عشرات القتلى في سوريا وعنان يصعد لهجته ضد الأسد
٣٠ مارس ٢٠١٢ أعلنت الهيئة العامة للثورة السورية، وهي إحدى قوى المعارضة التي تنظم الاحتجاجات، أن عدد القتلى في جمعة "تخلى المسلمون والعرب عنا" ارتفع ليصبح 55 شخصا في المحافظات الوسطى والشمالية والجنوبية المضطربة بسورية. وذكرت لجان التنسيق المحلية المعارضة أن "عمليات القتل وقعت في المقام الأول في حمص وادلب ومناطق على أطراف العاصمة دمشق". وأضاف النشطاء أن الجيش السوري كثف قصفه للمناطق المنشقة عبر البلاد في الوقت الذي استهدفت فيه المعارضة المسلحة قاعدة جوية على أطراف العاصمة دمشق.
وقال الناشط السوري هيثم عبد الله "هاجم الثوار مقر استخبارات القوات الجوية في عربين على أطراف دمشق". ومن ناحية أخرى، قال الناشط عمر الحمصي إن أربعة على الأقل قتلوا اثر القصف الذي تشنه القوات الحكومية في محافظة حمص المضطربة بوسط البلاد. وقال الحمصي لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ): "أصيب خمسة آخرون بعد قصف حي باب السباع والخالدية" بمدينة حمص. يشار إلى أنه لم يتم التأكد من صحة هذه المعلومات من مصادر مستقلة.
ودعا نشطاء المعارضة السوريين إلى الاحتجاج على ما يعتبروه قلة دعم العرب لانتفاضتهم. وجاء في بيان نشر على صفحة على موقع فيس بوك يحمل اسم (الثورة السورية ضد بشار الأسد 2011) وهو الموقع الذي يطلق أسماء أيام الجمع: "تخلى المسلمون والعرب عنا … ولكن الله معنا". ويأتي ذلك بعد يوم واحد من الدورة العادية رقم 23 للقمة العربية التي استضافتها العاصمة العراقية بغداد، والتي دعت سورية لتنفيذ خطة وقف إطلاق النار "بشكل فوري"،التي طرحها مبعوث الأمم المتحدة والجامعة العربية المشترك كوفي عنان.
عنان يطالب دمشق بتطبيق فوري لخطته
طالب كوفي عنان، المبعوث المشترك للأمم المتحدة والجامعة العربية لسورية، دمشق بالتطبيق الفوري لخطة السلام التي اقترحها. ونقلت وكالة الأنباء السويسرية (إس.دي.إيه) عن أحمد فوزي، المتحدث باسم الأمين العام السابق للأمم المتحدة، قوله في جنيف إنه يتعين على الطرف الأقوى وقف العنف أولا، وبعدها يمكن التفاوض بشأن الهدنة مع المعارضة.
ومن المقرر أن يجتمع نائب عن عنان مع عناصر من المعارضة السورية في إسطنبول لمناقشة الهدنة، على أن توقف الحكومة السورية أولا هجماتها ضد المدنيين. وكان عنان أعلن الثلاثاء الماضي أن النظام السوري قبل خطته للسلام. في المقابل، ذكر المتحدث أنه لم يتبين حتى الآن توقفا للعنف في سورية.
ووفقا لبيانات المتحدث، من المقرر أن يطلع عنان مجلس الأمن على نتائج محادثاته مع النظام السوري الاثنين المقبل، كما يخطط عنان إلى زيارة إيران والسعودية لحشد الدعم لخطته للسلام في سورية. وقال المتحدث: "من المهم للغاية أن يدعم المجتمع الدولي بحسم خطة السلام".
محادثات أميركية سعودية حول الملف السوري
وفي الرياض، بحث العاهل السعودي عبد الله بن عبد العزيز مع وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون اليوم الجمعة التطورات الإقليمية والدولية، خاصة الوضع في سورية. وذكرت وكالة الأنباء السعودية الرسمية أن اللقاء بحث "مجمل الأوضاع والتطورات على الساحتين الإقليمية والدولية". وقال مصدر سعودي مسؤول إن "كلينتون ستجري مباحثات مستفيضة مع نظيرها السعودي سعود الفيصل تتركز حول الوضع في سورية والخطوات التي ستقوم بها الولايات المتحدة الأميركية خلال الفترة المقبلة لوقف حمام الدم في سورية". وتأتي المحادثات بين الجانبين قبل عقد اجتماع "أصدقاء الشعب السوري" في مدينة اسطنبول التركية بعد غد الأحد.
وذكرت وزارة الخارجية الأميركية إن كلينتون س تحضر الاجتماع الذي سيناقش المشاركون فيه جهود إنهاء أعمال العنف في سورية وتشجيع التحول الديمقراطي. وقد دعت الولايات المتحدة صراحة الرئيس السوري بشار الأسد إلى التنحي عن الحكم ولكنها عارضت تدخلا عسكريا في البلاد خوفا من إثارة حرب أهلية في البلاد.
وفي سياق متصل، أعلنت الولايات المتحدة فرض عقوبات على وزير الدفاع السوري وضابطين كبيرين في الجيش السوري. وتتضمن العقوبات التي أعلنتها وزارة الخزانة تجميد الأرصدة التي قد يملكها هؤلاء الرجال الثلاثة، وهم داود راجحة ومنير اضنوف وزهير شاليش، في الولايات المتحدة، ومنع الرعايا الأميركيين من إجراء أي اتصال معهم. وفي بيان لها قالت وزارة الخزانة الأميركية إن هذا الإجراء "يبعث برسالة قوية إلى القوات المسلحة السورية وكل المسؤولين السوريين بأن المجتمع الدولي شاهد على وحشية النظام".
ومن جهتها حظرت كندا أيضا القيام باستثمارات جديدة في قطاع النفط السوري ومنعت استيراد منتجات نفطية من سوريا. وقال وزير الخارجية الكندي جون بيرد في بيان "أحدث العقوبات تستهدف بوجه خاص من يتربحون من الارتباط بالنظام ومن هم أقرب إلى الأسد وزوجته أسماء".
(م.س / أ ف ب، د ب أ، رويترز)
مراجعة: أحمد حسو