في أول يوم اثنين بعد الاعتداءات الإرهابية في باريس، خرج عشرات الألوف من مناهضي وأنصار حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام في مظاهرات في عدة مدن ألمانية. ففي لايبزيغ شرق ألمانيا وحدها خرج ثلاثون ألف شخص في مظاهرة ضد "بيغيدا".
صورة من: Reuters/F. Bensch
إعلان
تحت وقع الاعتداءات الإرهابية التي تعرضت لها العاصمة الفرنسية باريس خرج اليوم الاثنين (12 كانون الثاني/ يناير 2015) عشرات الألوف إلى الشوارع في ألمانيا من أنصار ومناهضي حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام. فقد تجمع الآلاف من أنصار حركة "بيغيدا" في معقلها بمدينة ديسدن بشرق ألمانيا، في أول مظاهرة لهم بعد تعرض مجلة شارلي إيبدو الساخرة لاعتداء دموي يعتقد على نطاق واسع أن له علاقة بالرسوم الساخرة للنبي محمد.
فقد رفع أنصار "بيغيدا" أو حركة "وطنيون أوربيون ضد أسلمة الغرب" لافتات كتب عليها„Je suis Charlie“ أي "أنا شارلي" في إشارة إلى الاعتداء الذي تعرضت له الأسبوعية الفرنسية الساخرة وكنوع من التضامن معها. كما حمل أنصارها لافتات حول حرية التعبير. بيد أن مجموعة من فناني الكاريكاتير الفرنسيين، منهم رسامون يعملون مع شارلي إيبدو، حذروا من استخدام اسم المجلة في معاداة الإسلام والأجانب من قبل "بيغيدا".
وبينما تحدث منظمو مظاهرة "بيغيدا" أن عدد المشاركين في أول مظاهرة للحركة المعادية للإسلام بعد اعتداءات باريس وصل إلى أربعين ألف متظاهر، قالت مصادر في الشرطة الألمانية أن عددهم لم يتجاوز خمسة وعشرين ألف متظاهر. ويشار إلى أن حوالي 18 ألف شخص من أنصار الحركة المعادية للإسلام تظاهروا يوم الاثنين الماضي.
100 ألف شخص يتظاهرون ضد "بيغيدا" في ألمانيا
وكرد مباشر على مظاهرات "بيغيدا" تظاهر مائة ألف شخص في عدة مدن ألمانية ضد حركة "بيغيدا" المعادية للإسلام والمعروفة باسم "وطنيون أوروبيون ضد أسلمة الغرب". ففي مدينة ميونيخ وحدها تظاهر عشرون ألف شخص مساء اليوم تحت شعار "ميونيخ ملونة" وذلك في إشارة إلى اللون الرمادي الذي يرمز لحركات اليمين المتطرف. وخاطب عمدة عاصمة بافاريا الاشتراكي الديمقراطي ديتر رايتر المتظاهرين قائلا: "نحن نقف هنا ضد كل أشكال العنصرية ومعاداة السامية وعنف اليمين المتطرف".
مواقف متباينة من حركة "بيغيدا"
تحت شعار"أوروبيون ضد أسلمة الغرب" تسعى حركة "بيغيدا" إلى تحريك مشاعر المواطنين لمعاداة الأجانب واللاجئين في ألمانيا. وتقوم القوى السياسية والمدنية والدينية بمظاهرات مضادة لـ"بيغيدا" التي يشمئز الناس من مواقفها.
صورة من: Imago/Christian Ohde
يتظاهر أتباع حركة "بيغيدا" ضد ما يصفونه بالتحول المفرط للدول الأوروبية بسبب انتشار الإسلام والمسلمين فيها. غير أن عددا كبيرا من المواطنين يشاركون في مظاهرات مضادة رافضة لتوجهات هذه الحركة ومسيراتها في بعض المدن الألمانية.
صورة من: picture-alliance/dpa
في العام الجديد نظمت حركة "بيغيدا" مظاهرة في مدينة دريسدن، كما يعتزم مناهضوها تنظيم مظاهرات مضادة في عدة مدن. وللتعبير عن رفضهم لمواقف "بيغيدا" أطفأ القائمون على كتدرائية مدينة كولونيا أضوائها الخارجية خلال مظاهرة الحركة.
صورة من: Reuters/Wolfgang Rattay
المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل دعت في خطابها بمناسبة العام الجديد المواطنين إلى عدم المشاركة في مظاهرات "بيغيدا"، واعتبرت أن قلوب منظمي تلك المظاهرات "مليئة بالقسوة والكراهية".
صورة من: Reuters/Maurizio Gambarini
حث رئيس الحزب الاشتراكي ووزير الاقتصاد والطاقة سيغمار غابريل السياسيين في ألمانيا إلى التفكير في ظاهرة تنامي عدد المتعاطفين مع الحركة، وقال: "إن عددا لايستهان به من منظمي مظاهرات الحركة هم مجرمون ومدانون ونازيون جدد أومعادون للسامية ويجب على المواطنين المحترمين ألا يسيروا وراء مثل هذه النماذج".
صورة من: imago/Sven Simon
من جانبه حذر وزير التنمية الألماني غيرد مولر من عدم أخذ "بيغيدا" مأخذ الجد، وأوضح الوزير المنتمي للحزب الاجتماعي المسيحي البافاري، المتحالف مع الحزب الديمقراطى المسيحي، أن الألمان ذوي الدخل المحدود يعتقدون أنهم متضررون بسبب المساعدات المقدمة للاجئين والمهاجرين.
صورة من: picture-alliance/dpa/B. Pedersen
أعرب جيم أوزديمير رئيس حزب الخضر الألماني عن رفضه القاطع لما تدعو إليه الحركة. وقال: "نحن دولة مصدرة، وهذا يستدعي الانفتاح على العالم ومواقف التسامح"، وأضاف أنه لا ينبغي أن يكون هناك تسامح مع من يرفض التسامح، مثل المتطرفين الإسلاميين أو اليمينيين المتطرفين.
صورة من: picture-alliance/dpa/Jens Büttner
حذر رئيس حزب "اليسار" الألماني المعارض بيرند ريكسينجر التحالف المسيحي بزعامة المستشارة ميركل من تداول شعارات حركة "بيغيدا"، وطالب ريكسينجر ميركل بوضع حد واضح لمحاولات التحالف المسيحي الهادفة إلى استقطاب الجناح اليميني".
صورة من: picture-alliance/dpa
أما حزب "البديل من أجل ألمانيا" اليميني المحافظ فقد دافع عن الحركة، واعتبر ألكسندر غاولاند، رئيس كتلة الحزب في براندنبورغ أن قيام المستشارة ميركل بانتقاد تظاهرات الحركة ساهم في إقبال الناس عليها بشكل أكبر من ذي قبل.
صورة من: Reuters/H. Hanschke
وأعرب المعارضون لحركة "بيغيدا" المناهضة للإسلام عن استيائهم من مواقف الحركة العدائية تجاه الأجانب، وباتوا ينشطون أيضا من خلال حملة جمع التوقيعات المعارضة لمواقف الحركة على شبكة الإنترنت.
صورة من: picture-alliance/dpa/Kay Nietfeld
كشفت نتائج استطلاع للرأي أجرتها مجلة شتيرن الألمانية أن نحو ثلث عدد المشاركين في الاستطلاع يؤيدون احتجاجات "بيغيدا". وأوضحت المجلة أن 29 بالمائة ممن شملهم الاستطلاع يعتقدون أن المسيرات التي تنظمها الحركة لها ما يبررها. إعداد: هبة الله إسماعيل.
صورة من: DW/Greta Hamann
10 صورة1 | 10
كما شهدت عدة مدن ألمانية أخرى مظاهرات مناهضة لحركة "بيغيدا" إذ ذكر موقع "شبيغل أونلاين" أن ثلاثين ألف شخص تظاهروا في مدينة لايبزيغ ضد أنصار الحركة المناهضة للإسلام الذين تظاهروا للمرة الأولى في هذه المدينة الواقعة في شرق ألمانيا. فيما قدرت الشرطة الألمانية عدد المتظاهرين المؤيدين للحركة في لايبزيغ بحوالي خمسة آلاف شخص. كذلك تظاهر أربعة آلاف شخص في العاصمة الألمانية برلين ضد حركة "بيغيدا"، بينما خرج 18000 شخص إلى الشوارع في مدينة هانوفر ضد الحركة المعادية للإسلام.
ويشار إلى أن حركة بيغيدا الألمانية المناهضة للإسلام تحشد منذ تشرين الأول/ أكتوبر كل يوم اثنين في مدينة دريسدن بشرق ألمانيا متظاهرين ضد الإسلام وضد طالبي اللجوء.