كيف يرى الصحفيون اللاجئون حياتهم الجديدة في ألمانيا؟ في سلسلة "العزيزة ألمانيا"، يطالب الصحفي موسى إبوكوريت عبر "دويتشه فيليه" بسياسات اقتصادية أفضل، بحيث يمكن للاجئين تحسين مهنتهم.
إعلان
عزيزتي ألمانيا: "السلام والأمان ليسا كل شيء"
02:03
خمسة صحفيين من سوريا وأوغندا وأفغانستان وباكستان وأذربيجان شاركوا في مشروع "العزيزة ألمانيا"، حيث أرادت "دويتشه فيليه" معرفة كيف تأقلموا مع ألمانيا بعد سنة أو اثنتين أوربما أكثر؟ ما الذي كانوا يفكرون به في أوطانهم؟ ما الذي أحبطهم هناك؟ وما الذي كانوا ياملون به؟ ثم بالنهاية ماذا لو كتبوا كل هذه الأحاسيس والانطابعات على شكل رسالةٍ موجهة إلى "العزيزة ألمانيا"؟ ومن هنا كانت بداية المشروع.
برفقة "دويتشه فيليه" كتب كل مشاركٍ رسالة مفتوحة إلى "العزيزة ألمانيا"، وأنتجوا فيديوهات متنوعة كخلفياتهم الثقافية.
لماذا لم نحقق النجاح المهني؟
كتب الصحفي موسى إبوكوريت في بلده الأصلي أوغندا عن الفساد والمحسوبية ما خلق له العديد من الأعداء، وعلى الرغم من أنه يشعر بالأمان في ألمانيا، إلا أنه يرى أن مهنته لا آفاق لها هنا.
يعيش موسى منذ ثمان سنوات في ألمانيا، ولديه الحق في البقاء هنا، إلا أنه يشعر بالإحباط، لأنه لا يملك عملا مناسباً، "لا أحد يتساءل عما إذا كان المهاجرون يواجهون صعوبة في حياتهم المهنية، حتى لو كانوا مندمجين تماما؟" كصحفي ذو خلفية أجنبية، أشعر بخيبة أمل لأنني لم أتمكن حتى الآن من العثور على وظيفة "، يتساءل موسى.
إبوكوريت يعيش حالياً في أوغسبورغ في ولاية بفاريا جنوب ألمانيا، ويكسب المال من خلال إنشاء المواقع الالكترونية، "لكن هذا لا يكفي" يقول الصحفي الاستقصائي السابق، ويتابع "الأمن والسلام ليسا كل شيء، إذ يجب إدماج المهاجرين في سوق العمل، وهذا هو الحل الأمثل لما يسمى بـ(أزمة اللاجئين)".
العمل كمراسل يماثل الخيانة!
وفقا لمنظمة مراسلون بلا حدود، فإن لدى أوغندا العديد من القوانين التي تمنع حرية الصحافة والتعبير، حيث يتم إغلاق الوسائل الإعلامية، ويتعرض الصحفيون الذين يغطون الاحتجاجات للهجوم من قبل الشرطة أو من قبل الجيش، وفي كثير من الأحيان، أدين الصحفيون بالخيانة العظمى حيث يواجهون عقوبة الإعدام.
وتعتبر سوريا وأفغانستان والمكسيك والعراق واليمن من أخطر البلدان لعمل الصحفيين، حيث قالت منظمة "مراسلون بلا حدود" إان 74 صحفي قضوا العام الماضي، 53 منهم استهدفوا بسبب عملهم. غير أن المزيد من الصحفيين يفرون أيضًا من دول مثل أذربيجان وتركيا، وفقا لمدير مكتب المنظمة في ألمانيا ينس توماس.
رحلة الصحفيين إلى ألمانيا تفرض عليهم البدء من جديد، وتفقدهم السمعة التي كانوا يتمتعون بها في بلادهم، ما يجعل طريقهم أصعب بكثير، "وهذا أمر محبط بالتأكيد"، يضيف توماس .
من عنف وحروب تتصاعد في الشرق الأوسط وافريقيا إلى سياسات لجوء غير متماسكة. دي دبليو تلخص في هذه الصور أهم مراحل أزمة المهاجرين وكيف وجد الاتحاد الأوروبي نفسه وسط أزمة اللجوء.
صورة من: picture-alliance/dpa
هروب من الحرب والفقر
في أواخر عام 2014 ومع اقتراب مرور أربع سنوات على الحرب السورية وتحقيق تنظيم "الدولة الإسلامية" مكاسب مهمة في شمال البلاد، تزايدت أعداد السوريين النازحين. وفي الوقت ذاته كان لاجئون آخرون يفرون هربا من دول أخرى كالعراق، أفغانستان، إيريتريا، الصومال، النيجر وكوسوفو.
صورة من: picture-alliance/dpa
البحث عن ملجأ على الحدود
بدأت أعداد كبيرة من السوريين تتجمع في مخيمات ببلدات حدودية في كل من تركيا ولبنان والأردن منذ 2011. مع حلول 2015 اكتظت المخيمات بشكل كبير جدا وفي غالب الأحيان لم يكن يجد سكانها عملا يعيلون به أسرهم كما لا يستطيعون تدريس أبنائهم وهكذا قرر الناس بشكل متزايد اللجوء إلى ما هو أبعد من هذه المخيمات.
صورة من: picture-alliance/dpa
رحلة طويلة سيرا على الأقدام
في عام 2015 بدأ ما قدر بحوالي مليون ونصف مليون شخص رحلتهم من اليونان نحو أوروبا الشرقية عبر طريق البلقان مشيا على الأقدام. وإثر ذلك أصبح اتفاق شنغن، الذي يسمح بالتنقل بين معظم دول الاتحاد الأاوروبي بحرية، موضع تساؤل مع موجات اللاجئين التي كانت متجهة نحو أغنى الدول الأوروبية.
صورة من: Getty Images/M. Cardy
محاولات يائسة لعبور البحر
عشرات آلاف اللاجئين كانوا يحاولون أيضا الانطلاق في رحلات محفوفة بالمخاطر عبر البحر المتوسط على متن قوارب مكتظة. في أبريل 2015 غرق 800 مهاجر من جنسيات مختلفة بعد انقلاب القارب الذي كان يقلهم من ليبيا نحو سواحل إيطاليا. هذه الحادثة ليست سوى واحدة من حوادث تراجيدية أخرى، فحتى نهاية العام قضى نحو 4000 شخص غرقا وهم يحاولون عبور البحر نحو أوروبا.
صورة من: Reuters/D. Zammit Lupi
ضغط على الحدود
الدول الواقعة على حدود الاتحاد الأوروبي واجهت صعوبات في التعامل مع هذا الكم الهائل من الوافدين إليها. شيدت الأسوار في هنغاريا، سلوفينيا، مقدونيا والنمسا. كما تم تشديد إجراءات اللجوء وفرضت عدة دول من منطقة شنغن مراقبة مؤقتة للحدود.
صورة من: picture-alliance/epa/B. Mohai
إغلاق باب كان مفتوحا
يتهم منتقدو المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل بأن سياسة "الباب المفتوح" التي اتبعتها فاقمت الأوضاع من خلال تشجيع المزيد من اللاجئين على الدخول في رحلاتهم الخطرة نحو أوروبا. في سبتمبر 2016 بدأت ألمانيا أيضا بعمليات مراقبة مؤقتة على حدودها مع النمسا.
صورة من: Reuters/F. Bensch
توقيع اتفاق مع تركيا
في بدايات العام 2016، وقع الاتحاد الاوروبي وتركيا اتفاقا يتم بموجبه إرجاع اللاجئين الذين يصلون اليونان إلى تركيا. الاتفاق تعرض لانتقادات من مجموعات حقوقية. وتبعه توتر كبير بين الطرفين التركي والأوروبي عقب قرار للبرلمان الأوروبي بتجميد مفاوضات انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Altan
لا نهاية في الأفق
مع تنامي المشاعر المعادية للاجئين في أوروبا، تكافح الحكومات من أجل التوصل إلى حلول توافقية لمعالجة أزمة اللجوء خاصة بعد الفشل الكبير لمحاولة إدخال نظام الحصص لتوزيع اللاجئين على دول الاتحاد الأوروبي. الحروب والأزمات في منطقة الشرق الأوسط لا تبدو قريبة الحل وأعداد اللاجئين الذين يموتون في طريقهم إلى أوروبا عبر البحر في تزايد.
الكاتبة: راشيل ستيوارت/ سهام أشطو