تتلقى المحاكم الإدارية في ألمانيا عددا متزايدا من القضايا التي رفعوها ضد السلطات؟ فما أسبابها؟ وما الأحكام الصادرة فيها؟
تتعلق القضايا المعروضة على القضاء بأشخاص حصلوا على تعهدات بالاستقبال في ألمانيا بسبب تعرضهم لتهديدات خاصة، إلا أن كثيرا منهم ينتظرون منذ أشهر في باكستان الحصول على تأشيرات دخول.صورة من: Michael Matthey/AFP
إعلان
نجح العديد من الأفغان الحاصلين على تعهدات بالاستقبال في ألمانيا في تحقيق تقدم في مجال الدعاوى القضائية التي أقاموها ضد الحكومة الألمانية، حسبما أفادت المحكمة الإدارية في كل من برلين ومدينة أنسباخ بولاية بافاريا لوكالة الأنباء الألمانية.
إعلان
التعهدات بالاستقبال
وتتعلق القضايا بأشخاص مشمولين بما يعرف ببرنامج الاستقبال الاتحادي الألماني، والذين حصلوا على تعهدات بالاستقبال في ألمانيا بسبب تعرضهم لتهديدات خاصة، إلا أن كثيرا منهم ينتظرون منذ أشهر في باكستان الحصول على تأشيرات دخول.
ومنذ منتصف مايو/أيار الماضي، تلقت المحكمة الإدارية في برلين ما لا يقل عن 117 طلبا عاجلا، حكم في 49 منها لصالح مقدمي الطلبات.
وألزمت المحكمة في تلك القرارات الحكومة الألمانية غالبا بمنح التأشيرات، وفي بعض الحالات باتخاذ قرار فقط. وتم رفض 18 طلبا عاجلا، فيما بقي 41 طلبا مفتوحا حتى 31 أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وأوضح متحدث باسم المحكمة أن الأرقام قد لا تكون كاملة.
وفي 14 حالة، هددت المحكمة الحكومة الألمانية بفرض غرامة قدرها 10 آلاف يورو، بسبب عدم تنفيذها للأحكام القضائية، إلا أنه لم يتم فرض الغرامة فعليا حتى الآن، بحسب المعلومات المتوفرة.
سحب وإلغاء موافقات الدخول
لم تصدر وزارة الخارجية التأشيرات في جميع الحالات التي ألزمت فيها بذلك قضائيا، حيث قام المكتب الاتحادي الألماني لشؤون الهجرة واللاجئين في بعض الحالات بسحب أو إلغاء موافقات الدخول. وقالت المحكمة: "بهذا يسحب عمليا الأساس القانوني لحق التأشيرة الخاص بمقدمي الطلبات".
ونفت وزارة الداخلية الألمانية، المسؤولة عن المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين، وجود علاقة بين هذه الإجراءات، وقالت متحدثة باسم الوزارة: "يتم فحص سحب أو إلغاء تعهد بالاستقبال ضمن برنامج الاستقبال الاتحادي لأفغانستان بشكل مستقل عن الإجراءات القضائية سواء العاجلة منها أو المنتظمة المتعلقة بمنح التأشيرات، ولا يمكن استبعاد تزامن إجراءات الإلغاء مع تقديم طلبات عاجلة للحصول على التأشيرة".
وقد رفع بعض المتضررين دعاوى أمام المحكمة في محكمة أنسباخ، نظرا لوجود مقر المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين في مدينة نورنبرغ القريبة منها.
المخاوف الأمنية
وفي ثلثي هذه القضايا، برر المكتب الاتحادي لشؤون الهجرة واللاجئين سحب الموافقة بوجود مخاوف أمنية تجاه الأشخاص المعنيين، إلا أن المحكمة حكمت لصالح المدعين في 90% من هذه الحالات.
وفيما يتعلق بالثلث الآخر، فقد تم سحب الموافقة بدعوى عدم وجود اضطهاد في بلد المنشأ أو زواله، وقد حكمت المحكمة ضد المكتب الاتحادي في جميع هذه القضايا العاجلة، وفقا لبيانات متحدث باسم محكمة أنسباخ. وقد تم إنهاء معظم هذه القضايا البالغ عددها نحو 30 بعد قبول الطرفين لقرار المحكمة في الإجراءات العاجلة، ولم يحال سوى عدد قليل منها إلى إجراءات رئيسية.
وكانت الحكومة الألمانية الجديدة أوقفت برنامج الاستقبال الخاص بالأفغان المعرضين للخطر في مايو/أيار الماضي. وعرضت الحكومة مؤخرا على بعض هؤلاء مبلغا ماليا مقابل خروجهم من البرنامج. ولا تزال العديد من الأسر الأفغانية تنتظر منذ أشهر أو حتى سنوات في باكستان للحصول على تأشيرة دخول إلى ألمانيا.
تحرير: وفاق بنكيران
بالصور: مئات الآلاف من الأفغان في مواجهة الترحيل
في إطار التهديد بترحيل جماعي من باكستان، غادر أكثرمن 200.000 أفغاني بالفعل البلاد في جنوب آسيا. وفي أفغانستان يتهدد العائدين البرد والجوع ومختلف الخدمات الأساسية.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
وصول الآلاف إلى مرفأ حدودي
وصل الآف الأشخاص إلى منطقة تورخام الحدودية شمال غرب باكستان بعد أن بدأت السلطات الباكستانية بنقل الأفغان الذين ليس لديهم أوراق رسمية صالحة إلى معسكرات لترحيلهم. وتستضيف باكستان حوالي أربعة ملايين شخص من أفغانستان. وبحسب البيانات الحكومية هناك 1.7 مليون أفغاني يقيمون بشكل غير قانوني في البلاد.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
مستقبل غير آمن
بعد استعادة حكم طالبان مرة أخرى في عام 2021، هرب حوالي 600.000 أفغاني إلى البلد المجاور. وكان عشرات الآلاف من الأشخاص قد غادروا بالفعل أفغانستان خلال النزاعات في السبعينيات والثمانينيات وذهبوا إلى باكستان وأنجبوا أطفالهم هناك. كما أن الكثيرين من هؤلاء لم يزوروا أبدًا بلد آبائهم.
صورة من: Esmatullah Habibian/Middle East Images/abaca/picture-alliance
شاحنات تغص بالأمتعة والعائلات
عائلات أفغانية على متن شاحنات تنتظر على الحدود الباكستانية قبل السماح بدخولها إلى الوطن الأم. وقد أفادت وكالات الأمم المتحدة عن زيادة حادة في عدد الأفغان العائدين إلى ديارهم منذ أن شنت باكستان حملة قمع ضد الأشخاص الذين يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني.
صورة من: Muhammad Sajjad/AP/dpa/picture alliance
الخوف من العودة
أقامت الحكومة في كابول مخيمين على الجانب الأفغاني من تورخام لاستيعاب هذه الأعداد الكبيرة من الأشخاص. وقد حددت حكومة إسلام آباد مهلة للأفغان انتهت في أكتوبر/ تشرين الأول. ويقول القرار الباكستاني على أنه يجب على المهاجرين غير الشرعيين مغادرة البلاد بحلول 1 نوفمبر/ تشرين الثاني. ومع ذلك يخشى العديد منهم العودة إلى البلاد التي هربوا منها.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
تحت سيطرة طالبان
يقوم مقاتلو طالبان بحراسة مكتب تسجيل للوافدين الجدد من باكستان. وقد حذرت منظمة "مراسلون بلا حدود" من أن حوالي 200 من الأفغان العاملين في وسائل الإعلام معرضون لخطر الترحيل. وبعد استيلاء طالبان على السلطة، هرب العديد من الصحفيين خارج البلاد إلى باكستان خوفًا من التضييق عليهم وملاحقتهم.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
ظروف حياة سيئة للعائدين
تعبر العديد من منظمات الإغاثية الدولية عن الوضع الصعب للعديد من الأفغان الذين تم ترحيلهم من باكستان إلى منطقة الحدود بين البلدين. ويفتقر الجانب الأفغاني من الحدود إلى مأوى، وإمدادات غذائية، ومياه الشرب، ووسائل التدفئة ومرافق النظافة. والعديد من الأشخاص يجدون أنفسهم مضطرين للنوم في العراء.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
مواقد نيران للتدفئة
في الليل تنخفض درجات الحرارة إلى أقل من عشر درجات مئوية. ولا يمكن للنازحين الحصول على بعض التدفئة إلا من خلال مواقد نيران صغيرة في العراء. قرار باكستان بترحيل الأفغان يثير انتقادات شديدة. وتحذر مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين (UNHCR) من كارثة إنسانية في فصل الشتاء القادم، لاسيما وأن العديد من العائلات ليس لديها مكان يمكنها العودة إليه في أفغانستان.
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance
انتظار المجهول
حثت منظمة الحماية للاجئين "برو آزيل" الحكومة الألمانية على استضافة الأفغان المهددين . وقالت أليما أليما، المسؤولة عن قضية أفغانستان: "اضطر العديد من الأشخاص إلى الفرار إلى باكستان بحثا عن إجراءات الاستقبال في ألمانيا وبلدان أخرى. ويجب على وزارة الخارجية العمل على إخراجهم بسرعة".
صورة من: Ebrahim Noroozi/AP Photo/picture alliance