ألمانيا- إجراءات جديدة للاجئين وعددهم يقترب من مليون
٣ ديسمبر ٢٠١٥
تعتزم ألمانيا القيام بمراجعة دقيقة وفاحصة لطلبات اللجوء حتى بالنسبة للسوريين وأتباع الأقليات الدينية في العراق. وستكون هناك هوية موحدة للاجئين على مستوى ألمانيا، التي اقترب عدد اللاجئين فيها هذا العام من مليون شخص.
إعلان
تتراجع بشدة منذ أيام أعداد اللاجئين، التي تسجلها الشرطة الألمانية، ووفقا لمتحدثة وصل إلى ألمانيا الأربعاء 3567 لاجئ، وهو ما يقل عن نصف عدد من وصلوا الأسبوع الماضي. ورغم ذلك رفض وزير الداخلية الألماني توماس دي ميزيير اليوم الخميس (الثالث من ديسمبر/ كانون الأول 2015) اعتبار الانخفاض الحالي في أعداد اللاجئين القادمين إلى ألمانيا مؤشرا على حدوث تغير جذري في أزمة اللاجئين.
وأشار دي ميزيير في مؤتمر لوزراء داخلية الولايات الألمانية في كوبلنز إلى ظروف الطقس السيء مؤخرا والعواصف في جزر بحر إيجا اليونانية، التي منعت الكثير من المهاجرين من عبور الشواطئ التركية إلى اليونان. كما لم يستبعد الوزير الألماني أيضا أن يكون للإجراءات التركية دور في تراجع أعداد اللاجئين، معتبرا أن كل ذلك "تطور في الاتجاه الصحيح".
واعترف دي ميزيير أن توقعاته باستقبال ألمانيا هذا العام لـ 800 ألف لاجئ قد تم تجاوزها منذ بداية تشرين الثاني/ نوفمبر المنصرم وأن الأعداد الآن "أكثر بوضوح"، مضيفا أنه سوف يعلن التفاصيل عن الأوضاع الحالية يوم الإثنين المقبل.
اللاجئون أكبر تحد تواجهه ألمانيا منذ الحرب العالمية الثانية
ندد الرئيس الألماني غاوك والمستشارة ميركل بشدة بأعمال العنف الأخيرة ضد اللاجئين. وتوقعت أوساط حكومية أن يصل عدد اللاجئين 800 ألف شخص هذا العام، وهو الأكبر في تاريخ ألمانيا الحديث. رغم ذلك تحاول ألمانيا مواجهة هذا التحدي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
أكدت المستشارة أنغيلا ميركل أنه لن يكون هناك تسامح مع اليمينيين المتطرفين الذين يقومون بهجمات ضد اللاجئين في ألمانيا، وذلك عقب زيارتها لمركز إيواء اللاجئين في مدينة هايدناو بولاية ساكسونيا شرقي ألمانيا، والذي شهد لعمال شغب قبل أيام من اليمين المتطرف.
صورة من: Getty Images/AFP/T. Schwarz
قوبلت زيارة المستشارة ميركل بصيحات استهجان ومظاهرة ضدها وضد اللاجئين في هايدناو. ورفعت إحدى المتظاهرات لوحة كتبت عليها "خائنة الشعب" موجهة اتهامها للمستشارة ميركل، فيما أصيب العديد من رجال الشرطة في المواجهات وأعمال الشغب في المدينة من قبل اليمين المتطرف.
صورة من: picture-alliance/dpa/A. Burgi
وزار الرئيس الألماني يواخيم غاوك مركزا آخر لإيواء اللاجئين في برلين. وامتدح غاوك المتطوعين من أجل خدمة اللاجئين قائلا: المتطوعون يريدون إظهار أن هناك ألمانيا براقة تتجلى بسطوع في مواجهة ألمانيا المظلمة، التي نشعر بها عندما نسمع عن هجمات على نزل للاجئين أو حملات معادية للأجانب".
صورة من: Reuters/S. Loos
مئات اللاجئين الجدد في انتظار تقديم طلبات اللجوء في أحد مراكز استقبال اللاجئين الجدد في ألمانيا. وتواجه ألمانيا حاليا أكبر موجة لاجئين في تاريخها الحديث، وتوقعت أوساط رسمية ألمانية أن يصل عدد اللاجئين هذا العام إلى 800 ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Pförtner
العدد الكبير المتزايد للاجئين بدأ يشكل تحديا كبيرا أمام الألمان. وبدأت بعض المدن الألمانية باستعمال المباني الخالية أو المهجورة كمراكز إيواء مؤقتة للاجئين، فيما استدعت السلطات الحكومية المختصة الموظفين المتقاعدين للعمل من جديد في مراكز اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
اليمين المتطرف استغل مخاوف بعض الناس من تزايد عدد اللاجئين وبدأ ينظم نفسه في مظاهرات واحتجاجات ضد اللاجئين. فيما ازدادت في الأشهر الأخيرة الاعتداءات على مراكز إيواء اللاجئين وحرقها في ألمانيا.
صورة من: picture-alliance/ZB/N. Bachmann
حذرت منظمات غير حكومية ألمانية من تنامي عنف اليمين المتطرف وتزايد أعمال العنف والكراهية ضد اللاجئين في العامين الأخيرين، وأشارت الأرقام الرسمية إلى تزايد كبير في هذه الأعمال. فيما دعا وزير العدل الألماني هايكو ماس موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لوقف نشر مشاركات مستخدميه ذات المحتويات اليمينية المتطرفة والمليئة بالكراهية والعداء.
أغلب السياسيين الألمان نددوا بأعمال العنف ضد اللاجئين. فيما وصف نائب المستشارة ميركل، زيغمار غابريل، المعتدين بـ"الأوغاد". ومنذ ذلك الحين يتعرض المقر الرئيسي للحزب الاشتراكي الديمقراطي، الذي يتزعمه غابريل، لاعتداءات عنصرية.
صورة من: DW/R. Fuchs
تضامن الآلاف من الألمان مع اللاجئين في محنتهم، وتظاهر العديد منهم مرحبين باللاجئين ومنددين بالمظاهرات المضادة التي وصفوها "بالعنصرية". بالإضافة إلى ذلك يعمل آلاف الألمان كمتطوعين دون مقابل مالي في خدمة اللاجئين وفي مختلف المدن.
صورة من: imago/C. Ditsch
نجحت مبادرات ألمانية في كسب الكثير من الشباب اللاجئين إلى سوق التدريب المهني والعمل. فيما يطالب قانون الدراسة الألماني جميع الأطفال تحت سن 16 بالدراسة في المدارس الألمانية إلزاميا ومجانا.
صورة من: DW/C. Röder
لكن أغلب اللاجئين الراغبين في القدوم إلى ألمانيا لا يعرفون تفاصيل أزمة اللجوء في ألمانيا، وأكثر ما يهمهم هو النجاة بحياتهم وعبور البحار والدول وصولا إلى مكان آمن يستقبلهم، كما هو حال هؤلاء اللاجئين بالقرب من جزيرة كوس اليونانية.
صورة من: picture-alliance/dpa/S. Palacios
لاجئون يدخلون حدود الاتحاد الأوروبي عابرين من صربيا إلى المجر. رغم كل الصعوبات والمشاكل تبقى ألمانيا من أفضل البلدان في الاتحاد الأوروبي في التعامل مع العدد الكبير من اللاجئين. وقد سهلت السلطات الألمانية إجراءات قبول اللاجئين السوريين والعراقيين، فيما تحاول حكومات بعض الدول الأوروبية، كالمجر، وضع الجيش في مواجهة اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/S. Ujvari
12 صورة1 | 12
وفي المقابل فإن دوائر في الائتلاف الألماني الحاكم قد تحدثت عن أن عدد اللاجئين إلى ألمانيا هذا العام حتى الأحد الماضي بلغ 950 ألف شخص.
وتعتزم ألمانيا إصدار بطاقة هوية موحدة للاجئين على مستوى ألمانيا بحلول الصيف القادم. وينوي مجلس الوزراء الألماني تقديم المسودة القانونية لهذه المسألة يوم الأربعاء القادم، حتى تعرض على البرلمان الألماني لإقرارها في يناير/ كانون الثاني.
ومن جهة أخرى ستتغير الأوضاع بالنسبة للاجئين السوريين وغيرهم من الذين كان يتم الموافقة على طلبات اللجوء بالنسبة لهم دون مراجعة كل حالة على حده والاستماع إلى صاحبها. وكانت ألمانيا تقوم حتى الآن بالإسراع في مراجعة طلب اللجوء للسوريين والاكتفاء بكتابتهم لأسباب لجوءهم في الطلب.
وكان ذلك يحدث نظرا لوضع الحرب في بلدهم، كما كان ذلك الأمر يمثل تخفيفا للأعباء على الموظفين في دوائر اللجوء. كما كان ينطبق نفس الكلام على المسيحيين، والمندائيين والإيزيديين من العراق وكذلك اللاجئين من إريتريا. لكن ذلك كله سيتغير الآن. حيث أعلن وزير الداخلية الألماني الخميس أنه لن يكون ملأ طلب اللجوء وحده كافيا. لكن وزراء داخلية الولايات الألمانية يتمسكون بألا يساهم الإجراء الذي يستمر عدة شهور في إطالة أمد عملية الفحص الدقيق ومراجعة طلبات اللجوء، التي تستهلك الكثير من الوقت أيضا.