قتل أكثر من 15 شخصا وأصيب عشرات آخرون جراء الأمطار الغزيرة والسيول التي ضربت عدة محافظات في مصر منذ يومين حسب ما أعلنت وزارة الصحة. وتسببت السيول في تصدع وانهيار بعض المنازل في مدن مختلفة.
إعلان
أعلنت وزارة الصحة المصرية اليوم السبت (29 أكتوبر/ تشرين الأول) وفاة 18 شخصا وإصابة 73 آخرين في عدة محافظات في الجنوب والغرب في حصيلة جديدة للسيول الناجمة عن أمطار غزيرة تضرب البلاد منذ يومين.
حيث قتل 9 أشخاص في مدينة رأس غارب (370 كم شرق القاهرة) في محافظة البحر الأحمر وهي أكثر المدن تضررا من السيول، بحسب بيان لوزارة الصحة. وأظهرت مقاطع بثها التلفزيون الرسمي السيول وقد قطعت الطرق وغمرتها تماما، فيما جرف السيل سيارات. وقال مراسل للتلفزيون إن ارتفاع المياه وصل لأكثر من متر في بعض الأحيان. وتسببت السيول في تصدع وانهيار بعض المنازل في هذه المدينة الساحلية الصغيرة، بحسب التلفزيون الرسمي. وزار رئيس الوزراء شريف إسماعيل مدينة رأس غارب برفقة وزير الصحة لمتابعة جهود إعادة فتح الطرق ومساعدة المتضررين.
وفي محافظة سوهاج (500 كم جنوب القاهرة)، قتل 8 أشخاص بينهم 6 أمس الجمعة عندما انجرفت حافلتان وعدة سيارات خارج طريق سريع في المحافظة. وأصيب 23 آخرون في المحافظة ذات الإمكانيات المحدودة. فيما قتل شخص واحد في محافظة جنوب سيناء. وقال محمد ضاحي وكيل وزارة الصحة في هذه المحافظة الساحلية السياحية لفرانس برس إن صيادا صعق في البحر أثناء الصيد ليلا.
وغالبا ما تشهد مصر أمطارا غزيرة في هذه الفترة من العام تؤدي الى سيول. وقتل 5 أشخاص على الأقل صعقا بالكهرباء العام الماضي في موجة طقس سيء ضرب البلاد خصوصا في مدينة الإسكندرية في شمالي البلاد.
واستحوذت أزمة السيول على اهتمام غالبية الصحف الصادرة اليوم السبت في القاهرة، إذ قالت صحيفة الوطن المستقلة في عنوانها الرئيسي "كالعادة: السيول تفاجئ الحكومة وتأتي في موعدها"، فيما قالت صحيفة الشروق المستقلة إن "السيول تعيد مشاهد "المناطق المنكوبة إلى مصر".
هـ.د/ ع.ج ( أ ف ب، د ب أ)
الفيضانات تكشفت عجز دول عربية في إداراة الكوارث
شهدت عدة دول عربية هبوب رياح عاتية وهطول أمطار غزيرة تسببت في خسائر مادية كبيرة وفي بعض الأحيان في سقوط ضحايا من البشر. جولة مصورة في بعض المدن العربية، لنرى كيفية التعامل مع الأوضاع التي تسبب فيها سوء الأحوال الجوية.
صورة من: Reuters/H. Katan
تحولت بعض شوارع الإسكندرية إلى ما يشبه البحيرات المائية بعدما غمرتها الأحد (25 أكتوبر/ تشرين الأول) أمطار غزيرة؛ لدرجة أن منسوب المياه ارتفع في بعض مناطق ثاني أكبر المدن المصرية إلى ثلاثة أمتار. موجات الأمطار والرياح، التي تسمى بـ"نوات"، معتادة في الإسكندرية في فصلي الخريف والشتاء. لكن هذه الموجة هي الأشد، إذ تسببت في سقوط ضحايا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Mahmoud Taha/Masry Alyoum
خلفت الأمطار الغزيرة في الإسكندرية خمسة قتلى. حيث قتل ثلاثة أشخاص (رجل وولدان) صعقا بالكهرباء بعدما سقط عليهم سلك كهرباء الترام. وقتل رابع صعقا عندما سقط في حفرة امتلأت بمياه الأمطار وبها أسلاك مكشوفة، فيما مات قبطان سفينة غرقا في سيارته التي غمرتها المياه وجرفتها وعجز عن الخروج منها.
صورة من: picture-alliance/dpa/M.Tahamasry
سقوط قتلى في صفوف المدنيين وشلل حركة المرور أثار غضب المواطنين، الذين اعتبروا أن مسؤولي المدينة لم يستعدوا لمواجهة سوء الأحوال الجوية. الأمر الذي دفع بمحافظ الإسكندرية هاني المسيري إلى الاستقالة. كما دعا الرئيس عبد الفتاح السيسي في بيان إلى اجتماع طارئ صباح الاثنين لمتابعة التطورات في الإسكندرية.
صورة من: picture-alliance/dpa
مشهد مماثل لما في الإسكندرية تشهده العاصمة اللبنانية بيروت، التي تحولت طرقاتها إلى أنهار مائية بعد أن غمرتها مياه أمطار غزيرة. وما زاد الطين بلة أكوام النفايات المتراكمة على حافات الطرق بعد التوقف عن جمعها منذ ثلاثة أشهر لتنذر بأزمة بيئية وصحية كبيرة قد تعصف ببلاد الأرز مجددا.
صورة من: Reuters
الوضع البيئي الكارثي دفع نشطاء حركة "طلعت ريحتكم"، الذين نظموا احتجاجات شعبية واسعة في الأسابيع الأخيرة ضد الحكومة، إلى الخروج مجددا إلى الشوارع على متن جرافات للفت الأنظار إلى أزمة النفايات. وقد كتبت الحركة على موقعها في فيسبوك: "نحن وبكل فخر عمال نظافة في هذا الوطن من النفايات والفساد والفاسدين".
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
نشطاء "طلعت ريحتكم" قاموا بأنفسهم يوم الأحد بجمع وفرز نفايات في نهر بيروت جرفتها الأمطار الغزيرة. يأتي ذلك في حين أن "السياسيين غارقون في تجاذباتهم السياسية (...) ولا يبالون بصحتنا جميعا، بينما الوطن يغرق بنفاياتهم نتيجة الفساد المستشري (...)"، على حد تعبيرهم على صفحة الحركة على فيسبوك.
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
أكوام النفايات المكدسة في بيروت بطريقة عشوائية تزيد ارتفاعا يوما بعد يوم، وسخط اللبنانيين يزيد في ظل الانقسام الذي يطغى على الساحة السياسية وعجز مسؤولي البلاد عن إيجاد حلول. في غضون ذلك، تغرق بيروت تحت النفايات، ولعل السؤال الذي يطرح نفسه هو: متى تتجاوز الطبقة السياسية خلافاتها من أجل مصلحة البلاد؟
صورة من: picture-alliance/dpa/N. Mounzer
كذلك مدينة حلب السورية لم تبق بمنأى عن سوء الأحوال الجوية، حيث حولت الأمطار الغزيرة شوارعها إلى برك مائية؛ لتزيد من معاناة الحلبيين الذين سئموا الحرب والدمار على مدار أكثر من أربع سنوات وما نجم عنهما من ارتفاع كبير في أسعار المواد الغذائية والوقود.
صورة من: Reuters/H. Katan
ورغم ما يعانيه السوريون بصفة عامة وأهل حلب بصفة خاصة من حرب وتهجير، يحاول من بقي من سكان حلب، بالرغم من الأمطار الغزيرة والرياح العاتية، أن يعيشوا حياة عادية، أملا في غد أفضل. إعداد: ش.ع