عراك بالأيدي في البرلمان الأردني لدى مناقشة تعديلات دستورية
٢٨ ديسمبر ٢٠٢١
نشب خلاف وعراك بالأيدي في جلسة للبرلمان الأردني بعد مناقشة تعديلات دستورية مقترحة من ضمنها إضافة كلمة "الأردنيات" إلى جانب كلمة "الأردنيون"، وتدخل نواب آخرون للتهدئة، فيما غادر رئيس المجلس القاعة وقرر رفع الجلسة.
إعلان
وقعت مشادات كلامية وعراك بالأيدي أثناء جلسة لمجلس النواب الاردني الثلاثاء (28 كانون الأول/ديسمبر 2021) خصصت لمناقشة مشروع لتعديل الدستور اقترحته الحكومة، ما حدا برئيس المجلس الى رفع الجلسة.
ومن بين التعديلات الدستورية المقترحة إضافة كلمة "الأردنيات" إلى جانب كلمة "الأردنيون" في المادة الأولى من الدستور وإنشاء "مجلس الأمن القومي" و"تقليص مدة رئاسة مجلس النواب لسنة واحدة بدلا من سنتين" وتخويل الهيئة المستقلة للانتخابات للنظر بطلبات تأسيس الأحزاب بدلا من وزارة التنمية السياسية والشؤون البرلمانية إضافة إلى تمكين ربع أعضاء مجلس النواب، البالغ مجموعهم 130 نائبا، طلب التصويت على الثقة بالحكومة بدلا من 10 أعضاء.
حصلت مشادات كلامية بين رئيس المجلس عبد الكريم الدغمي وعدد من النواب عندما بدأت مناقشة الفقرة الأولى المتعلقة بإضافة كلمة "الأردنيات" حيث رأى عدد من الأعضاء إنه ليست هناك حاجة لإضافة هذه الكلمة للدستور الأردني الصادر عام 1952. كما أعترض نواب آخرون على طريقة إدارة الجلسة.
وقال النائب رائد سميرات في مداخلته "لا يجوز تشويه اللغة العربية ... هذا عيب علينا (كلمة) الأردنيون (الواردة في الدستور) تشمل جميع الفئات"، ما أثار غضب رئيس المجلس الذي طالبه بالاعتذار فورا قائلا له "بلاش كلمة عيب هذه قبة لها وقار وشريفة... هذه الكلمة تحكيها في السوق مش هون".
كما طلب النائب سليمان أبو يحيى الذي توجه للرئيس الدغمي، رفع الجلسة، الا أن الرئيس رفض ذلك ليرد عليه أبو يحيى "انت مش عارف إشي" الكلمة التي أغضبت الدغمي ودعته لطرده من الجلسة قائلا له "أخرس وأطلع برا".
الملكيات العربية.. دكتاتورية أم إصلاحية؟
في وقت تمر فيه عدة دول عربية ذات نظام جمهوري بأزمات واضطرابات، تشهد الدول العربية ذات الأنظمة الملكية استقراراً نسبياً. فهل يوظف الملوك العرب نظام الحكم الملكي للقيام بالإصلاح أم لتعزيز سلطاتهم الفردية؟
محمد السادس.. خطوات إصلاحية
قام ملك المغرب، محمد السادس، بخطوات إصلاحية. فقد جعل قانون الأسرة أكثر انفتاحاً، وأصبحت اللغة الأمازيغية في عهده لغة رسمية في البلاد. كما أنشأ "هيئة الإنصاف والمصالحة" بعد الحكم الاستبدادي في عهد أبيه، الحسن الثاني. وقد جاءت كثير من خطواته الإصلاحية بعد احتجاجات "الربيع العربي" التي بدأت في عام 2011. ويتهمه معارضون بأنه يعمل على تحويل الدولة إلى ملكية عائلية استبدادية.
صورة من: picture-alliance/abaca/L. Christian
عبدالله الثاني: ملك على دولة فقيرة
يقود ملك الأردن، الملك عبدالله الثاني، بلده -الذي يعتبر من أفقر البلدان العربية- في وقت تواجه فيه المملكة تحديات كبيرة. فخزائن الدولة فارغة وأزمة اللاجئين القادمين من الدول المجاورة تثقل كاهل ميزانية الدولة وقطاعاتها الخدمية. ويعمل الملك عبدالله الثاني من خلال أسلوبه المرن في الحوار على مواجهة الأصولية الدينية في المملكة.
صورة من: picture-alliance/dpa/I. Fassbender
سلمان بن عبدالعزيز وابنه: استبداديون
بعد أن عين الملك سلمان بن عبدالعزيز ابنه محمد ولياً للعهد، يحكم محمد بن سلمان المملكة العربية السعودية بيد من حديد. ورغم أن بن سلمان يعمل على انفتاح المملكة، على الأقل ثقافياً واجتماعياً، لكن هذا الانفتاح لا يشمل الجانب السياسي. وفي وقت يحاول فيه ولي العهد الشاب تحديث اقتصاد المملكة، إلا أنه يتمسك بقوة بالهيكل التقليدي للسلطة، وتوجه إليه اتهامات في قضية مقتل الصحفي خاشقجي.
صورة من: picture-alliance/abaca/B. Press
محمد بن زايد: رجل الإمارات القوي
رغم أن أخاه خليفة بن زايد هو رئيس دولة الإمارات، إلا أن ولي العهد محمد بن زايد هو الحاكم الفعلي لأبو ظبي.
ويعمل رجل الإمارات القوي إلى جانب السعودية ومصر، على محاربة الإسلام السياسي الذي يرونه تهديداً وجودياً لبلدانهم والمنطقة. وتُتهم الإمارات وحلفاؤها بارتكاب انتهاكات لحقوق الإنسان في اليمن، بالإضافة إلى دعم قوات المشير حفتر في ليبيا، والمجلس العسكري في السودان.
صورة من: picture alliance/Photoshot
تميم بن حمد: أمير يحاصره الجيران
يقود أمير قطر، تميم بن حمد آل ثاني، إمارته الصغيرة في أوقات عصيبة، حيث يقاطعها جيرانها الخليجيون بسبب علاقاتها الجيدة مع إيران، كما يتهمونها بـ"دعم الإرهاب" في الشرق الأوسط. وتتمتع قطر بعلاقات وثيقة مع تركيا، كما أن لديها اتصالات مع حركة حماس في قطاع غزة.
صورة من: Getty Images/S. Gallup
البحرين.. الأولوية لحماية الملكية
تولى ملك البحرين حمد بن عيسى آل خليفة الحكم بعد وفاة والده عام 1999، بعد أن أصبح ولياً للعهد عام 1964 وعمره كان حينها 14 عاماً. في أوج أحداث "الربيع العربي" شهدت مملكة البحرين أحداثاً سياسية كادت أن تعصف بالأسرة المالكة لولا تدخل قوات درع الجزيرة. تأزم العلاقة مع المعارضة الشيعية وقمعها الشديد بالسجن والإعدامات، يضع الإصلاحات الموعودة على المحك في بلد يعيش تحت "عباءة" الشقيقة الكبرى: السعودية.
صورة من: picture alliance/dpa/R. Jensen
التوازن الصعب
أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح عمل وزيراً للخارجية لمدة 40 عاماً قبل أن يتولى السلطة عام 2006، بعد وفاة الشيخ جابر الأحمد الصباح. نُقل إليه العرش بسبب مرض الشيخ سعد العبد الله الصباح، الذي لم يتول العرش سوى لأسبوعين فقط. يقود الشيخ صباح الإمارة الصغيرة وسط عدم استقرار حكومي، وخارجياً بسياسة أقرب ما تتصف بـ "التوازن الصعب" في جوار مضطرب بسبب الصراع الإيراني السعودي.
صورة من: Getty Images/M. Wilson
السلطان بن قابوس: رجل التوازنات
منذ عام 1970 والسلطان قابوس بن سعيد يحكم سلطنة عمان بهدوء. وقد عمل على تطوير البلد الذي كان متخلفاً في السابق وجعله في حالة من الرخاء النسبي. وتوصف سلطنة عمان بأنها ليبرالية نسبياً، كما أنها تتوسط لحل العديد من الأزمات، مثل الأزمة الحالية بين الولايات المتحدة الأمريكية وإيران.
كرستين كنيب/ م.ع.ح
صورة من: Getty Images
8 صورة1 | 8
وقال عبد المنعم العودات رئيس اللجنة النيابية القانونية التي أقرت هذه التعديلات في كلمة خلال الجلسة التي بثها التلفزيون الأردني إن "إضافة كلمة الأردنيات إلى جانب كلمة الأردنيون في المادة الأولى من مشروع تعديل الدستور الأردني تهدف إلى المساواة في الحقوق والواجبات لكلا الطرفين".
وأضاف أن "اللجنة لا تقلل من حرص النواب على وطنهم ودستورهم"، موضحا أن "اللجنة استمعت إلى عدد من الخبراء حول التعديلات الدستورية".
ولم يتمكن العودات من إكمال كلمته بسبب المشادات والفوضى التي سادت قاعة المجلس ما حدا برئيسه إلى رفع الجلسة لمدة نصف ساعة.
لكن لدى استئناف الجلسة أظهر البث المباشر لقناة "المملكة" الحكومية اشتباكًا وعراكًا بالأيدي بين إثنين من النواب، فتدخل نواب آخرون لتهدئة الموقف فيما غادر رئيس المجلس القاعة. ورُفعت الجلسة إلى الأربعاء.
وُضع الدستور الأردني في الثامن من كانون الثاني/يناير من عام 1952 في عهد الملك طلال بن عبد الله بن الحسين ثاني ملوك الأردن وهو يتألف من 9 فصول و131 مادة وتم تعديله عدة مرات.
ز.أ.ب/ف.ي (أ ف ب)
تبادل اللكمات تحت قبة البرلمان
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Marusenko
عندما يصبح الخلاف عميقا بين ممثلي الشعب قد يتطور تبادل الرأي بالكلمات إلى الضرب المتبادل، وهذا ما حدث بين نواب أتراك في الشهر الماضي، حيث نقل اثنان منهم إلى المستشفى بعد خلاف شديد حول تشريع قانون يهدف إلى قمع المظاهرات.
صورة من: Getty Images/Afp/Adem Altan
في عام 2011 تحول جدل في البرلمان الكويتي بشأن المعتقلين في سجن غوانتانامو إلى عراك عنيف استخدم فيه العقال والعكاز والعصي، إضافة إلى تبادل اللكمات بين أعضاء المجلس.
صورة من: picture-alliance/dpa
بطل العالم في الملاكمة فيتالي كليتشكو كانت له تجربة في فن الملاكمة عام 2013، ولكن ليس في حلبة الملاكمة وإنما في برلمان بلده الأصلي أوكرانيا، بعد خلاف مع نواب الحزب الحاكم آنذاك بشأن تعيين رئيس البرلمان ورئيس الوزراء.
صورة من: picture-alliance/dpa/P. Terekhov
قد يكون البرلمان الأوكراني "الحلبة الأشهر" للملاكمة بين البرلمانيين في العالم، فقلما تمر دورة انتخابية دون حدوث ملاكمات وعراك بالأيدي بين ممثلي الشعب.
صورة من: dapd
النائب الأوكراني ميكولا بيتروك يتلقى الإسعافات الأولية بعد جدل وتبادل لكمات مع برلماني الحزب الحاكم آنذاك.
صورة من: dapd
"حلبة" أخرى للصراع بين البرلمانين. كان العراك هذه المرة بين برلماني الحكومة والمعارضة في تايوان عام 2013 بعد خلاف بشأن الإصلاحات الداخلية.
صورة من: picture-alliance/AP
للنساء أيضا حصتهن في في العراك والجدل العنيف داخل قبة البرلمان. هنا برلمانيات كوريا الجنوبية في عراك بالأيدي وتبادل اللكمات بعد استنفاذ جدلهن بالكلمات.
صورة من: Getty Images/Afp/Jung Yeon-Je
في البرلمان الياباني قد تتحول النقاشات والخلافات بسرعة إلى عراك بالأيدي وتبادل للكمات.
صورة من: Getty Images/Afp/Jiji Press
أحدهم يجره من قميصه وآخر يضرب. وسرعان ما قد يتطور الخلاف الإيديولوجي في بعض برلمانات العالم إلى صراع بـ"السلاح الأبيض".