عشاق الموسيقى يحتفلون بمرور 250 عاما على ميلاد بيتهوفن
٣١ يناير ٢٠٢٠
تجرى الاحتفالات هذا العام في العديد من البلدان لا سيما في ألمانيا بمناسبة مرور 250 عاما على ميلاد الموسيقى الألماني الشهير، لودفيغ فان بيتهوفن. ويعرف بيتهوفن بألحانه الخالدة لكن ماذا عن شخصيته وأبرز السمات التي ميزتها؟
إعلان
لا يمكن لصاحب حس مرهف الاستغناء عن سماع موسيقى الألماني الشهير، لودفيغ فان بيتهوفن، واسعة الانتشار كنغمات على الهواتف المحمولة، أو كموسيقى مصاحبة لسرد معلومات تاريخية. ولكن عادة ما يكون بطريقة لا تتناسب مع قيمتها الفذة. وتنتشر صور بيتهوفن، بوجهه ذو الملامح الصارمة، وخصلات شعره الرمادية الداكنة، على الكتب وأغطية الأقراص المدمجة (سي دي)، وأكياس التسوق والقمصان، خصوصا هذا العام في ألمانيا والنمسا، حيث تجرى الاحتفالات بمناسبة مرور 250 عاما على ميلاده.
وتتضمن حملة "BTHVN"، ومقرها بون- وهي المدينة الواقعة في غرب ألمانيا، والتي شهدت ميلاد الملحن الراحل، المولود في عام 1770 والذي توفي في عام 1827 - مئات الحفلات الموسيقية والفعاليات المدرجة على موقعها الإلكتروني كجزء من الاحتفالات. وإذا كان من المعروف أن أعمال بيتهوفن تنتشر في كل مكان، يبقى السؤال المطروح، لماذا هو كذلك؟
عرف على بيتهوفن عناده منذ أن كان لا يزال في المدرسة، وربما كان كذلك لأنه اضطر لتحمل مسؤولية شقيقيه بعد وفاة والدتهم متأثرة بإصابتها بمرض السل، وإدمان والده، الذي كان مغنيا في فرقة كورال في بون، الكحول. وفي سن الرابعة عشرة، كان يعزف على آلة "الارغن" الموسيقية، في الكنيسة بقصر بون الانتخابي، مقر رئيس أساقفة كولونيا.
وفي سن الثانية والعشرين، انتقل إلى فيينا للتدريب على التلحين. وقد كانت السنوات الأولى في عاصمة الإمبراطورية النمساوية تتسم بالصعوبة. وكان بيتهوفن مترددا في تلبية ذوق الجمهور للموسيقى الخفيفة، حيث كان يصارع مع نفسه ومع فنه، كما تظهر مؤلفاته من ذلك الزمن. وقد تكون حقيقة أن عمليه: "فور إليزه" (من أجل إليزه) و (السيمفونية التاسعة)، هما الأكثر شهرة بين أعماله، أمرا مفهوما، ولكن هذين العملين لا ينصفان مجمل أعماله.
ويكمن جوهر إرث بيتهوفن، إلى حد ما، في تأليفه 32 سوناتا للبيانو، وفي الرباعيات الوترية، وفي أوبرا "فيديليو" - وهي الأوبرا الوحيدة - وفي مؤلفات السوناتا الخاصة بالكمان والتشيلو. وقد كانت هذه الأعمال هى التي تحدت أعراف الزمن، من أجل تقديم أرضية موسيقية جديدة. وتشير السيمفونية الأولى والثانية إلى خرق الاعراف التقليدية، بينما سعى من خلال السيمفونية الثالثة، وهي "إرويكا"، إلى الوصول للسوق الفرنسية، حيث أهداها إلى نابليون، الحاكم الثوري. ولكن اعجابه لم يدم طويلا، حيث غضب من قرار نابليون بإعلان نفسه إمبراطورا في عام 1804.
ويقال إن بيتهوفن قام بمسح الاهداء الذي كتبه لبونابرت. وعند وفاته في عام 1827، سار ما يقدر بنحو 20 ألف شخص وراء نعشه لتشييع جثمانه إلى مثواه الاخير، في فيينا.
ع.أ.ج / هـ.د (د ب أ)
بون تستعد للاحتفال بذكرى ميلاد ابنها بيتهوفن
تتجه الأنظار هذا العام الى مدينة بون الألمانية التي ستكون مركزا لاحتفالات كبيرة بمناسبة ذكرى ميلاد الـ250 لودفيغ فان بيتهوفن. أفلام وحفلات موسيقية عدة، ومنزله سيكون مسرحا لمقتنيات ربما تعرض لأول مرة.
صورة من: Bundeskunsthalle/Beethoven Haus Bonn
الصورة الأشهر لبيتهوفن
تعتبر الصورة الأشهر لبيتهوفن ما قام جوزيف ستايلر برسمها عام 1819 أثناء إعداد بيتهوفن رائعته "Missa Soleminis" . وتوجد اللوحة الأصلية المرسومة بالزيت في المعرض، والذي سيحمل أسم "بيتهوفن. العالم. المواطنون. الموسيقى" والذي سييُقام في صالة العرض الوطنية للفن بمدينة بون.
صورة من: Bundeskunsthalle/Beethoven Haus Bonn
"إلى العشيقة الحبيبة"
ويضم المعرض نسخة رائعة من النوتة الأصلية لمقطوعته "إلى العشيقة البعيدة". ولايزال الجدال محتدما بين النقاد حول هوية العشيقة اللغز.
صورة من: Bundeskunsthalle/Beethoven Haus Bonn
بيتهوفن وغوته
وعقب لقاء جمعه بالأديب الألماني الكبير يوهان فولفغانغ فون غوته في عام 1812، كتب الأخير "لم أختبر أبدا من قبل فنان أكثر تركيزا وحيوية وحماسا". في المقابل بدا بيتهوفن أقل تؤثرا معتبرا أن "غوته يشعر براحة أكبر في الأوساط الاجتماعية عن الفنية".
صورة من: Bundeskunsthalle/Beethoven Haus Bonn
شهرة واسعة
لعل هذا الكوب الزجاجي الذي تمت استعاراته من النمسا على خلفية المعرض الخاص بالموسيقار الكبير، دليلا على الشهرة التي بلغها بيتهوفن في حياته. فقد صنع هذا الكوب في ذات الفترة، حاملا للجزء الأخير من سيمفونيته التاسعة. لكن قرائته ستكون بالطبع أسهل إذا كان الكوب فارغا!
صورة من: Bundeskunsthalle/Wien Museum
ترميم منزل الموسيقار
بعد ثلاث سنوات من العمل المتواصل وبتكلفة بلغت 3.8 مليون يورو، تمّ صيانة وتجديد المنزل الذي ولد فيه بيتهوفن، ليصبح متحفا لعرض قطع متعلقة بالموسيقار وحياته بشكل تاريخي مبتكر. وتعد هذه واحدة من القطع التي احتفظ بها بيتهوفن قبل اختراع التصوير الفوتوغرافي.
صورة من: David Ertl
البيانو الأخير لبيتهوفن
وتم تخصيص كل غرفة بالمنزل الذي ولد فيه بيتهوفن لتيمة معينة. وتكشف واحدة من الغرف الموجودة في الطابق العلوي بالمنزل معاناته من أجل فنه وأعماله، كما تضم الغرفة كذلك أخر بيانو امتلكه.
صورة من: Bundeskunsthalle/Beethoven Haus Bonn
موسيقاه أهم ما يعرض
بعد الانتهاء من مشاهدة كل العروض البصرية، يُتيح المنزل كذلك لزواره التعرف على الموسيقار العالمي من خلال أكثر ما يميزه، وهي بالطبع موسيقاه.
صورة من: David Ertl
الحياة اليومية لبيتهوفن
أما هذه الغرفة فهي تعطي فكرة عن شكل الحياة اليومية المتواضعة للموسيقار الكبير، حيث انتقل من بون إلى فيينا وهو في الـ 22 من عمره. وبالرغم من تنقله بين عدة منازل في فيينا، حافظ بيتهوفن على نفس نمط الحياة الذي اتسم كثيرا بالوحدة.
صورة من: David Ertl
اختراعات من أجله
قديما كان البوق يُستخدم كأداة لتكبير الصوت، وهذا البوق الموجود بالصورة تم تصميمه خصيصا من اجل بيتهوفن عام 1813. والمصمم هو نيبوموك مالتسيل، مخترع أداة ضبط الإيقاع.