آلاف المتظاهرين في مدن وعواصم أوروبية دعما للاجئين
١٢ سبتمبر ٢٠١٥
يتواصل الانقسام الشعبي في أوروبا بشأن التعامل مع اللاجئين. ففي حين قام عشرات الآلاف في عواصم أوروبية بالمطالبة بانفتاح أكبر على اللاجئين ودعمهم، تظاهر آخرون خصوصا في شرق أوروبا ضد استقبال المهاجرين ولا سيما المسلمين.
إعلان
شارك آلاف الأوروبيين اليوم السبت (12 سبتمبر/ أيلول 2015) في تظاهرات جابت العديد من العواصم والمدن الأوروبية دعما للاجئين، الذين يتدفقون بأعداد هائلة إلى أوروبا. ففي العاصمة البريطانية لندن شارك عشرات آلاف الأشخاص في تظاهرة ضخمة جابت وسط لندن وصولا إلى مكتب رئيس الحكومة ديفيد كاميرون رافعين لافتات كتب عليها "افتحوا الحدود" و"اللاجئون إلى الداخل" و"المحافظون إلى الخارج". وأمام المتظاهرين دعا الزعيم الجديد لحزب العمال البريطاني جيريمي كوربن (66 عاما) إلى "إيجاد حلول سلمية" لمواجهة أزمة اللاجئين، وذلك بعيد ساعات من انتخابه. وقال كوربن إن "هدفنا يجب أن يكون إيجاد حلول سلمية لمشاكل هذا العالم".
وفي العاصمة الدنماركية كوبنهاغن، تظاهر حوالي 30 ألف شخص دعما لاستقبال اللاجئين، بحسب ما أعلنت الشرطة هناك. وحمل المتظاهرون لافتات كتب عليها "نرحب باللاجئين" و"أوروبا الجار الأقرب لسوريا"، بحسب ما ذكرت وسائل الإعلام المحلية. كما شارك حوالي 400 شخص في تظاهرة في بلدة بادبورغ الدنماركية على الحدود مع ألمانيا، التي يعبرها اللاجئون الراغبون بالانتقال إلى ألمانيا. في المقابل، تظاهر نحو 150 شخصا في البلدة نفسها في تحرك مضاد، مطالبين بإغلاق الحدود، بحسب الشرطة المحلية.
مراقبة ألمانيا لحدودها تسلط الضوء على انقسام أوروبي
قرارألمانيا إعادة فرض الرقابة على الحدود، يسلط الضوء على المواقف المتباينة لدور الجوار إزاء استقبال اللاجئين. ففي حين أبدت دول مثل النمسا تسامحا وتعاونا، وصف البرلماني الهولندي المتطرف فيلدرز موجة اللاجئين غزو إسلامي".
صورة من: Reuters/Y. Herman
أمام تدفق أمواج اللاجئين إلى ألمانيا وصعوبات ضبط الحدود وتأمينها، قررت ألمانيا إعادة إجراءات فرض رقابة على حدودها أولا مع النمسا. مدينة ميونيخ وحدها استقبلت نهاية الأسبوع 20 ألف لاجئ، وأعلنت ولاية بافاريا أن تدفق اللاجئين بات يفوق قدراتها على الإستقبال والإيواء.
صورة من: DW/M. Gopalakrishnan
تحاول الدنمارك منع وصول مزيد من اللاجئين المتجهين إلى السويد التي ترحب بهم رسميا. وكانت الشرطة الدنماركية قد أوقفت حركة القطارات من ألمانيا في محاولة لمنع انتقال اللاجئين إليها.
صورة من: Reuters/Scanpix/A. Ladime
من بين جميع الدول في شمال أوروبا، تمتلك الدنمارك أكثر القوانين تقييداً لطالبي اللجوء. تم إقرار هذه القوانين بعد ثلاثة شهور من الانتخابات العامة التي أفضت إلى فوز الحزب الليبرالي (يمين وسط)، وذلك بدعم من حزب الشعب الدنماركي المعادي للهجرة.
صورة من: picture-alliance/dpa/J. Norgaard Larsen
أعلن الرئيس الفرنسي فرانسوا أولاند أن بلاده مستعدة لاستقبال 24 ألف لاجئ خلال العامين المقبلين، وذلك في إطار خطة أوروبية لمواجهة تدفق المهاجرين إلى القارة. فيما شهدت العاصمة الفرنسية باريس مظاهرات تضامنا مع اللاجئين.
صورة من: Reuters/P. Wojazer
أظهر استطلاع للرأي أجرته إحدى القنوات التلفزيونية الفرنسية، أن أكثر من 56 بالمائة من الفرنسيين لا يساندون فكرة استقبال فرنسا لاجئين سوريين في بلادهم. وتباينت المواقف وفق التوجهات السياسية للمصوتين، حيث بين الاستطلاع أن 68 بالمائة من ناشطي اليسار الفرنسي يدعمون فكرة استقبال المهاجرين، مقابل 38 بالمائة فقط من ناشطي اليمين.
صورة من: Getty Images/AFP
النمسا أعلنت انها نشرت قوات الجيش للمساعدة على مراقبة الحدود مع ألمانيا وبتنسيق معها. والسكك الحديدية النمساوية توقف أحيانا حركة القطارات مع المجر بسب تدفق اللاجئين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Roessler
ومع وصول آلاف المهاجرين إلى النمسا حيث يرغب معظمهم بالانتقال بعدها إلى ألمانيا، دعت فيينا أوروبا إلى التحرك لمواجهة الفوضى الناجمة عن أزمة الهجرة. حيث اعتبرت النمسا أن "ما يحصل الان "يفترض أن يفتح أعيننا على حالة الفوضى التي وصل إليها الوضع في أوروبا اليوم".
صورة من: Reuters/D. Ebenbichler
وصف البرلماني اليميني المتطرف خيرت فيلدرز موجة اللاجئين التي تتدفق على أوروبا بأنها "غزو إسلامي" . وفي حين وقالت حكومة رئيس الوزراء المحافظ مارك روته إنها مستعدة من حيث المبدأ لقبول عدد أكبر من طالبي اللجوء، أظهر استطلاع للرأي أن زهاء 54 في المئة من الناخبين الهولنديين يعارضون الاستمرار بقبول اللاجئين.
صورة من: AP
أثارت صورة فوتوغرافية تظهر السلطات التشيكية تستخدم أسلوب الترقيم بالقلم على أيدي اللاجئين، انتقادات حيال رد فعل تشيكيا على أزمة المهاجرين، لأنها تحمل أبعادا تاريخية تعود للعهد النازي. بيد أن متحدثة باسم الشرطة دافعت عن نظام الترقيم متذرعة بحجة الإعداد الكبيرة.
صورة من: Reuters/I. Zehl
شهدت بولندا مظاهرات ضد استقبال اللاجئين. بيد أن رئيسة الحكومة البولندية ايفا كوباتش صرحت أن بولندا ستستقبل ستين عائلة من اللاجئين السوريين المسيحيين فقط.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Guz
رفض النواب السويسريون تعليق العمل بقانون اللجوء. وكان الحزب القومي المحافظ يرغب في أن تستخدم الحكومة قانون الطوارئ لوقف العمل جزئيا بقوانين اللجوء لمدة عام، بحيث لا يتم النظر في إجراءات اللجوء لأي شخص أو الاعتراف بحقه في اللجوء.
صورة من: Sean Gallup/Getty
أقر البرلمان الأوروبي الاجراءات العاجلة التي اقترحها رئيس المفوضية الأوروبية يونكر لتحسين توزيع استقبال اللاجئين على الدول الأعضاء واقتراحه إنشاء إلية توزيع دائمة. إعداد: علاء جمعة
صورة من: Reuters/Y. Herman
12 صورة1 | 12
وفي العاصمة السويدية ستوكهولم تظاهر نحو ألف شخص للمطالبة بسياسات داعمة لاستقبال اللاجئين. ومن المتوقع قيام تظاهرات أخرى في مدن أوروبية عدة. وقال منظمو "اليوم الأوروبي للتحرك من أجل اللاجئين": "لقد حان الوقت للتنديد بالحدود التي تسبب الموت والتي أقيمت باسمنا". وتدعم عدة جمعيات ومنظمات غير حكومية على غرار منظمة العفو الدولية هذا التحرك الذي يصادف قبل يومين على انعقاد اجتماع استثنائي لوزراء داخلية الاتحاد الأوروبي حول أزمة الهجرة.
كما شهدت العاصمة الألمانية برلين وهامبورغ مظاهرات دعما للاجئين، تخللتها مصادمات بين اليساريين واليمنيين وأعمال شغب ما دفع الشرطة إلى اعتقال عشرات المتظاهرين.
رفض المهاجرين المسلمين
وفي موازاة ذلك، أعلن عن تنظيم تظاهرات ضد استقبال المهاجرين في بولندا وتشيكيا وسلوفاكيا خصوصا، وهو ما يظهر الانقسام العميق في أوروبا حول المسالة. ففي العاصمة البولندية في وارسو شارك نحو خمسة آلاف شخص حسب تقدير فرانس برس وعشرة آلاف حسب المنظمين في تظاهرة في وسط المدينة مناهضة للهجرة. وقدموا أنفسهم على أنهم من الكاثوليك المعارضين لوصول مهاجرين مسلمين. كما جرت تظاهرتان مماثلتان في العاصمة التشيكية براغ والسلوفاكية براتيسلافا ضمتا مئات الأشخاص. وجرت في هذه العواصم الثلاث أيضا تظاهرات أقل أهمية شارك فيها المدافعون عن استقبال اللاجئين. ومن المعروف أن حكومات وارسو وبراغ وبراتيسلافا وبودابست ترفض سياسة الحصص التي تريدها ألمانيا لتوزيع المهاجرين على دول الاتحاد الأوروبي ال28.