عشرات اللاجئين اليائسين يتظاهرون مساء الاثنين في إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية، منادين "ماما ميركل" ورافعين الأعلام الألمانية لتمكينهم من مواصلة طريقهم نحو ألمانيا.
إعلان
تظاهر نحو مئتي لاجئ في إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية مرديدن شعار "ماما ميركل" وحاملين الأعلام الألمانية للمطالبة بتمكينهم من مواصلة طريقهم ومهددين بالاضراب عن الطعام، وفق ما نقل مراسل لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.أ) من المكان أمس الاثنين (السابع من مارس/آذار 2016) . يأتي ذلك فيما تحاول الحكومة اليونانية إقناع اللاجئين العالقين في إيدوميني على الحدود مع مقدونيا بمغادرة المكان في انتظار تحديد مصيرهم. وكان أكثر من 13 ألف شخص لا يزالون موجودين في المكان الاثنين في ظروف بائسة.
وبدأ موظفون في المكتب الاوروبي لدعم اللجوء (ايازو) توزيع إرشادات بالعربية في المكان داعين اللاجئين للتوجه إلى مراكز الإيواء الموزعة في اليونان وموضحين الآليات الواجب اتباعها للانضمام الى البرنامج الأوروبي لإعادة التوزيع، وفق مراسل فرانس برس. وقال هؤلاء الموظفون للاجئين المهتمين إن عليهم الانتظار بين شهرين وثلاثة للإفادة من هذا التوزيع، موضحين لهم أنهم لا يستطيعون اختيار بلد اللجوء.
وفي تطور آخر، أصيب ثلاثة أطفال لاجئين باحتكاك كهربائي في إيدوميني فيما كانوا يلعبون. ونقل أحدهم (12 عاما) إلى مستشفى في المنطقة بعد إصابته بحروق بالغة في بطنه وساقيه.
لاجئون عالقون في اليونان يواجهون خيارات صعبة
يواجه اللاجئون القادمون من مناطق آمنة لا تشهد صراعات وحروب، مصاعب كثيرة في اليونان حيث تمنع دول البلقان اجتيازهم الحدود ومتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول غرب أوروبا. وليس أمامهم إلا بعض الخيارات الصعبة منها العودة لبلادهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
رغم أمواج البحر العاتية وزيادة عدد الدوريات، يصل كل يوم ألفان إلى أربعة آلاف لاجئ إلى جزيرة بيرايوس اليونانية. لدى وصول هؤلاء تقوم السلطات بتسجيلهم وأخذ بياناتهم الشخصية، وتمنحهم مهلة 30 يوما بعدها عليهم إما تقديم طلب لجوء أو مغاردة اليونان أو اعتقالهم وترحيلهم.
صورة من: DW/D. Cupolo
بسبب القيود التي تفرضها دول البلقان على حدودها، حيث تسمح فقط بمرور اللاجئين القادمين من سوريا والعراق وافغانستان، هناك الكثير من اللاجئين القادمين من بلدان أخرى يبحثون عن طريق لمتابعة طريقهم إلى ألمانيا ودول أوروبية أخرى قبل مضي مهلة 30 يوما التي تمنحها أثنيا للاجئين. ولذلك يقع هؤلاء ضحية لشبكات تهريب الأشخاص عبر مقدونيا وألبانيا وبلغاريا إلى دول غربي أوروبا.
صورة من: DW/D. Cupolo
في ساحة فيكتوريا وسط العاصمة اليونانية أثينا، يتجمع اللاجئون والمهربون الذين يندسون بينهم ويعرضون عليهم وثائق سفر مزورة ونقلهم إلى دول أخرى مقابل مبالغ كبيرة، فعلى سبيل المثال كان المهربون يطلبون من كل لاجئ 1500 يورو مقابل نقله إلى النمسا ولكن بعد تشديد الرقابة على الحدود أصبحوا يطالبون بـ 2000 يورو مقابل اجتياز الحدود من اليونان إلى صربيا فقط.
صورة من: DW/D. Cupolo
مهلة 30 يوما تمر بسرعة بالنسبة للاجئين القادمين من بلدان آمنة وأكثرهم من إيران والمغرب، وخلال هذه الفترة هناك من يضرب عن الطعام احتجاجا على عدم السماح له باجتياز الحدود إلى دول البلقان في حين يغادر آخرون إلى جزيرة أخرى لتسجيل نفسه من جديد مدعيا أنه سوري للحصول على مهلة جديدة وتدبير أموره حتى يتمكن بطريقة ما من متابعة طريقه والوصول إلى الدولة التي يريد الاستقرار فيها.
صورة من: DW/D. Cupolo
ونظرا لتفاقم الوضع واكتظاظ أماكن إيواء اللاجئين مثلما في الملعب الأولمبي في أثنيا، تنشب خلافات ومشاجرات بينهم وقد تم اعتقال نحو 100 لاجئ بسبب ذلك وقررت الحكومة إخراج اللاجئين من الملعب ونقلهم إلى مكان آخر لم تعلن عنه. لكن هناك شائعات تقول بأنه سيتم نقل اللاجئين إلى مطار قديم مهجور خارج أثينا.
صورة من: DW/D. Cupolo
النقل من الملعب سيكون للمرة الثانية للكثير من اللاجئين الذين تم إبعادهم سابقا من منطقة إدموني القريبة من الحدود المقدونية إلى أثينا. وإن الاكتظاظ وسوء الظروف في أماكن إيواء اللاجئين وبقاء بعضهم في العراء يؤدي إلى إصابتهم بنزلات برد وسعال وغير ذلك من الأمراض.
صورة من: DW/D. Cupolo
يحظر على وسائل الإعلام الدخول إلى الملعب، لكن كاميرات الصحفيين تنتشر حوله ويستغل الصحفيون كل فرصة لإجراء حوار مع أي لاجئ يخرج من الملعب. وقد استغل أحد اللاجئين القادمين من المغرب يدعى أشرف وافي، الفرصة وأعرب عن معاناته وما يطمح إليه بالقول "إننا نريد عملا جيدا وحياة جيدة" ويتابع "المغرب مليء بالمخدرات والمافيا. إننا لا نريد تلك الحياة".
صورة من: DW/D. Cupolo
عمدة المنطقة التي يوجد فيها الملعب الأولمبي وحيث يتم إيواء اللاجئين، صرح لوسائل الإعلام أنه سيحاول اللقاء بالسلطات المقدونية وإقناعها بفتح الحدود لعبور كل اللاجئين، وهو ما فسره البعض على أنه إشارة إلى إعادة فتح الطريق أمام اللاجئين لمتابعة مشوارهم إلى غربي أوروبا. ولكن سوء الفهم والمعلومات غير الصحيحة تدفع بعض اللاجئين إلى البقاء في العراء وتحمل البرد استعدادا للتحرك وعبور الحدود.
صورة من: DW/D. Cupolo
حتى اللاجئين المعترف بهم والذين يسمح لهم بالعبور ومتابعة طريقهم إلى شمال أوروبا، يستعجلون ويحاولون إيجاد مأوى ووسيلة نقل بأنفسهم دون مساعدة من السطات اليونانية، مثلما فعلت مجموعة من اللاجئين السوريين التي ضلت طريقها في أحد محطات المترو خارج أثينا، قبل أن يتم إعادة توجيهها إلى المكان الذي يمكن أن تجد فيه حافلات يمكن أن تنقلهم إلى الحدود المقدونية.
صورة من: DW/D. Cupolo
لن يتم نقل اللاجئين من ملعب التايكواندو الأولمبي في أثينا وإنما من ملعب الهوكي أيضا وتجميعهم في مخيم "إليوناس" خارج أثينا. ولكن حتى هذا المخيم "مكتظ باللاجئين حيث ينام بعضهم في خيام كبيرة" يقول مدير المخيم.
صورة من: DW/D. Cupolo
10 صورة1 | 10
وتعهدت اليونان، التي تعتبر جزرها بوابة الدخول الرئيسة للاجئين والمهاجرين القادمين من تركيا الى أوروبا، توفير أمكنة تتسع لـ30 الف لاجىء.
من جهتها، تستعد المفوضية العليا للاجئين التابعة للامم المتحدة لتأمين السكن لـ20 الف شخص في فنادق او شقق. وتخشى اليونان أن يرتفع عدد اللاجئين العالقين داخل أراضيها إلى 100 ألف شخص، بسبب الإغلاق شبه الكامل لحدود دول البلقان التي تعتبر طريق العبور الرئيسة للاجئين من اليونان باتجاه بلدان شمال أوروبا.
وقرر الاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي تخصيص 700 مليون يورو على ثلاث سنوات في إطار المساعدات الانسانية للبلدان الأكثر تأثرا بأزمة الهجرة. وطلبت اليونان 480 مليونا لإنشاء مراكز ايواء جديدة. غير أن السلطات اليونانية قلقة من التأخير في تلقي الأموال الأوروبية. وقال مصدر حكومي لوكالة فرانس برس قبل قمة بروكسل الاثنين المخصصة للمهاجرين إن "وتيرة" إرسال الأموال "بطيئة جدا والاحتياجات تتصاعد، لذلك ننفق من موزانة الدولة". ودعا رئيس الوزراء اليوناني الكسيس تسيبراس مرارا الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي إلى "تقاسم عادل" لعبء المهاجرين، مهددا بمنع صدور قرار أوروبي محتمل لإغلاق طريق البلقان. وقال وزير الداخلية اليوناني بانايوتيس كوروبليس الاثنين لاذاعة "ريل اف ام"، ان القرار الاوروبي المحتمل "سيرضي القوى المتعصبة والقومية في اوروبا (...) اليونان لا يمكنها اعطاء موافقتها على قرار" من هذا النوع.