءات صارمة كما فعلت ما بين نهاية 2020 وبداية 2021. فقد سمحت عدة مدن بإقامة احتفالات الكرنفال، كما لا توجد خطط لإغلاق عام ولا لتشديد القيود. وسبق لوزير الصحة ينس شبان أن أيد إنهاء إجراءات الوضع الوبائي الموحدة على الصعيد الفيدرالي نهاية نوفمبر 2021، ما يتيح رفع عدد من الإجراءات كارتداء الكمامات، لكن القرار قد لا يصادق عليه البرلمان بسبب ارتفاع الإصابات مجددا.
صورة من: Henning Kaiser/dpa/picture alliance
بين قاعدة 3G وقاعدة 2G
سمحت ألمانيا باستئناف الكثير من الخدمات كدخول المطاعم والمقاهي وصالونات الحلاقة وأماكن الترفيه المغلقة وفق قاعدة 3G التي تعني ضرورة التطعيم، أو إثبات عدم الإصابة بالفيروس عبر كشف سريع، أو التعافي من الفيروس بعد الإصابة به. وبدأت مكاتب وإدارات كذلك باعتمادها، لكن عدة ولايات بدأت تعتمد قاعدة 2G التي تستثني الكشف السريع لأجل مواجهة الموجة الرابعة، ما أثار جدلاً كبيرا بين رافضي التطعيم.
صورة من: Ying Tang/NurPhoto/picture alliance
مجانية الكشف السريع
أتاحت ألمانيا بشكل مجاني اختبارات الكشف السريعة عن الفيروس لكل السكان، وكان الطلب عليها شديدا عند إطلاقها بسبب عدم تقدم حملة التطعيم حينها، لكن مع مرور الوقت، قررت السلطات إلغاء مجانيتها لدفع عدم المطعمين إلى الإسراع بذلك. لم تنجح الفكرة كثيراً، وعادت الحكومة الاتحادية للتفكير في إعادة المجانية، خصوصًا أن معهد روبرت كوخ أوصى بهذه الاختبارات حتى للمطعمين في حالة حضورهم للفعاليات الكبرى كالاحتفالات.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
حملة التطعيم لم تبلغ أهدافها
أرادت الحكومة الألمانية بلوغ نسبة تطعيم تصل لـ 75 بالمئة من العدد الإجمالي للسكان نهاية صيف 2021، غير أن الرقم لم يتجاوز إلى حدود شهر نوفمبر/ تشرين الثاني 67,5 في المئة. نجحت ولايات في الاقتراب أو حتى تجاوز النسبة المستهدفة، خصوصا في شمال وغرب البلاد كبريمن (81.6 بالمئة)، لكن ولايات في الشرق لم تتجاوز حتى 60 بالمئة كسكسونيا (59.5 بالمئة)، ويعود ذلك لانتشار الحركات المنكرة لكورونا في هذه المناطق.
صورة من: Jens Schlueter/Getty Images
أوضاع المستشفيات تحت السيطرة
تفتخر ألمانيا بنظامها الصحي القادر على مواجهة الضغط، لكنها تعرّضت لاختبار قاسٍ خلال موجة كورونا الثانية بسبب الطلب الكبير على وحدات العناية المركزة الذي اقترب من 6 آلاف حالة في ديسمبر/ كانون الأول 2020. حاليا يبقى في الرقم ما بين 2000 و 3000 آلاف، وتخطط الحكومة الاتحادية لتوزيع الحالات الحرجة على مجموع التراب الألماني حتى لا يقع الضغط على ولاية لوحدها، خصوصا في الشرق.
صورة من: Waltraud Grubitzsch/dpa/picture alliance
جائحة في قلب الانتقال السياسي
الحكومة الحالية هي حكومة تصريف أعمال فقط في انتظار تشكيل الحكومة الجديدة بقيادة محتملة بقيادة أولاف شولتس. وُجهت انتقادات كبيرة لحكومة ميركل في التعامل مع الجائحة، خصوصا إثر بطء عملية التطعيم والتردد الكبير في اتخاذ القرارات والتراجع عنها. ويرغب شولتس بتجاوز هذه الأخطاء ووضع استراتيجية أقوى، لكن المشاورات المطولة لتشكيل الحكومة قد تؤثر على النقاش الخاص بكورونا.
صورة من: Kay Nietfeld/dpa/picture alliance
الجائحة غيرّت المشهد
أضحت الكمامات جزءا أساسيا من المشهد العام في البلد، كما اتخذت عدة مؤسسات إجراءات بتشجيع العمل من البيت أو تقليل نسبة حضور الموظفين في المكاتب. وأدت الجائحة إلى التفكير في تغيير نمط الحياة، خصوصا التباعد الاجتماعي مع التركيز على اللقاءات الافتراضية. كما أثرت الجائحة على النظام التعليمي بسبب اعتماد التعليم عن بعد وإغلاق المدارس في بعض الفترات، ما خلق مخاوف من تأثير ذلك على الأجيال الصاعدة.
صورة من: Sebastian Kahnert/dpa-Zentralbild/dpa/picture alliance
توقعات بتعافي الاقتصاد
تضررت قطاعات كثيرة من الجائحة وخسر ناس كثر أعمالهم وتراجع النمو الاقتصادي كما ارتفعت نسبة التضخم ومعدل إفلاس الشركات، لكن مع ذلك حافظت ألمانيا على ريادتها الاقتصادية في أوروبا، وأظهرت عدة مؤشرات إمكانية تعافي تدريجية للبلد. وتوقع معهد الاقتصاد الألماني أن يعود الوضع الاقتصادي إلى ما كان عليه قبل الأزمة، ابتداء من 2022، كما أن الوضع لم يصل في تدهوره إلى أزمة عام 2009 التي تم في النهاية تجاوزها.