عشية زيارته لتركيا: الشرع يتحدث عن الانتخابات وسلاح "قسد"
٣ فبراير ٢٠٢٥
بعد زيارته للسعودية، يستعد الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع لزيارة تركيا أبرز المناهضين لنظام الأسد. وعشية الزيارة تحدث عن الانتخابات وملامح سوريا القادمة وعن "قوات سوريا الديمقراطية" ومسألة حصر السلاح بيد الدولة.
إعلان
قال الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع إن إجراء الانتخابات الرئاسية في البلاد سيستغرق ما بين أربع وخمس سنوات، وهي أول مرة يحدد فيها جدولا زمنيا للانتخابات منذ تعيينه الأسبوع الماضي.
وأضاف الشرع في مقابلة مع تلفزيون سوريا الاثنين (الثالث من فبراير/شباط 2025) "المدة ستكون بين أربع سنوات إلى خمس سنوات وصولا إلى انتخابات لأن هناك تحتاج إلى بنية تحتية واسعة وهذه البنية تحتاج إلى إعادة إنشاء والإنشاء يحتاج الى وقت".
وأضاف أن السلطات السورية ستحتاج إلى توحيد البيانات السكانية في البلاد لتحديث بياناتها الانتخابية لأنه "دون هذا الأمر، أي انتخابات تُجري سيُشكك بها".
وقال الشرع إن سوريا ستطبق المعايير الدولية فيما يتصل بالفترة الانتقالية، بكيفية تطبيقها على الرئيس خلال تلك الفترة، مضيفا "دعنا نذهب إلى الأعراف الدولية، كيف تسير الأعراف الدولية، في الرئيس للمرحلة الانتقالية، فنسير إلى هذه الأعراف الدولية، فنسير في نهاية المطاف إلى رئاسة منتخبة وسلطة منتخبة".
وتعهد بالشروع في عملية انتقال سياسي تتضمن عقد مؤتمر وطني لتشكيل حكومة شاملة بما في تشكيل لجنة تحضيرية لإجراء المشاورات في عموم سوريا.
وقال "ستطرح في المؤتمر كل المشكلات المهمة في سوريا وسيتم نقاش بعض التفاصيل ثم سيخرج في بيان ختامي في هذا المؤتمر يؤسس الى إعلان دستوري فيما بعد في سوريا... ثم سيتم توجيه الدعوة لمن نعتقد أنهم يمثلون الشعب السوري بشكل عام".
وكان الشرع أكّد أواخر كانون الأول/ديسمبر في مقابلة مع قناة العربية أن تنظيم انتخابات في سوريا قد يتطلب "أربع سنوات". وأكد في المقابلة أن نظام الحكم في سوريا سيكون "جمهوريا، وفيها برلمان وحكومة تنفيذية".
وعيّن قادة فصائل مسلحة الأربعاء الشرع رئيسا في المرحلة الانتقالية، في مؤتمر "إعلان انتصار الثورة السورية".
وأطاحت فصائل معارضة تقودها هيئة تحرير الشام الأسد مع دخولها دمشق في الثامن من كانون الأول/ديسمبر إثر هجوم بدأته من معقلها في شمال غرب البلاد أواخر تشرين الثاني/نوفمبر.
وأعلنت السلطات الجديدة حينها تعيين حكومة موقتة تدير المرحلة الانتقالية للبلاد التي يفترض أن تمتدّ لثلاثة أشهر تنتهي مطلع آذار/مارس، وتعهّدت إعداد دستور جديد.
إعلان
قسد مستعدة لحصر السلاح
وفي سياق متصل، قال الشرع إن "قوات سوريا الديمقراطية" المعروفة اختصارا بـ "قسد" مستعدة لحصر السلاح بيد الدولة وحدها. بيد أنه قال إن وجود "اختلافات على بعض الجزئيات".
وجدَّد الشرع التأكيد على رفض انفصال أي جزء من سوريا، مؤكداً أن الدول الداعمة لـ"قسد" متوافقة على وحدة الدولة السورية وضبط السلاح بيدها. وقال إن ضبط سلاح الفصائل التي شاركت في المعارك ضد نظام بشار الأسد "تم بسلاسة".
وتتهم تركيا وحدات حماية الشعب الكردية، المكون الرئيسي لـ "قسد"، بالارتباط بحزب العمال الكردستاني الذي يخوض تمردا مسلحا ضدها منذ الثمانينات. وتصنّف تركيا والولايات المتحدة حزب العمال "منظمة إرهابية".
ويرجح أن يكون ملف الأكراد على جدول أعمال زيارة يقوم بها الشرع الى تركيا الثلاثاء، في ثاني محطة خارجية له بعد السعودية.
وكان الشرع وصل الأحد الى السعودية في أول زيارة خارجية له. وأكد عقب لقائه ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، التزام المملكة دعم "بناء مستقبل" بلاده.
أعنف هجوم منذ سقوط الأسد
وفي هجوم هو الثاني خلال أيام تشهده مدينة منبج التي سيطرت عليها أخيرا فصائل موالية لتركيا، ضمن معارك ضد "قسد" التي يشكل الأكراد عمودها الفقري، انفجرت الاثنين سيارة مفخخة على طريق رئيسي عند أطراف منبج ما أسفر عن مقتل 20 شخصا على الأقل، بحسب الرئاسة السورية.
وتعهدت الرئاسة أن دمشق "لن تتوانى في ملاحقة ومحاسبة المتورطين في هذا العمل الإجرامي، ولن تمرّ هذه الجريمة دون إنزال أشد العقوبات بمرتكبيها"، ولم تتهم الرئاسة أي طرف بالتفجير.
بيد أنّ قائد قوات سوريا الديموقراطية مظلوم عبدي دان في منشور عبر إكس "شدة التفجيرات التي استهدفت مدينة منبج"، معتبرا أن "هذه الأعمال الإجرامية تهدد وحدة النسيج الوطني ويجب أن يُحاسب مرتكبوها".
ودعت الإدارة السورية الجديدة "قسد" إلى الاندماج تحت مظلة وزارة الدفاع والجيش الجديد المزمع إنشاؤه، رافضة أي نوع من الحكم الذاتي في مناطق الأكراد. كما لوّحت تركيا التي تنشر قوات في شمال سوريا، بشنّ عملية عسكرية ضد الأكراد.
وترتبط السلطات السورية الجديدة بعلاقات وثيقة مع أنقرة التي كانت من أبرز المناهضين للرئيس المخلوع. وزار مسؤولون أتراك دمشق بعد سقوط الأسد.
م ف (د ب أ، رويتزر، أ ف ب)
مسارات الثورة السورية - سقوط نظام بشار الأسد بعد سنوات من سفك الدماء
مع الانهيار المفاجئ لحكم بشار الأسد في سوريا ثم سقوطه يوم الأحد 08/ 12/ 2024 حققت المعارضة السورية أهدافها بعد قرابة 14 عاما، في لحظة حاسمة من حرب أهلية حصدت أرواح مئات الآلاف ونزح بسببها نصف السكان واستقطبت قوى خارجية.
صورة من: Orhan Qereman/REUTERS
2011 - احتجاجات سلمية وقمع
انتشرت الاحتجاجات الأولى سلميا ضد الأسد سريعا في أنحاء البلاد، وواجهتها قوات الأمن بالاعتقالات والرصاص. ثم حمل بعض المتظاهرين السلاح وانشقت وحدات عسكرية بالجيش مع تحول الانتفاضة إلى ثورة مسلحة حظيت بدعم دول غربية وعربية وكذلك تركيا.
صورة من: AP
2012 - تفجير هو الأول من نوعه في دمشق
وقع تفجير بدمشق هو الأول من نوعه نفذته جبهة النصرة فرع تنظيم القاعدة الجديد بسوريا والتي اكتسبت قوة وبدأت بسحق جماعات ذات مبادئ قومية. واجتمعت القوى العالمية بجنيف واتفقت على الحاجة لانتقال سياسي لكن انقسمت حول كيفية تحقيق ذلك. الأسد وجه قواته الجوية نحو معاقل المعارضة مع سيطرة المقاتلين على أراضٍ لتتصاعد الحرب مع وقوع مجازر على الجانبين.
صورة من: Reuters
2013 – دعم إيران وحزب الله للأسد واتهام نظامه باستخدام السلاح الكيماوي
ساعد حزب الله اللبناني الأسد على تحقيق النصر في القُصَير ليوقف زخم المعارضة ويظهر الدور المتزايد للجماعة المدعومة من إيران في الصراع. حددت واشنطن استخدام الأسلحة الكيميائية كخط أحمر، لكن هجوما بغاز السارين [كما في الصورة هنا] على الغوطة الشرقية التي سيطرت عليها المعارضة قرب دمشق أودى بحياة عشرات المدنيين دون أن يثير ردا عسكريا أمريكيا.
صورة من: Reuters
2014 - استسلام مقاتلي المعارضة في حمص القديمة
سيطر تنظيم الدولة الإسلامية فجأة على الرقة بالشمال الشرقي وعلى مساحات بسوريا والعراق. استسلم مقاتلو المعارضة [نرى بعضهم في الصورة] بحمص القديمة ووافقوا على المغادرة لمنطقة أخرى بأول هزيمة كبيرة لهم بمنطقة حضرية كبرى وهذا مهد لاتفاقات "إخلاء" بعد ذلك. شكلت واشنطن تحالفا ضد تنظيم الدولة الإسلامية وبدأت بتنفيذ ضربات جوية مما ساعد القوات الكردية على وقف مد التنظيم لكنه تسبب بتوترات مع حليفتها تركيا.
صورة من: Salah Al-Ashkar/AFP/Getty Images
2015 - اكتساب المعارضة أراضيَ في إدلب ودعم روسيا للأسد
بفضل تحسين التعاون والحصول على الأسلحة من الخارج تمكنت الجماعات المعارضة من كسب المزيد من الأراضي والسيطرة على شمال غرب إدلب، لكن بات للمسلحين الإسلاميين دور أكبر. انضمت روسيا إلى الحرب لدعم الأسد بشن غارات جوية حولت دفة الصراع لصالح رئيس النظام السوري لسنوات لاحقة.
صورة من: Reuters/K. Ashawi
2016 - هزيمة المعارضة في حلب على أيدي قوات الأسد وحلفائه
مع قلقها من تقدم الأكراد على الحدود شنت تركيا عملية توغل مع جماعات معارضة متحالفة معها مما أدى لإقامة منطقة جديدة تحت السيطرة التركية. تمكن الجيش السوري وحلفاؤه من هزيمة المعارضة في حلب، وهو ما اعتبر آنذاك أكبر انتصار للأسد في الحرب. انفصلت جبهة النصرة عن تنظيم القاعدة وبدأت محاولة تقديم نفسها في صورة معتدلة، فأطلقت على نفسها سلسلة من الأسماء الجديدة قبل أن تستقر في النهاية على هيئة تحرير الشام.
صورة من: picture-alliance/AA/E. Leys
2017 - هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة
تمكنت قوات مدعومة من الولايات المتحدة بقيادة الأكراد [هنا في الصورة] من هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في الرقة. وانتهى هذا الهجوم وهجوم آخر شنه الجيش السوري بطرد هذا التنظيم المتطرف من كل الأراضي تقريبا التي استولى عليها.
صورة من: Reuters/G. Tomasevic
2018 - استعادة الأسد للغوطة الشرقية ودرعا
استعاد الجيش السوري الغوطة الشرقية قبل أن يستعيد سريعا جيوبا أخرى للمعارضة في وسط سوريا ثم درعا معقلها الجنوبي. وأعلن الجيش الحكومي خروج جميع فصائل المعارضة من منطقة الغوطة الشرقية بعد نحو شهرين من هجوم عنيف على هذه المنطقة التي كانت معقلاً للمعارضة.
صورة من: Getty Images/AFP/L. Beshara
2019 - فقدان تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا
فقد تنظيم الدولة الإسلامية آخر معاقله في سوريا. وقررت الولايات المتحدة إبقاء بعض قواتها في البلاد لدعم حلفائها الأكراد. وبإعلانها السيطرة على آخر معاقله في سوريا طوت قوات سوريا الديمقراطية نحو خمس سنوات من "الخلافة" المزعومة لتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش). ورحب زعماء العالم بـ"تحرير" منطقة الباغوز مؤكدين على مواصلة "اليقظة" تجاه خطر التنظيم.
ساندت روسيا هجوما لقوات النظام السوري انتهى بتفاهمات روسية تركية ايرانية ليتجمد القتال عند معظم خطوط المواجهة. وسيطر الأسد على جل الأراضي وجميع المدن الرئيسية ليبدو أنه قد رسخ حكمه. وسيطر المعارضون على الشمال الغربي فيما سيطرت قوة مدعومة من تركيا على شريط حدودي. وسيطرت القوات التي يقودها الأكراد على الشمال الشرقي.
2023 - تقليص وجود إيران وحزب الله في سوريا وتقويض سيطرة الأسد
وقع هجوم حركة حماس الارهابي غير المسبوق على إسرائيل في السابع من أكتوبر / تشرين الأول ليندلع قتال بين إسرائيل وحزب الله اللبناني أدى في نهاية المطاف إلى تقليص وجود الجماعة في سوريا وتقويض سيطرة الأسد. في الصورة: قصف مبنى بالقرب من السفارة الإيرانية في دمشق منسوب لإسرائيل عام 2024.
صورة من: Firas Makdesi/REUTERS
2024 - سقوط نظام الأسد وحكم حزب البعث في سوريا 08 / 12 / 2024
شنت المعارضة هجوما جديدا على حلب. ومع تركيز حلفاء الأسد على مناطق أخرى، ينهار الجيش سريعا. وبعد ثمانية أيام من سقوط حلب استولى المعارضون على معظم المدن الكبرى من بينها دمشق ليسقط حكم الأسد في تاريخ الثامن من ديسمبر / كانون الأول 2024. الصورة من دمشق في تاريخ 08 / 12 / 2024 من الاحتفالات الشعبية بالإطاحة بنظام الأسد. إعداد: علي المخلافي