كيف يتطلع بعض الصحفيين الذين فروا من بلادهم إلى حياتهم الجديدة؟ من خلال سلسلة "عزيزتي ألمانيا" يروي صحفي من باكستان تفاصيل مخاطرته بحياته من أجل مهنته.
إعلان
عزيزتي ألمانيا: لم نعطى الفرصة المناسبة
02:13
شارك خمسة صحفيين من سوريا وأوغندا وأفغانستان وباكستان وأذربيجيان في مشروع "عزيزتي ألمانيا" . مهاجر نيوز تريد أن تعرف، ما الذي حلّ بهم، بعد مرور عدة سنوات على رحلة هروبهم، وكيف يرون موطنهم الجديد. وما هي الأمور التي جعلتهم يشعرون بالإحباط وعن آمالهم. كيف سيكون الأمر لو تمكنوا من كتابة كل ذلك في رسالة إلى ألمانيا، من هنا ولدت فكرة "عزيزتي ألمانيا".
بالتعاون مع DW كتب كل مشارك رسالة مفتوحة إلى ألمانيا. إلى جانب اختلاف السيرة الذاتية للصحفيين كان هناك اختلاف كبير في الرسائل المصورة لسلسلة "عزيزتي ألمانيا"
"يقودني ذلك للجنون"
(ك)..صحفي من باكستان، يريد أن يبقى مجهول الهوية خشية أن يحدث مكروه لأسرته في الوطن، أو أن تؤثر تصريحاته على فرصه في الحصول على حق اللجوء، الذي رفض مؤخراً. مما دفعه إلى تقديم طعن في القرار- بدعم من منظمة مراسلون بلا حدود.
وكتب (ك) من بلده باكستان إلى وسائل الإعلام الدولية الشهيرة، غير أن ضغط طالبان عليه استمر في الازدياد. وقال: "تلقيت تهديدات بالقتل بانتظام من طالبان".
هرب (ك) إلى ألمانيا منذ 3 سنوات، إلا أنه ليس على ما يرام هنا. "ألمانيا مزيج شاق من الانتظار، وعدم التأكد مما إذا يمكنني البقاء في هذا البلد أم لا، وهذا يقودني للجنون".
قال إنه يعمل في مدينة جنوب ألمانيا في مطعم للوجبات السريعة لكسب قوته. ولا يشارك في الصحافة إلا في بعض الأحيان، ويعمل أحياناً في مشروع إذاعة اللاجئين في شتوتغارت. وقد كتب أيضاً بعض المقالات للصحف المحلية، ولكن القليل فقط. وأضاف: "أشعر أنني قد فقدت بعض مهاراتي".
بالنسبة له، الهروب من باكستان وبدء حياة جديدة في ألمانيا، يعني خسارة وضعه الاجتماعي، "في باكستان، كنت كاتباً مؤثراً، وقد خاطرت بكل شيء من أجل هذه الوظيفة". رسالته إلى ألمانيا: "نحن لا نحصل على أي فرص حقيقية".
تهديدات الجيش
وفقا لمنظمة "مراسلون بلا حدود" تعتبر سوريا أخطر مكان لعمل للصحفيين في العالم. يحاول نظام الأسد منع التقارير الإعلامية المنتقدة بالرقابة والمراقبة والصحفيون الأجانب باتوا لا يتجرؤون على دخول البلاد.
إلى جانب سوريا تعد أفغانستان والمكسيك والعراق واليمن من بين الدول الأكثر خطورة لعمل الصحفيين. وفقا لمنظمة "مراسلون لا حدود" قتل حوالي 74 إعلاميا في العام الماضي، من بينهم 53 صحفيا تم قتلهم بشكل متعمد، بينما لقي أخرون حتفهم في تبادل لإطلاق النار أو نتيجة تفجيرات أثناء قيامهم بالتغطية الإعلامية.
وبحسب ينس أوف توماس وهو صحفي من منظمة مراسلون بلاحدود، فإن أعداد الصحفيين الذين يفرون من بلدان مثل أذربيجان وتركيا تتزايد. بعد الوصول إلى ألمانيا يتوجب عليهم البدء من الصفر، ما يدفعهم لترك الوظيفة المحببة إلى قلوبهم، فقدان الوظيفة، أمر يصعب تحمله و"محبط بالتأكيد" يقول توماس.
يعيش العديد من اللاجئين باليونان في عربات مهجورة بالقرب من سكة القطار في جزيرة تيسالونيكي، ويعمد العديدون للتسلل إلى القطارات العابرة لأجل الهرب من اليونان الى غرب اوروبا. مصور DW ديميتري توسيديس التقاهم فكان ملف صور.
صورة من: DW/D. Tosidis
لا حياة من دون مجازفة
محمد، 18 عاماً، من الجزائر، ابتسم عند سؤاله: ما مدى خطورة محاولة الاختباء ومن ثم التسلل ليلاً إلى إحدى القطارات العابرة؟ ليجيب DW: "لا حباة من دون مجازفة".
صورة من: DW/D. Tosidis
إلى أي مدى قد يذهب بك المال؟
أنور.م وأحمد.أ من الجزائر ينتظران داخل عربة مهجورة القطار التالي ليتسللا إلى داخله. يقول أحمد "حاولت الاختباء داخل القطار ثلاث مرات، لكنهم تمكنوا من إلقاء القبض علي مرتين في مقدونيا، ومرة في اليونان". ويضيف أنور "جواز السفر المزور يكلّف حوالي 1500 يورو، وأجرة المهرب من ميناء باتراس إلى ليبيا يتقاضى حوالي 600 يورو، وأنا أملك منها 25 يورو فقط، لذا أحاول توفيرهم حتى أصل صربيا".
صورة من: DW/D. Tosidis
المصير الأخير؟
زكي، 29 سنة، من الجزائر، يأخذ استراحة داخل أحد عربات القطار المهجورة، وصل زكي إلى اليونان منذ حوالي 9 أشهر، وعمل في حقل زيتون لمدة شهر. حاول ست مراتٍ الوصول إلى ألمانيا، محاولته الأخيرة نجحت بشكل جزئي، إذ تمكن من الوصول إلى إحدى دول البلقان وعاد منها الى اليونان.
صورة من: DW/D. Tosidis
قطار إلى اللا مكان..
مهاجر مغربي يجلس في غرفته المؤقتة داخل أحدى العربات المهجورة يخطط لهروبه، يقول إنه قد تم الإمساك به ثلاث مرات عندما كان يختبئ في قطار متوجه من اليونان إلى مقدونيا. كما أنه حاول مرةً أن يسافر عبر ميناء باتراس مختبئاً داخل شاحنة.
صورة من: DW/D. Tosidis
وقت الاختباء
في الصورة يساعد جلوان، 16 عاماً، عبد الرحمن، 23 عاماً، على الانحشار في قاع عربة قطار توقف في المحطة لتغيير ماكنة القطر. ووفق حراس الأمن فإن قاع العربات هو المكان الأول الذي يبحث فيه رجال الشرطة المقدونية عن مهاجرين غير شرعيين.
صورة من: DW/D. Tosidis
الوجهة غير معروفة
على اعتبار أن الجدول الزمني للقطار غير معروف بالنسبة للاجئين فإنهم يستقلون أي قطار دون تمييز، وغالباً هم لا يعرفون وجهة القطار الذي يستقلونه، لذا يحدث أحيانا أنه بدلا أن يصل اللاجئون إلى وجهتهم في شمال أوروبا، يجدون أنفسهم في أثينا مثلاً.
صورة من: DW/D. Tosidis
التعليمات الأخيرة
باحث عن اللجوء يعطي صديقه التعليمات الأخيرة لكيفية الاختباء في عربة قطار تحمل معادن. ويعتبر الاختناق والجفاف أبرز المخاطر العديدة التي يواجهها المهاجرون في رحلاتهم.
صورة من: DW/D. Tosidis
مهرب سريع
يعمد المهاجرون الشباب إلى رمي أنفسهم من القطار في محاولة للاختباء من رجال الأمن الذين يقومون بدوريات مفاجئة في المنطقة.
صورة من: DW/D. Tosidis
تحضير اللوازم
يحمل محمد الغذاء والماء من مخيم "سوفتكس" لأصدقائه المختبئين بانتظار التسلل على أحد القطارات.
صورة من: DW/D. Tosidis
غض الطرف
بعض عمال السكك الحديدة اليونانية يلعبون الورق خلال استراحة بعد الظهر. باناغيوتيس (إلى اليمين) عمل في المحطة لمدة 33 عاماً، يقول " كان التسلل أمراً يحدث على الأغلب مرة في السنة، لكن منذ الصيف الماضي أصبح يحدث يومياً، حيث يغادر المهاجرون وبعد أيام يعودون. ومرة شاهدت امرأة سورية مع طفلها تحاول التسلل إلى عربة لتخزين النفط".
صورة من: DW/D. Tosidis
لافتة تحذير
السلطات اليونانية نصبت لافتة مكتوبٌ عليها بالعربية تحذير من شريط مكهرب، لكن في تشرين الثاني/ نوفمبر الماضي تعرض مهاجر جزائري لصعقة كهربائية، توفي إثرها، بسبب محاولته القفز الى قطار عبر الشريط المكهرب. ديميتري توسيديس/ راما الجرمقاني