العالقون في مخيم إيدوميني يتظاهرون من أجل فتح الحدود
١٢ مارس ٢٠١٦
طالب اللاجئون العالقون في مخيم إيدوميني على الحدود اليونانية المقدونية في تظاهرات بفتح الحدود أمامهم لمواصلة السفر إلى شمال أوروبا. فيما حاول وزير العمل الألماني السابق معايشة ظروف اللاجئين من خلال المبيت في خيمة.
إعلان
تظاهر العشرات من المهاجرين اليوم السبت (12 آذار/مارس) في إيدوميني، حيث لا يزال نحو 14 ألف مهاجر عالقين، مطالبين بإعادة فتح الحدود مع مقدونيا، من بينهم لاجئ سوري بدأ إضرابا عن الطعام. حيث جلس نحو 200 لاجئ، وخصوصا سوريين وعراقيين مع أطفالهم على خط السكة الحديدية عند الحدود، هاتفين "افتحوا الحدود"، وفق ما أفاد مصور لوكالة فرانس برس. ويتكرر هذا النوع من الاحتجاجات في إيدوميني، حيث الحدود بين اليونان ومقدونيا مغلقة منذ أسبوع.
وبدأ السوري ناظم سرحان (44 عاما) اليوم السبت إضرابا عن الطعام أمام خيمته في إيدوميني. وهو يسافر مع أولاده الثلاثة، ويريد الانضمام إلى زوجته المصابة بالسرطان وابنه الرابع اللذين يعيشان في ألمانيا. وقال لوسائل الإعلام "أريد رؤيتهما ليوم واحد فقط".
ويأمل نائب وزير الدفاع اليوناني ديمتريس فيستاس المكلف تنسيق الجهود لاحتواء تدفق المهاجرين بان يتحسن الوضع في إيدوميني "في غضون أسبوع، من دون اللجوء إلى القوة". وأوضح في حديث إلى تلفزيون "ميغا" أن الحكومة ستحاول "إقناع" اللاجئين بالانتقال إلى السكن داخل مراكز استقبال تتوزع في أنحاء البلاد.
وتم توزيع منشورات بالعربية والفارسية ولغة الباشتون للاجئين، تدعوهم إلى "التعاون مع السلطات لنقلهم إلى مراكز استقبال"، وفق ما جاء في بيان حكومي. ويضيق مخيم إيدوميني بنحو 12 ألف مهاجر ولاجئ وفق أرقام رسمية نشرت السبت، فيما يخيم آلاف آخرون في حقول مجاورة. ويعيش هؤلاء في ظروف صحية مأسوية. وأصيبت فتاة في التاسعة بالتهاب الكبد A ونقلت إلى مستشفى في مدينة سالونيك القريبة، وفق ما أفاد مركز "كيلبنو" للوقاية من الأمراض.
على صعيد آخر، نصب وزير العمل الألماني الأسبق خيمة اليوم السبت في مخيم للاجئين ببلدة إيدوميني في اليونان لكي يعايش التجربة بنفسه؛ حيث لم يكن راضيا عن التقارير التي سجلت الظروف الصعبة هناك.
ويخطط نوربرت بلوم (80 عاما) لقضاء ليلة السبت/ الأحد في التخييم خارج المخيم شديد الازدحام على الحدود اليونانية-المقدونية.
ح.ع.ح/ع.ج (أ.ف.ب، د.ب.أ)
مأساة الأطفال في مخيم إيدوميني للاجئين في اليونان
الوضع على الحدود اليونانية المقدونية لا يليق بكرامة الإنسان. انعدام النظافة والرطوبة والبرد تطبع الحياة اليومية في مخيم اللاجئين إيدوميني، حيث الأطفال بوجه خاص يعانون الأمرين.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Gouliamaki
إغلاق طريق البلقان. هذا ما قررته سلوفينيا وصربيا وكرواتيا، ليصبح أكثر من 10.000 لاجئ عالقين في إيدوميني بشمال اليونان. وتفيد تقديرات هيئة إغاثة اللاجئين التابعة للأمم المتحدة أن حوالي نصف مجموع سكان المخيم من الأطفال.
صورة من: Reuters/S. Nenov
الفرار إلى أوروبا أصبح أكثر صعوبة. فحتى المواطنين السوريين المنحدرين من المناطق التي لا تسود فيها أعمال حربية واسعة في سوريا لم يعد يُسمح لهم بعبور الحدود. كما يُطلب من اللاجئين تقديم بطاقات هوية وأحيانا تأشيرة سفر إلى منطقة شينغين الأوروبية، الأمر الذي يعتبر مستحيلا بالنسبة إلى الجميع تقريبا.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
أطفال بأعين مشرقة ترتسم على وجوههم الابتسامة: هذه اللحظات يمكن معايشتها عندما تظهر فرقة بهلوانيين من إسبانيا تسلي الأطفال الذين يحتشدون حولها في المخيم. وبفضل هذه الفرقة الفنية يبقى المزاج داخل المخيم مستقرا، لكن إلى متى؟ ففي كل يوم تقريبا يدعو سكان المخيم إلى مظاهرات احتجاجية.
صورة من: Getty Images/D. Kitwood
لا توجد أي مدرسة ولا أي روضة للأطفال في المخيم. ويزداد يوميا خطر ظهور أمراض معدية بين الأطفال. هنا يبحث طفلان عن مكان للعب فوق فراش متآكل.
صورة من: Reuters/M. Djurica
أحيانا يستقر اللاجئون بالقرب من خطوط السكك الحديدية التي تربط إيدوميني بمقدونيا. ويتكرر مشهد تسلق أطفال المخيم لعربات بعض القطارات، حيث يمكنهم ملامسة أسلاك كهربائية ذات ضغط عال، مما يؤدي إلى إصابات خطيرة في صفوفهم بسبب تعرضهم لصعقات كهربائية أو سقوطهم فوق الخطوط الحديدية.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
يوجد حوالي 36.000 لاجئ في اليونان. مخيم إيدوميني ليس في الحقيقة سوى محطة عبور مؤقتة. لذلك لا يوجد في المخيم ممثلين للسلطات اليونانية أو الأوروبية. الثقل الأكبر تتحمله جمعيات خيرية خاصة ومنظمات مستقلة تحافظ تحت ظروف قاهرة على حد أدنى من ظروف الحياة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dilkoff
الكثير من اللاجئين يتحلقون حول نار يشعلونها للتدفئة. وهم لا يتوفرون، إلا في حالات نادرة، على الخشب كما يُشاهد في الصورة. وفي الغالب يحرقون بقايا بلاستيكية تنشر غازات سامة في الهواء، وهو ما يعرض الأطفال تحديدا للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي.
صورة من: Reuters/M. Djurica
لم يبق للأطفال في مخيم إيدوميني من خيار سوى انتظار المساعدة. فدول الاتحاد الأوروبي أقرت برنامج مساعدة طارئة لتزويد اللاجئين في اليونان بالمؤن. هذه الحزمة من المعونات التي تشمل 700 مليون يورو تمتد حتى عام 2018. وقد خُصص لهذه السنة 300 مليون يورو. وتتوقع أثينا أن تكون مجبرة على تزويد نحو 100.000 من الأشخاص بالمؤونة.
صورة من: Getty Images/AFP/D. Dolkoff
منظمة "أطباء بلا حدود" تنتقد بشدة مخططات الاتحاد الأوروبي. وتطالب المنظمة بتطبيق حق اللجوء الدولي الذي يشمل أيضا إمكانية أن يبحث الناس عن الحماية الضرورية داخل دول الاتحاد الأوروبي وطلب اللجوء. وتدعو "أطباء بلا حدود" إلى فتح طرق شرعية وآمنة تتيح ذلك.