أبدت الحكومة اليمنية في المنفى تحفظات على المحادثات التي تقودها الأمم المتحدة لإنهاء الحرب مع الحوثيين. بينما سقط عشرات القتلى نتيجة لضربات جوية ومعارك برية بين الحوثيين وأنصار للرئيس هادي في أنحاء مختلفة في البلاد.
إعلان
نفذ طيران التحالف العربي بقيادة السعودية السبت (23 مايو/ أيار 2015) غارات جوية جديدة على مواقع الحوثيين في اليمن فأصاب ثلاث قواعد عسكرية في العاصمة اليمنية صنعاء. وقال سكان إن الضربات الجوية أصابت مخزن أسلحة في إحدى القواعد وتسببت في انفجار ضخم جعل الصواريخ تتطاير في الهواء ثم تسقط على مناطق مدنية. وليس هناك إلى الآن ما يفيد بسقوط ضحايا.
وشمالا في حجة تعرض تجمع للحوثيين للقصف ما أدى إلى مقتل 12 منهم بحسب شهود. كما استهدفت غارات أخرى مواقعهم في محافظة ذمار وسط البلاد بحسب مسؤولين محليين. أما في الجنوب فاستهدف الطيران متمردين يخوضون معارك ضد مسلحين قبليين قرب عتق كبرى مدن محافظة شبوة بحسب مصادر عسكرية.
رحى الحرب تطحن اليمنيين وتزيد معاناتهم
لا يسمع في العديد من مدن اليمن غير صوت المدافع وصواريخ طائرات التحالف العربي واطلاقات مقاومة الطائرات. وسط هذا تزداد معاناة الإنسان اليمني الذي كان أصلا ضحية صراعات سياسية طويلة وعقود من الفقر والفساد الحكومي.
صورة من: picture alliance/abaca
دقت المنظمات الدولية وعلى رأسها اليونيسيف ناقوس الخطر مشددة على أن نصف سكان اليمن باتوا بحاجة إلى مساعدات إنسانية في مجالات العلاج و المياه و الغذاء و الأمن والمأوى ، أو كل ذلك مجتمعا.
صورة من: AP
استمرار الحملة الجوية بقيادة السعودية والقتال الدائر بين اللجان الشعبية وبين الحوثيين زاد من معاناة الانسان اليمني الذي يعيش بالأصل في أفقر بلدان شبه الجزيرة العربية.
صورة من: Reuters/Str
هذه الطوابير تننتظر حقها من المساعدات الغذائية. ولأن اليمن يستورد عن طريق البحر 90 بالمائة من احتياجاته الغذائية، وبسبب انسحاب كثير من شركات الشحن فإن 20 مليون يمني باتوا مهددين بالجوع.
صورة من: picture alliance/abaca
تتفاقم ازمة المحروقات في مناطق القتال بشكل خاص، حتى ان الناس ينتظرون اياما كي تصل نوبتهم لشراء بضعة لترات من الوقود باسعار باهضة جدا.
صورة من: picture alliance/abaca
أما عملية توزيع الإمدادات فإنها تستغرق أسابيع بسبب تضرر شبكات الدعم اللوجستي بفعل العنف ونقص الوقود.
صورة من: picture alliance/abaca
الوقود معضلة إضافية، إذا أن النقص فيه أصاب المستشفيات وإمدادات الغذاء بالشلل، وقال برنامج الغذاء العالمي إن الحاجة الشهرية من الوقود قفزت من 40 ألف لتر إلى مليون لتر.
صورة من: picture alliance/abaca
وفي 10 نيسان/ أبريل الماضي، حطت في مطار صنعاء أول طائرة تابعة للجنة الدولية للصليب الاحمر محملة بـ16 طنا من المساعدات الطبية قبل أن تتبعها طائرة اخرى لصندوق الامم المتحدة للطفولة "يونيسف".
صورة من: AFP/Getty Images/M. Huwais
أثناء الزيارة التي قام بها وزير الخارجية الأمريكية جون كيري، أعربت السعودية عن نيتها في إقرار هدنة إنسانية لمدة خمسة أيام تسمح بدخول المساعدات الإنسانية للبلد.
صورة من: Reuters/A. Harnik
ولإقرار الهدنة اشترطت السعودية التزام الحوثيين بوقف جميع الأعمال "العدوانية" باليمن، ورغم إعلانها وقف عاصفة الحزم قبل أسابيع إلا أن الغارات لا زالت متواصلة.
صورة من: AFP/Getty Images
الحوثيون من جهتهم يحملون السعودية ما آلت إليه أوضاع البلاد، فيما تراوح العملية العسكرية مكانها. ولم يتضح إذا كات الغارات الجوية قد نجحت في حرمان الحوثيين من المنشآت ومخازن السلاح..
صورة من: picture-alliance/dpa
..كما أن الغارات أوقفت تقدم الحوثيين في الجنوب، إلا أنها لم تحدث أي تغيير جوهري في المعطيات ميدانيا، وسط احتدام المعارك في عدة محافظات بين القوات الموالية للرئيس هادي وبين مقاتلي الحوثيين .
صورة من: Reuters
11 صورة1 | 11
وأسفرت هذه المعارك عن مقتل 28 شخصا، 17 حوثيا و11 مسلحا قبليا بحسب المصادر، حسب ما ذكرت وكالة فرانس برس. كما شهدت عدن كبرى مدن الجنوب معارك على مداخلها الشرقي والشمالي والغربي بين ميليشيات الحوثيين وميليشيات تابعين للرئيس عبد ربه منصور هادي، بحسب مصادر عسكرية أخرى.
محادثات جنيف تواجه مصاعب
وعلى الصعيد السياسي عبرت الحكومة اليمنية، بقيادة الرئيس عبد ربه منصور هادي في المنفى بالسعودية، عن ترددها في حضور محادثات السلام التي ترعاها الأمم المتحدة والتي من المقرر أن تبدأ في جنيف يوم 28 مايو/ أيار الجاري. وقال راجح بادي المتحدث باسمها إن الحوثيين وحليفهم الرئيس السابق علي عبد الله صالح يجب أن يلتزموا أولا بقرار مجلس الأمن الدولي 2216، القاضي بسحب قواتهم من المدن اليمنية الرئيسية.
أما الحوثيون، الذين طالبوا بوقف إطلاق النار قبل حضور محادثات السلام ورفضوا مطلب الانسحاب من المدن اليمنية الرئيسية والعاصمة التي سيطروا عليها في سبتمبر أيلول الماضي، فقد وصل وفد من مسؤوليهم إلى سلطنة عمان المجاورة لبحث تطورات الصراع مع الحكومة العمانية، التي نقلت رسائل في السابق بين الحوثيين والسعودية.