عريضة فلسطينية ضد تصريحات عباس حول المحرقة النازية
١٣ سبتمبر ٢٠٢٣
وقعت أكثر من 200 شخصية فلسطينية عريضة تنتقد تصريحات الرئيس محمود عباس "المستهجنة أخلاقيا وسياسيا" حول المحرقة النازية. ولقيت تصريحات عباس تلك إدانة واسعة في إسرائيل وألمانيا والاتحاد الأوروبي.
إعلان
انتقدت شخصيات فلسطينية في عرضة وقعها 200 شخص تصريحات للرئيس الفلسطيني محمود عباس قبل نحو أسبوعين في اجتماع للمجلس الثوري لحركة فتح قال فيها "عندما قالوا أن هتلر قتل اليهود لأنهم يهود وأن أوروبا تكره اليهود لأنهم يهود ... غير صحيح". وأضاف "شرحت بالضبط أنهم (الأوروبيون) حاربوا هؤلاء (اليهود) بسبب وظيفتهم الاجتماعية وليس بسبب ديانتهم". وجاء في العريضة "ندين بشكل لا لبس فيه التصريحات المستهجنة أخلاقيا وسياسيا التي أدلى بها رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس حول المحرقة". وأضاف الموقعون وهم مثقفون وكتاب وسياسيون "نرفض بشدة أي محاولة لتقليل أو تحريف أو تبرير معاداة السامية أو الجرائم النازية ضد الإنسانية أو التحريف التاريخي فيما يتعلق بالمحرقة". ومن بين الموقعين على العريضة عضو الكونغرس الأمريكي رشيدة طليب والمؤرخ رشيد الخالدي والباحثة نورا عريقات وغيرهم من الشخصيات الفلسطينية، وجزء كبير منهم يعيش في الخارج.
من جهته، قال الناشط سامي بحور وهو أحد الموقعين على العريضة إن "كلام (عباس) ليس في مكانه وهناك قضايا أهم، ليس دوره أن يعطي دروسا في التاريخ".
ولقيت تصريحات عباس إدانة في إسرائيل وألمانيا والاتحاد الأوروبي. ولكن العريضة قوبلت كذلك باستنكار من جانب المجلس الوطني الفلسطيني وشخصيات رسمية عديدة وحركة فتح التي يتزعمها عباس والتي وصفتها بأنها "بيان عار".
وسبق للرئيس الفلسطيني أن أدلى بتصريحات مماثلة قلل فيها من أهمية المحرقة النازية المعروفة بالهولوكوستوالتي وقعت خلال الحرب العالمية الثانية. ويترأس عباس السلطة الفلسطينية منذ أكثر من 18 عاما، وانتهت ولايته في العام 2009 لكنه استمر في المنصب من دون إجراء انتخابات. وألغى عباس في العام 2021 الانتخابات التشريعية والرئاسية بدعوى عدم سماح إسرائيل بإجرائها في القدس الشرقية التي تحتلها منذ العام 1967.
يذكر أن أدان الرئيس الألمانيفرانك-فالتر شتاينماير أدان أمس (الثلاثاء 12 سبتمبر/ أيلول 2023) بكلمات حادة تصريحات عباس واتعبرها معادية للسامية. وعلى هامش النسخة التاسعة عشر من القمة غير الرسمية لرؤساء الدول الناطقة بالألمانية، قال شتاينماير في مدينة أوبن البلجيكية إن هذه "التصريحات شديدة المعاداة للسامية ومثيرة للشفقة". وأضاف شتاينماير67 "أعتقد أن الرئيس عباس بهذه التصريحات لم يهمش نفسه وحسب بل إنه يضر أيضا بقضية الفلسطينيين".
ح.ز/ ا.ف (أ.ف.ب / د.ب.أ)
لوحات من الهولوكوست - لوحات توثِّق الإبادة النازية لليهود
عاشوا الرعب والتعذيب في معسكرات الاعتقال النازية او هاربين من حملات الابادة ورسموا معاناتهم باللون والخطوط . بقي بعضهم على قيد الحياة ونقل لوحاته وذكرياته الأليمة معه، فيما غادر بعضهم الحياة ولم تبق سوى لوحاته الفنية.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
هل ممكن أن يصنع الرعب والإرهاب فنا جميلا؟ يحاول المعرض الفني الذي يقام في برلين تحت شعار "فن من الهولوكوست" الإجابة عن هذا السؤال اكبر جريمة في التاريخ الإنساني خلال الحكم النازي مورست بحق اليهود، ورغم ذلك استطاع بعض الفنانين خلال وجودهم في المعسكرات النازية رسم وتخليد لحظات حياتهم في مادة فنية ، كما في لوحة "شارع في غيتو في مدينة وودج" لجوزيف كونر الذي نجا من المحارق.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استعار المعرض في برلين 100 لوحة فنية من متحف ياد فاشيم من إسرائيل. وعرضت اللوحات أعمال 50 فنانا يهوديا نجا 26 منهم من المحارق، فيما لقي الفنانون الآخرون المعروضة أعمالهم حتفهم على يد النازية، ومنهم فيلكس نوسباوم الذي يعد من أشهرهم، والذي توفي في سنة 1944 في معسكر أوشفيتز. الصورة هي لوحته الشهيرة "اللاجئ" التي رسمها في سنة 1939 في بروكسل التي عرضت في برلين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
عرضت أعمال فنية للرسامة شارلوته سالومون التي رسمت لوحات ومخطوطات تجاوزت الـ 700 عمل وثقت فيها حياتها في مجموعة فنية تحت عنوان "حياة أم مسرح؟". نُقلت شارلوته وكانت حاملا من معسكرات الاعتقال النازية في جنوب فرنسا إلى معسكر أوشفيتز في سنة 1943 وقتلت هناك فور وصولها.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنانة نيللي تول فنجت من الموت من المحارق والمعسكرات النازية بعد أن اختبأت مع أمها عند عائلة مسيحية آوتهما في مدينة لفيف الأوكرانية. ورسمت نيللي في غرفتها المقفلة لوحات باستعمال ألوان جواش (وهي من الألوان المائية المعتمة). وجاءت نيللي التي تبلغ من العمر اليوم 81 عاما خصيصا من محل إقامتها في الولايات المتحدة إلى برلين لحضور المعرض الفني.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
وُلد الفنان ليو بروير في مدينة بون وشارك في الحرب العالمية الأولى مع الجيش الألماني. وفي سنة 1934 وبعد عام على وصول هتلر إلى الحكم هرب إلى مدينة لاهاي الهولندية ومن ثم إلى بروكسل وعمل هناك رساما لغاية سنة 1940 حيث اودع في معسكر الاعتقال بسانت سيبرين جنوب فرنسا. استطاع بروير الاحتفاظ بمخطوطاته وأعماله المائية، وبعد خروجه من الاعتقال عاد إلى مدينته بون ليعيش فيها حتى وفاته في سنة 1975.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كانت بيدريش فريتا تدير مرسما في معسكر الاعتقال تيريزين، وكانت مهمتهم الرسمية تنفيذأعمال دعائية للنازية، لكن فريتا ورفاقها استطاعوا رسم بعض اللوحات بصورة سرية عن رعب الحياة في المعسكر. وفي سنة 1944 قبض عليها متلبسة وأرسلت إلى معسكر أوشفيتز لتموت هناك. وبعد التحرير من النازية كشف عن 200 عمل فني لها كانت قد خبأتها في الجدران أو تحت الأرض.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
ليو هاس لم يكن معروفا لكونه شارك بيدريش فريتا في رسم الكثير من الأعمال الفنية التي وثقت جرائم النازية فحسب، بل لكونه شارك أيضا وبطلب من النازية في تزوير أوراق نقدية تابعة لقوات الحلفاء في عملية أطلق عليها تسمية "عملية بيرنهارد". ليو هاس نجا من الموت وتبنى بعد تحريره الطفل توماس ابن بيدريش فريتا واستطاع العثور على 400 عملا فنيا كان قد خبائها أثناء الاعتقال في تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
كان بافيل فانتل ضمن قائمة الفنانين في معسكر الاعتقال في تيريزين، على الرغم من أنه كان مدير المستوصف الخاص لمرضى التيفوئيد في المعسكر كونه قد درس الطب. وقبض عليه أيضا في المعسكر متلبسا برسم لوحات عن الجرائم النازية وأرسل إلى معسكر أوشفيتز ليعدم هناك في سنة 1945. بعد التحرير عُثر على نحو 80 عملا لفانتل في معسكر تيريزين.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
أما الفنان ياكوب ليبشيتس فكان يدرس في معهد الفنون في فيلنيوس قبل الحرب العالمية الثانية. وفي سنة 1941 أجبر على العيش في غيتو كاوناس وهناك انضم إلى مجموعة من الفنانين التي رسمت أعمال فنية عن الحياة في غيتو كاوناس وبصورة سرية. توفي ليبشيتس في سنة 1945 وبعد التحرير عادت زوجته وابنته إلى غيتو كاوناس لإنقاذ أعماله الفنية التي خبأها في مقبرة الغيتو.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem
استطاع الفنانون توثيق الخراب والعنف في المعسكرات النازية، وتمكنوا أيضا من رسم عالم آخر في لوحاتهم الفنية مغاير لما يعيشونه في الواقع، كما في لوحة "سقوف المباني في الشتاء" لموريتس مولر. ينعقد معرض "فن من الهولوكوست" على قاعات المتحف التاريخي في برلين ويستمر لغاية الثالث من نيسان/ أبريل 2016.
صورة من: Collection of the Yad Vashem Art Museum, Jerusalem