أول دفعة من الجرحى ومزدوجي الجنسية تغادر غزة عبر معبر رفح
١ نوفمبر ٢٠٢٣
خرج عشرات الأجانب والفلسطينيين الحاملين جنسيات مزدوجة من قطاع غزة إلى مصر مع فتح السلطات المصرية معبر رفح "استثنائيا" لإجلاء عدد من الجرحى، وذلك في اليوم الـ26 من الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في القطاع.
إعلان
في اليوم الـ 26 من الحرب، عبرت أول دفعة من حملة الجنسيات الأجنبية ومزدوجي الجنسية اليوم الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023)، من قطاع غزة إلى مصر من خلال معبر رفح إلى مصر، وفق ما أوردته وكالة الصحافة الفرنسية نقلا عن مسؤول في السلطات المصرية المشرفة على معبر رفح طالباً عدم كشف اسمه.
ونقلت قناة القاهرة الإخبارية القريبة من السلطات في بثٍّ مباشر مشاهد تظهر سيارات إسعاف تدخل المعبر مع ترقب نقل 81 مصاباً فلسطينيّاً الأربعاء إلى مستشفيات مصرية، بحسب مسؤولين مصريين وفلسطينيين. بدورها تستعد السلطات المصرية لاستقبال الجرحى الفلسطينيين، إذ أفاد المسؤول الطبي عن "إقامة أول مستشفى ميداني على مساحة 1300 متر مربع، لاستقبال الجرحى الفلسطينيين حال وصولهم إلى مصر، بمدينة الشيخ زويد"، على بعد 15 كيلومتر من رفح.
وسمح بدخول هؤلاء الأجانب والفلسطينيين معبر رفح في جنوب قطاع غزة قرابة الساعة 7,45 ت غ بحسب ما أفاد صحافي في وكالة فرانس برس. فيما نقلت وكالة رويترز عن مصدر أمني مصري لم تسميه بانّ ما يصل إلى 500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيدخلون مصر وأنّ نحو 200 شخص ينتظرون على الجانب الفلسطيني من الحدود صباح الأربعاء.
والرقم أكده مصدر آخر وُصف بالمُطّلع على الاتفاق وعمليات الإجلاء مستبعدا خروجهم جميعا في يوم واحد. ولا يعرف بعد الجدول الزمني لفترة بقاء المعبر مفتوحاً. ومع فتح المعبر، وقف المسافرون في طوابير طويلة في انتظار فحص جوازات السفر وغيرها من الوثائق.
يأتي ذلك بعد نجاح الجهود القطرية للتوصل إلى اتفاق بين مصر وإسرائيل وحركة حماس الفلسطينية بالتنسيق مع الولايات المتحدة للسماح بخروج حاملي جوازات السفر الأجنبية وبعض المصابين بجروح خطرة من قطاع غزة المحاصر.
يذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
ووفقا لمصادر مطلعة فالاتفاق غير مرتبط بأمور أخرى قيد التفاوض مثل الرهائن المحتجزين لدى حركة حماس، أو "هدنة إنسانية" مؤقتة لتخفيف الأزمة في القطاع الذي يعاني من كارثة صحية وأنسانية وفق مسؤولين أممين.
وقتل في إسرائيل 1400 شخص معظمهم مدنيون قضوا في اليوم الأول للهجوم الذي احتجزت خلاله حماس 240 رهينة في 7 أكتوبر/ تشرين الأول، وفق السلطات الإسرائيلية.
ومن الجانب الفلسطيني، أسفر القصف الإسرائيلي المدمّر على قطاع غزة عن مقتل 8525 شخصا، معظمهم مدنيون، وفق أحدث حصيلة لوزارة الصحة في حكومة حماس التي تسيطر على غزة.
بدوره قال وزير الخارجية أنطونيو تاياني إنه يأمل أن تتمكن الدفعة الأولى من المواطنين الإيطاليين من مغادرة غزة اليوم الأربعاء. وقال تاياني "أول ممر في رفح فُتح وبدأ الناس في المغادرة. أتمنى أن تتمكن الدفعة الأولى من (المواطنين) الإيطاليين من البدء في المغادرة. سفارتنا في القاهرة مستعدة للترحيب بمواطنينا الذين سيغادرون".
و.ب/ع.غ. ز.أ.ب (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
حصيلة ثقيلة جراء الهجوم على إسرائيل.. انقسام عربي وإدانة غربية
"يوم قاسٍ" عاشته إسرائيل حسب قياداتها بعد تنفيذ حماس هجوما كبيرا أدى لمقتل وأسر المئات، غالبيتهم مدنيين. نتنياهو توعد بالرد، والغرب أعلن دعمه الكامل لإسرائيل. في المقابل اتسمت مواقف البلدان العربية والإسلامية بالانقسام.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
هجوم مفاجئ من حماس
في خطوة مباغتة، قامت حركة حماس، يوم السبت 07 أكتوبر/تشرين الأول 2023، بهجوم كبير على إسرائيل عبر إطلاق وابل من الصواريخ في اتجاه بلدات ومدن إسرائيلية، فضلاً عن اختراق عدد من المسلحين للسياج الحدودي الذي أقامته إسرائيل حول غزة. وقتل عدد كبير من المدنيين وعناصر من جهازي الشرطة والجيش، فضلاً عن أسر العشرات، في الهجوم الإرهابي.
صورة من: Ilia yefimovich/dpa/picture alliance
حصيلة القتلى في ارتفاع وجلهم مدنيين
الهجوم الصادم اعتبرته واشنطن "أسوأ هجوم تتعرّض له إسرائيل منذ 1973". تجاوزت حصيلة القتلى الإسرائيليين 700 شخص، بينهم 73 عسكرياً فضلا عن مئات الجرحى. القتال استمر داخل مدن إسرائيلية محاذية لغزة لليوم الثالث تواليا، ما دفع إسرائيل إلى إخلاء جميع سكان غلاف غزة، معلنة أنها في "حالة حرب".
صورة من: Menahem Kahana/AFP/Getty Images
إسرائيل تتوعد بالرد
أطلقت حماس، المصنفة حركة إرهابية من قبل الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي ودول أخرى، اسم "طوفان الأقصى" على هجومها قائلة إنه جاء ردا على "العدوان الإسرائيلي" في القدس. في المقابل أطلقت إسرائيل عملية "السيوف الحديدية"، واستدعت 300 ألف جندي احتياط، وقصفت المئات من الأهداف في قطاع غزة. كما أعلنت الحكومة الإسرائيلية فرض حصار مطبق على القطاع.
صورة من: dpa
المأساة كذلك في غزة
في الجانب الفلسطيني، الوضع الإنساني كذلك في غاية الصعوبة، وزارة الصحة في غزة أكدت وقوع حوالي 500 قتيل ومئات الجرحى جراء القصف الإسرائيلي، فيما أكدت الأمم المتحدة نزوح 123 ألف شخص داخل القطاع الذي يعاني مسبقا من تدهور الخدمات الأساسية، كما سقط قتلى فلسطينيون في الضفة الغربية في مواجهات مع القوات الإسرائيلية.
صورة من: Ibraheem Abu Mustafa/REUTERS
الغرب يدعم إسرائيل
ألمانيا أكدت وقوفها إلى جانب إسرائيل وقالت إنه من حق هذه الأخيرة الدفاع عن نفسها أمام "الهجمات الهمجية"، لكنها حذرت من تطور الصراع. الولايات المتحدة أعلنت تقديم "دعم إضافي" لحليفتها إسرائيل وتحريك حاملة طائرات إلى شرق المتوسط، كما أدان الاتحاد الأوروبي الهجمات وأبدى تضامنه مع إسرائيل. وتصنف كل هذه الأطراف حماس حركة إرهابية.
صورة من: LIESA JOHANNSSEN/REUTERS
انقسام عربي
الإمارات وصفت هجوم حماس بـ"التصعيد الخطير" وأكدت "استياءها إزاء تقارير اختطاف المدنيين الإسرائيليين". المغرب أدان استهداف المدنيين من أي جهة كانت لكنه أشار إلى تحذيره السابق من "تداعيات الانسداد السياسي على السلام". وحذرت مصر من تداعيات "التصعيد" لكنها دعت المجتمع الدولي لحث إسرائيل "على وقف اعتداءاتها"، فيما أكدت قطر انخراطها في محادثات وساطة مع حماس ومسؤولين إسرائيليين تشمل تبادلا محتملا للأسرى.
صورة من: Reuters/M. A. El Ghany
ماذا بشأن السعودية وإيران وتركيا؟
توجهت أيضا الأنظار لموقف السعودية التي يتردد أنها مقبلة على التطبيع مع إسرائيل. الرياض طالبت بوقف التصعيد، لكنها ذكرت "تحذيراتها من انفجار الأوضاع نتيجة الاحتلال". إيران وقفت بوضوح إلى جانب حماس لكنها نفت ضلوعها في الهجوم ردا على اتهامات إسرائيلية وأمريكية، فيما دعت تركيا التي تحسنت علاقاتها بإسرائيل مؤخراً، إلى "دعم السلام" و"عدم الإضرار بالمدنيين".