المبعوث الأممي يدعو لوقف كل التدخلات الخارجية في ليبيا
١٨ يناير ٢٠٢٠
استبعد المبعوث الدولي إلى ليبيا غسان سلامة أن يتمكن طرفا النزاع من التوصل الى اتفاق خلال مؤتمر برلين. بيد أنه شدد في المقابل على ضرورة أن يسفر المؤتمر عن "توافق دولي يغطي ويحمي ما يجب على الليبيين أن يتفقوا عليه".
إعلان
أعلن المبعوث الخاص للأمم المتحدة غسان سلامة في مقابلة مع وكالة فرانس برس السبت (18 كانون الثاني/يناير 2020) من برلين أن أحد أبرز أهداف المؤتمر الدولي حول ليبيا الذي ينعقد في برلين غدا هو وقف كل التدخلات الخارجية في الشؤون الليبية، داعيا أيضا الى عدم استخدام النفط "كأداة حرب".
وجاء ذلك عشية انعقاد مؤتمر تشارك فيه دول عدة بينها روسيا وتركيا والولايات المتحدة والصين وإيطاليا وفرنسا، بالإضافة إلى طرفي النزاع الليبي وبعض الدول العربية، وذلك بهدف التوصل الى موقف دولي موحد يهدف الى وقف النزاع في ليبيا.
وقال سلامة "كل تدخّل خارجي يمكن أن يكون له تأثير مهدئ على المدى القصير"، في إشارة خصوصاً إلى وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في ليبيا الأحد الماضي بمبادرة قامت بها موسكو وأنقرة. وأضاف "لكن ليبيا تحتاج إلى وقف كل التدخلات الخارجية. إنه أحد أهداف مؤتمر" برلين، معتبراً أن تدخل القوى الخارجية "يعمق الانقسامات بين الليبيين".
وتابع سلامة أن مؤتمر برلين الذي يفترض أن يبدأ عند الساعة 14,00 ظهر الأحد بتوقيف برلين سيخرج بحزمة بيانات ختامية تتناول فضلاً عن دعم وقف إطلاق النار، دعماً لمؤتمر داخلي ليبي يفترض عقده في جنيف نهاية الشهر. وعبّر سلامة عن "سعادته" إزاء الهدنة القائمة في طرابلس، مشددا على "وجوب صمودها" من أجل "الليبيين". وأمل في هذا السياق أن يشكل مؤتمر برلين فرصة لتحويلها إلى "وقف" تام وكامل "للأعمال العدائية".
ودعي طرفا الصراع الليبي ، رئيس حكومة الوفاق فايز السراج والرجل القوي في شرق ليبيا خليفة حفتر إلى برلين، لكن سلامة استبعد أن يتمكنا من التوصل الى اتفاق خلال المؤتمر. وقال في هذا الإطار "اعتبر أصدقاؤنا الألمان أن حضورهما سيكون إيجابياً. لا مانع في ذلك، لكن يبقى هذا أساساً مؤتمر دولي لخلق توافق دولي يغطي ويحمي ما يجب على الليبيين أن يتفقوا عليه في الميادين السياسية والعسكرية والاقتصادية".
واستطرد قائلاً "لست متشائماً لأقول إن مؤتمر برلين لن يفيد بشيء، لكنني لا أعتقد أنه سيشكّل نهاية للانقسامات الدولية"، و"لو تمكننا من خفض الانقسامات والحد منها، خصوصاً الانقسامات الإقليمية التي رأيناها مؤخراً، سيكون ذلك جيداً". وقال سلامة إن مؤتمر برلين يفترض أن يخرج بـ "إعلان بين رؤساء الدول يفترض أن يتحوّل إلى قرار لمجلس الأمن الدولي في الأيام المقبلة ويحدد السبل التي يجب اتباعها في ميادين مختلفة".
وأشار إلى أن الميدان الأول هو "تدعيم وقف إطلاق النار، لأن ما لدينا اليوم هو مجرّد هدنة نريد تحويلها إلى وقف فعلي لإطلاق النار، مع رقابة وفصل (بين طرفي النزاع) وإعادة نشر للأسلحة الثقيلة" خارج المناطق المدنية. وأكد أن الهدف الثاني من المؤتمر هو تشديد "الالتزام بتنفيذ حظر الأسلحة" المفروض على ليبيا منذ 2011 والذي لم ينفذ إلى حدّ كبير.
وحول التهديد بإغلاق موانئ النفط عشية مؤتمر برلين، قال سلامة "خطنا في الأمم المتحدة واضح، لا يجب اللعب بالنفط لأنه لقمة عيش الليبيين"، مضيفاً "لا يجب تحويل النفط إلى أداة حرب ووسيلة للانقسام والتصعيد".
ح.ع.ح/أ.ح (أ.ف.ب)
أبرز القوى المسلحة المتصارعة على النفوذ في المشهد الليبي
البعض يقول إنها حوالي 30، في حين يصل البعض الآخر بالرقم إلى 1600. إنها الجماعات والميلشيات التي تحمل السلاح في ليبيا. DW عربية ترصد في هذه الجولة المصورة أبرز القوى المسلحة في المشهد الليبي الديناميكي والمتداخل.
صورة من: Reuters TV
العاصمة طرابلس
قوة حماية طرابلس، وهي تحالف يضم مجموعات موالية لحكومة الوفاق. وأبرزها: "كتيبة ثوار طرابلس" وتنتشر في شرق العاصمة ووسطها. قوة الردع: قوات سلفية غير جهادية تتمركز خصوصاً في شرق العاصمة وتقوم بدور الشرطة ولها ميول متشددة. كتيبة أبو سليم: تسيطر خصوصا على حي أبو سليم الشعبي في جنوب العاصمة. كتيبة النواسي: إسلامية موجودة في شرق العاصمة حيث تسيطر خصوصا على القاعدة البحرية.
صورة من: Reuters/H. Amara
"الجيش الوطني الليبي"
قوات اللواء السابق خليفة حفتر المسماة "الجيش الوطني الليبي"، تسيطر على معظم مناطق الشرق من سرت غرباً إلى الحدود المصرية. وتسيطر قوات حفتر على مناطق الهلال النفطي على ساحل المتوسط شمالاً إلى مدينة الكفرة ونواحي سبها جنوباً وتسعى حاليا للسيطرة على طرابلس. قوات حفتر هي الأكثر تسلحا وقوامها بين 30 و45 ألف مقاتل، وضمنهم ضباط سابقون في الجيش الليبي وتشكيلات مسلحة وعناصر قبلية إضافة إلى سلفيين.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Doma
كتائب مصراتة
فصائل نافذة في مصراتة الواقعة في منتصف الطريق بين مدينتي طرابلس وسرت، وهي معادية للمشير خليفة حفتر ومنقسمة بين مؤيدين ومعارضين لحكومة الوفاق الوطني. والمعارضة منها متحالفة مع فصائل إسلامية موالية للمفتي صادق الغرياني ولخليفة الغويل. وتتواجد بعض هذه الفصائل كذلك في العاصمة. وتسيطر مجموعات من مصراتة على سرت ومحيطها، وتمكنت من تحرير سرت من تنظيم الدولة الإسلامية في نهاية 2016.
صورة من: picture alliance/abaca
"فجر ليبيا"
كان تحالفاً عريضاً لميلشيات إسلامية، يربطها البعض بجماعة الإخوان المسلمين (حزب العدالة والبناء)، وضم ميلشيات "درع ليبيا الوسطى" و"غرفة ثوار طرابلس" وكتائب أخرى من مصراته. في 2014 اندلعت معارك عنيفة بين هذا التحالف و"الجيش الوطني الليبي" بقيادة حفتر، خرج منها حفتر مسيطراً على رقعة كبيرة من التراب الليبي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo
فصائل منكفئة في الزنتان
انكفأت فصائل الزنتان بعد طردها من طرابلس في 2014 إلى مدينتها الواقعة جنوب غرب العاصمة. تعارض هذه الفصائل التيارات الإسلامية، ويبقي عدد منها على صلات مع حكومة الوفاق الوطني و"الجيش الوطني الليبي" في الوقت نفسه. وتسيطر هذه الفصائل على حقول النفط في غرب البلاد. وعينت حكومة الوفاق أخيرا ضابطا من الزنتان قائدا عسكريا على المنطقة الغربية.
صورة من: DW/D. Laribi
جماعات متحركة في الصحراء
تعتبر فزان أهم منطقة في الجنوب الليبي تنتشر فيها عمليات التهريب والسلاح..وتحدثت تقارير إعلامية عن وجود ما لا يقل عن سبعة فصائل إفريقية، تنحدر من تشاد ومالي والسودان والنيجر والسنغال وبروكينافاسو وموريتانيا، في المناطق الحدودية في الجنوب الليبي. ومن أبرز الجماعات المسلحة في الجنوب الليبي: الطوارق، وجماعات تابعة لقبائل التبو، وجماعات جهادية(القاعدة وداعش) تتنقل على الحدود بين دول الساحل والصحراء.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/J. Delay
"داعش"
دخل تنظيم "الدولة الإسلامية" المعروف إعلامياً باسم "داعش" ليبيا في تشرين الأول/ أكتوبر 2014. وفي كانون الأول/ديسمبر من نفس العام تبنى التنظيم أول اعتداء بعد تمركزه في البلاد مستغلاً غياب السلطة. ويمارس التنظيم لعبة الكر والفر، كما حقق مكاسب، إذ سيطر في فترات على النوفلية وسرت ودرنة وغيرها، ليعود ويخسر بعض الأراضي. وفي شباط/فبراير 2015 خرج شريط بثه التنظيم الإرهابي يظهر ذبح 21 قبطياً مصرياً.
صورة من: picture-alliance/militant video via AP
"القاعدة" وأفراخها
في 2012 قتل أربعة أميركيين بينهم السفير في هجوم على القنصلية الأميركية في بنغازي. واتهمت واشنطن مجموعة "أنصار الشريعة" المرتبطة بالقاعدة بتنفيذ الاعتداء. وقبل ثلاثة أشهر قضت محكمة أمريكية بسجن أحمد أبو ختالة، الذي يعتقد أنه كان زعيماً لـلمجموعة، لمدة 22 عاماً بعدما دانته بالتورط في الهجوم. وتحدثت تقارير إعلامية أن فصائل تنشط على رقعة واسعة من التراب الليبي مرتبطة بالقاعدة وتعمل تحت مسميات مختلفة.
صورة من: Reuters
بين 2011 و2018
ذكرت تقارير للأمم المتحدة أنه يوجد في ليبيا ما يقرب من 29 مليون قطعة سلاح بين خفيفة ومتوسطة وثقيلة. وبدوره قدر رئيس الوزراء الليبي الأسبق، محمود جبريل، عدد الميلشيات المسلحة بأكثر من 1600 ميليشيا مسلحة، بعد أن كانوا 18 تشكيلاً عسكريا فقط يوم سقوط العاصمة في آب /أغسطس 2011.
إعداد: خ.س/ م.س