رغم الهدنة يستمر قصف أحياء مدينة حلب من قبل قوات النظام والمعارضة وسقوط عشرات القتلى خلال الأيام الأخيرة. في حين جددت موسكو وواشنطن دعمهما لمحادثات جنيف وأعلن وقد الحكومة أنه قدم تعديلات على اقتراح السلام للمبعوث الدولي.
إعلان
قتل 19 مدنيا على الأقل وأصيب 120 اخرون بجروح اليوم الاثنين (25 نيسان/ أبريل) جراء قصف للفصائل المعارضة على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب في شمال سوريا، وفق حصيلة أوردها المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس "قتل 19 مدنيا على الأقل بينهم ثلاثة أطفال وأصيب 120 آخرون جراء قذائف أطلقتها الفصائل المقاتلة منذ صباح اليوم (الاثنين) على أحياء تحت سيطرة قوات النظام في مدينة حلب" التي تعد من أبرز المناطق المشمولة باتفاق وقف الأعمال القتالية الذي يتعرض مؤخرا لخروقات متكررة تهدد بانهياره.
وفي إطار المساعي الدولية لحل الأزمة السورية سلميا ودعم محادثات جنيف، قالت وزارة الخارجية الروسية إن وزير الخارجية سيرغي لافروف ونظيره الأمريكي جون كيري بحثا الأزمة السورية في اتصال هاتفي اليوم الاثنين وأبديا تأييدهما الكامل لمحادثات السلام السورية في جنيف. وأكد لافروف على ضرورة انسحاب "المعارضة المعتدلة" من المناطق التي يسيطر عليها مقاتلو تنظيم "الدولة الإسلامية" وجبهة النصرة وضرورة قطع خطوط الإمداد للمتطرفين.
من جانبه قال وفد الحكومة السورية إنه اقترح تعديلات على اقتراح السلام الذي قدمه مبعوث الأمم المتحدة الخاص وسيعقد محادثات مع المبعوث الدولي مجددا غدا الثلاثاء. وقال السفير السوري بشار الجعفري للصحفيين بعد اجتماعين مع المبعوث الدولي ستافان دي ميستورا في جنيف اليوم الاثنين إن الوفد الحكومي قدم تعديلات على الورقة التي قدمها المبعوث الخاص وإن الوفد يعتبر تلك التعديلات جزءا لا يتجزأ من الورقة. ووصف الجعفري المحادثات بأنها كانت ثرية وقال إن الجانبين اتفقا على اللقاء مجددا ظهر الثلاثاء.
م.س/ ع.ج (أ ف ب، رويترز)
هل يحول حصار حلب المدينة إلى "سربرينتسا" الشرق الأوسط؟
حذر عدد من المنظمات غير الحكومية والإنسانية في واشنطن من أن نية قوات النظام السوري ومليشيات تابعة لها فرض حصار مطبق على مدينة حلب قد يعني أن تتعرض لما تعرضت له مدينة سربرنيتسا البوسنية عام 1995.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
منظمات غير حكومية وإنسانية في واشنطن تحذر من أن مدينة حلب السورية قد تعاني نفس مصير مدينة سربرينتسا البوسنية إذا ما طوقتها قوات النظام والمليشيات الكردية التابعة لها. ويقطن المدينة حالياً 300 ألف نسمة، كلهم معرضون لخطر الجوع، في ظل عدم قدرة الأمم المتحدة إلى توصيل المساعدات الإنسانية إلى المدينة.
صورة من: Reuters/A. Abdullah
شهدت مدينة سربرينتسا البوسنية في يوليو/ تموز عام 1995 مذبحة راح ضحيتها نحو ثمانية آلاف مسلم، قتلوا على يد مليشيات صرب البوسنة، وتحت مرأى ومسمع من قوات حفظ السلام التابعة للأمم المتحدة.
صورة من: Reuters/D. Ruvic
حلب ليست المدينة الوحيدة المهددة بالحصار في سوريا. سياسة محاصرة المدن والبلدات في سوريا بهدف "تركيعها" ليست حكراً على طرف من أطراف هذه الحرب الأهلية الممتدة منذ خمس سنوات. نبل والزهراء، مثلاً، منطقتان تقعان في محافظة حلب وتقطنهما نحو 40 ألف نسمة، وتتعرضان لحصار من فصائل المعارضة المسلحة. النظام حاول فك الحصار بالقصف الجوي، ولكنه لم ينجح حتى اللحظة.
صورة من: picture-alliance/dpa
حي الوعر في مدينة حمص يتعرض لحصار شديد من قوات النظام السوري والمليشيات المتحالفة معه. يسكن في هذا الحي حوالي 15 ألف نسمة، ويشترط النظام انسحاب المقاتلين المعارضين منه قبل رفع الحصار أو السماح بدخول أي مساعدات إنسانية.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/H. Ammar
بقيت الفوعا وكفريا من آخر المناطق التي لا يسيطر عليها "جيش الفتح"، وهو فصيل مسلح معارض، في محافظة إدلب. ولذلك، فإن المنطقتين تتعرضان لحصار منذ عدة أشهر من قبل هذا الفصيل وهو ما يؤثر على نحو 13 آلف من السكان المدنيين. وبينما نجحت الأمم المتحدة في إدخال مساعدات إليهما، إلا أنها لم تفلح بعد في فك الحصار.
صورة من: Reuters/Thaer Al Khalidiya
الغوطة الشرقية يحاصرها النظام منذ ثلاث سنوات تقريباً. يقطن هذه المنطقة حوالي 180 ألف شخص، وفي الأشهر الماضية لم تتمكن الأمم المتحدة من إيصال مساعدات إليها، ما يصعب التكهن بوضع ساكنيها.
صورة من: Getty Images/AFP/ Abd Doumy
مدينة دير الزور، التي تسكنها نحو 200 ألف نسمة، تتعرض لحصار شرس من قبل تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). كما أن القتال بين قوات النظام وقوات المعارضة و"داعش" على المطار العسكري قرب المدينة منع وصول أي مساعدات بشكل دوري، سواء تلك التي تقدمها الأمم المتحدة أو تلك القادمة من منظمات إغاثة محلية.