عشرات القتلى والجرحى في اشتباكات بين حماس وجماعة سلفية جهادية
١٥ أغسطس ٢٠٠٩أعلنت مصادر طبية وأمنية فلسطينية أن عدد الذين سقطوا في الاشتباكات المسلحة بين عناصر من حركة حماس والجماعة السلفية الجهادية السنية المتمركزة في مدينة رفح ، والتي تطلق على نفسها اسم "جند أنصار الله"، ارتفع إلى ما يزيد عن اثني وعشرين قتيلا، بينهم زعيم الجماعة الشيخ عبد اللطيف موسى الملقب ب"أبو النور المقدسي"، ومساعده أبو عبد الله السوري إلى جانب ستة من عناصر القوى الأمنية التابعة لحماس.
كما بلغ عدد جرحى الإصطدامات 125 جريحا بينهم أكثر من عشرين في حالة خطرة من بينهم مدنيين وأطفال، في حصيلة غير نهائية مرشحة للارتفاع.
واندلعت هذه الاشتباكات يوم أمس الجمعة 15 من آب/أغسطس، عقب إعلان الشيخ عبد اللطيف موسى في خطبة ألقاها في مسجد ابن تيمية في رفح، عن إقامة "الإمارة الإسلامية في أكناف بيت المقدس"، منتقدا حركة حماس كونها لا تطبق الشريعة الإسلامية.
اشتباكات في محيط المسجد
وبعد الخطبة، التي ألقاها موسى محاطا بعدد من المسلحين سادت أجواء من التوتر معظم أنحاء مدينة رفح وشوهد المئات من المسلحين من كتائب القسام ، الجناح العسكري لحركة حماس، ينتشرون في الشوارع ، كما نصبت عشرات الحواجز على الطرق، وتم تفتيش المركبات، خاصة عند المداخل الرئيسية للمدينة. كما شوهد العشرات من المسلحين من أتباع موسى يتحصنون داخل المسجد وينتشرون في محيطه.
وحسب شهود عيان، سمع حتى قبيل منتصف الليل صوت إطلاق النار من الأسلحة الرشاشة وانفجارات جراء إطلاق قنابل يدوية على الأرجح من محيط المسجد الواقع في حي البرازيل، جنوب شرقي رفح، في حين بقي عناصر من الجماعة السلفية متحصنين في مئذنة المسجد إلى أن اقتحمت عناصر من القسام المسجد وأحكمت سيطرتها عليه بعد مقتل وإصابة واعتقال كافة من كانوا يتحصنون بداخله.
كما قامت القوى الأمنية التابعة لحماس بتفجير بيت زعيم المجموعة القريب من المسجد المحاصر، ما أدى إلى مقتل الأخير إلى جانب مساعده أبو عبد الله السوري.
حماس: "أخذ القانون باليد غير مسموح"
من جهته أعلن سامي أبو زهري، المتحدث عن حركة حماس في بيان مكتوب، أن تصريحات الشيخ موسى عن إمارة إسلامية في غزة ما هي إلا "تعبير عن انزلاقات فكرية لا علاقة لها بأي ارتباطات خارجية"، كما أنها دليل على أن زعيم الجماعة مصاب "بلوثة عقلية". وأضاف أبو زهري أنه "غير مسموح لأية جهة أو أفراد بأخذ القانون باليد، فهذه مسئولية الجهات الأمنية". وكانت وزارة الداخلية في الحكومة المقالة أكدت أن "أي مخالف للقانون ويحمل السلاح لنشر الفلتان ستتم ملاحقته واعتقاله".
وتعتبر جماعة "جند أنصار الله" السلفية مؤيدة لنهج القاعدة. ولا يُعرف عدد أفرادها، لكن وفقا لمصادر محلية لها حضور واسع في الأوساط الدينية. وسُجل أول احتكاك بين حماس و"جند أنصار الله" غداة انفجار استهدف حفل زفاف في خان يونس في 21 من تموز/يوليو الماضي، أعلنت إثره الجماعة السلفية في بيان على الإنترنت أن مسلحين من حماس يحاصرون عددا من أعضائها بتهمة الضلوع في التفجيرات. ونفت آنذاك جماعة "جند أنصار الله" أي علاقة لها بالتفجير وقالت "إن عناصرها اتهموا ظلما وزورا".
(و.ب/آ.ف.ب/رويترز/د.ب.آ)
مراجعة: لؤي المدهون