1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عرب إسرائيل: خدمة مدنية بدل العسكرية

٤ يوليو ٢٠١٠

تشير الإحصاءات إلى تضاعف عدد الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل الذين يقبلون على أداء الخدمة المدنية بدلاً من العسكرية، وتحاول الحكومة الإسرائيلية دعم هذا الاتجاه لتحسين اندماج عرب إسرائيل في المجتمع.

قرار غرام سمارة من يافا أداء الخدمة المدنية قوبل بمزيج من الرفض والشك من قبل العائلة والأصدقاءصورة من: Viktoria Kleber

يؤدي حوالي 1300 من الفلسطينيين الذين يعيشون في إسرائيل والمعروفون باسم "عرب إسرائيل" الخدمة المدنية بدلاً من الخدمة العسكرية، ويقضون هذه الفترة كمتطوعين في المستشفيات أو في المدارس. ومن بين هؤلاء غرام سمارة، والتي عملت لمدة عام كمدرسة للكمبيوتر في أحد المدارس الابتدائية التي يزورها طلاب عرب ويهود بمدينة يافا. وتشير غرام إلى أنها قد استفادت من تجربتها في المدرسة وأنها قد تعلمت الكثير عن نفسها: "لم أكن أصدق بأن لدي كل هذا الصبر. وهناك كثير من الأمور تعلمتها حول الكمبيوتر أيضاً".

خدمة مدنية للاندماج


هذا وتشير مؤسسة الخدمة المدنية الإسرائيلية إلى تضاعف عدد عرب إسرائيل الذين يقبلون على أداء الخدمة المدنية تطوعاً في العامين الماضيين، إلا أن الساسة الإسرائيليين يسعون إلى المزيد، ليصبح عدد العرب الذين يؤدون الخدمة المدنية ممثلاً لنسبتهم من سكان إسرائيل. وفي هذا الصدد يقول سار شالوم جربي، مدير مؤسسة الخدمة المدنية، إن الهدف من دفع الشباب العرب لأداء الخدمة المدنية هو دمجهم في المجتمع الإسرائيلي، وتعرفهم على الجانب اليهودي من المجتمع، إضافة إلى تحسين فرصهم مستقبلاً في سوق العمل. ويضيف جربي قائلاًً: "إن الخدمة المدنية تعطي عرب إسرائيل الشعور بأنهم ليسوا مواطنين من الدرجة الثانية، وبأن المجتمع بحاجة إليهم".

في السابق اعتبرت الخدمة المدنية البديل لرافضي الخدمة العسكرية في إسرائيل، أما العرب فكانوا محرومين من أدائهاصورة من: AP

إلا أن الحال لم يكن دائماً كذلك، فمنذ حوالي ثماني سنوات أقرت الحكومة الإسرائيلية العمل بالخدمة المدنية، والتي كانت في السابق بديلاً لرافضي الخدمة العسكرية، ومعظمهم من اليهود المتدينين. أما عرب إسرائيل فلم يكن بإمكانهم أداء الخدمة المدنية، لأنهم كانوا معفيين من الخدمة العسكرية. إلا أن الحكومة اليوم بدأت بحملة لتوعية الشباب العرب بالخدمة المدنية وإقناعهم بأدائها. يضاف إلى ذلك الحوافز المالية التي توفرها الحكومة لمن يقرر أداءها، وهو العامل الأكثر جذباً لعرب إسرائيل.

ضمان للولاء أم تعزيز للمساواة؟

وقرار غرام سمارة أداء الخدمة المدنية بعد إنهائها الدراسة الثانوية لم يكن سهلاً، إذ أن عائلتها لم تكن متحمسة لهذا القرار، وبالرغم من وقوفهم خلفها فيما بعد، إلا أن أصدقاءها نصحوها بعدم المضي قدماً بهذا القرار، بحجة أن المرء لا يخدم بلداً لا تعطيه حقوقه الكاملة. وحتى الساسة العرب داخل إسرائيل ينتقدون الخدمة المدنية ويقولون بأن على الشباب العرب الانخراط في النشاطات الاجتماعية أو التطوعية، لكن ليس تحت رقابة حكومية إسرائيلية، لخوفهم من "أسرلة" هؤلاء الشباب وتحويلهم إلى جزء من آلة الحرب الإسرائيلية، بحسب حنين الزعبي، عضوة البرلمان الإسرائيلي "الكنيست" عن حزب التجمع الديمقراطي الوطني. وتضيف الزعبي قائلة: "إسرائيل لا تهتم بالمساواة في المجتمع. همها الوحيد هو ضمان ولائنا لها".

إلا أن ولاء عرب إسرائيل الذين يؤدون الخدمة المدنية مضمون قبل قرارهم أداءها، ذلك أن علاقتهم بالدولة العبرية علاقة إيجابية، كما يشير البروفسور سامي سموحا من جامعة حيفا، والذي يطالب بتشجيع العرب الذين لا تربطهم صلات بالسكان اليهود أو من ينتقدونهم على أداء الخدمة المدنية، وهو ما قد يحقق أهداف الاندماج المنشودة.

وبالنسبة للبروفسور سموحا فإن هذا المشروع يعد خطوة على الطريق الصحيح في اتجاه المساواة بين العرب واليهود في إسرائيل، إلا أنه لا ينتظر من الحكومة الإسرائيلية المزيد من المبادرات، ذلك أن الائتلاف الحاكم منقسم إلى عدة تكتلات مختلفة الآراء فيما يتعلق بموضوع عرب إسرائيل، مضيفاً أن الحكومة "في الأساس لم تقم بأي شيء سوى استئناف سياسة مريبة للغاية تجاه العرب".

الكاتبة: فيكتوريا كليبر/ ياسر أبو معيلق

مراجعة: عماد مبارك غانم

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW