الكلمات كانت سلاحه للوقوف بوجه الدكتاتورية في أذربيجان، لم يرغب "جاسور" مامدوف بالاستسلام أبداً، فقرر المغادرة إلى ألمانيا. هنا كان "جاسور" محظوظاً مع عددٍ قليل من الصحفيين في بناء مهنتهم خلال وقتٍ قصير في ألمانيا.
إعلان
عزيزتي ألمانيا.. "أنت صديق حقيقي لحرية الصحافة"
02:04
خمسة صحفيين من سوريا وأوغندا وأفغانستان وباكستان وأذربيجان شاركوا في مشروع "عزيزتي ألمانيا"، حيث أرادت "دويتشه فيليه" معرفة كيف تأقلموا مع ألمانيا بعد سنة أو اثنتين أوربما أكثر؟ ما الذي كانوا يفكرون به في أوطانهم؟ ما الذي أحبطهم هناك؟ وما الذي كانوا يأملون به؟ ثم بالنهاية ماذا لو كتبوا كل هذه الأحاسيس والانطباعات على شكل رسالةٍ موجهة إلى سلسلة "عزيزتي ألمانيا" ومن هنا كانت بداية المشروع.
برفقة "دويتشه فيليه" كتب كل مشاركٍ رسالة مفتوحة إلى سلسلة "عزيزتي ألمانيا"، وأنتجوا فيديوهات متنوعة مثل خلفياتهم الثقافية.
ما المهم للأخبار هنا؟
صاحب الواحد والأربعين عاماً، جاسور مامدوف، قدم إلى ألمانيا من أذربيجان منذ ثلاث سنوات، حيث تعرض كغيره من الصحفيين المنتقدين للاضطهاد من قبل نظام الرئيس إلهام علييف. يعيش جاسور اليوم مع عائلته في مدينة بيلفيلد في مقاطعة شمال الراين ويستفاليا في غرب ألمانيا، حيث تمكن من البدء بالخطوة الأولى في مسيرته المهنية، على عكس عدد آخر من اللاجئين الصحفيين.
لا يتعامل جاسور في عمله مع مشاكل اللغة فقط، إذ يقول "غالباً ما يكون صعباً علي تمييز فيما إذا كانت بعض القصص مفيدة كمادة خبرية أم لا، فمقارنةً بزملائي الألمان، أجد أشياءً مثيرة جداً بالنسبة لي تكون طبيعية بالنسبة لزملائي". ويضيف "العمل يساعد على تنمية العلاقات مع الزملاء الألمان، ما يفتح المجال للحصول على فرص أخرى، لكن هذا يستغرق وقتاً طويلاً".
جاسور يعمل حالياً مع التلفزيون العام، لكنه لم ينس أصوله، إذ لا يزال ينشر على مدونته الشخصية عن الوضع في أذربيجان، وقال في رسالته إلى "عزيزتي ألمانيا" "في بلدي، هناك العديد من الصحفيين والناشطين في السجن، وهناك رشاوٍ تدفع للصحفيين لشرائهم، أو سيضطرون للعيش مع مردود مالي قليل. ممدوف ممتن لتمكنه من الحصول على عمل خلال وقتٍ قصير، ومعاودة مزاولة مهنته كصحفي.
"ألمانيا: أنتِ صديق حقيقي لحرية الصحافة!".. هذا ما كتبه جاسور في رسالته إلى ألمانيا، وهو يفكر الآن بإنشاء صحفية خاصة بالصحفيين اللاجئين، "لكن هذا سيستغرق وقتاً"، بحسب قول جاسور.
اتهامات باطلة!
حالة حرية الصحافة في أذربيجان تتدهور، بحسب آخر تقارير منظمة "مراسلون بلا حدود"، حيث يتعرض الصحفيون الذين ينتقدون النظام إلى تهم، القدح والقذف أو تلفق لهم تهم الاتجار بالمخدرات أو التهرب الضريبي، وتمنع بيع الصحف التي تنشر مواداً ناقدة، لذا اضطر العديد من الصحفيين من مغادرة أذربيجان، وعثر بعضهم على منزلٍ لهم في ألمانيا، حيث قام هؤلاء اليوم بإنشاء تلفزيون يبث من برلين تحت اسم "ميدان تي في".
وتعتبر سوريا وأفغانستان والمكسيك والعراق واليمن من بين الدول الأكثر خطورة لعمل الصحفيين، حيث قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إان 74 صحفي قتلوا في العام الماضي، 53 منهم استهدفوا بسبب عملهم. بينما لقي آخرون حتفهم في تبادل لإطلاق النار أو نتيجة تفجيرات أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية. كما يزداد عدد الصحفيين الذين يفرون أيضًا من دول مثل أذربيجان وتركيا، وفقا لمدير مكتب المنظمة في ألمانيا ينس توماس.
رحلة الصحفيين إلى ألمانيا تفرض عليهم البدء من جديد، وتفقدهم السمعة التي كانوا يتمتعون بها في بلادهم، ما يجعل طريقهم أصعب بكثير، "وهذا أمر محبط بالتأكيد"، يضيف توماس.
اللاجئون في جزيرة ليسبوس: أوضاع مزرية على أبواب الفردوس الأوروبي
من المنتظر أن تزداد مآسي طالبي اللجوء الذين تقطعت بهم السبل في جزيرة لسبوس اليونانية، فالعديد من المنظمات غير الحكومية المهتمة بالخدمات الصحية والقانونية تستعد الان للانسحاب أو انسحبت بالفعل.
صورة من: DW/V. Haiges
عالقون في بحر ايجة
يقبل التمويل الأوروبي للمنظمات غير الحكومية التي استجابت لأزمة المهاجرين في الجزر اليونانية، على الانتهاء شهرآب/أغسطس. ومنذ ذلك الحين كانت الدولة اليونانية المسؤولة الوحيدة عن التعامل مع طالبي اللجوء. الا أن غياب خطة انتقال واضحة، ساهمت في ظهور ثغرات واضحة على مستوى الخدمات الإنسانية في جميع أنحاء جزيرة ليسبوس.
صورة من: DW/V. Haiges
لا هنا ولا هناك
موريا ليست مرفق الاستقبال الرئيسي في ليسبوس، وانما توجد مخيمات أخرى غير قادرة على التعامل مع استمرار وصول الأعدادا القليلة لطالبي اللجوء. تزايد التوتر يؤدي الى تحول الإحباط بسرعة إلى عنف وعدوانية، والصراعات بين الأفراد تتحول إلى معارك بين مختلف المجموعات العرقية.
صورة من: DW/V. Haiges
جديد ونظيف
خارج موريا، يتم التخلص من عبوات الشامبو والمياه بالقرب من أماكن الاستحمام غير القارة أو المتنقلة. بسبب النقص في المرافق الصحية في المخيم، الكثير من الناس هناك يبحثون عن خيارات أخرى. وهم يرون أن الفشل في توفير مرافق كافية، استراتيجية متعمدة لتدهور الظروف المعيشية بالمخيم.
صورة من: DW/V. Haiges
في انتظار المصير
أمان من إريتريا، يعتذر عن عدم قدرته على تقديم الشاي أو الماء في خيمته. انه ينتظر قرارا بشأن طلب لجوئه منذ وصوله الى ليسبوس قبل ثلاثة اشهر. "حتى في موريا توجد مشاكل كثيرة". اكتظاظ الملاجئ والتوترات بين مختلف المجموعات يولد معارك وصراعات بين أفرادها.
صورة من: DW/V. Haiges
نحن بشر أيضاً
طالب لجوء أفغاني يقوم بإعداد علامات احتجاج ضد الظروف السيئة والفقيرة في موريا. معظم الأفغان الذين يحتجون في ليسبوس لأكثر من عام لايزالون ينتظرون الرد على طلبات لجوئهم. غياب المعلومة، صعوبة الظروف المعيشية والخوف من الترحيل إلى أفغانستان تجعل الكثيرين من هؤلاء يعيشون في حالة قلق دائم ومستمر.
صورة من: DW/V. Haiges
حدود الكرم
يناقش سكان ليسبوس احتجاج الأفغان. أزمة اللاجئين تسببت في انخفاض كبير في السياحة في ليسبوس، حيث انخفضت بنسبة 75 في المائة تقريبا هذا العام مقارنة بعام 2015. كما كان للأزمة الاقتصادية في اليونان أثر كبير على الجزيرة. وبالرغم من تعاطف العديد من السكان المحليين مع احتياجات طالبي اللجوء، إلا أنهم لا يعتقدون أن اليونان قادرة على استضافتهم في الوقت الحالي.
صورة من: DW/V. Haiges
كفاح ضد الإحباط وخيبة الأمل
يحاول بعض المتطوعين بموريا، سد الثغرات الموجودة هنا. فهم يقومون بتوفير الرعاية الصحية مثلا، والتي تعتبر من المطالب الملحة للساكنة. الطبيبة الألمانية جوتا ميوالد قدمت إلى ليسبوس لمدة أسبوعين لتقديم مساعدتها، وقالت إن السبب الرئيسي في الكثير من المشاكل الصحية هنا بموريا، هو الظروف المعيشية للسكان. وقد اشتكى الموجودون في المخيمات من أن الأطباء هناك عادة ما يعطونهم مسكنات للألم بغض النظر عن آلامهم.
صورة من: DW/V. Haiges
استعادة الحياة
في مركز الموزاييك للدعم طالبي اللجوء يحولون - سترات الحياة - أو سترات الإنقاذ التي يتم تجميعها من الشاطئ في أكياس ومحافظ. مثل هذه الأنشطة مرحب بها لمحاربة رتابة الحياة في المخيمات، بالإضافة إلى الحصول على دخل للعالقين هنا، مثل هذه المرأة الإيرانية، ولو كان الدخل صغيرا.
صورة من: DW/V. Haiges
وافدون جدد يوميا
منذ بداية سنة 2015، اضطر الوافدون الجدد إلى البقاء في الجزيرة إلى أن تتم معالجة طلبات لجوئهم. إلا أن تراكم الطلبات وعملية معالجتها المطولة لم تساعد الكثيرعلى الاستفادة منها. أكثر من 14 ألف مهاجر وصلوا إلى اليونان هذا العام، وفقا لوكالة الأمم المتحدة للاجئين. وفي العام الماضي منحت اليونان اللجوء لحوالي 12500 شخص، في حين جاء 173 ألف لاجئ.
فينسنت هايغس/ مريم مرغيش