عشرات القتلى في قصف جباليا والأمم المتحدة تحذر من جرائم حرب
٢ نوفمبر ٢٠٢٣
يستعد المزيد من الرعايا الأجانب لمغادرة قطاع غزة الخميس. وفيما تقول حماس إن 195 فلسطينيا على الأقل قتلوا في الهجمات الإسرائيلية على مخيم جباليا للاجئين في غزة، تؤكد إسرائيل أنها ضربات قتلت قياديين في الحركة.
إعلان
قتل "العشرات" جراء القصف الإسرائيلي الأربعاء (الأول من نوفمبر/ تشرين الثاني 2023) لمخيم جباليا للاجئين في قطاع غزة للمرة الثانية في يومين، بحسب حركة حماس، فيما نددت الأمم المتحدة بضربات "يمكن أن ترقى إلى جرائم حرب". وأعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش مساء أمس الأربعاء عن "شعوره بالصدمة" إزاء القصف الإسرائيلي لليوم الثاني على التوالي على مخيم جباليا الذي يؤوي 116 ألف لاجئ فلسطيني في شمال قطاع غزة.
وأفاد صحافيون في وكالة فرانس برس عن دمار كبير لحق بالمخيم حيث يعمل البعض على إزالة الأنقاض بحثا عن ناجين.
وأعلنت وزارة الصحة في القطاع سقوط "عشرات القتلى والجرحى"، وهو عدد لم يتم التثبت منه في الوقت الحاضر، فيما أكد مسعفون مقتل "عائلات بكاملها".
واعتبرت المفوضية العليا للأمم المتحدة لحقوق الانسان مساء الأربعاء أن القصف الإسرائيلي لمخيم جباليا "قد يرقى إلى جرائم حرب" على ضوء "العدد الكبير من الضحايا المدنيين وحجم الدمار".
وأعلن الجيش الإسرائيلي الذي يشن حملة قصف مدمر على قطاع غزة ردا على هجوم إرهابي غير مسبوق في تاريخ الدولة العبرية نفذته حركة حماس داخل إسرائيل في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أن القصف الأربعاء أدى إلى تصفية القيادي في حماس محمد عصار الذي عرف عنه بأنه "قائد منظومة الصواريخ المضادة للدروع في الحركة".
ويذكر أن حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول خرى على أنها منظمة إرهابية.
إجلاء جرحى ومواطنين مزدوجي الجنسية
في ذات السياق وللمرة الأولى منذ بداية الحرب في السابع من تشرين الأول/ أكتوبر، أجلي 76 جريحا فلسطينيا و335 مواطنا من الأجانب ومزدوجي الجنسية الأربعاء من قطاع غزة إلى مصر عبر رفح، المنفذ البري الوحيد لقطاع غزة غير الخاضع للسيطرة الإسرائيلية، وفق مسؤول مصري.
ويأتي مرور حاملي الجوازات الأجنبية من بين قائمة مبدئية ضمت 500 أجنبي، والعشرات من سكان القطاع المصابين بجروح خطيرة إلى مصر أمس الأربعاء بموجب اتفاق بين إسرائيل ومصر وحماس.
ومن بين من جرى إجلاؤهم حاملو جوازات سفر من كل من أستراليا والنمسا وبلغاريا وجمهورية التشيك وفنلندا وإندونيسيا وإيطاليا واليابان والأردن وبريطانيا والولايات المتحدة.
وقال مسؤولو حدود في غزة إن معبر رفح الحدودي سيُعاد فتحه اليوم الخميس حتى يتمكن المزيد من الأجانب من الخروج. وقال مصدر دبلوماسي إن نحو 7500 من حاملي جوازات السفر الأجنبية سيغادرون القطاع على مدى أسبوعين تقريبا.
وأعرب الرئيس الأميركي جو بايدن عن ارتياحه لعملية الإجلاء، مؤكدا أنها تمت بفضل "الدور المحرك" للولايات المتحدة بمساعدة قطر.
"أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة"
غير أن منظمة أطباء بلا حدود غير الحكومية شددت على أن "أكثر من 20 ألف جريح ما زالوا في غزة، مع إمكانية محدودة للحصول على الرعاية الصحيّة بسبب الحصار والقصف المستمر". كما حذرت منظمة الصحة العالمية بأنه "لا يجب تحويل الاهتمام عن الاحتياجات الأكبر" لآلاف "المرضى في غزة الذين وضعهم خطر إلى درجة تحول دون إمكانية إجلائهم".
وتواجه المستشفيات صعوبات بسبب نقص الوقود الذي أدى إلى إغلاق أبواب بعضها بما في ذلك المستشفى الوحيد في غزة لعلاج السرطان. وترفض إسرائيل السماح للقوافل الإنسانية بإدخال الوقود وترجع هذا إلى أن مقاتلي حماس سيستخدمونه لأغراض عسكرية. وقال أشرف القدرة المتحدث باسم السلطات الصحية في غزة إن مولد الكهرباء الرئيسي في المستشفى الإندونيسي لم يعد يعمل بسبب نقص الوقود.
زيارة جديدة بلينكن إلى المنطقة
وفي ظل المخاوف من اشتعال المنطقة، يزور وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن إسرائيل الجمعة في إطار جولة إقليمية جديدة، فيما دعت تركيا وإيران إلى عقد مؤتمر دولي كبير في أسرع وقت ممكن بهدف تجنب توسع الحرب.
وقُتل ما لا يقلّ عن 1400 شخص في إسرائيل منذ بداية الحرب، غالبيتهم مدنيون قضوا في اليوم الأول لهجوم حماس الإرهابي غير المسبوق منذ قيام إسرائيل عام 1948، وفق السلطات الإسرائيلية. كما أعلن الجيش مقتل 332 جنديا بعضهم على الحدود مع لبنان في قصف لحزب الله المدعوم من إيران والمتحالف مع حماس.
وتعتبر دول عديدة حزب الله اللبناني، أو جناحه العسكري، منظمة إرهابية. ومن بين هذه الدول الولايات المتحدة ودول الاتحاد الأوروبي وبريطانيا وأغلبية الدول الأعضاء في جامعة الدول العربية. كما حظرت ألمانيا نشاط الحزب على أراضيها في عام 2020 وصنفته كـ "منظمة إرهابية".
وفي قطاع غزة، ارتفعت حصيلة القتلى نتيجة القصف الإسرائيلي إلى 8796، بينهم 3648 طفلاً، فيما لا يزال أكثر من 2000 شخص في عداد المفقودين تحت الأنقاض، بحسب السلطات الصحية التابعة لحركة حماس.
ويخضع القطاع الفلسطيني منذ التاسع من تشرين الأول/ أكتوبر "لحصار كامل" من اسرائيل يشمل الحرمان من إمدادات المياه والغذاء والكهرباء، فيما يتخذ الوضع الإنساني أبعادا كارثية بالنسبة للسكان البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة، بحسب ما صرحت الأمم المتحدة.
وأعلنت وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، التابعة للأمم المتحدة مقتل أكثر من سبعين من معاونيها "مع عائلاتهم في غالب الأحيان" منذ اندلاع الحرب، لكن مديرها فيليب لازاريني أكد لدى دخوله القطاع أمس الأربعاء على هامش عملية الإجلاء، أن "الأونروا ستبقى مع اللاجئين الفلسطينيين في غزة لتقديم الخدمات الضرورية".
ع.أ.ج/ ع ش (أ ف ب، رويترز)
معبر رفح.. تحديات كبيرة تواجه شريان الحياة الوحيد لسكان غزة
الوضع الإنساني في غزة كارثي حسب تأكيدات منظمات مستقلة. المساعدات الإنسانية بدأت بالتدفق أخيراً عبر معبر رفح، لكن حجمها يبقى "ضعيفا" بسبب الحاجيات الكبيرة، خاصة مع خروج عدة مستشفيات عن الخدمة وارتفاع حصيلة القتلى والجرحى.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
بدء تدفق المساعدات لقطاع محاصر
عشرات الشاحنات، المحملة بالمساعدات الإنسانية، دخلت إلى غزة عبر معبر رفح قادمة من مصر. الشاحنات محملة بالأدوية والمستلزمات الطبية وكميات من الأغذية. الأمم المتحدة تقول إن 100 شاحنة على الأقل يجب أن تدخل غزة بشكل يومي لتغطية الاحتياجات الطارئة، وسط تأكيدات أن ما دخل بعد فتح المعبر يبقى قليلاً للغاية، بينما تؤكد مصادر مصرية وجود العشرات من الشاحنات التي تنتظر دورها للعبور.
صورة من: Mahmoud Khaled/Getty Images
شريان الحياة الوحيد في زمن الحرب
معبر رفح هو المعبر الرئيسي لدخول غزة والخروج منها في الفترة الحالية، بعد فرض إسرائيل "حصاراً مطبقاً" على القطاع، وقطع الكهرباء والماء والتوقف عن تزويده بالغذاء والوقود، في ظل الحرب الدائرة مع حركة حماس. لا تسيطر إسرائيل على المعبر لكنه توقف عن العمل جراء القصف على الجانب الفلسطيني منه. وبتنسيق أمريكي، تم الاتفاق على إعادة فتح المعبر لدخول المساعدات، بشروط إسرائيلية منها تفتيش المساعدات.
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
"ليست مجرد شاحنات"
الخلافات على تفتيش الشاحنات أخذت وقتاً كبيرا، ما أثر على وصول سريع للمساعدات. الأمم المتحدة أكدت أن العمل جارِ لتطوير نظام تفتيش "مبسط" يمكن من خلاله لإسرائيل فحص الشحنات بسرعة. أنطونيو غوتيريش صرح من أمام معبر رفح: "هذه ليست مجرد شاحنات، إنها شريان حياة، وهي تمثل الفارق بين الحياة والموت لكثير من الناس في غزة"، واصفاً تأخر دخول المساعدات (لم تبدأ إلّا بعد أسبوعين على بدء الصراع) بـ"المفجع".
صورة من: Ahmed Gomaa/Xinhua/IMAGO
إجراءات مشددة منذ زمن
تشدد مصر بدورها القيود على معبر رفح منذ مدة، ويحتاج المسافرون عبره إلى تصريح أمني والخضوع لعمليات تفتيش مطولة ولا يوجد انتقال للأشخاص على نطاق واسع، خصوصاً في فترات التصعيد داخل غزة. دعت القاهرة مؤخراً جميع الراغبين في تقديم المساعدات إلى إيصالها إلى مطار العريش الدولي، لكنها رفضت "تهجير" الفلسطينيين إلى أراضيها ودخولهم عبر معبر رفح، واقترحت صحراء النقب.
صورة من: Majdi Fathi/apaimages/IMAGO
توافق أمريكي - إسرائيلي على معبر رفح
بعد أيام على الحرب، توافق جو بايدن وبنيامين نتانياهو على استمرار التدفق للمساعدات إلى غزة . بايدن قال إن "المساعدات الإنسانية حاجة ملحة وعاجلة ينبغي إيصالها"، وصرح مكتب نتياهو أن "المساعدات لن تدخل من إسرائيل إلى غزة دون عودة الرهائن"، لكنها "لن تمنع دخول المساعدات من مصر" بتوافق أمريكي - إسرائيلي على عدم استفادة حماس منها، التي يصنفها الاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى كحركة إرهابية.
صورة من: Evelyn Hockstein/REUTERS
غزة بحاجة إلى وقود
رفضت إسرائيل أن تشمل المساعدات الوقود، وهو ما انتقدته وزارة الصحة التابعة لحماس في غزة، قائلة إن القرار "سيُبقي أرواح المرضى والمصابين في غزة في خطر". وكالة الأونروا أكدت أن الوقود المتوفر لديها في القطاع غزة "سينفد قريباً، ودونه لن يكون هناك ماء ولا مستشفيات ولا مخابز ولا وصول للمساعدات". لكن مدير إعلام معبر رفح البري قال إن ستة صهاريج وقود دخلت يوم الأحد (22 تشرين الأول/ أكتوبر).
صورة من: Said Khatib/AFP
دعم أوروبي لإسرائيل مع ضمان المساعدات لغزة
بعد جدل حول تجميدها للمساعدات، ضاعفت المفوضية الأوروبية مساعداتها الإنسانية لغزة ثلاث مرات لتصل إلى أكثر من 75 مليون يورو، مع "تأييدها حق إسرائيل في الدفاع عن نفسها ضد إرهابيي حماس". الاتحاد الأوروبي أكد أنه يدرس فرض "هدنة إنسانية للسماح بتوزيع المساعدات". ألمانيا علقت المساعدات التنموية للفلسطينيين لكنها أبقت على الإنسانية منها، وأولاف شولتس رحب ببدء إرسال المساعدات، قائلا: "لن نتركهم وحدهم".
صورة من: FREDERICK FLORIN/AFP
مطالب عربية بوقف إطلاق النار
ربطت عدة دول عربية بين دخول المساعدات وبين وقف إطلاق النار. وأعلنت دول الخليج دعماً فورياً لقطاع غزة بقيمة 100 مليون دولار، فضلاًَ عن مبادرات منفردة لعدة دول في المنطقة. الدول العربية التي شاركت في "قمة القاهرة للسلام" دعمت بيان مصر، الذي دعا إلى "وقف الحرب الدائرة التى راح ضحيتها الآلاف من المدنيين الأبرياء على الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي".
صورة من: Khaled Desouki/AFP/Getty Images
"عدم التخلي عن المدنيين الفلسطينيين"
وزيرة التنمية الألمانية سفنيا شولتسه بعثت بخطاب إلى كتل أحزاب الائتلاف الحاكم قالت فيه إن احتياجات ومعاناة الناس في غزة وفي أماكن أخرى يمكن أن تزداد. وأدانت هجوم حماس ووصفته بأنه هجوم وحشي وغادر. وقالت :" نحن لا نواجه حركات نزوح كبيرة ووضع إمدادات منهارا وحسب بل إننا نواجه أيضا أعمالا حربية نشطة وكان من بينها التدمير الأخير للمستشفى الأهلي في غزة الذي كانت تشارك وزارة التنمية الألمانية في دعمه".
صورة من: Leon Kuegeler/photothek.de/picture alliance
ضريبة إنسانية باهظة للحرب
بدأت الحرب بهجوم دموي لحماس في السابع من أكتوبر، خلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين، فضلاً عن اختطاف أكثر من مئتين. ردت إسرائيل بقصف متواصل للقطاع، ما أوقع أكثر من خمسة آلاف قتيل وتدمير بنى تحتية وتضرّر 50 بالمئة من إجمالي الوحدات السكنية في القطاع، بينما نزح أكثر 1,4 مليون شخص داخل غزة حسب الأمم المتحدة، فضلا عن مقتل العشرات في الضفة الغربية وسط مخاوف من تمدد الصراع إقليمياً.
صورة من: YAHYA HASSOUNA/AFP/Getty Images
هجوم حماس الإرهابي
مشهد يبدو فيه رد فعل فلسطينيين أمام مركبة عسكرية إسرائيلية بعد أن هاجمها مسلحون تسللوا إلى مناطق في جنوب إسرائيل، ضمن هجوم إرهابي واسع نفذته حماس يوم 07.10.2023، وخلّف مقتل أكثر من 1400 إسرائيلي أغلبهم من المدنيين واختطاف أكثر من مائتين. ويذكر أن حركة حماس هي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية. إ.ع/ ع.خ / م.س.