1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عدم الانضباط سبب فشل بعض المنتخبات الإفريقية في المونديال

هـ د ( د ب أ ، رويترز، أ ف ب )٢٩ يونيو ٢٠١٤

ترك المنتخبان الكاميروني والغاني انطباعا سيئا في مونديال البرازيل بسبب غياب الانضباط والخلافات الداخلية التي شهدتها بعثة المنتخبين، بينما كانت الروح الجماعية والتفاني سر نجاح الجزائر ونيجيريا في الدور الأول لكأس العالم.

صورة من: picture alliance/dpa

نجح منتخبان إفريقيان من أصل خمسة شاركت في نهائيات كأس العالم في التأهل لدور ثمن النهائي للبطولة. فبينما كسبت الجزائر ونيجيريا الرهان، ودعت غانا وساحل العاج والكاميرون مونديال البرازيل من بابه الضيق وأقصيت في الدور الأول من المنافسات.

ولم يكن النقص في الإمكانيات والمؤهلات الفنية هو السبب وراء خروج المنتخبات الإفريقية من العرس الكروي العالمي، فغانا تعج بالنجوم التي بإمكانها التفوق على أفضل خطوط الدفاع في العالم ولعل أبرز مثال على ذلك هو إحراج لاعبي غانا للمنتخب الألماني العريق في ثاني مباريات الدور الأول، عندما أجبروا رفاق مولر على التعادل بهدفين لمثلهما. كما أن منتخب ساحل العاج يضم في صفوفه لاعبين كبار يلعبون في أقوى الدوريات الأوروبية مثل القائد ديديه دروجبا وسالمون كانو ويحي توري والقائمة طويلة. غير أن غياب الانضباط والتركيز بشكل كبير على التعويضات والمستحقات المالية أفقد اللاعبين الأفارقة التركيز المطلوب في منافسة كبيرة مثل كأس العالم وجعلهم يتركون انطباعا غير لائق في هذا المحفل الكروي الكبير، مثلما حصل مع بعض لاعبي غانا والكاميرون وقبل ذلك مع منتخب ساحل العاج.

الكاميرون وغانا يتركان انطباعا سيئا في البرازيل

بدت رحلة الكاميرون في مونديال البرازيل محكوم عليها بالفشل منذ البداية. فقد تأخر سفر الفريق من بلاده إلى البرازيل بسبب إضراب من أجل إجبار اتحاد كرة القدم المحلي على دفع المزيد من المال للاعبين. وقد تسببت تلك المشاكل في هزيمة الكاميرون في أول مباراتين له في مونديال البرازيل أمام المكسيك ثم كرواتيا، لتصبح أول دولة تودع المنافسة بشكل رسمي. وتفاقمت خيبة الأمل بعد النطحة التي وجهها بنوا اسو ايكوتو لزميله بنيامين موكاندجو قرب نهاية المباراة الثانية وهو ما أضاف حلقة جديدة للعديد من نزاعات اللاعبين في الماضي. كما حصل لاعب الوسط المحوري الكسندر سونغ على بطاقة حمراء لا داعي لها ليصبح سابع لاعب كاميروني يتم طرده في 19 مباراة بكأس العالم. وليودع بذلك منتخب الأسود، التي تحولت إلى أشباح في نظر الكثيرين، البطولة ويخرج صفر اليدين في أسوء مشاركة له في المونديال.

أما غانا التي تعد نظريا من أقوى منتخبات أفريقيا من حيث المستوى وقيمة لاعبيها، فقد حاصرتها المشاكل وجعلت منتخب "النجوم السوداء" لا يظهرون بمستواهم الحقيقي. فاللاعبين هددوا بالإضراب في حال عدم حصولها على مستحقاتهم المالية، وهو ما دفع رئيس غانا إلى إرسال الأموال نقدا عبر طائرة خاصة، هذا بالإضافة إلى مشكلة الثنائي كيفن برنس بواتينغ وسولى مونتارى اللذان طردا من المعسكر في البرازيل على خلفية سوء السلوك. إذ يبدو أن مونتاري صفع أحد أعضاء اللجنة التنفيذية في الاتحاد الغاني لكرة القدم، في حين شتم بواتينغ المدرب ابياه خلال حصة تدريبية، وكانت النتيجة احتلال غانا مؤخرة الترتيب بالمجموعة السابعة، وخيبة آمال الملايين من عشاق كرة القدم في إفريقيا، الذين كانوا يمنون النفس بأن تمثلهم غانا أحسن تمثيل في مونديال البرازيل وأن تحقق على الأقل نفس إنجاز مونديال جنوب إفريقيا، عندما بلغت مباراة ربع النهائي وانهزمت فيها بصعوبة أمام أوروغواي.

مباراة غانا الأخيرة أمام البرتغالصورة من: Reuters

الانضباط والروح الجماعية سر نجاح الجزائر

بعد خروج الكاميرون وغانا وساحل العاج من كأس العالم، أصبحت آمال الكرة الإفريقية معلقة على نيجيريا والجزائر. وبالرغم من أن أغلب لاعبي المنتخب الجزائري يلعبون في الخارج فإنهم أبدوا تفان كبير في الدفاع عن راية بلادهم. وأجمع المراقبون على أن الروح القتالية والتفاني كانا من العوامل الرئيسية لتأهل محاربي الصحراء لدور الثمن النهائي. وقد أكد مدرب الفريق وحيد خليلوجيتش على ذلك وقال بعد تعادل فريقه أمام روسيا "أحب كمدرب أن أرى فريقي يقاتل بهذه الطريقة". وأضاف بأن الجزائر لعبت بالقلب وبالإرادة.

من جانبه أكد اللاعب بوقرة أن الفريق استحق التأهل لأن كل لاعب بذل كل ما بوسعه. وأضاف أن روح الفريق ظهرت في اللحظات الصعبة وأن حماس اللاعبين وثقتهم بأنفسهم كانت وراء تحقيق التعادل في الشوط الثاني من مباراة روسيا رغم التأخر بهدف في الشوط الأول أمام فريق كبير. وأوضح بوفرة أن جميع اللاعبين كانوا يدركون المسؤولية الكبيرة الملقاة على عاتقهم وكانوا في قمة التركيز ولهذا نجحوا في عبور هذا الاختبار الصعب وساعدهم على هذا الفوز الكبير الذي حققوه على كوريا الجنوبية في المباراة الماضية.

ويراهن المنتخب الجزائري على نقاط قوته المتمثلة في روح المسؤولية والانضباط في مواصلة المشوار. وسيلاقي في دور ثمن النهائي منتخب ألمانيا، وهو ما يثير الحديث مجددا عن بطولة كأس العالم في عام 1982، حينها فاز فريق الجزائر على كل من ألمانيا وشيلي، إلا أنه خرج من البطولة نتيجة ما اعتبره الكثيرون “مؤامرة” من جانب ألمانيا والنمسا، واتفاق الفريقين على أن تنتهي المباراة بينهما بفوز ألمانيا بهدف واحد ليصعدا على حساب الجزائر. وبعدها قرر الاتحاد الدولي أن تجري المباريات الأخيرة في دوري المجموعات في نفس التوقيت لتجنب أية إمكانية للاتفاق على النتائج. وأعاد خليلوفيتش، مدرب الجزائر، للأذهان كل هذا الجدل عندما قال بعد تأهل فريقه للدور الثاني من المونديال إن الجزائريين لم ينسوا بعد الغضب بسبب خروج فريق بلادهم من بطولة 1982.

فرحة مستحقة للمنتخب الجزائريصورة من: Reuters

نيجيريا تتغلب على مشاكلها المادية قبل مواجهة فرنسا

اعتاد منتخب نيجيريا بنجومه الكبار ولعبه الجماعي الجميل على الإمتاع في كأس العالم وهو ما أكده في نسخة هذا العام أيضا، بعد أن تعادل مع إيران وفاز على البوسنة وانهزم بصعوبة أمام العملاق الأرجنتين ليضمن تأهله لثمن النهائي. وبخلاف المنتخبين الكاميروني والغاني، ساد الانضباط في أوساط الفريق النيجيري وارتفع أداء اللاعبين من مباراة إلى أخرى وهو ما جعلهم يحرجون رفاق ميسي في المباراة الأخيرة من دور المجموعات التي قدموا فيها أداء كبيرا رغم الهزيمة بثلاثة أهداف لهدفين. و زاد من قوة نيجيريا في الدور الأول تألق لاعبين جدد مثل المهاجم أحمد موسى الذي لفت إليه الأنظار في المباراة الأخيرة أمام الأرجنتين وسجل هدفين جميلين وهو ما جعل ناديي ليفربول ومانشستر سيتي يهتمان بضمه لصفوفهما.

بيد أن التركيز على الأمور المادية وتشبث اللاعبين الأفارقة بالحصول على تعويضاتهم المالية كاد يقصف بمواصلة مشوار المنتخب النيجيري في مونديال البرازيل، حيث رفض اللاعبون النيجيريون مواصلة التدريب استعدادا لمواجهة فرنسا في دور الثمن النهائي قبل الحصول على كل التعويضات المالية التي وعدوا بها من طرف الاتحاد النيجيري لكرة القدم. لكن المياه عادت بعد ذلك إلى مجاريها واستأنف اللاعبون النيجيريون تدريباتهم بعد حل النزاع المالي مع اتحاد الكرة النيجيري. وفي هذا الصدد صرح يوبو لموقع (كيك أوف نيجيريا دوت كوم) بأن الفريق يركز حاليا على المباراة المرتقبة مع فرنسا يوم الاثنين المقبل. وقال يوبو "أستطيع أن أقول لكم باعتباري قائدا للفريق أن المنتخب النيجيري سوف يسافر إلى برازيليا اليوم وسنتدرب من أجل الاستعداد لمواجهة فرنسا". وكان لاعبو الفريق قد طالبوا بالحصول على 30 ألف دولار تمنح لكل لاعب كمكافأة عن التأهل إلى دور الستة عشر لكأس العالم.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW