أنهت البحرية التونسية عمليات البحث عن مهاجرين مفقودين بعد غرق مركبهم قبالة قرقنة مع ارتفاع حصيلة الغرقى إلى 48 شخصاً، فيما لقي تسعة آخرون المصير نفسه قبالة الشواطىء التركية بينما كانوا يحاولون أيضا العبور إلى أوروبا.
إعلان
ارتفعت حصيلة ضحايا غرق زورق للمهاجرين قبلة الشواطيء التونسية إلى 48 قتيلاً لقوا حتفهم ليلة السبت الأحد خلال محاولتهم عبور البحر المتوسط.
وأفادت مصادر متطابقة في تونس الأحد (الثالث من يونيو/ حزيران 2018) أن زورقاً كان ينقل نحو مئتي شخص انقلب ليلة قبالة الشواطىء التونسية. وقال آمر القاعدة البحرية بصفاقس العميد محمد صالح سقعامة لفرانس برس إنه "تم انتشال جثة إضافية ليرتفع العدد إلى 48، وقد تم إيقاف عمليات البحث على أن تستأنف غداً صباحاً".
وأكد سقعامة أنه تم إنقاذ 68 شخصا من بينهم 60 تونسياً، وخمسة من دول إفريقيا جنوب الصحراء، وشخصان من المغرب وليبي.
وأوضح آمر القاعدة البحرية أن سبب غرق المركب يعود أساساً إلى "تحميله أضعاف حمولته إضافة إلى أنه لا يحتوي على أدنى مقومات السلامة".
وتعد حصيلة الضحايا هذه الأكبر في المنطقة منذ أن أعلنت وكالة الأمم المتحدة للهجرة في الثاني من شباط/ فبراير الماضي أن حوالى 90 مهاجراً غالبيتهم من الباكستانيين، لقوا مصرعهم حين غرق مركبهم قبالة السواحل الليبية.
وقال وائل فرجاني وهو أحد الناجين ويتحدر من محافظة قابس (جنوب) لفرانس برس "لا أستطيع استيعاب الحادثة وأنا أنظر للعائلات تبكي أبناءها، تخيل أن أحدهم كان يدفع في الجثث ليتمكن من الوصول للقارب، مأساة حصلت في البحر لم تحدث من قبل".
وتابع الشاب وهو يسرد الأحداث بكل انفعالية "انقلب القارب وكان فوقه 180 شخصاً وقُتل على الأقل مائة شخص. من 180 شخصاً كان بجانبي فقط 40 على قيد الحياة والبقية جثث"، مضيفاً: "لا يمكن لقارب من تسعة امتار أن ينقل أكثر من 75 شخصاً بينما كان فوقه أكثر من 180 أو 190 شخصاً".
وكانت وزارة الداخلية التونسية قد أعلنت في بيان صباحاً انتشال جثث 11 مهاجراً وإنقاذ 67 آخرين. وقالت الوزارة إن مركباً لمهاجرين غير قانونيين "كان بصدد الغرق" ليل السبت الأحد قبالة سواحل محافظة صفاقس (جنوب شرق)، قبل أن "يتم إنقاذ 67 منهم بينهم تونسيون وأجانب كما تمّ انتشال 11 جثة في حصيلة أولية".
وأكدت الداخلية أنها تلقت "طلب استغاثة في الساعة 22:45 بتوقيت غرينتش في الثاني من حزيران/ يونيو بخصوص تواجد مركب صيد بعرض سواحل قرقنة (جنوب) على متنه مجموعة من المجتازين بصدد الغرق".
وتابعت "تحركت الوحدات البحرية العائمة التابعة للحرس الوطني بصفاقس ووحدات جيش البحر إلى مكان المركب الذي تبين أنّه على بعد حوالي خمسة اميال بحرية (نحو عشرة كيلومترات) عن جزيرة قرقنة و16 ميلا بحريا (نحو 32 كلم) على سواحل مدينة صفاقس" جنوب البلاد.
ويحاول شبان تونسيون بصفة متواصلة عبور البحر المتوسط بحثاً عن مستقبل أفضل. ووفقا لمنظمات غير حكومية، تمثل الهجرة هاجساً لدى العديد من الشباب الذين يعانون من البطالة.
من جهة ثانية وعلى الطرف الشرقي من البحر المتوسط، لقي تسعة مهاجرين كانوا يسعون للوصول إلى أوروبا حتفهم لدى غرق المركب الذي كان يقلهم الاحد في البحر المتوسط قبالة سواحل تركيا، وفق ما أفادت وسائل إعلام محلية.
وأفادت وكالة أنباء الأناضول أن الزورق واجه صعوبات قبالة منطقة ديمري في محافظة انطاليا المطلة على البحر المتوسط.
وفي جزيرة صقلية الايطالية ألقى وزير الداخلية الايطالي الجديد ماتيو سالفيني خطاباً حول الهجرة غير القانونية قال فيه "الهدف هو إنقاذ الأرواح من خلال منع انطلاق قوارب الموت" وتابع "نحن نعمل دون عصا سحرية لنصل إلى أقل عدد من الواصلين وإجلاء أكبر عدد ومنع هذا النشاط الكبير".
وكانت وزارة الدفاع التونسية اعلنت في آذار/مارس أن خفر السواحل أنقذوا 120 مهاجرا غير قانوني قرب جزيرة قرقنة غالبيتهم من تونس كانوا ينوون التوجه نحو السواحل الايطالية .
وسجلت محاولات الهجرة تراجعاً نهاية 2017 بعد ارتفاع خلال شهري أيلول/ سبتمبر وتشرين الأول/ أكتوبر. وقال مات هيربر، الباحث في المنظمة السويسرية "المبادرة الدولية ضد الجرائم المنظمة العابرة للقارات" والمتخصصة في شؤون الهجرة، إن "هذا الانخفاض توقف منذ كانون الثاني/ يناير 2018". وتابع الباحث أن "الكثير من الذين يركبون البحر" بحثاً عن عمل، يختارون المغادرة "ما دامت لديهم موارد مالية" للقيام بذالك.
م.أ.م/ ع.غ ( أ ف ب)
مآسي المتوسط.. مقبرة الأحلام والهاربين بحثاً عن الحياة
يعرّف البحر الأبيض المتوسط بمقبرة الأحلام، حيث ابتلع المتوسط المئات من المهاجرين الحالمين بالوصول إلى شواطئ أوروبا عبر قوارب الموت. معرض صور يوثق لأكثر حوادث الغرق مأساوية منذ حادثة لامبيدوزا عام 2013.
صورة من: picture-alliance/dpa
في 21 شباط/ فبراير 2017 عُثر على 74 جثة لمهاجرين جُرفت إلى الشواطئ الليبية شمالي غربي مدينة الزاوية، حيث لقوا حتفهم بعد غرق المركب الذي كانوا يحاولون العبور به إلى أوروبا. وظهر صف طويل من أكياس الجثامين البيضاء والسوداء على الشاطئ، في صور نشرها فرع الزاوية للهلال الأحمر الليبي على صفحته على فيسبوك.
صورة من: picture alliance/AP Photo/IFRC/M. Karima
اعتبر في 27 تشرين الأول/ أكتوبر 2016 حوالي 100 شخصا في عداد المفقودين بعد يوم من غرق قارب يحمل مهاجرين غير شرعيين قبالة السواحل الليبية، وفي 11 تشرين الثاني/ نوفمبر أعلنت مجموعات إنسانية دولية ما يقارب 250 شخصاً في عداد المفقودين ويخشى أنهم ماتوا غرقاً وذلك إثر تحطم سفينة جديدة في المتوسط. وفي 17 تشرين الثاني/نوفمبر وخلال حوالي 48 ساعة تحطمت أربع سفن ما أدى لغرق 340 مهاجراً.
صورة من: Reuters/Marina Militare
تم العثور على جثث 26 مهاجراً قبالة السواحل الليبية في الثالث والعشرين من شهر حزيران/يوليو 2016، وفي 21 أيلول/سبتمبر من العام نفسه انقلب قارب يحمل مئات المهاجرين قبالة مدينة رشيد الساحلية المصرية، حيث بلغ عدد القتلى 164 شخصاً وهم عدد الذين تمكنت فرق الإنقاذ من انتشالهم خلال الأيام التالية.
صورة من: Getty Images/AFP/M. El Shahed
كانون الثاني/يناير 2016 شهد غرق أكثر من 30 مهاجراً في حادثتي انقلاب زورقين بشكل منفصل، وفي 26 أيار/مايو تم فقدان 20-30 شخص يعتقد أنهم لقوا حتفهم غرقاً قرب السواحل الليبية، وفي 31 أيار/مايو تم العثور على حطام إحدى السفن التي تقل مهاجرين وسط المتوسط بين شمال أفريقيا وإيطاليا، والتي تعود لأحد السفن الثلاثة التي تحطمت وأودت بحياة حوالي 1000 مهاجر، خلال أسبوع تقريباً.
صورة من: AP
العاشر من حزيران/يوليو 2015 شهد غرق أكثر من 20 مهاجراً بعد أن انقلب قاربهم وتحطم أثناء توجهه من تركيا إلى اليونان. وفي 14 من الشهر نفسه تم العثور على ما يقارب 100 جثة لمهاجرين قرب سواحل مدينة تاجوراء الليبية، بحسب وسائل الإعلام. في السادس والعشرين من آب/أغسطس تم العثور على جثث 50 مهاجرا قبالة سواحل ليبيا، في حادثتين منفصلتين، وفقا لتقارير مجموعة تعنى بشؤون المهاجرين مقرها جزيرة مالطة.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Solaro
شهر أيار/مايو 2015 شهد إعلان نهاية عمليات البحث التي استمرت لمدة 34 أسبوع وتم من خلالها إنقاذ حياة حوالي 7000 مهاجر، كما تم الإعلان في نفس اليوم عن غرق 10 مهاجرين على الأقل، فيما أفادت منظمة "أنقذوا الطفولة" بعد يومين أن عدد الذين لقوا حتفهم يزيد عن 40 في ذلك اليوم.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
وفي 19 نيسان/أبريل 2015 تم الإعلان عن اختفاء ما يقارب 700-950 شخص، ويخشى أنهم لقوا حتفهم غرقاً على بعد 200 إلى الجنوب من جزيرة لامبيدوزا الإيطالية، فيما تم إنقاذ 28 شخصاً فقط، وانتشال 24 جثة بعد ما يقارب 24 ساعة. وبعد يوم واحد أي في العشرين من نيسان/أبريل تمكنت عناصر خفر السواحل اليونانية من إنقاذ 83 شخصاً وانتشال 3 جثث إثر انقلاب قارب للمهاجرين وتحطمه قرب جزيرة رودس اليونانية.
صورة من: Getty Images/A. Koerner
في 11 شباط/فبراير 2015 أعلنت وكالة اللاجئين في الأمم المتحدة أن أكثر من 330 مهاجرا لقوا حتفهم إثر 4 حوادث غرق منفصلة في المتوسط قبالة جزيرة لامبيدوزا الإيطالية. في حين أعلنت منظمة "أنقذوا الطفولة" في الخامس عشر من نيسان/إبريل أن ما يقارب 400 شخص في عداد المفقودين بعد حادثة غرق قارب كان يحمل 550 شخصاً قبالة سواحل ليبيا في 12 نيسان/إبريل، بينما تم إنقاذ 144 شخص كانوا على متن القارب، وانتشال 9 جثث.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الرابع من كانون الأول/ديسمبر 2014 عثر خفر السواحل الإيطالي على 16 جثة تعود لمهاجرين كانوا على متن زورق صغير المهاجرين على بعد 75 كيلومترا من ليبيا وعلى بعد 185 كيلومترا عن جزيرة لامبيدوزا الإيطالية.
صورة من: picture-alliance/ROPI
أعلنت منظمة الهجرة العالمية في 15 أيلول/سبتمبر 2014 عن غرق 700 شخص، وقالت المنظمة إن حوالي 500 من الغرقى قتلوا بحادثة غرق متعمد من قبل تجار البشر حيث قاموا بإغراق قارب كان على متنه حوالي 500 شخص كان متوجهاً إلى أوروبا من مصر. في حين لم تكن الذكرى السنوية الأولى لحادثة لامبيدوزا أقل مأساوية إذ تم في الثالث من تشرين الأول/أكتوبر 2014 انتشال جثث 130 مهاجراً في حادثتي غرق سفينتين قرب الساحل الليبي.
صورة من: picture alliance/AP Photo/E. Morenatti
في الثاني عشر من أيار/مايو 2014 لقي 40 مهاجراً على الأقل حتفهم بعد غرق سفينة في المياه المفتوحة بين ليبيا وإيطاليا. وفي 2 حزيران/يوليو تمكنت القوات الإيطالية من انتشال 45 جثة من قارب مهاجرين غرق قبل ثلاثة أيام. بينما سجل الخامس والعشرون من شهر آب/أغسطس رقماً مأساوياً جديداً إذ عثر على 220 جثة مهاجر غرقوا في ثلاثة حوادث غرق لسفن وقوارب بين السواحل الليبية والإيطالية.
صورة من: picture-alliance/AA/H. Erdinc
في العشرين من كانون الثاني/يناير 2014 لقي 9 أطفال وثلاث نساء حتفهم غرقاً خلال محاولة خفر السواحل اليوناني سحب قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة فارماكونيزي اليونانية إلى الشاطئ. وفي السادس من شباط/ فبراير تم الإبلاغ عن 5 جثث تعود لمهاجرين حاولوا السباحة قرب سبتة الاسبانية على السواحل الإفريقية الشمالية.
صورة من: Reuters/Y. Behrakis
في الثالث من شهر تشرين الأول/ أكتوبر 2013 غرق قارب للمهاجرين بالقرب من جزيرة لامبيدوزا جنوب إيطاليا، فيما اعتبر أعنف حادث بحري في تاريخ أوروبا الحديث. وتم العثور على 366 جثة وبقي أكثر من هذا العدد في عداد المفقودين. وفي الحادي عشر من أكتوبر/تشرين الأول غرق قارب في مياه المتوسط قرب مالطة وتمكنت القوات الإيطالية والمالطية من إنقاذ 186 شخص في حين بقي حوالي 200 شخص في عداد المفقودين.