عشر جامعات ألمانية تفوز بلقب جامعة النخبة
تحتل الجامعات في ألمانيا مركزاً هاماً في عالم الأبحاث والتعليم. والمعروف عن ألمانيا أن تكاليف الدراسة فيها كانت منخفضة حتى سنوات قليلة قبل أن تباشر إدارة الجامعات بفرض نوع من الرسوم الفصلية ولكن هذه الرسوم تبقى ضئيلة بالمقارنة مع باقي الجامعات في الاتحاد الأوروبي أو الولايات المتحدة الأمريكية. وتسعى كل جامعة ألمانية إلى تطوير مناهجها وإطلاق فروع دراسية جديدة لجذب الطلبة والتلاميذ المتفوقين مما يعود بالفائدة على الجامعة نفسها وذلك من خلال السمعة الحسنة التي تجلب للجامعات عقودا هامة مع الشركات الألمانية التي تتعاون مع المعاهد العالية في أبحاثها. وهذا يساعد على تمويل مشاريع كثيرة في معاهد الجامعات، وبارتفاع المستوى التعليمي في جامعة معينة يزداد إقبال الأساتذة الجامعيين المعروفين عليها وكذلك الطلبة الموهوبين.
التنافس على لقب جامعة النخبة
على الرغم من أن الجامعات في ألمانيا تمولها حكومات الولايات الاتحادية تسعى الجامعات الآن إلى الحصول على لقب جامعة النخبة. ولتحديد أفضل جامعة تم تشكيل لجنة تحكيم خاصة من خبراء ومتخصصين في التعليم الجامعي. تدور المنافسة حول جائزتين، الأولى هي الفوز بلقب جامعة النخبة والجائزة الثانية تكمن في الحصول على 1,9 مليار يورو ستمنحها الحكومة الألمانية بالتعاون مع ولاية الجامعة الفائزة باللقب. دخلت المنافسة سبع وعشرون، أختير منها عشر جامعات. ومن اللافت للنظر أن جامعات عريقة مثل جامعة هومبولت البرلينية لم تكن ضمن الجامعات العشرة لانها فشلت في الجولة الأخيرة بينما فازت منافستها اللدودة جامعة برلين الحرة التي لم يتوقع أحد ترشحها للجولة القادمة، مشكلة بذلك مفاجأة. وينطبق الامر أيضا على جامعة بريمن من شمال ألمانيا حيث استطاعت القيام بنقلة نوعية، متحولة من الجامعة اليسارية الحمراء إلى جامعة البحوث والتقدم. وأثبتت الجامعات الجنوبية أن العلوم المتطورة والتعليم العالي المتقدم والأبحاث العلمية متمركزة في جنوب البلاد حيث ترشحت سبع جامعات هي فورتسبورغ وهايدلبيرغ وكارلسروه وفرايبورغ وتوبنغن وجامعتان من ميونيخ، اما الجامعة العاشرة والأخيرة فهي من مدينة آخن في غرب ألمانيا.
ردود الأفعال وتأثير السياسيين على المنافسة
صحيح أن لجنة التحكيم تضم خبراء ومتخصصين من منظمات علمية ألمانية معروفة إلا أن الكثيرين يشككون في غياب تأثير حكومات الولايات الألمانية التي تحدد السياسة التعليمية في كل ولاية. وتلعب محصلات الجامعات والأرقام البيانية عن عمل وأبحاث كل جامعة الدور الرئيسي في تحديد نتيجة التقييم. ويقول الباحث في عالم النخبة والمتفوقين ميشائيل هارتمان إن مدى الدعم المالي لجامعة ما من قبل الولاية يؤثر بشكل غير مباشر على أبحاث وسياسة كل جامعة، أما توماس غوبيل وزير التعليم في ولاية بافاريا المعروفة بتقدم أبحاث ومستويات جامعاتها فأكد على أن الكفاءة وحدها التي تلعب الدور الرئيسي في المنافسة بين الجامعات الألمانية، وليس التأثير السياسي والتدخل الحزبي في الولاية. أما رئيس جامعة فورتسبورغ أكسيل هازه فعلل نجاح جامعته بتركيزها على فرع الطب البيولوجي المتقدم الذي أصبحت الجامعة معروفة من خلاله.
أمام الجامعات العشر الآن وقت حتى منتصف أبريل/ نيسان القادم لتقديم آخر ما في جعبتها لرفع كفاءاتها وجودة أبحاثها. وستقام الجولة الختامية من المنافسة في الثالث عشر من أكتوبر/ تشرين الأول القادم وعند ذلك سنعرف إلى أين ستتجه أفواج الطلبة في الفصول القادمة.
سمير مطر