عشرات المهاجرين في عداد المفقودين قبالة سواحل ليبيا
٨ يوليو ٢٠١٧
قال ضباط في خفر السواحل والبحرية الليبية إن عشرات المهاجرين الأفارقة فقدوا بعد خروجهم رفقة نحو 80 آخرين بقصد الهجرة عبر البحر المتوسط انطلاقاً من شواطئ منطقة القره بوللي شرق العاصمة طرابلس.
إعلان
قال ضابط بخفر السواحل الليبي إن عناصره أنقذوا نحو 85 مهاجرا قبالة الساحل إلى الشرق من طرابلس اليوم السبت (الثامن من تموز/يوليو 2017)، فيما فُقد أكثر من 20 مهاجرا كانوا برفقتهم. بيد أن وكالة الانباء الفرنسية، قالت نقلا عن خفر السواحل الليبي أن "35 مهاجرا، بينهم سبعة أطفال، باتوا في عداد المفقودين بعدما غرق قاربهم المطاطي السبت قبالة سواحل البلد شمال الإفريقي، في احصاء نقلا عن شهادات الناجين".
وقال معمر محمد ميلاد المسؤول في خفر السواحل إنه تم إنقاذ المهاجرين على بعد عشرة كيلومترات شمال غربي بلدة القره بوللي بعدما رصدتهم قوارب الصيد في البحر. وأضاف "بسبب الحمولة الثقيلة على القارب المطاطي تهشمت قاعدته الخشبية وبدأ في الغرق".
فيما قال المتحدث باسم أركان القوات البحرية الليبية، العميد بحّار أيّوب قاسم، في تصريح لوكالة الأنباء الألمانية (د ب أ) "إن من ضمن المفقودين 7 أطفال.. متوقعاً أن تلفظهم الأمواج إلى الشواطئ الليبية بعد تعثّر العثور عليهم وإنقاذهم من قبل 10 قوارب محلّية تابعة لصيادين تنادوا لإنقاذ المهاجرين بعد انفجار بالون قاربهم في منطقة فم الوادي على بعد 6 أميال غرب القره بوللي".
وأكد العميد قاسم " إنقاذ 80 مهاجرا من نيجيريا، والسنغال، والكاميرون، وغانا، وساحل العاج، بينهم 20 امرأة كانوا على نفس القارب، وتمكنوا من التشبث بحطامه لحين وصول النجدة عند الساعة 11 صباحاً، ليتم تسليمهم لجهاز مكافحة الهجرة غير الشرعية بقاعدة معيتيقة" .
وقالت الناجية النيجيرية فيفيان إيفوسا أنها ترى البحر للمرة الأولى. وصرحت لوكالة فرنس برس "لم أكن أعلم أن البحر كبير لهذه الدرجة". وقالت إن القارب بدأ بالغرق عندما فرغ من الهواء و"الجميع بدأ يصرخ. لم أشهد حادثا مماثلا في حياتي كلها"، مضيفة أنها تشعر بصدمة.
وتقع بلدة القره بوللي على بعد نحو 50 كيلومترا شرقي العاصمة وهي نقطة مغادرة معروفة للمهاجرين الذين يحاولون الوصول إلى أوروبا. وعادة يكدس المهربون المهاجرين في قوارب مطاطية هشة لها قواعد خشبية محلية الصنع. ويصل معظمهم إلى المياه الدولية حيث تلتقطهم السفن وينقلون إلى إيطاليا. لكن خفر السواحل الليبي يرصد بعضهم فيما يغرق آخرون في المياه الليبية.
وتحاول الغالبية العظمى من المهاجرين الوصول إلى أوروبا عبر البحر عن طريق مسار وسط البحر المتوسط بين ليبيا وإيطاليا. ووفقا للمنظمة الدولية للهجرة وصل أكثر من 85 ألف مهاجر إلى إيطاليا منذ بداية العام الحالي. وتوفي نحو 2150 منهم أثناء محاولة العبور خلال نفس الفترة.
ز.أ.ب/أ.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
مهاجرون يباعون في "أسواق النخاسة" بليبيا
لا تقف معاناة المهاجرين الأفارقة عند إمكانية إخفاق محاولة وصولهم إلى أوروبا بطريقة غير شرعية عبر المتوسط. ففي حال القبض عليهم في ليبيا يكونون عرضة لعملية "تجارة حقيقية" بالبشر، بحسب تقرير لمنظمة الهجرة العالمية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مركز لإحتجاز مهاجرين أفارقة في ليبيا. تسيطر جهات متعددة على مراكز اللاجئين، بعضها يعود لسلطة إحدى الحكومات المتنازعة على السلطة في البلاد. وبعضها الآخر يقع تحت نفوذ ميلشيات مسلحة..ويتعرض المهاجرون لضروب من الاستغلال و"تجارة البشر".
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
صورة تظهر وافدين محتجزين داخل أحد السجون في ليبيا، حيث يباع معظمهم في "أسواق عبيد" حقيقية بحسب ما كشف تقرير منظمة الهجرة العالمية، ومعظم المباعين هم من الأفارقة الذين يعبرون ليبيا بقصد السفر إلى أوروبا بطريقةٍ غير شرعية.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
مهاجر إفريقي يبدو محتجاً على وضعه. بحسب تقرير منظمة الهجرة العالمية، فإن المهاجرون يباعون بمبالغ تتراوح بين 200 و500 دولار، حيث يتم شراء مهاجر واستغلاله في العمل، ويكون المُشتري مسؤولاً عن الشخص بشكل كامل، في حين أن بعضهم قد ينجح بالهرب وبعضهم يفشل ليبقى عرضةً للاستغلال.
صورة من: Narciso Contreras, courtesy by Fondation Carmignac
بحسب شهادات "صادمة" لمهاجرين لموظفي منظمة الهجرة، فإن مئات الرجال والنساء يتم بيعهم. وتتم عمليات البيع في ساحات عامة أو مستودعات. ووفقاً للشهادات فإن مهاجرون في مدينة سبها جنوب ليبيا، التي تعد أحد المراكز الرئيسة لتهريب المهاجرين، افترشوا الأرض في مرآب وساحات انتظار للسيارات.
صورة من: Reuters/L.Gnago
يدير "سوق العبيد" ليبيون يساعدهم غانيون ونيجيريون يعملون لحساب الليبيين، ويُستخدم أغلب المهاجرين كعمالة يومية في البناء والزراعة. وبعضهم يتقاضى أجرا والبعض الآخر يُكره على العمل دون أجر.
صورة من: Reuters/L. Gnago
عدا عن خطر القتل فإن المهاجرين الذين يقعون فريسة مهربين يواجهون سوء تغذية بشكل مستمر وانتهاكات جنسية، بحسب ما أكد محمد عبدي كير مدير العمليات الطارئة في منظمة الهجرة العالمية، الذي وصف الوضع بـ"الكارثي".
صورة من: Reuters/H. Amara
يتم في هذه الأسواق بيع النساء واللواتي، بحسب التقرير، يتعرضن لسوء معاملة بشكل كبير، كما سجلت شهادات لسيدات تعرضن للاغتصاب أو الإجبار على العمل بالدعارة، كما يتم بيعهن على أساس أنهن "جواري للمتعة".
صورة من: Sara Prestiani
تعتبر ليبيا البوابة الرئيسية للمهاجرين الساعين للوصول إلى أوروبا بحراً، حيث سلك أكثر من 150 ألف شخص هذا الطريق في الأعوام الثلاثة الماضية. ومن المعروف أن حوالي 600 شخص توفوا في البحر منذ مطلع عام 2017 وقتل عدد غير معلوم أثناء السفر باتجاه الشمال عبر الصحراء وصولا إلى البحر المتوسط.