أعلنت تركيا أنها سترفع السبت حظر التجول المفروض منذ ثمانية أيام في مدينة جيزره التي تشهد مواجهات دامية بين قوات الأمن والمتمردين الأكراد، فيما تحدثت أنباء عن مقتل 60 من الأكراد في غارات جوية تركية على شمال العراق.
إعلان
أعلن حاكم محافظة شرناك علي احسان شو في تصريح أن حظر التجول الذي دخل حيز التنفيذ في 4 أيلول/سبتمبر في مدينة جيزره سيرفع السبت 12 أيلول/سبتمبر. وتابع المحافظ "لقد أتمت قوات الأمن بنجاح عمليتها ضد التنظيم الإرهابي الانفصالي" وهي التسمية التي تطلقها تركيا على حزب العمال الكردستاني، قبل أن يعرب عن "امتنانه العميق" لـ"الصبر" الذي أبداه سكان البلدة.
وكان زعيم الحزب الموالي للأكراد في تركيا صلاح الدين دمرتاش شبه اليوم الجمعة (11 ايلول/ سبتمبر) قرار حظر التجول المفروض على سكان بلدة جيزره في جنوب شرق البلاد بسبب الاشتباكات بين المتمردين الأكراد وقوات الأمن، بـ"حكم الإعدام".
وكانت المواجهات بين الجيش التركي وحزب العمال الكردستاني استؤنفت في نهاية تموز/يوليو منهية بذلك مفاوضات بدأتها الحكومة الإسلامية المحافظة في 2012 مع المتمردين الأكراد لإنهاء نزاع أودى بحياة 40 ألف شخص منذ 1984.
الغارات التركية - مغامرة عسكرية بأهداف سياسية
بعد موقف متردد وبسبب ضغوط الحلفاء ومن خلفية فقدان اردوغان للأغلبيته البرلمانية، قررت أنقرة الانضمام للتحالف الدولي ضد داعش. لكن ذلك لم يتجسد في شن غارات على"داعش" فقط بل أيضا في قصف مواقع حزب العمال الكردستاني.
صورة من: Reuters/M. Sezer
بعد أيام من الانضمام إلى التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" أعلن الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه لا يمكن الاستمرار في العمل مع حزب العمال الكردستاني،الذي وصفه بالانفصالية وأنه يشكل تهديدا للمصالح القومية للبلاد. ويتساءل المراقبون ما إذا كانت أنقرة تستهدف من حملتها العسكرية هذه محاربة "داعش" أم الأكراد.
صورة من: Getty Images/B. Kilic
مع دخول حزب السياسي الكردي صلاح الدين داميرتش زعيم حزب الشعوب الديمقراطي الموالي للأكراد، تم قلب الطاولة على أردوغان، فاختلطت كل أوراقه وخططه بشأن تغيير الدستور أو منح صلاحيات واسعة لرئيس الجمهورية.
صورة من: picture-alliance/dpa
أعلنت أنقرة انضمامها إلى التحالف الدولي لمحاربة تنظيم "داعش" فقامت بقصف مواقع التنظيم في سوريا، لكنها استهدفت أيضا حزب العمال الكردستاني بشكل عنيف.
صورة من: Reuters/M. Sezer
اعتبر أردوغان بعد بدء العمليات العسكرية وقصف مواقع حزب العمال الكردستاني بجبال قنديل في إقليم كردستان العراق، أنه لا يمكن متابعة عملية السلام مع الحزب الكردي واتهمه بالانفصالية واستهداف وحدة تركيا، ما يعني إنهاءه لعملية السلام مع الأكراد.
صورة من: picture-alliance/dpa/Y. Renoult
قال رئيس وزراء تركيا أحمد داود أوغلو إن الغارات التركية لا تستهدف أكراد سوريا واشترط على حزب الاتحاد الديمقراطي المقرب من حزب العمال قطع علاقاته مع نظام الأسد.
صورة من: Reuters/Stringer
اتهمت وحدات حماية الشعب الكردية، الذراع العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي، تركيا باستهداف وقصف أحد مواقعها بالقرب من مدينة كوباني وقالت في بيان لها: "ندعو الجيش التركي إلى وقف إطلاق النار على مقاتلينا ومواقعهم". غير أن أنقرة نفت حدوث ذلك.
صورة من: picture-alliance/dpa/Str
أعلن حلف شمال الأطلسي تضامنه مع تركيا. وقال الأمين العام للحلف ينس ستولتنبرغ إن "الحلف الأطلسي يتابع التطورات عن كثب ونتضامن بقوة مع حليفتنا تركيا". كذلك أعربت وواشنطن ودول غربية أخرى عن تضامنها مع أنقرة في محاربة "داعش".
صورة من: Reuters/F. Lenoir
رغم التضامن مع أنقرة في محاربة "داعش"، يثير استهداف الأكراد قلق السياسيين ، حيث دعت المستشارة الألمانية أنغيلا ميركل أنقرة إلى عدم التخلي عن عملية السلام مع الأكراد، ونقل نائب المتحدث باسم الحكومة الألمانية عن ميركل قولها خلال مكالمة هاتفية مع رئيس الوزراء التركي، إنه رغم الصعوبات ينبغي الحفاظ على عملية السلام مع الأكراد.
صورة من: AFP/Getty Images/T- Schwarz
بعد قيامها بغارات جوية وبعد القصف المدفعي لمواقع تنظيم "الدولة الإسلامية" في سوريا شددت تركيا من إجراءتها الأمنية فكثفت الدوريات على الحدود مع سوريا لمنع تسلل مقاتلي "داعش".
صورة من: Reuters
أودى التفجير في مدينة سروج القريبة من الحدود السورية بحياة 32 وإصابة أكثر من 100. وحملت أنقرة "داعش" مسؤولية ذلك. لكن الأكراد يعتبرون أن أنقرة كانت خلف ذلك الهجوم ولو بشكل غير مباشر .
صورة من: Reuters/M. Sezer
10 صورة1 | 10
وفي نفس السياق شنت المقاتلات التركية ليل الخميس الجمعة سلسلة جديدة من الغارات على معسكرات لمتمردي حزب العمال الكردستاني في شمال العراق مما أوقع 60 قتيلا بين صفوف المقاتلين، حسبما أفادت وسائل إعلام تركية. واستهدفت الغارات قواعد قنديل وخواكورك وآفا شين والزاب ومتين وغارا وباسيان في شمال العراق، بحسب وكالة دوغان.
وكان الجيش التركي شن عملية لا سابق لها ضد هذه الأهداف ليل الاثنين الثلاثاء ردا على هجوم الأحد الذي أسفر عن مقتل 16 عسكريا في داليداغا في أقصى جنوب شرق تركيا على الحدود مع العراق. وتوعدت الحكومة التركية الاثنين غداة الهجوم على قواتها العسكرية ب"القضاء على الإرهابيين".
وفي تطور آخر ظهر 18 عاملا تركيا من عمال الإنشاءات -خطفوا الأسبوع الماضي في بغداد- في شريط فيديو اليوم الجمعة محتجزين على ما يبدو لدى مجموعة هددت بمهاجمة المصالح التركية في العراق إذا لم تلب أنقرة مطالبها. وعرض الفيديو الذي بث على الإنترنت ومدته ثلاث دقائق خمسة مسلحين ملثمين يرتدون ملابس سوداء أسفل الشعار الشيعي الشهير "لبيك يا حسين" وعبارة تقول "فرق الموت". لكن لم يتسن على الفور التحقق من هوية المجموعة التي ينتمون إليها، ولا من مصداقية الفيديو.