عدد متزايد من أطباء دول شرق أوروبا يهاجرون إلى ألمانيا
١٧ يناير ٢٠١٣ تقدم المعلمة هانا كريزيه في دار لوسي رومبيرغ في مدينة مارل دروساً لتعلم اللغة الألمانية، بينها دروس مخصصة لأطباء من رومانيا وألبانيا وروسيا يريدون العمل في ألمانيا. ودار لوسي رومبيرغ هي مركز تعليمي تابع لمنظمة رعاية العمال الخيرية يتيح المشاركين في الدروس الفرصة للتعرف على المصطلحات المتعلقة بمهنة الطب والتمريض وعمل المستشفيات في ألمانيا.
"الأطباء والممرضون من شرق أوروبا وجنوب شرقها يتمتعون بمستويات مهنية عالية، إلا أن من المهم أيضاً إجادة اللغة الألمانية"، كما يقول سيلفيو فون إنتريس مدير شركة المساهمة ميديونايتيد أكاديمي، وهي إحدى الشركات الألمانية الكثيرة المتخصصة في التوسط للمستشفيات بأطباء أجانب وعمال فنيين أجانب آخرين في المجال الطبي. والدول الرئيسية التي يأتون منها، هي دول جنوب شرق أوروبا مثل رومانيا واليونان وكرواتيا وألبانيا وكوسوفو والبوسنة ودول شرق أوروبا مثل بولندا وروسيا. ومنذ حصول أزمة اليورو يأتون من إسبانيا أيضاً.
شهادات الأطباء الأجانب معترف بها
مطلع نيسان/ أبريل 2012 صدر في ألمانيا قانون ينص على الاعتراف بشهادات الأهلية المهنية التي يتم منحها في الخارج. وهذا يعني على العكس مما كان الحال عليه قبل ذلك، فرخصة السلطات المختصة لممارسة مهنة الطب لا تتوقف على جنسية الطبيب المعني. إلا أنه على العكس من الأطباء من دول الاتحاد الأوروبي الذين لا ينبغي عليهم أن يبرهنوا على أنهم يجيدون اللغة الألمانية، يجب على الأطباء من خارج الاتحاد الأوروبي أن يشاركوا أيضاً في امتحان طبي إضافي تتم فيه مراجعة ما إذا اختلف التدريب في تخصصهم الطبي المعني الذي تلقوه في دولهم، جذرياً عن مثيله في ألمانيا.
علاوة على ذلك يجب على الأطباء من خارج منطقة دول شينغن أن يقدموا طلباً للحصول على تأشيرة تسمح لهم بالعمل كطبيب. "هذا يعني أنه يتم البحث أولاً عن عمل للطبيب المعني قبل بدء عملية الاعتراف به كطبيب متخصص". وقبل الامتحان الطبي الإضافي يمر الأطباء الأجانب في معظم الحالات بمرحلة تكيف تحضيرية. "يُسمح لهم بالعمل في هذه المرحلة، وذلك تحت إشراف دائم من طبيب كان قد حصل على رخصة السلطات المختصة للعمل كطبيب متخصص"، يقول فون إنتريس.
فرص تأهيل كبيرة
ليس من الضروري على كل حال تعلم اللغة الألمانية في ألمانيا، فعدد متزايد من الوسطاء ينظمون دورات لغوية لأطباء أجانب في أوطانهم. وبعد إكمالها تتاح لهم الفرصة للمشاركة في دورات في ألمانيا، كما هو الحال في مدينة مارل الرومانية.
يشارك في الدورة الحالية بمارل طبيب وطبيبة من رومانيا أيضاً. وهما أندريا روغوزيانو وليونارد فاسيلاتشيه. "لدينا عمل في رومانيا، إلا أن راتبنا منخفض جداً"، تقول روغوزيانو لتبرير قرارها بالهجرة إلى ألمانيا. وينطبق ذلك أيضاً على روبين كولي وألتين بيلا من ألبانيا. إلا أن جميع المشاركين في الدورة لا يريدون العمل في ألمانيا فقط، وإنما التدرب على تخصص طبي أيضاً. "ليست الرواتب فقط أفضل هنا مما هو الحال في بلدي، وإنما فرص التأهيل أيضاً"، يقول أشوت غيفوركوف الذي يعمل منذ 12 عاماً كجراح في سانت بطرسبرغ.
الهجرة إلى ألمانيا للبقاء فيها
تتاح للأطباء الأجانب في فترة الدورات اللغوية في مارل أيضاً الفرصة للتعرف على عمل مستشفيات المدينة. "يعود ذلك بالفائدة على كل من الجانبين، فالمسؤولون في المستشفيات يستطيعون التعرف على الأطباء الأجانب ويستطيع الأطباء الأجانب من جهتهم أن يبرهنوا على قدراتهم المهنية بدون الشعور بالتعرض لضغوط كما هي قائمة عادة عند تقديم طلب للعمل"، يقول فون إنتريس.
يبدو أن هذا منهج فعال، فجميع الأطباء الأجانب الذين أكملوا حتى الآن دورة لغوية في مارل، حصلوا على عمل في ألمانيا.