قال الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون في كلمة مخصصة للوضع السوري إن لديه مخاوف من أن قوات الحكومة السورية تقوم بعمليات إعدام تعسفية وسجن وتعذيب ضد المواطنين في مدينة حمص. وقال بان في إحاطته أمام أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة المؤلفة من 193 دولة "وقع هجوم كبير على حمص بالأمس... من الواضح أن الخسائر البشرية ضخمة. ما زلنا نتلقى تقارير مروعة عن عمليات إعدام بدون محاكمة واعتقالات تعسفية وتعذيب". وكشف الأمين العام أن مندوبه إلى سوريا، الأمين العام السابق كوفي أنان سيتوجه إلى المنطقة حيث يتوقف في القاهرة للقاء الأمين العام للجامعة العربية.

مندوب سوريا لدى المنظمة الدولية بشار الجعفري وجه انتقادات إلى الأمين العام وفريقه وشكا أن بلاده تتعرض إلى حملة "ظالمة" حسب قوله. بعد ذلك تحدث المندوب السعودي في الأمم المتحدة والذي أكد أن بلاده ودول مجلس التعاون الخليجي "مستعدة لأي جهد لحماية الشعب السوري"، حسب قوله. هذا وتناوب عدد من المندوبين على إلقاء الكلمات في الجلسة المخصصة لسوريا.

ميدانيا سقط عشرات القتلى في "جمعة تسليح الجيش الحر" التي تميزت بخروج عشرات المظاهرات في معظم المدن السورية. وحسب لجان التنسيق المحلية، إحدى القوى الأساسية التي تنظم الحركة الاحتجاجية في سوريا، فإن عدد القتلى ارتفع ليصل إلى أكثر من 70شخصا، لكن لم يتم التأكد من صحة هذه الأرقام من مصادر مستقلة حتى ساعة إعداد هذا الخبر.

وبدوره أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان، الذي يتخذ من لندن مقرا له، أن 12 شخصا بينهم خمسة أطفال قتلوا في انفجار قذيفة سقطت على متظاهرين في مدينة الرستن في محافظة حمص في وسط سوريا الجمعة. وجاء في بيان صادر عن المرصد أن المدينة تتعرض "لإطلاق نار كثيف وسقوط قذائف من القوات السورية المحاصرة للمدينة". وظهرت في لقطات نشرها نشطاء على موقع يوتيوب أشلاء بشرية في شاحنة، كما ظهر جسد بلا رأس. ولم يتضح عدد الضحايا في التسجيل المصور.

وقد أعلن الجيش السوري الحر، في بيان اليوم الجمعة مقتل عناصر منه خلال عملية إجلاء الصحافيين الأجانب الذين كانوا عالقين في حي بابا عمرو في حمص, إلى لبنان. كما قتل 15 شخصا في أعمال عنف وإطلاق نار في مناطق أخرى من سوريا اليوم في "جمعة تسليح الجيش الحر"، بينهم عشرة في بابا عمرو في مدينة حمص، غداة سقوط الحي في يد قوات النظام وانسحاب الجيش الحر منه، وذلك حسب مصادر صحافية.

أوباما: أيام الأسد معدودة

من جانبه قال الرئيس الأميركي باراك أوباما إن أيام الرئيس السوري بشار الأسد "باتت معدودة"، مضيفا أن واشنطن تعمل على تسريع الانتقال الديمقراطي في سوريا. وفي مقابلة مع مجلة "اتلانتك منثلي" أضاف أوباما "لم يعد الأمر يتعلق فيما إذا كان ولكن متى" سيسقط نظام الأسد. وأقر أوباما أن سوريا أكبر وأكثر تعقيدا من ليبيا، وأن دولا كروسيا تعرقل اتخاذ أي عمل في الأمم المتحدة، إلا أنه أشار إلى الجهود التي تقوم بها الولايات المتحدة من خلال مجموعة "أصدقاء سوريا" لإيصال المعونات الإنسانية إلى المدن التي تتعرض لهجمات القوات السورية.

ومن ناحيتهم طالب قادة الاتحاد الأوروبي بمحاسبة النظام السوري على أعماله و"الفظائع" التي ارتكبت في إطار قمع الاحتجاجات في البلاد. وقالت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل إن العنف الذي يمارسه النظام السوري ضد شعبه "غير مقبول على الإطلاق". وأكدت المستشارة عقب اختتام قمة الاتحاد الأوروبي التي استمرت يومين في بروكسل أن الاتحاد سيبذل ما بوسعه حتى "يتم مستقبلا محاكمة الذين ينتهكون اليوم حقوق الإنسان بأقصى درجة". أما الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي فقد اعتبر أن الوضع في سوريا يمثل "فضيحة" بالنظر إلى عنف القمع الذي مارسه نظام الرئيس بشار الأسد.

(س ج / أ ف ب، رويترز، د ب أ)

مراجعة: أحمد حسو