عشرات القتلى والمصابين نتيجة تحطم شاحنة مهاجرين في المكسيك
١٠ ديسمبر ٢٠٢١
لقي ما لا يقل عن 53 شخصا، معظمهم مهاجرون من أمريكا الوسطى، حتفهم عندما انقلبت شاحنة كانوا يستقلونها في جنوب المكسيك في واحد من أسوأ الحوادث التي يتعرض لها المهاجرون الذين يخاطرون بحياتهم للوصول إلى الولايات المتحدة.
إعلان
ارتفعت حصيلة ضحايا حادث سير بين شاحنتين في ولاية تشياباس جنوبي المكسيك يوم الخميس إلى ما لا يقل عن 53 قتيلا من المهاجرين، وفقا لتقارير إخبارية.
وذكر مكتب المدعي العام أن الضحايا توفوا عندما انقلبت مقطورة إحدى الشاحنتين المتورطتين فى الحادث فى تشيابا دى كورزو. وقالت وكالة الدفاع المدني في ولاية تشياباس إن عشرات الأشخاص أصيبوا في الحادث، بينما كان أكثر من 100 شخص داخل المقطورة.
وقال لويس غارسيا رئيس وكالة الحماية المدنية في ولاية تشياباس لمحطة ميلينيو التلفزيونية، إنه وفقاً لشهود العيان فإن الشاحنة كانت تسير بسرعة كبيرة عند مرورها بأحد المنحنيات.
وأظهر مقطع فيديو من موقع الحادث وتصريحات سلطات الحماية المدنية أن المقطورة تحطمت وفتحت وسقط منها المهاجرون عندما تحطمت الشاحنة عند منحنى خطر خارج مدينة توكستلا غوتيريز في ولاية تشياباس.
وفي مقطع فيديو تم بثه عبر مواقع التواصل الاجتماعي يقول رجل من غواتيمالا تبدو عليه الصدمة كان جالسا في المكان "انعطفت (الشاحنة)، وبسبب وزن الناس داخلها... لم تتمكن المقطورة من تحمل وزن الناس".
وأظهرت صور لرويترز مقطورة بيضاء مقلوبة على أحد جانبيها على طريق سريع فيما كان بعض الناس مستلقين على الأرض للحصول على رعاية طبية. وتظهر الصور أيضا صفوفا هي فيما يبدو لجثث ضحايا الحادث ملفوفة في أقمشة بيضاء.
وغرد الرئيس المكسيكي أندريس مانويل لوبيز أوبرادور عبر تويتر: "آسف بشدة بشأن المأساة التي سببها انقلاب مقطورة تقل مهاجرين من أمريكا الوسطى في تشياباس. إنه أمر مؤلم للغاية".
وكتب روتيليو إسكاندون حاكم ولاية تشياباس في تغريدة عبر تويتر "تضامني مع ضحايا الحادث ". وقال إنه أصدر تعليماته لأطقم الإنقاذ بالاهتمام فورا وتقديم المساعدة للمصابين وتعهد بالتحقيق في الحادث والكشف عن المسؤول عنه.
إنقاذ المهاجرين من الغرق في المتوسط لا ينهي مأساتهم
عام 2018 كان مأساويا للمهاجرين عبر المتوسط، إذا ارتفع عدد الضحايا بشكل مضطرد. لكن عام 2019 لا يدعو إلى التفاؤل، إذ باتت مهمة "صوفيا" لإنقاذ المهاجرين في المتوسط مهددة بالانتهاء والخلاف مستمر حول استقبال من يتم إنقاذهم.
صورة من: Getty Images/C. McGrath
ارتفاع كبير في عدد الغرقى
أعلنت مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين أن عدد الضحايا على مسار الهجرة بين ليبيا والاتحاد الأوروبي ارتفع بأكثر من الضعف في عام 2018 ، إذ بلغ معدل الوفاة واحدا من بين كل 14 مهاجرا عبروا هذا الطريق وسط البحر المتوسط. وكان المعدل واحدا من بين كل 38 عام 2017 .
صورة من: Getty Images/AFP/A. Paduano
ستة غرقى كل يوم
حسب إحصائيات الأمم المتحدة بلغ إجمالي عدد المهاجرين الذين عبروا البحر المتوسط إلى أوروبا عام 2018 نحو 117 ألف شخص، وتوفي في البحر المتوسط 2275 على الأقل، مقارنة بـ 172 ألف مهاجر عبروا إلى أوروبا عام 2017 ووفاة 3139 شخصا. وحسب المفوضية، فإن البحر المتوسط شهد موت ستة أشخاص يوميا في المتوسط العام الماضي.
صورة من: picture-alliance/dpa/AP/Küstenwache Lybien
منع سفينة "سي ووتش 3" من الرسو
في آواخر عام 2018 أنقذت سفينة "سي ووتش 3"، التي تملكها منظمة إغاثة ألمانية وترفع علم هولندا، مهاجرين كانوا يستغيثون في البحر قبالة السواحل الليبية، لكن تم منعها من الرسو في إيطاليا أو مالطا.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sea-Watch.org
البحث عن ملاذ آمن
بقيت "سي ووتش 3" مع المهاجرين على متنها تمخر عباب البحر بحثا عن ملاذ آمن، وتزامن ذلك مع استمرار الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال هؤلاء المهاجرين، حيث رفضت إيطاليا استقبالهم مطالبة هولندا وألمانيا بذلك، لأن السفينة ترفع علم الأولى، بينما تتخذ المنظمة المالكة لها من برلين مقرا لها.
صورة من: Getty Images/AFP/F. Scoppa
توتر بين فرنسا وإيطاليا
في ظل الخلاف بين الدول الأوروبية حول استقبال المهاجرين الذين يتم إنقاذهم من الغرق في المتوسط، تصاعد التوتر بين فرنسا وإيطاليا، إذ تتهم روما باريس بأنها سبب الفوضى الحالية في ليبيا، وترى إيطاليا أن هذا الوضع غير المستقر يدفع المهاجرين إلى الهرب من ليبيا للوصول إلى الشواطئ الإيطالية عبر البحر المتوسط، وهو ما يشجع على تهريب البشر.
صورة من: picture alliance/CITYPRESS 24/f. Passolas
ألمانيا لن تستمر في مهمة "صوفيا"
مع تصاعد التوتر والخلاف الأوروبي حول ملف الهجرة واللاجئين، أعلنت ألمانيا أنها لن ترسل أي بديل للفرقاطة التي تنتهي مشاركتها في مهمة الاتحاد الأوروبي لإنقاذ المهاجرين في البحر المتوسط "صوفيا" في أوائل شباط/ فبراير المقبل.
صورة من: picture-alliance/dpa/M. Assanimoghaddam
مصير مجهول!
مهمة "صوفيا" لإنقاذ اللاجئين من الغرق باتت مهددة بالانتهاء، لأن الأمر متعلق بموقف دول الاتحاد الأوروبي مجتمعة، إذ يجب أن توافق عليها كل الدول الأعضاء في الاتحاد. وعلاوة على ذلك تطالب إيطاليا بتغيير قواعد وشروط المهمة. في هذا السياق صرح وزير الداخلية الإيطالية ماتيو سلفيني أن سفن المهاجرين التي كان يتم إنقاذها ترسو في الموانئ الإيطالية وبالتالي "إما يجب تغيير القواعد، أو إنهاء المهمة".
صورة من: picture-alliance/dpa/G. Lami
بارقة أمل
لكن رغم كل هذا الخلاف والتوتر، هناك بارقة أمل في تحسن الوضع خلال العام الجاري وتجاوز الدول الأوروبية لخلافاتها حول ملف الهجرة واللاجئين. فقد أعلن رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي أن اتفاق تقاسم مهاجرين مع ستّ دول أوروبية أخرى (فرنسا وألمانيا والبرتغال ومالطا ورومانيا ولوكسمبورغ) سيتيح إنزال وإنقاذ المهاجرين العالقين على متن سفينة"سي ووتش 3". إعداد: عارف جابو