سجلت المملكة المتحدة رقما قياسيا في عدد المهاجرين الذين يعبرون المانش بأكثر من 1100 مهاجر وهو أعلى رقم يتم تسجيله في يوم واحد العام الجاري. وأظهرت الارقام وصول المهاجرين على متن 18 قاربا صغيرا، فما السبب؟
سجلت المملكة المتحدة رقما قياسيا في عدد المهاجرين الذين يعبرون المانش في يوم واحد.صورة من: Yves Herman/REUTERS
إعلان
وصل السبت (31 مايو/أيار 2025) حوالى 1100 مهاجرا إلى المملكة المتحدة بعدما عبروا المانش بواسطة قوارب صغيرة في عدد قياسي منذ مطلع العام، بحسب الأرقام الرسمية. وأظهرت أحدث أرقام وزارة الداخلية وصول 1194 شخصا على متن 18 قاربا صغيرا.
ومن المتوقع أن يشهد هذا العام تسجيل رقم قياسي جديد، حيث يعتبر العدد الراهن الأعلى على الإطلاق في الأشهر الخمسة الأولى من العام. ويأتي ذلك رغم الإجراءات العديدة التي اتخذتها الحكومتان الفرنسية والبريطانية لاحتواء هذه الظاهرة.
وأفادت سلطات السواحل الفرنسية بأنها أنقذت حوالى 200 مهاجر بين ليل الجمعة وليل السبت.
ووصف وزير الدفاع البريطاني جون هايلي عدد المهاجرين بـ"الصادم" رغم أنه مازال أقل من العدد القياسي المسجّل في أيلول/سبتمبر 2022 عندما وصل 1300 مهاجر على متن قوارب صغيرة خلال يوم واحد. لكنه ما زال يشكل تحديا لرئيس الوزراء كير ستارمر الذي بذل جهودا كبيرة حيال الهجرة غير النظامية على وقع ضغوط اليمين المتشدد لخفض عدد المهاجرين.
مشاهد وأرقام "صادمة"
وقالت وزارة الداخلية في بيان تعليقا على الأرقام الأخيرة "نريد وضع حد لعمليات العبور الخطيرة بواسطة قوارب صغيرة والتي تهدد الأرواح وتقوّض أمن حدودنا".
إعلان
وكشف ستارمر عن سياسات جديدة للهجرة هذا الشهر شملت مضاعفة المدة التي يحتاج اليها المهاجرون للحصول على حق الإقامة في البلاد وسلطات جديدة لترحيل المجرمين الأجانب.
واعتبرت الإجراءات على نطاق واسع أنها محاولة لاستعادة دعم الناخبين ومواجهة التهديدات من "حزب الإصلاح" اليميني المتشدد الذي تزداد شعبيته. ويدرس البرلمان حاليا تشريعا منفصلا للتعامل مع الهجرة غير النظامية يدعى "قانون أمن الحدود واللجوء والهجرة". لكن عمليات العبور المسجّلة السبت ستشكّل ضربة جديدة. ويعتبر العدد الإجمالي البالغ 14808 عمليات عبور الأعلى للأشهر الخمسة الأولى من العام منذ بدء تسجيل الأعداد في 2018، عندما شاع استخدام الطريق إلى المملكة المتحدة أول مرة. كما تجاوز العدد القياسي المسجّل للأشهر الستة الأولى من أي سنة والذي بلغ حوالى 12900 في الأشهر الستة الأولى من العام 2024.
وتم انقاذ 184 شخصا السبت خلال أربع عمليات إنقاذ مختلفة على السواحل الفرنسية، بحسب ما أفاد بيان للولاية البحرية للمانش والمنطقة الشمالية في بيان. وفي إحدى الحالات، تعطّل محرّك قارب كان يقل 61 شخصا. وفي حالة أخرى، طلب تسعة أشخاص على متن قارب المساعدة.
تضييق بريطانيا وفرنسا الخناق على مهاجرين غير قانونين
05:30
This browser does not support the video element.
"سيارات الأجرة"
وبناء على حصيلة أعدتها فرانس برس تستند إلى أرقام رسمية، لقي 15 شخصا حتفهم هذا العام أثناء محاولتهم عبور المانش الذي يعد من أكثر مناطق العالم ازدحاما لجهة حركة الملاحة.
وقال وزير الدفاع البريطاني جون هايلي لشبكة "سكاي نيوز" في مقابلة الأحد إن "هذه المشاهد بالأمس كانت صادمة". وأضاف "رأينا المهرّبين ينطلقون من أماكن أخرى ويأتون مثل سيارات الأجرة لأخذهم"، مضيفا أن "بريطانيا فقدت السيطرة على حدودها".
وافقت فرنسا هذا العام على السماح لدوريات الشرطة التابعة لها باعتراض المهاجرين في المياه غير العميقة، لكن لا يمكنها إيقاف قارب وهو في طريقه.
وقال هايلي في مقابلة مع هيئة الإذاعة البريطانية "لدينا اتفاق (مع الفرنسيين) على تغيير طريقة عملهم. أولويتنا هي دفعهم الى تنفيذ (الاتفاق) بحيث يعترضون المهربين ويوقفون هؤلاء الاشخاص في القوارب". وأضاف "المطلوب الآن هو العمل بشكل وثيق مع الفرنسيين لإقناعهم بتنفيذ الاتفاق بحيث يتمكنون من التدخل في المياه، في المياه غير العميقة، الأمر الذي لا يقومون به حاليا".
تحرير: خ.س
2023 الأكثر خطورة للاجئين.. معاناة مستمرة ومأساة تتفاقم!
يوما بعد يوم تتفاقم مأساة اللاجئين، ويعتبر 2023 الأكثر مأساوية إذ شهد النصف الأول منه غرق المئات من المهاجرين. في هذه الصور نسلط الضوء على محنة ومعاناة الأشخاص المجبرين على الفرار من أوطانهم بمناسبة يوم اللاجئ العالمي.
صورة من: Fabrizio Villa/Getty Images
الأمل بعيدا عن الديار
اختارت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين هذا الشعار: الأمل بعيدا عن الديار، للاحتفال بيوم اللاجئ العالمي لهذا العام. وهي تريد أن تركز فيه على "إﻳﺠﺎد اﻟﺤﻠﻮل ﻟﻼﺟﺌﻴﻦ وﻋﻠﻰ ﻗﻮة اندماجهم". وترى المفوضية أن ذلك يعد اﻟﻄﺮﻳﻘﺔ اﻷﻛﺜﺮ "ﻓﻌﺎﻟﻴﺔ" لتمكينهم من بدء حياة جديدة في اﻟﺒﻠﺪان اﻟﻤﻀﻴﻔﺔ ﻟﻬﻢ.
صورة من: Tessa Walther/DW
أسباب عديدة..
أسباب عديدة تجبر الناس على ترك أوطانهم واللجوء إلى دول أخرى طلبا للأمن. ولعل الحروب والنزاعات المسلحة هي السبب الأبرز، إلى جانب الأسباب الاقتصادية والاجتماعية والاضطهاد لأسباب سياسية أو دينية أو ثقافية أو غيرها من الأسباب الشخصية.
صورة من: Nicoletti/dpa/picture alliance
تغير المناخ والكوارث الطبيعية
المناخ أيضا بات سببا للهجرة والنزوح حول العالم. فالظواهر المناخية المتطرفة والكوارث البيئية مثل الجفاف والعواصف المدمرة والفيضانات حول العالم ولاسيما في النصف الجنوبي للكرة الأرضية الذي يعاني من الفقر والصراعات، تدفع ملايين الناس للهجرة والنزوح ولاسيما للدول المجاورة.
صورة من: Orlando Sierra/AFP/dpa/picture-alliance
110 ملايين نازح ولاجئ حول العالم
ارتفع عدد النازحين حول العالم في عام 2022، جراء الصراعات والمجاعات وتغير المناخ، ليصل إلى مستوى قياسي تجاوز المائة مليون نازح، حسب المفوضية السامية لشؤون اللاجئين. وتقول المفوضية إن الاتجاه التصاعدي لم يظهر أي علامة على التباطؤ في عام 2023 حيث دفع الصراع في السودان إجمالي عدد النازحين في العالم إلى ما يقدر بنحو 110 ملايين نازح بحلول أيار/ مايو الماضي.
صورة من: Blaise Dariustone/DW
السودان..هروب جماعي من ويلات الحرب
شرّدت الحرب المستعرة منذ شهرين في السودان بين الجيش وقوات الدعم السريع أكثر من 2,5 مليون سوداني، بين نازح ولاجئ، ولاسيّما في دارفور. ويعاني السودان أصلا من الصراعات والنزوح منذ اندلاع أزمة دارفور في عام 2003. وبحلول نهاية عام 2022، كان هناك أكثر من 3.7 مليون شخص من النازحين داخلياً، يعيش معظمهم بمخيمات في دارفور. ويعيش 800 ألف سوداني آخر كلاجئين في دول مجاورة مثل تشاد وجنوب السودان ومصر وإثيوبيا.
صورة من: Gueipeur Denis Sassou/AFP
حرب أوكرانيا
الحرب في أوكرانيا كانت السبب الرئيسي للنزوح في عام 2022. وقد ارتفع عدد اللاجئين الأوكرانيين من 27 ألف لاجئ في نهاية عام 2021 إلى 5,7 مليون في نهاية عام 2022، وهو ما يمثل أسرع تدفق للاجئين في أي مكان منذ الحرب العالمية الثانية، حسب المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين.
صورة من: Jens Schicke/IMAGO
حلم الفردوس الأوروبي
تعتبر أوروبا الوجهة الأولى للنازحين والمهاجرين من نصف الكرة الجنوبي ويحلم الملايين بالفردوس الأوروبي ويغامرون بحياتهم من أجل ذلك، من خلال محاولة عبور الصحراء الكبرى والبحر المتوسط أو عبر طريق البلقان أو حتى الغابات الشاسعة بين بيلاروسيا وبولندا ودول البلطيق.
صورة من: Flavio Gasperini/SOS Mediterranee/dpa/picture alliance
المتوسط مقبرة المهاجرين
يعتبر عبور البحر الأبيض المتوسط من أخطر الطرق التي يسلكها المهاجرون حول العالم، حيث غرق أو فقد أكثر من 26 ألف مهاجر في البحر المتوسط منذ عام 2014. ولعل عام 2023 كان الأكثر مأساوية حيث شهد النصف الأول من هذا العام غرق مئات المهاجرين، وآخر حادثة مأساة السفينة التي غرقت قبالة السواحل اليونانية وكان على متنها نحو 750 مهاجرا لم يتم إنقاذ سوى 104 منهم.
صورة من: Gianluca Chininea/AFP
عبء كبير على أوروبا
يشكل اللاجئون عبئا كبير على الدول الأوروبية، وهو ما يدفعها للتشدد في هذا الملف والبحث عن حلول وسياسة لجوء مشتركة. وبعد مفاوضات طويلة واجتماعات ماراثونية توصل وزراء داخلية الدول الأعضاء إلى صيغة للإصلاح الشامل لإجراءات اللجوء وملف الهجرة المطروحة منذ سنوات.
صورة من: Darko Vojinovic/dpa/AP/picture alliance
البحث عن شراكات في شمال أفريقيا
يسعى الاتحاد الأوروبي إلى الاتفاق والتوصل إلى شراكات مع دول شمال أفريقيا ويخوض مفاوضات صعبة مع تلك الدول، ويحاول تقديم مساعدات وإغراءات مالية لتلك الدول بغية إقناعها بالتعاون مع أوروبا في التصدي للهجرة غير الشرعية وتدفق المهاجرين. وفي هذا السياق عرض الاتحاد الأوروبي مساعدات بأكثر من مليار يورو على تونس.
صورة من: Italian Premier Office/AP/picture alliance
عبور السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا
السياج الحدودي بين المغرب وإسبانيا يشهد دائما محاولات عبور مستمرة، بعضها جماعية مثلما حدث الصيف الماضي حين حاول مئات المهاجرين عبور السياج الحدودي من المغرب إلى جيب مليلة الإسباني في 24 حزيران/ يونيو 2022، وتصدت لهم قوات الأمن وقتل ما لا يقل عن 37 مهاجرا.
صورة من: Javier Bernardo/AP/dpa/picture alliance
استمرار مأساة اللاجئين السوريين
ورغم مرور 12 عاما على الأزمة السورية ونزوح وملايين السوريين من ديارهم، لا يزال الملايين ينتظرون العودة من مخيمات اللجوء ولاسيما في لبنان والأردن وتركيا إلى ديارهم. فيما يحاول كثيرون منهم عبور الحدود اليونانية التركية للوصول إلى أوروبا.
إعداد: عارف جابو