1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عشرات القتلى في الساحل السوري .. من يقف وراء التصعيد الدموي؟

ماجدة بوعزة
٧ مارس ٢٠٢٥

وُصِفَت الهجمات التي شهدتها سوريا، بالأعنف ضد السلطة الجديدة منذ الإطاحة بنظام الأسد، وخلفت أعلى حصيلة قتلى في يوم واحد برصاص الموالين للأسد، مما يثير مخاوف من انفجار الوضع في منطقة الساحل السوري.

قوات الأمن السورية تتحرك نحو اللاذقية لمواجهة قوات موالية للنظام السابق  07.03.2025
أوقعت الأحداث العشرات من القتلى في صفوف المدنيين وقوات الأمن أيضا، وتم اعتقال أسرى من الجانبين وفق المرصد السوري لحقوق الإنسانصورة من: Abdulvacit Hacisteyfi/Anadolu/picture alliance

هاجم مسلحون موالون لنظام الرئيس السابق بشار الأسد في مدينة جبلة ليل الخميس (السادس من مارس/ آذار 2025)، رتلا لقوات الأمن، اندلعت على إثره اشتباكات عنيفة.

وقد نفذت قوات الأمن السورية صباح الجمعة عمليات تمشيط واسعة في غرب البلاد، بعد اشتباكاتها العنيفة مع المسلحين الموالين للرئيس المخلوع.

وأوقعت الأحداث العشرات من القتلى في صفوف المدنيين وقوات الأمن أيضا، وفق المرصد السوري لحقوق الإنسان، كما أفاد المرصد "بوجود أسرى لدى الطرفين".

ويشكّل فرض الأمن وضبطه في عموم سوريا أحد أبرز التحديات التي تواجه إدارة الرئيس الانتقالي أحمد الشرع منذ وصوله الى دمشق، خاصة في ظل وجود فصائل ومجموعات مسلحة ذات مرجعيات مختلفة في محافظات عدة. ويسري حاليا حظر تجول في محافظة اللاذقية، معقل الأقلية العلوية التي تنتمي إليها عائلة الأسد.

موازاة لذلك، ألقت قوات الأمن السورية، الخميس، القبض على رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا وفقا لمصادر رسمية. وقال مصدر بإدارة الأمن العام بسوريا لوكالة "سانا" إنه "بعد الرصد الدقيق والتحري، تمكنت قواتنا في مدينة جبلة من اعتقال اللواء المجرم إبراهيم حويجة رئيس المخابرات العامة السابق في سوريا بين 1987 و2002". ويتهم حويجة بارتكاب مئات الاغتيالات بعهد حافظ الأسد، بينها "الإشراف على اغتيال" الزعيم الدرزي اللبناني كمال جنبلاط في 16 مارس/ آذار 1977. كما كان له دور أساسي في الأجهزة الأمنية السورية لفترة طويلة.

من أحدث الاشتباكات؟

بدأت الاشتباكات في منطقة تعد مسقط رأس ونفوذ التابعين للعقيد سهيل الحسن، الملقب بـ"النمر" الذي يعد من أبرز قادة الأسد الابن العسكريين. وبذلك فالاتهامات تشير إلى تورط مسؤولين أمنيين مسلحين موالين للنظام السابق بالوقوف خلفها. وقد اندلعت فعليا بعد منع مجموعة من الأهالي، قوات الأمن من توقيف مطلوب بتهمة تجارة السلاح بالقوة، وفق المرصد السوري.

وتعتبر هذه المنطقة، معقل الطائفة العلوية الداعمة للنظام السابق، والتي كان المراقبون يرونها مهددة باندلاع أحداث طائفية، حيث كان الثوار والسجناء السابقون يطارد من يقولون إنهم معذبيهم القدامى.

كما يشير الخبراء إلى أن الطائفة العلوية، التي جند الأسد الأب والابن أغلب أبنائها للعمل في الجيش السوري، تتلقى العبء الأكبر من الغضب الموجه ضد النظام المنهار اليوم.

ففي عهد حافظ الأسد ولاحقا ابنه بشار، اكتسب العلويون نفوذا غير مسبوق في الأجهزة العسكرية والأمنية السورية، وشكلوا قاعدة دعم حاسمة للنظام. وقد ساعد هذا الارتقاء من موقعهم المهمش تاريخيا على توطيد العلاقات القوية بين العديد من العلويين وعائلة الأسد. وراكم عدد كبير من أبناء الطائفة خبرات أمنية وعسكرية شديدة الأهمية، لكن منطقتهم رغم ذلك توصف بالقاحلة والفقيرة في أغلبها. ويرى الخبراء أن النظام منذ الأسد الأب أبقى على الأوضاع المزرية في منطقة العلويين ليضمن انضمام الأغلبية منهم إلا إلى الجيش كخيار وحيد أمامهم.

من المستفيد؟

لم يثبت رسميا إلى الآن وقوف جهة معينة وراء الاشتباكات الدموية التي عاشتها سوريا يوم أمس، لكن تقارير إعلامية أشارت إلى أن "الرئيس المخلوع بشار الأسد، كان على علم بالتنسيق الجاري بين جميع المجموعات المسلحة بدعم وإشراف دولة خارجية". يأتي هذا، بعد الإعلان عن تأسيس "جبهة المقاومة الإسلامية" في سوريا التي أطلق عليها مسمى "أولي البأس"، وهو ما كشفته وكالة مهر الإيرانية الثلاثاء الماضي. وذكرت الوكالة أن هذه المبادرة تهدف إلى "توحيد الصفوف في مواجهة التحديات التي تواجه البلاد"، مشيرة إلى أن الإعلان عن هذه الجبهة يأتي "في ظل التطورات الأخيرة التي تشهدها سوريا"، وهو ما شاركه مقربون من إيران.

وتتضارب الآراء بشأن من له مصلحة في اندلاع الأزماتسوريا في ظل النظام الجديد، فبينما يتهم الكثيرون إيران، إلا أن آخرين يرون أن لروسيا أيضا مصالح قد تدافع عنها عبر الضغط على النظام الجديد بمختلف الطرق.

وقد كانت علاقة البلدين بسوريا تحركها الدوافع والمصالح رغم اختلافها، ففي الوقت الذي تسعى فيه روسيا إلى الحفاظ على نفوذها الجيوسياسي في الشرق الأوسط عبر سوريا، ترى طهران في سوريا أساسا يربطها بلبنان عبر حزب الله، وهو ما يعزز محور النفوذ الشيعي في المنطقة.

لكن روسيا عكس إيران، سارعت للحفاظ على تواصلها مع السلطة الجديدة. ومما يؤكد ذلك، أن مسؤولا حكوميا أكد لرويترز أن سوريا تسلمت شحنة جديدة من العملة المحلية المطبوعة في روسيا مع توقعات بوصول المزيد من هذه الشحنات في المستقبل، وهو ما يعتبر مؤشرا جيدا حسب الخبراء. وتحركات روسيا السريعة للحفاظ على علاقاتها مع دمشق في الأسابيع التي تلت فرار الأسد إليها، يبقى الهدف منها حسب الخبراء ضمان إبقاء قاعدتين عسكريتين رئيسيتين على الساحل السوري. كما زار دبلوماسي روسي كبير دمشق في يناير، وأجرى الرئيس السوري أحمد الشرع مكالمة هاتفية مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في 12 فبراير.

في المقابل، كان لطهران موقف أكثر انغلاقا وحذرا، فلم تعترف إيران رسميا بالسلطة الحالية، بل اختارت نبرة تهديدية على لسان بعض مسؤوليها. ومما صدر عن المرشد الأعلى علي خامنئي، قوله "إن الولايات المتحدة وإسرائيل خططتا لإسقاط الأسد وإخراج إيران من سوريا"، مؤكدا أن "الشباب السوريين سيستعيدون البلاد".

بيان دعم سعودي

تداولت حسابات مقطع فيديو عبر الشبكات الاجتماعية خلال الساعات الأخيرة، يٌزعم أنه يظهر لحظة دخول آليات وتعزيزات من الجيش التركي إلى سوريا.

تقصي لـ CNN، أثبت أن مقطع الفيديو قديم ولا يرتبط بالأحداث الأخيرة في سوريا، وقد نشرته وكالة أنباء الأناضول التركية للمرة الأولى في 9 أكتوبر/تشرين الأول 2019.

أما ردود الفعل الدولية، فكانت أولها صادرة عن وزارة الخارجية السعودية، التي أعربت عن "إدانة المملكة للجرائم التي نفذتها مجموعات خارجة عن القانون في سوريا، نتج عنها استهدافها للقوات الأمنية".

وشددت السعودية في بيان صدر فجر الجمعة على وقوف المملكة إلى جانب الحكومة السورية فيما تقوم به من جهود لحفظ الأمن والاستقرار والحفاظ على السلم الأهلي.

هل تشتري موسكو نفوذها في سوريا؟

34:47

This browser does not support the video element.

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد
تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW