تخلى عريس وعروسه في تركيا عن مأدبة زفافهما الفخمة وفضلا استغلال المال لتوفير طعام لنحو أربعة آلاف لاجئ سوري في حفل زواجهما بمدينة كيليس الحدودية التركية، التي لجأ إليها آلاف السوريين، هرباً من الحرب المستعرة هناك.
إعلان
في حفل زفافهما بمدينة كيليس، الواقعة بالقرب من الحدود التركية مع سوريا، البلد الذي مزقته الحرب لسنوات، تخلى الشاب التركي فتح الله أوزومجولو وعروسه التركية إسراء بولات عن مأدبة الزفاف الفخمة وفضلا استغلال المال لتوفير طعام لنحو أربعة آلاف لاجئ سوري، وفق ما نشرت مواقع إلكترونية عالمية مثل "واشنطن بوست" و "تلغراف" و "شبيغل". وكان عشرات آلاف اللاجئين السوريين قد فروا إلى بلدة كيليس التركية.
اللاجئون السوريون: بحث شاق عن فرص العيش
منذ مارس 2011 اضطر نحو ثلث مواطني سوريا إلى مغادرة منازلهم بسبب الحرب . وتشير البيانات إلى أن أكثر من 8ر2 مليون سوري فروا إلى خارج البلاد في حين يقدر عدد النازحين داخل سوريا بنحو ستة ملايين ونصف مليون شخص.
صورة من: picture alliance/AP Photo
تجاوز عدد اللاجئين السوريين في لبنان حاجز مليون شخص وفقا لمفوضية شؤون اللاجئين الأممية. وبذلك أصبح لبنان البلد الأكثر كثافة في العالم من حيث عدد اللاجئين مقارنة مع عدد سكانه.
صورة من: picture alliance/AP Photo
لا تقتصر معاناة اللاجئين على مشاكل السكن أو النقص في إمدادات المواد الغذائية فحسب. البرد القارس في فصل الشتاء يشكل أيضا تحديا بالنسبة للدول المستقبلة للاجئين ولمنظمات الإغاثة.
صورة من: Reuters
يمتد مخيم الزعتري شمالي الأردن على مساحة شاسعة ويعيش فيه أكثر من 80 ألف لاجئ. الارتفاع الكبير في عدد اللاجئين كان السبب الرئيس في أقامة مخيم ثان وهو مخيم الأزرق.
صورة من: Reuters
تمتد الحدود السورية التركية على مسافة 900 كيلومتر تقريا. وبسبب المعارك العنيفة في بلدة كوباني الحدودية لجأ آلاف السوريين إلى تركيا، حيث تجاوز عددهم حاجز المليون ونصف مليون لاجئ منذ عام 2011.
صورة من: Getty Images/Gokhan Sahin
أعلنت ألمانيا صيف عام 2013 عن استقبال خمسة آلاف لاجئ سوري ورفعت من عددهم نهاية العام إلى نحو عشرة آلاف لاجئ. ويطالب نشطاء حقوق الإنسان الدول الأوروبية باستقبال المزيد من اللاجئين لتقليل العبء عن الدول المجاورة لسوريا.
صورة من: picture-alliance/dpa
بسبب احتدام المعارك في بلدة كوباني يتوجه مئات السوريين يوميا إلى كردستان العراق. ومع اقتراب فصل الشتاء هناك مخاوف من عدم التمكن من توفير الاحتياجات الضرورية اللاجئين هناك.
صورة من: DW/H. Gee
لا تؤيد مصر فكرة إقامة مخيمات للاجئين السوريين على أراضيها. حوالي 104 ألف لاجئ سوري يقيمون هناك في مساكن عادية. وفي مدينة العبور (محافظة القليوبية) وحدها تعيش أكثر من 250 عائلة سورية .
صورة من: picture alliance/Pau Rigol
تحتل السويد المركز الأول في قائمة الدول التي يفضل اللاجئون السوريون التوجه إليها، لاسيما وأن السلطات هناك تمنح السوريين فرصة الإقامة الدائمة بشكل مباشر. الكاتبة/ ابتسام فوزي
صورة من: Fotolia/Maimento
8 صورة1 | 8
ونشرت الجمعية الخيرية التركية "كيمسِه يوك مو" (KYM)، التي أشرفت على توزيع الطعام، صوراً على حسابها في "تويتر" للعريس وعروسه وهما يوزعان الطعام على اللاجئين، في خبر انتشر كالنار في الهشيم في وسائل الإعلام الإلكترونية. وقد لامست هذه اللفتة شغاف قلوب الكثير من الناس، خصوصاً اللاجئين الذين كثيراً ما قوبلوا باللامبالاة والرفض والعداء. ووصف موقع "واشنطن بوست" فعل العريس وعروسه بأنه "هدية لا تصدق" لللاجئين.
وقالت متحدثة باسم الجمعية الخيرية التركية إن فكرة توزيع طعام الزفاف غير المألوفة صدرت عن والد العريس، الذي يسهم أيضاً في أعمال الجمعية الخيرية. وقالت إن الرجل كان مقتنعاً بعدم لزوم تحضير مأدبة زفاف فخمة إذا كان الناس في الجوار محتاجون إلى الطعام، وإن العريس وافق على اقتراح أبيه، الذي قال: "أنا سعيد جداً بأن يكون ابني قد قبل بذلك وأن يكون قد بدأ هو وهي رحلتهما الجديدة السعيدة بهذا الفعل المتسم بالإيثار"، وفق ما نقل موقع "شبيغل" الإلكتروني.
وأضاف العريس: "رؤية السعادة في عيون الأطفال اللاجئين السوريين هو، بكل بساطة، أمر لا يقدّر بثمن". يشار إلى أن عدد اللاجئين السوريين في سوريا يتجاوز المليون و800 ألف شخص، وتقوم مؤسسة "كيمسه يوك مو" التركية الخيرية بإطعام أربعة آلاف شخص منهم يومياً، وفق ما نشر موقع "واشنطن بوست" الإلكتروني.