عشرات الآلاف يلقون نظرة الوداع على جثمان البابا بنديكت
٢ يناير ٢٠٢٣
توافد آلاف المؤمنين إلى الفاتيكان لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا الراحل بنديكت السادس عشر الذي توفّي عن 95 عامًا. ويُسجّى جثمانه في كاتدرائيّة القديس بطرس قبل تشييعه في مراسم خاصة سيترأسها البابا فرنسيس.
إعلان
تدفق عشرات الآلاف على كاتدرائية القديس بطرس اليوم الاثنين (الثاني من يناير/ كانون الثاني 2023) لإلقاء النظرة الأخيرة على جثمان البابا السابق بنديكت السادس عشر المُسجى قبل تشييع جنازته هذا الأسبوع.
وتُوفي بنديكت الـ16 يوم السبت عن 95 عاما في دير الفاتيكان المنعزل حيث عاش منذ تنحيه المفاجئ في 2013.
ونُقل جثمانه مرتديا ثوبا كهنوتيا من اللونين الأحمر والذهبي قبل بزوغ الفجر مباشرة في موكب جاب حدائق الفاتيكان من الدير، وسجي فوق منصة بسيطة أمام المذبح الرئيسي لأضخم كنيسة في العالم المسيحي.
ووقف إلى جوار جثمان البابا بينديكت، الذي لم يحمل أي شارات بابوية مثل الصولجان، فردان من الحرس السويسري على الجانبين في وضع انتباه لدى مرور مودعيه.
وقال ماتيو بروني المتحدث باسم الفاتيكان إن بنديكت سيُدفن، تبعا لرغبته، في قبو أسفل كاتدرائية القديس بطرس حيث دُفن جثمان البابا يوحنا بولس الثاني عام 2005 قبل نقل رفاته إلى كنيسة صغيرة داخل الكاتدرائية عام 2011.
وتَشكّل طابور طويل في ساحة القديس بطرس منذ الفجر في ظلّ وجود صحافيين ومصوّرين من وسائل إعلام عديدة وانتشار أمني كثيف.
وقالت الراهبة الايطالية آنا ماريا لوكالة فرانس برس "وصلت الساعة السادسة صباحاً ويبدو المجيء لتكريمه بالنسبة إليّ أمراً طبيعياً بعد كل ما فعله للكنيسة". من جهتها قالت فرانشيسكا غابرييلي التي حضرت خصيصا من توسكاني "كان بابا عظيما، عميقا وفريدا"، مثمنة "جو التأمل" السائد في الكاتدرائية.
وكانت الإجراءات الأمنية مشددة إذ يمر الزوار بعدة نقاط تفتيش قبل دخولهم إلى الكنيسة.
وقبل فتح الكنيسة للجمهور، كان الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا ورئيسة الوزراء جورجا ميلوني أول من وصل لتقديم العزاء.
وسيُسجى جثمانه حتى مساء يوم الأربعاء. وتقام مراسم جنازته يوم الخميس في ساحة القديس بطرس وسيترأسها البابا فرنسيس. وقال الفاتيكان إن الجنازة ستكون بسيطة ومهيبة ووقورة نزولا على رغبة البابا الراحل.
ورغم أن الأعداد كبيرة، لم تظهر مؤشرات على تدفق حشود ضخمة مثل تلك التي أتت لتودع سلف بنديكت البابا يوحنا بولس الثاني عقب وفاته عام 2005، حينما انتظر ملايين ساعات لدخول الكاتدرائية.
ولدى الفاتيكان مراسم مفصلة بعناية لما سيحدث في حال وفاة أحد البابوات أثناء توليه المنصب، ولكن لا توجد أي مراسم تتعلق بوفاة أحد البابوات السابقين، لذا، ما سيحدث في الأيام القليلة المقبلة قد يصبح نموذجا لمراسم جنازات البابوات السابقين في المستقبل.
وقال بروني إن تفاصيل قداس الجنازة لم تكتمل بعد.
البابا فرنسيس يصلي من أجل البابا السابق بنديكت
01:33
وبعد ثماني سنوات من البابوية شهدت أزمات متعددة، طاردتاللاهوتي الألماني في بداية عام 2022 فضيحة تحرّش رجال دين جنسيا بالأطفال. واتهم في تقرير صحافي في ألمانيا بإساءة إدارة العنف الجنسي عندما كان رئيس أساقفة ميونيخ، فكسر صمته ليطلب "الصفح" لكنه أكد أنه لم يتستر مطلقًا على الإساءة للأطفال.
وهذا الموضوع تطرقت اليه فاليري ميشالاك الالمانية التي حضرت مع زوجها واولادهما الأربعة وهم يتحدرون من دورتموند، عند خروجها من الكاتدرائية قائلة "نعرف انه كان لديه علم ببضع تفاصيل ولم يساعد على فتح هذا الملف".
وولد يوزف راتسينغر في العام 1927 ودرّس اللاهوت على مدى 25 عاما في ألمانيا قبل أن يعيّن رئيسا لأساقفة ميونيخ.
ثم أصبح الحارس الأمين لعقيدة الكنيسة لربع قرن في روما على رأس مجمع العقيدة والايمان، ثم الحبر الأعظم لمدة ثماني سنوات خلفًا للبابا يوحنا بولس الثاني.
وخلال المجمع الفاتيكاني الثاني، كان أحد علماء اللاهوت المؤيدين لانفتاح الكنيسة، لكن بمواجهة موجات التحرر عام 1968، تبنى منحى محافظاً، لا سيما بشأن الإجهاض والمثلية الجنسية والقتل الرحيم.
ع.أ.ج/ أ ح (رويترز، أ ف ب)
محطات من حياته.. البابا الألماني بنديكت يقول وداعاً
توفي البابا الألماني بنديكت السادس عشر بعد أن جلس لثمانية أعوام على كرسي القديس بطرس في روما واستقال في عام 2013 وكان أول بابا يقدم استقالته منذ نحو 600 عام بدلا من البقاء في منصبه مدى الحياة. جولة في محطات من حياته.
صورة من: EPA/PIER PAOLO CITO/dpa/dpaweb/picture-alliance
وفاة بعد تدهور حالته الصحية
توفي البابا المستقيل الألماني بنديكت السادس عشر الذي فاجأ تنحيه العالم بأسره عام 2013، صباح السبت عن 95 عاما، كما أعلن الفاتيكان. وكانت صحّة البابا بنديكت السادس عشر هشة منذ سنوات. وتدهورت في الأيام الماضية بشكل كبير.
صورة من: Sven Hoppe/dpa/dpa-Pool/picture alliance
أول بابا ألماني منذ 700 عام
في التاسع عشر من نيسان/ أبريل 2005، في تمام الساعة الخامسة وخمسين دقيقة، تصاعد الدخان الأبيض في الفاتيكان، إشارة لاختيار بابا جديد للكنيسة الكاثوليكية، فقد أصبح الكاردينال الألماني يوزيف راتزنغر البابا بنديكت السادس عشر. وهو أول بابا ألماني منذ 700 عام يجلس على الكرسي الرسولي في روما.
صورة من: AP
الصدفة تقود البابا لوطنه الأم
وتصادف أن كانت أولى رحلاته إلى الخارج إلى وطنه الأم ألمانيا، إلى مدينة كولونيا، في شهر آب/ أغسطس 2005، أثناء الملتقى العالمي للشباب الكاثوليكي، الذي زاره أكثر من ستمائة ألف زائر.
صورة من: AP
مليون مصلي
وكانت أقوى لحظات تلك الرحلة هي القداس الإلهي الذي احتفل به البابا في ساحة العذراء مريم الواقعة خارج مدينة كولونيا في الحادي والعشرين من أغسطس/آب. كان هذا القداس الذي حضره حوالي مليون زائراً نهاية الملتقى الشبابي، وقضى بعض الحضور الليلة في الساحة في انتظار الصلاة الختامية للملتقى.
صورة من: Getty Images
زيارة الموطن البافاري
منذ توليه الكرسي الباباوي، وعد البابا بنديكتوس السادس عشر أساقفة بافاريا بزيارتهم قريباً. وفي سبتمبر/أيلول 2006 قام البابا البافاري الأصل بزياره موطنه لمدة ستة أيام. أولى المدن التي زارها هي ميونيخ، حيث كان بانتظاره سبعين ألف شخص.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة إلى مسقط الرأس
كذلك زار البابا مسقط رأسه، قرية ماركتل آم إن قرب الحدود النمساوية. في الصورة يظهر المسكن الذي ولد فيه البابا بنديكت السادس عشر.
صورة من: picture-alliance/dpa
كلمة جامعة ريغينزبورغ
محطة أخرى في بايرن كانت جامعة ريغنسبورغ، حيث قام بابا الفاتيكان بإلقاء محاضرة، أثارت ردود فعل قوية في العالم الإسلامي. فقد اقتبس البابا بنديكت السادس عشر جملة من قيصر بيزنطي كان يربط الإسلام بالعنف، وأدت تلك المحاضرة إلى اندلاع مظاهرات ضخمة في الدول الإسلامية.
صورة من: picture-alliance/dpa
المحطة الأخيرة - مدينة فرايزنغ
آخر محطات البابا في رحلت الثانية إلى موطنه الأم كانت مدينة فرايزنغ التي كان يشغل فيها منصب كاردينال فرايزنغ وميونخ، قبل توجهه إلى روما بدعوة من البابا السابق يوحنا بولس الثاني. في كاتدرائية فرايزنغ، تحدث البابا مع الأساقفة عن أحوال الكنيسة الألمانية قبل أن يغادر البلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa
زيارة للبرلمان الألماني
وفي سبتمبر/أيلول 2011 قام البابا بزيارته الثالثة لألمانيا، حيث زار البرلمان الألماني (البوندستاغ) وألقى كلمة فيه، كأول بابا يلقي كلمة في البرلمان. عند بوابة براندنبورغ احتشدت مجموعة من الناس احتجاجا على زيارة البابا، كما قاطع خمسون عضوا في البرلمان كلمة البابا.
صورة من: dapd
قداس في الملعب الأولمبي وتظاهرات في المدينة
وفي نفس الليلة، أقام البابا قداسا في ملعب برلين الأولمبي، حضره 61 ألف شخص، كما حضره الرئيس الألماني والمستشارة الألمانية. في الوقت نفسه، خرجت مظاهرات ضد البابا. من بين المتظاهرين كان هناك أعضاء من البرلمان الألماني.
صورة من: dapd
عودة إلى الفاتيكان
في اليوم التالي ذهب البابا إلى مدينتي إيرفوت وفرايبورغ، ليعود في المساء إلى روما. ورغم علاقته الخاصة بوطنه الأم، من المخطط أن يعيش البابا المستقيل بنديكت السادس عشر والكاردينال السابق يوزيف راتزنغر في الفاتيكان، فهو يريد العيش في أحد الأديرة للتفرغ للعبادة. آرنة ليشتنبرغ/ عباس الخشالي