عشرات القتلى والجرحى في تفجير انتحاري بكلية الشرطة بالصومال
١٤ ديسمبر ٢٠١٧
قتل 18 شرطيا صوماليا على الأقل في الهجوم الانتحاري، الذي استهدف صباح الخميس كلية للشرطة في مقديشو، وفق ما أعلنت الشرطة. وتبنت "حركة الشباب الإسلامية" الصومالية، التي تستهدف باستمرار قوات الشرطة، الاعتداء.
إعلان
أعلن مسؤول بالحكومة الصومالية اليوم الخميس (14 ديسمبر/ كانون أول) أن انتحاريا ينتمى لحركة الشباب الإرهابية قتل 18 شخصا على الأقل، عقب تفجير نفسه داخل أكاديمية تدريب تابعة للشرطة في العاصمة الصومالية مقديشو.
وقال وزير الخارجية يوسف جراد عمر إن 17 شخصا على الأقل أصيبوا بعدما دخل المهاجم الأكاديمية في الساعات الأولى من صباح اليوم ، ثم فجر نفسه، من خلال سترة مفخخة كان يرتديها تحت زي خاص بالشرطة. وكانت الشرطة قد أعلنت في وقت سابق أن حصيلة القتلى سبعة أشخاص، ثم رفعتها إلى 13 ثم 18 قتيلا.
وقال شهود عيام لوكالة أنباء رويترز إن الشرطة أغلقت المكان. وبعد ساعات سمح لهم بالدخول وقال أحدهم إنه رأى أشلاء متناثرة يعتقد أنها لجثة المهاجم. وقال الرائد محمد حسين المتحدث باسم الشرطة إن المهاجم، الذي كان يلف المتفجرات حول جسده ويرتدي زي الشرطة، تسلل إلى أكاديمية الجنرال كاهية للشرطة وفجر نفسه خلال عرض في الساعات الأولى من الصباح.
كما صرح مختار حسين أفرح نائب قائد الشرطة الصومالية للصحفيين في موقع الهجوم "الشرطة كانت تستعد للاحتفال بالذكرى الرابعة والسبعين لعيدها. وبينما كانوا على وشك بدء التدريب دخل انتحاري وفجر نفسه. فقدنا 18 رجل شرطة وأصيب 15 آخرون".
وأعلنت حركة الشباب مسؤوليتها عن الهجوم عبر إذاعة الأندلس التابعة لها، قائلة إنه أسفر عن مقتل 27 شخصا على الأقل. ويشار إلى أن حركة الشباب عادة ما تشن هجمات على المباني الحكومية والفنادق والمطاعم في الصومال.
الاعتداءات الأكثر دموية في الصومال على مدى سبعة أعوام
01:45
وجرى طرد الحركة من العاصمة مقديشو في عام 2011 وتفقد منذ ذلك الحين سيطرتها على أراض أخرى في مواجهة قوات حفظ السلام التابعة للاتحاد الأفريقي وقوات الأمن الصومالية.
وقالت القيادة العسكرية الأمريكية في أفريقيا (أفريكوم) يوم الثلاثاء إن الجيش الأمريكي نفذ ضربة جوية استهدفت مركبة يعتقد أنها كانت محملة بالمتفجرات على بعد نحو 65 كيلومترا جنوب غربي مقديشو.
ويأتي هجوم اليوم في وقت يضع فيه الاتحاد الأفريقي اللمسات الأخيرة على خطط لتقليل عدد أفراد بعثة حفظ السلام التابعة له في الصومال المعروفة بأميصوم. وجرى نشر قوات البعثة التي تضم 22 ألف عسكري في الصومال قبل عشر سنوات ومن المقرر سحب ألف من أفرادها في إطار خطة طويلة الأمد للانسحاب الكامل وتسليم مسؤولية الأمن للجيش الصومالي. وتسعى الحركة لتأسيس دولة إسلامية في الصومال، وهي تابعة لتنظيم القاعدة.
ع.أ.ج/ ص ش (د ب ا، أ ف ب، رويترز)
"أرض الصومال" تعلق آمالاً على ميناء بربرة
جمهورية "أرض الصومال"، المعلنة ذاتيا منذ 25 عاماً، تعمل حالياً على تقوية علاقاتها الاقتصادية والبحرية مع محيطها، على الرغم من أنها لا تزال تعتبر دوليا كحكم ذاتي.
صورة من: DW/J. Jeffrey
خمسة وعشرون عاماً... ومستمرة
منذ تأسيسها في العام 1991، لم يعترف المجتمع الدولي بـ"أرض الصومال" كدولة مستقلة. لكن شبه الدولة هذه لا تزال على قيد الحياة. عزلتها تعني معرفة القليل عنها، لكن امتلاكها 850 كيلومتراً من السواحل البحرية يفرض أن لا تكون منسية بالكامل، على الأقل في محيطها. وبالفعل تزداد علاقاتها الحيوية قوة مع دول إقليمية كأثيوبيا.
صورة من: DW/J. Jeffrey
زحف التشدد
ترتفع نسبة الفقر والبطالة في أرض الصومال. ويعبر بعض المواطنين عن مخاوفهم من تزايد التشدد الإسلامي في أكبر مدنها هرجيسا، حيث لم تعد الموسيقا تنبعث من المقاهي، والمزيد من النساء يستبدلن العباءة السوداء بالثياب الصومالية المزركشة. لكن آخرين يقولون إن التشدد الديني يتعايش أيضاً مع التجمعات والأسواق المتحررة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
طريق طويل أمام البلاد
يأمل المسؤولون في أرض الصومال أن تتأثر البلاد من علاقاتها مع أثيوبيا المجاورة ومن نموها الاقتصادي. لكن لا تزال هناك حاجة إلى المزيد من الاستثمار في ميناء بربرة، قبل أن تصل إليه المزيد من السفن. والطرق المعبدة التي بنتها أثيوبيا من جهتها إلى الحدود المشتركة تبدو أقل قدرة على استيعاب السيارات الثقيلة في جانب "أرض الصومال".
صورة من: DW/J. Jeffrey
عنقاء هرجيسا
صلابة "أرض الصومال" تتجلى بوضوح في العاصمة هرجيسا. ويقول سعيد محمد، مدير معهد الأفق، إن "هرجيسا كانت مدمرة تماماً في العام 1991: كانت أنقاضاً ونفايات". ويضيف محمد، الذي تعمل شركته الاستشارية على مساعدة المجتمعات المحلية إلى التحول نحو التطور والاستقرار، "إن بعث الحياة فيها من جديد تم من قبل الرواد الأوائل الذين استقلوا القوارب الشراعية للحصول على المؤن من ميناء دبي".
صورة من: DW/J. Jeffrey
القوة الصومالية
يواجه الوافدون إلى العاصمة، ذات الـ800 ألف نسمة، مزيجاً من الصياح والفوضى في الأسواق المحلية وبالمجمعات السكنية. وتتفاخر هرجيسا ببعض المباني الإدارية ذات الواجهات الزجاجية، ونقاط الوصول إلى الإنترنت في المقاهي، وبالصالات الرياضية المكيفة، والتي تتناغم جميعها مع خصوصية القوة والديناميكية الصومالية.
صورة من: DW/J. Jeffrey
الحياة بين المهجر والماشية
تعتمد أرض الصومال على الأموال التي يحولها المهاجرون إليها، والتي تصل إلى 400 مليون دولار سنوياً، وعلى تجارة المواشي مع الدول العربية، وهو ما يشكل 65 بالمئة من الدخل القومي. ولدى الحكومة ميزانية تعتمد على الدعم المحلي. وهكذا فمن الصعب على أي حكومة أن تثبت جدارتها للمنظمات الدولية ومنظمات المجتمع المدني المحلي والقطاع الخاص.
صورة من: DW/J. Jeffrey
العزلة المالية
غياب الاعتراف بـ"أرض الصومال" يحرمها من دعم دولي مباشر وواسع النطاق من قبل مؤسسات كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي. وعلى سبيل المثال، فإن أعضاء اتحاد النقل البحري في ميناء بربرة لا يحصلون على نفس الأجور – حوالي 250 دولاراً شهرياً - كنظرائهم الأجانب نظراً إلى أنهم لا ينتمون إلى منظمات معترف بها دولياً.
صورة من: DW/J. Jeffrey
ممر بربرة
بربرة اسم يستدعي صور خط الاستواء والتجار الأفارقة والشمس الملتهبة. وتربط المدينة علاقة قديمة بالتجارة البحرية التي انهارت تحت وطأة ميناء جيبوتي إلى الشمال منها. وفي الوقت الحالي، فإن ميناءها القديم منهار ومملوء بالسفن الغاطسة حتى نصفها، بينما ميناؤها الحديث يخدم أقل من خمسة بالمئة من تجارة أثيوبيا، لكن التغيير قادم.
صورة من: DW/J. Jeffrey
البناء والمعرفة
يمتاز ميناء بربرة الحديث بأنه في الجانب الأكثر توسعاً من المدينة. ووقعت "أرض الصومال" وأثيوبيا اتفاقية تجارية في 31 مارس/ آذار 2016 لتشغيل الميناء. هذا التطور قد يعيد بربرة إلى العمل كمحور نقل إقليمي، يساعد على تطوير أرض الصومال، بينما تتعزز طموحاتها في بناء الدولة.
صورة من: DW/J. Jeffrey
حان وقت الاستقرار
يعم السلام والأمن في "أرض الصومال"، ولذلك ينتشر صيارفة العملة على جانبي الطريق، وهم يكدسون رزم النقود. لكن طاقات اقتصاد البلاد غير مستغلة إلى الحد الأقصى. ورغم أن الشعب محاصر لعدم الاعتراف بدولته، ومع أن صبره قد ينفد، لكن مع ذلك فإن الأهالي يعملون ما بوسعهم للترحيب بالزوار الأجانب، وغالباً ما يقولون لهم: "شكراً لمجيئكم"، قبل أن يضيفوا: "نرجو أن تخبروا الآخرين عن بلدنا".