غارات جوية دامية على آخر جيب لمسلحي المعارضة في الغوطة
٦ أبريل ٢٠١٨
شنت قوات النظام السوري هجمات جوية وبرية عنيفة على آخر مدينة خاضعة لسيطرة المعارضة في الغوطة الشرقية، مما أسفر عن مقتل العشرات. واتهم التلفزيون الرسمي جماعة "جيش الإسلام" بقصف معبر إلى خارج الغوطة الشرقية ومنطقة سكنية.
إعلان
أفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان بارتفاع عدد القتلى اليوم الجمعة (6 أبريل/ نيسان 2018) إلى 32 مدنيا على الأقل في الغارات الجوية الجديدة التي استهدفت دوما، آخر جيب لمقاتلي المعارضة، والذي يسيطر عليه الجماعة المتمردة المعروفة باسم "جيش الإسلام"، قرب العاصمة السورية دمشق.
وكانت حصيلة سابقة أفادت مقتل أربعة أشخاص وإصابة 25 آخرين بجروح. وقال رامي عبد الرحمن رئيس المرصد السوري لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) إن من بين القتلى سبعة أطفال. وأضاف أن الطائرات السورية والروسية شنت 44 غارة جوية على دوما، معقل "جيش الإسلام" في الغوطة الشرقية. وقال مصدر طبي في مدينة دوما لوكالة "فرانس برس" في اتصال هاتفي معه إن "الشهداء يصلون إلى المشفى أشلاء ولا نستطيع التعرف عنهم".
وأكدت وكالة الأنباء السورية (سانا) وقوع الضربات الجوية قائلة إنها كانت ردا على استهداف المتمردين داخل دوما ضاحية حرستا قرب دمشق بالقصف. واتهمت "سانا" "جيش الإسلام" بعرقلة التنفيذ المستمر لاتفاق بوساطة روسية لإجلاء مقاتلي الفصيل من دوما إلى شمالي سوريا مقابل إطلاق سراح السجناء المحتجزين لدى "جيش الإسلام".
وأفاد المرصد السوري لحقوق الإنسان ووسائل إعلام حكومية سورية بأنه تم تعليق عمليات الإجلاء من بلدة دوما مساء الخميس، بعد أيام قليلة من مغادرة مئات من مقاتلي المعارضة وأقاربهم إلى مناطق في شمال سوريا.
تضييق الخناق على "جيش الإسلام"
واستعادت قوات النظام خلال الأسابيع الماضية السيطرة على كامل الغوطة الشرقية، باستثناء جيب دوما، وقال التلفزيون الرسمي السوري إن قوات الحرس الجمهوري تتوغل. بينما قالت جماعة جيش الإسلام إن لواء الصواريخ والمدفعية التابع لها يرد على ما وصفتها بمذبحة تقوم بها الفصائل الموالية للأسد والطائرات الحربية الروسية. ودعا محمد علوش، المسؤول السياسي في "جيش الإسلام"، إلى إجراء محادثات تفاديا لإراقة دماء المدنيين.
وقال إن الجماعة تريد مواصلة المفاوضات. وأضاف في مقابلة مع قناة العربية الحدث التلفزيونية "نحن ندافع عن أنفسنا وما زلنا ندعو للجلوس على طاولة المفاوضات حتى نصل إلى حل. حل منطقي عادل يؤدي إلى حقن دماء المدنيين".
وأشار علوش المقيم خارج سوريا إلى أن جماعة "جيش الإسلام" متمسكة بمطلب البقاء في دوما وهو أمر ترفضه الحكومة السورية. ويقدر أن عشرات الآلاف يتحصنون في دوما.
وقال قائد في التحالف العسكري الإقليمي الداعم للأسد إن الخيار الوحيد أمام "جيش الإسلام" هو القبول بالمرور الآمن إلى المناطق الخاضعة لسيطرة المعارضة إلى الشمال الشرقي من حلب بعد انهيار المحادثات. وأضاف لرويترز "انتهت المفاوضات على فشل بالنسبة لدوما والحسم العسكري هو الحل".
ولا يبدو أن أمام "جيش الاسلام" خيارات كثيرة. ويقول المحلل في معهد "عمران للدراسات" نوار أوليفر "هذه الغارات تمهيد لعمل بري وهناك حشود عسكرية"، مضيفا ان "هناك ضغوطا قصوى على جيش الاسلام".
ص.ش/ع.ش (د ب أ، أ ف ب، رويترز)
الغوطة الشرقية.. أطراف الحرب وضحاياها من المدنيين
في وجه الهجوم الشرس للنظام السوري وحلفائه تستميت فصائل المعارضة في الغوطة الشرقية في الدفاع عن آخر معاقلها قرب العاصمة. ما هي أبرز أطراف النزاع على الجانبين؟ وما حجم معاناة السكان هناك؟
صورة من: Getty Images/AFP/H. Al-Ajweh
"جيش الإسلام"
يعد "جيش الإسلام" أبرز فصائل المعارضة في المنطقة، والذي أسسه وتولى قيادته زهران علوش عام 2013 إلى حين مقتله إثر غارات جوية روسية عام 2015. وتكون "جيش الإسلام" نتيجة اتحاد أكثر من 45 فصيلاً من "الجيش الحر". ويضم قرابة 10 آلاف مقاتل ويسيطر على نصف مساحة منطقة الغوطة الشرقية وتحديداً مدينة دوما ومحيطها.
صورة من: Getty Images/AFP/A.AlmohibanyGetty Images/AFP/A.Almohibany
"فيلق الرحمن"
يعد "فيلق الرحمن" ثاني أكبر الفصائل المعارضة في الغوطة الشرقية، بعد "جيش الإسلام". وتأسست نواته الأولى التي كانت تسمى بـ"لواء البراء" في آب/ أغسطس 2012، وتغير اسم الجماعة المسلحة مع تزايد أعداد أفرادها إلى فيلق "الرحمن". وتضم الجماعة ما يقرب من تسعة آلاف مقاتل وتسيطر على ما يسمى بالقطاع الأوسط الذي يضم مدناً عدة أبرزها عربين وحموريه، بالإضافة إلى أجزاء من حي جوبر في شمال شرق دمشق.
صورة من: Getty Images/AFP/A.Eassa
"حركة أحرار الشام"
تنفرد "حركة تحرير الشام" بالسيطرة على أجزاء من مدينة حرستا ومحيطها على أطراف الغوطة الشرقية. وخاضت إلى جانب "هيئة تحرير الشام" عدة معارك ضد قوات النظام في المنطقة، رغم الخلاف الكبير بينهما.
صورة من: Getty Images/AFP/B. al-Habibi
"هيئة تحرير الشام"
تضم "هيئة تحرير الشام"، والتي كانت تُعرف سابقاً بجبهة النصرة (فرع القاعدة في سوريا)، مئات المقاتلين إلى جانب عدد كبير من المقاتلين الأجانب. ويترأسها في الغوطة المدعو بالشيخ أبوعاصي. وتقتصر سيطرتها على بعض المراكز المحدودة في القطاع الأوسط في الغوطة.
صورة من: Rami Al-Sayed/AFP/Getty Images
النظام السوري وحلفاؤه
على الجانب المقابل يخوض جيش النظام السوري وحلفاؤه من ما يُطلق عليها "القوات الرديفة" معارك شرسة ضد قوات المعارضة. ولا يعرف على وجه الدقة من هي المجموعات والميلشيات التي تساند الأسد في الحرب في منطقة الغوطة. هذا ويتم الحديث عن مشاركة ميلشيات تابعة لإيران وأخرى عراقية وحزب الله اللبناني.
صورة من: Reuters/O. Sanadiki
واشنطن تتهم وموسكو تنفي
نفى الكرملين ضلوع روسيا في القصف على الغوطة الشرقية. وقال الناطق باسم الكرملين ديمتري بيسكوف للصحافيين "إنها اتهامات لا أساس لها" بعدما اتهمت الخارجية الأميركية روسيا بأنها "مسؤولة" عن هذه الهجمات.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/E. Shtukina
المدنيون يدفعون الثمن دائماً
يعيش في المنطقة المحاصرة من الغوطة الشرقية قرابة 400 ألف شخص، وهي منطقة مؤلفة من مدن وبلدات ومزارع تحاصرها قوات النظام والميليشيات الموالية لها منذ 2013. وتعد الغوطة الشرقية آخر معقل لمقاتلي المعارضة قرب دمشق. ولاقى منذ بداية الغارات الجوية والقصف، الذي يشنه النظام السوري على الغوطة الشرقية، لحد الآن أكثر من 417 مدني حتفه، من بينهم نحو مئة طفل، وأصيب مئات آخرين بجروح.
صورة من: picture alliance/abaca/A. Al Bushy
تفاقم الوضع الإنساني
ولليوم السادس على التوالي قصفت طائرات حربية الغوطة الشرقية. وذكرت منظمات خيرية طبية إن الطائرات أصابت أكثر من عشرة مستشفيات الأمر الذي يجعل مهمة علاج المصابين شبه مستحيلة. وصرحت منظمة "أطباء بلا حدود" أن القصف أدى إلى هدم وتدمير 13 مشفى وعيادة تدعمها. إعداد: إيمان ملوك