عشرات القتلى والمفقودين ومئات المشردين في سيول جارفة باليمن
٨ أغسطس ٢٠٢٤
ارتفعت حصيلة ضحايا الفيضانات والأمطار الغزيرة في اليمن إلى أكثر من 45 قتيلا، وشرد أكثر من 500 شخص من منازلهم، كما تقطعت عدة طرق نتيجة السيول الجارفة في مناطق مختلفة من البلاد خصوصاً في الحُديدة.
إعلان
لقي 45 شخصًا مصرعهم في اليمن في الأيام الأخيرة جراء سيول جارفة تسببت بها أمطار غزيرة، بحسب حصيلة جمعتها وكالة فرانس برس بناء على أرقام أعلنها الأربعاء مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوتشا) ووفق ما أعلنه مسؤولون بجماعة الحوثي.
وأعلن المحافظ محمد قحيم لقناة "المسيرة" التابعة للحوثيين، عن "30 حالة وفاة و5 مفقودين ونزوح سكان أكثر من 500 منزل وتقطع العديد من الأودية نتيجة السيول في الحُديدة". وأوضح أن "العديد من المنازل تهدمت ما أدى لوفاة سكانها، وأكثر من 7 سيارات جرفتها السيول".
وأُغلقت العديد من الطرق نتيجة السيول في المحافظة الواقعة على البحر الأحمر. وتتقاسم الجماعة المتحالفة مع إيران السيطرة علي الحديدة مع الحكومة المعترف بها دولياً.
وقال خبراء أرصاد إن الأمطار الغزيرة والسيول الجارفة التي تضرب مناطق حجة والحديدة هي بسبب منخفض جوي شديد قادم من السعودية.
من جانبه قال معمر الإرياني، وزير الإعلام في الحكومة اليمنية المعترف بها دوليا، مساء الأربعاء إن السيول الناجمة عن الأمطار الغزيرة في مناطق السهل والساحل التهامي في البلاد، تسببت في وفاة 45 شخصاً وتدمير مئات المنازل. وأضاف الإرياني في بيان أن السيول أدت كذلك إلى نزوح عشرات الآلاف من الأسر، وجرف سيارات وتضرر مزارع ونفوق مواشي، وإلحاق دمار هائل في الممتلكات، والبنى التحتية.
وقالت مصادر محلية في محافظة حجة شمال غرب اليمن لرويترز إن صاعقة رعدية شديدة ضربت مديرية عبس تسببت في وفاة خمسة أشخاص بالمحافظة الجبلية الواقعة على الحدود مع السعودية. فيما قالت مصادر عسكرية لرويترز إن السيول في جنوب الحديدة جرفت مساء أمس الثلاثاء مركبة على متنها أربعة جنود من القوات الحكومية وعثر على جثثهم صباح اليوم الأربعاء.
تحذيرات أممية
من جانبها، كتبت الوكالة الأممية عبر منصّة إكس: "تسببت الأمطار والسيول الجارفة في مقبنة بمحافظة تعز (جنوب غرب)، في 2 آب/أغسطس، في تضرر نحو 10 آلاف شخص وفي 15 حالة وفاة ودفن أكثر من 80 بئرا وجرف أراض زراعية وتضرر المنازل والبنية التحتية".
وكانت منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة قد توقعت أن يشهد اليمن في الأيام العشرة الأولى من الشهر الحالي "هطول أمطار تراكمية بمعدل 300 ملم عبر المرتفعات الوسطى والمرتفعات الجنوبية... مع تسجيل "أعلى كثافة هطول أمطار يومية بأكثر من 120 ملم في 7 آب/أغسطس".
ومنذ أواخر الشهر الماضي، تشهد مناطق عديدة في أنحاء مختلفة من اليمن هطول أمطار غزيرة تسببت بفيضانات أحدثت أضراراً وأثّرت على الحياة اليومية لليمنيين.
وفي 28 تموز/يوليو، أفاد مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الانسانية "أوتشا" عن مقتل ثلاثة أشخاص بينهم طفل في محافظة صعدة (شمال) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، وتضرر ما يزيد عن ألف مسكن إيوائي للنازحين ونحو ألفَي أسرة.
ويعيق الاستجابة لحالات الطوارئ النزاع الدائر منذ عام 2014 بين الحوثيين المدعومين من إيران والحكومة المدعومة من تحالف عسكري بقيادة السعودية.
وأكد المنظمة الأممية "أوتشا" في منشور الأربعاء أن "وكالات الإغاثة تستجيب للاحتياجات العاجلة وسط صعوبات في الوصول ونقص التمويل للاستجابة السريعة".
ع.ح/ع.ج.م (أ ف ب ، د ب أ ، رويترز)
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
تغيّر المناخ في المنطقة العربية.. احترار وجفاف وخسائر اقتصادية
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
تغيّر المناخ.. خطر في المنطقة
تغيّر المناخ أضحى ظاهرة تعاني منها كلّ دول العالم. لكن المنطقة العربية تحفل بخصوصية في معاناتها، بحكم ارتفاع درجات الحرارة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا التي تعاني من ظاهرة الاحترار بوتيرة تقارب ضعف المعدل العالمي حسب تقرير لـ"غرينبيس". ارتفعت حرارة فصول الصيف في عدة دول عربية كما صارت هذه الفصول أكثر تمددا ولم يعد الشتاء باردا كما كان.
صورة من: Rami al Sayed/AFP/Getty Images
جفاف مستمر
دول عربية كثيرة تعاني من مواسم جفاف متتالية. التساقطات المطرية تراجعت كثيرا أو حتى باتت نادرة، وتشير عدة تقارير أن المنطقة تشهد حاليا معدلات جفاف غير مسبوقة منذ ثلاثة عقود، ما أثر كثيراً على الزراعة، ودفع بعدة بلدان إلى رفع أسعار المنتجات الغذائية وزيادة وارداتها من الحبوب، خصوصا مصر والمغرب والجزائر، ما يلقي بظلاله على الأمن الغذائي.
صورة من: Rami Alsayed/NurPhoto/picture alliance
إجهاد مائي كبير
أدى ضعف الأمطار إلى إجهاد مائي كبير وضغط متزايد على المياه الجوفية لأجل توفير الكميات اللازمة للزراعة، ما أدى إلى نضوبها في عدة مناطق. ويزداد الأمر سوءا بسبب انتشار عدد من الزراعات التي تمتص المياه بكثرة وغياب آليات للزراعة المستدامة. تدهور المجال الزراعي أضعف كثيراً المهن الزراعية ورفع نسب الهجرة من القرى وزاد من الضغط على المدن.
صورة من: Ryad Kramdi/Getty Images/AFP
افتقار لمياه الشرب
تداعيات الجفاف ليست على الزراعة فقط، بل كذلك المياه الصالحة للشرب. تشير معطيات أممية إلى افتقار 41 مليون شخص في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لإمكانية الوصول بأمان لمياه الشرب، بينما يفتقد 66 مليون شخص لخدمات الصرف الصحي. ورغم محاولة عدة بلدان ترشيد الاستخدام وإعطاء توجيهات للسكان بحسن الاستخدام، إلّا أن العطش يهدد بشكل جدي ملايين الناس والتدخل بات عاجلاً.
صورة من: KHALED ABDULLAH/REUTERS
الحرائق.. كابوس جديد
عانت المنطقة العربية من حرائق كبيرة، مثال ذلك حرائق الجزائر للصيف الثاني على التوالي، أدت إلى خسائر بشرية ومادية كبيرة، كما وقعت خسائر متفرقة في المغرب وتونس وسوريا والعراق ولبنان. رغم الجهود، تبقى حرائق الغابات متكررة، خصوصا عندما يتزامن الفصل الحار مع هبوب الرياح، ما يكون له أثر بالغ على الغابات وعلى عدد من الزراعات كزراعة الزيتون.
صورة من: FETHI BELAID/AFP/Getty Images
خسائر اقتصادية كبيرة
الخسائر في القطاع الزراعي تؤثر بشكل واضح على الاقتصاد في المنطقة بحكم أن الزراعة قطاع اقتصادي رئيسي في عدد من بلدان المنطقة كما في تونس والمغرب. تحتاج دول المنطقة إلى استثمار ما يصل إلى 4% من إجمالي الناتج المحلي سنويا لتعزيز الصمود في مواجهة تغير المناخ بالقدر الكافي وتحقيق أهداف خفض الانبعاثات حسب صندوق النقد الدولي، وهو معدل صعب التحقق في منطقة عربية تعاني تحديات اقتصادية واجتماعية كبيرة.