استبق وزير الخارجية الأمريكي جولة المباحثات الثانية حول برنامج إيران النووي بدعوة الأوروبيين إلى اتخاذ قرار سريع حول "إعادة فرض العقوبات" على طهران، في حين شكك نظيره الإيراني في نوايا واشنطن بشأن التوصل إلى اتفاق.
فيما أعرب وزير الخارجية الإيراني بجدية نوايا واشنطن بشأن المحادثات حول برنامج بلاده النووي رحب نظيره الروسي بالجهود التي تبذلها واشنطن وطهرانصورة من: Tatyana Makeyeva/AP/picture alliance
إعلان
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي اليوم الجمعة (18 أبريل/ نيسان 2025)، إن لديه "شكوكا جدية" في نيات الولايات المتحدة، عشية جولة ثانية من المحادثات النووية بين طهران وواشنطن. وقال عراقجي خلال مؤتمر صحافي مشترك مع نظيره الروسي سيرغي لافروف في موسكو "رغم أن لدينا شكوكا جدية بشأن نيات الجانب الأمريكي ودوافعه، سنشارك في مفاوضات الغد على أي حال".
وقال وزير الخارجية الإيراني عقب لقائه مع نظيره الروسي، إن إيران تعتقد أن هناك إمكانية للتوصل إلى اتفاق بشأن برنامجها النووي وتأمل أن يكون لروسيا دور في هذا الاتفاق. وأضاف عراقجي أن إيران لمست جدية الولايات المتحدة خلال الجولة الأولى من المحادثات حول الاتفاق، والتي عُقدت في سلطنة عُمان السبت الماضي.
وبدوره رحب وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، بالجهود المبذولة من جانب إيران والولايات المتحدة الأمريكية، للتوصل إلى اتفاقات موضوعية بشأن البرنامج النووي الإيراني. وخلال المؤتمر الصحفي المشترك فيموسكو، أكد لافروف استعداد روسيا لتسهيل عملية التفاوض بين الطرفين حول هذا الملف المهم، مشددا على ضرورة أن تأخذ المحادثات بعين الاعتبار مصالح إيران المشروعة، وفقا لوكالة أنباء سبوتنيك الروسية.
وأشار عراقجي إلى أن "روسيا لعبت دورا مهما في خطة العمل الشاملة المشتركة (الاتفاق النووي لعام 2015) في الماضي"، وأعرب عن أمله في أن تقدم موسكو أيضا المساعدة في الاتفاقيات المستقبلية المحتملة.
عراقجي في موسكو لحشد الدعم قبل المفاوضات مع الولايات المتحدة
03:00
This browser does not support the video element.
دعوة أوروبا لإعادة فرض العقوبات على إيران
من جانبه رأى وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو أن على الدول الأوروبية أن تتخذ سريعا "قرارا مهما" بشأن "إعادة فرض العقوبات" على إيران، في تصريحات اليوم الجمعة عشية جولة ثانية من المباحثات بين واشنطن وطهران بشأن البرنامج النووي للجمهورية الإسلامية.
إعلان
وقال روبيو أثناء مغادرته مطار لوبورجيه قرب باريس عقب اجتماع مع نظراء أوروبيين، إن على هؤلاء "أن يتخذوا قرارا مهما قريبا جدا حول +آلية الزناد+، بشأن إعادة فرض العقوبات لأن إيران لا تفي بوضوح بالتزاماتها بموجب الاتفاق الحالي".
وتسمح "آلية الزناد" التي نص عليها اتفاق 2015 حول الملف النووي الإيراني المبرم بإعادة فرض العقوبات الدولية في مجلس الأمن على طهران بحال مخالفتها بنود الاتفاق.
وأضاف روبيو "علينا جميعا أن نتوقع أنهم على وشك تلقي تقرير من الوكالة الدولية للطاقة الذرية يشير إلى أن إيران لا تمتثل لواجباتها، بل إنها قريبة بشكل خطير من حيازة السلاح النووي. أقرب من أي وقت مضى".
وأعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي الخميس خلال زيارة لطهران أن الوقت ينفد للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي الإيراني. وأضاف متوجها لعدد من وسائل الإعلام الإيرانية "نحن في مرحلة حاسمة من هذه المفاوضات المهمة"، موضحا "لدينا القليل من الوقت ولهذا السبب أنا هنا... لتسهيل هذه العملية".
وتتابع إسرائيل بقلق البرنامج النووي الإيراني وتراقب عن كثب المحادثات بين طهران وواشنطن، وفي هذا السياق قال مراسل أكسيوس باراك رافيد في منشور على موقع إكس اليوم الجمعة، نقلا عن ثلاثة مصادر إسرائيلية، إن وزير الشؤون الاستراتيجية الإسرائيلي رون ديرمر ورئيس جهاز المخابرات (الموساد) دافيد برنياع موجودان في باريس للقاء المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف قبيل المحادثات مع إيران بشأن برنامجها النووي غدا.
ومن المقرر أن تجري إيران والولايات المتحدة في العاصمة الإيطالية روما غدا السبت محادثات جديدة بوساطة سلطنة عمانالتي استضافت السبت الماضي جلسة أولى من المحادثات بين البلدين.
تحرير: و.ب
محطات في تاريخ النووي الإيراني وكيف خرج من يد واشنطن
مدى رفض الغرب لبرنامج إيران النووي معروف للجميع، لكن تاريخ نشوء هذا البرنامج النووي قد يفاجئ الكثيرين، سيما إذا ما عرفنا أنه بدأ غربيا وأمريكيا بالذات. تعرف في هذه الجولة المصورة على أبرز محطات هذا البرنامج المثير للجدل.
صورة من: ISNA
نتانياهو: "إيران خدعت العالم".
قبل أيام من اتخاذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لقرار متوقع بشأن الاتفاق النووي مع إيران، أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو عن حيازته لوثائق تثبت أن "إيران خدعت العالم بإنكار أنها كانت تسعى لإنتاج أسلحة نووية".
صورة من: Reuters/A. Cohen
الاتحاد الأوروبي حريص على الاتفاق
ردود الفعل الغربية على تصريحات نتنياهو جاءت متضاربة، فقد تحفظ الأوروبيون إلى حد كبير في مواقفهم مؤكدين على أهمية الاتفاق مع طهران، فيما أعلنت الخارجية الأمريكية أن الوثائق التي كُشف عنها "حقيقية".
صورة من: Getty Images/AFP/E. Vidal
البداية أمريكية مع آيزنهاور
بدأت قصة البرنامج النووي الإيراني في خمسينات القرن الماضي في إطار برنامج الرئيس الأمريكي آيزنهاور "الذرة من أجل السلام". وفي عام 1967 تم التوقيع على اتفاقية بين الوكالة الدولية للطاقة الذرية والولايات المتحدة وإيران لتوريد اليورانيوم المخصب والبلوتونيوم. وفي العام نفسه تأسس مركز طهران للبحوث النووية بدعم أمريكي.
صورة من: gemeinfrei
التوقيع على المعاهدة
في الأول من يونيو/ حزيران عام 1968 وقعت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية.
صورة من: UN Photo/Eric Kanalstein
بداية الطموحات النووية
في السبعينات أعلن شاه إيران محمد رضا بهلوي عن خططه لبناء 23 مفاعلاً نووياً حتى نهاية التسعينات، معللاً ذلك بالتهيؤ لفترة ما بعد النفط، ومؤكداً أن بلاده لا تسعى لبناء أسلحة نووية، ولكنه أضاف "في حال بدأت دول صغيرة في المنطقة ببناء ترسانة نووية، فستعيد إيران النظر في سياستها."
صورة من: AP
الدور الألماني في البرنامج الإيراني
في عام 1975 كرافت فيرك أونيون التابعة لشركة سيمنز الألمانية العملاقة توقع اتفاقية مع إيران لبناء مفاعل بوشهر النووي. وفي 1977 وافقت الحكومة الألمانية لكرافت فيرك أونيون على بناء 4 مفاعلات إضافية في إيران.
صورة من: dpa
الثورة الإيرانية وتحول سياسة الغرب
1979 اندلعت الثورة الإسلامية في إيران والتي أزاحت نظام الشاه الحليف الغربي والمدعوم تحديدا من الولايات المتحدة، ما شكل منعطفاً في التعاطي الغربي مع الطموح النووي الإيراني. الولايات المتحدة أوقفت إمداداتها من اليورانيوم المخصب لإيران. أما كرافت فيرك أونيون الألمانية فعلقت أعمال بناء مفاعلي بوشهر قبل إتمامها.
صورة من: bachehayeghalam.ir
دخول روسيا على الخط
بعد انقطاع الدعم الغربي للبرنامج النووي الإيراني، بدأ في مطلع التسعينات تعاون إيراني روسي توج بتأسيس منظمة بحثية مشتركة مع إيران باسم "برسيبوليس" وأمدت روسيا إيران على زمن الرئيس بوريس يلتسن بخبراء الطاقة النووية الروسية، والمعلومات التقنية. وفي منتصف التسعينات تم توقيع اتفاق روسي إيراني لاستكمال العمل في مفاعل بوشهر غير المنتهي.
صورة من: AP
مفاعل آراك النووي أثار مخاوف الغرب
بدأت المخاوف الدولية إزاء البرنامج النووي الإيراني في مطلع الألفية الثالثة عند حصول الولايات المتحدة الأمريكية على معلومات من مصادر من المعارضة الإيرانية مفادها قيام إيران ببناء مفاعل لإنتاج الماء الثقيل في مدينة آراك، وهو نوع من المفاعلات يمكنه إنتاج مادة البلوتونيوم اللازمة لإنتاج السلاح النووي.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Kenare
بداية سياسة العصا والجزة الغربية
مفوض الاتحاد الأوروبي للشؤون الأمنية والسياسية خافيير سولانا قام بزيارة إلى طهران وأعلن أن إيران ستسمع "أخبارا سيئة" إذا لم توقع على البروتوكول الإضافي الخاص بمعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، والسماح الفوري بتفتيش المنشآت النووية الإيرانية "دون قيد أو شرط".
صورة من: AP
الأخبار السيئة كانت..
الوكالة الدولية للطاقة الذرية تصدر قراراً في سبتمبر 2003 يلزم إيران بـ"الوقف الفوري الكامل" لكافة نشاطاتها المتعلقة بتخصيب اليورانيوم، وبتوقيع البروتوكول الإضافي.
صورة من: picture-alliance/dpa/R. Schlager
الإيرانيون لم يستجيبوا للضغوط
لكن إيران لم تستجب للضغوط واستأنفت تخصيب اليورانيوم معلنة في أبريل/نيسان 2006 النجاح في عمليات التخصيب بنسبة 3.5% الصالحة لأغراض سلمية، والبعيدة عن الأغراض العسكرية التي تتطلب نسبة تخصيب تزيد على 90%.
صورة من: AP
بداية العقوبات على إيران
رد فعل مجلس الأمن الدولي جاء سريعاً حيث أصدر في ديسمبر 2006 قراره رقم 1737 الذي يمنع أي دولة من تسليم إيران أو بيعها أي معدات أو تجهيزات أو تكنولوجيا يمكن أن تساعدها في نشاطات نووية وبالستية، بالإضافة إلى تجميد أصول عشر شركات و12 شخصا لهم علاقة بالبرامج.
صورة من: AP
التوصل للاتفاقية بعد سنوات من الأزمة
بعد سنوات طويلة من المفاوضات الماراثونية ومبادرات عدة، توصلت طهران في 2 أبريل 2015 مع الدول الست الكبرى في مدينة لوزان السويسرية إلى "اتفاق إطار" يقود إلى حل نهائي لملف البرنامج النووي الإيراني. الإتفاق نص على تخلي إيران عن أجزاء من خطتها النووية مقابل رفع العقوبات المفروضة عليها. ودخل حيز التنفيذ في 15 يناير 2016. إعداد: ميسون ملحم