عشية محادثات ائتلاف "إشارة المرور".. ما هي النقاط الخلافية؟
١٠ أكتوبر ٢٠٢١
عشية استئناف المحادثات الاستكشافية بين الاشتراكيين والخضر والليبراليين لتشكيل ائتلاف حكومي جديد في ألمانيا والمعروف بـ "إشارة المرور"، تبرز على السطح نقاط خلافية أبرزها السياسة المالية. فأين تكمن الخلافات تحديدا؟
إعلان
تسود خلافات في المحادثات الرامية إلى تشكيل حكومة ائتلافية ثلاثية في ألمانيا وبسبب الأمور المالية والميزانية، بناء على أهداف متباينة بشأن السياسة حددها قادة الحزبين الصغيرين، الخضر والليبرالي، خلال عطلة نهاية الأسبوع.
ونقلت صحيفة "بيلد" الألمانية اليوم الأحد (العاشر من تشرين الأول/أكتوبر 2021) عن فولكر فيسينغ، الأمين العام للحزب الديمقراطي الحر (الليبرالي) المؤيد للأعمال، قوله إن حزبه لن يقبل الزيادات الضريبية أو تخفيف ما يسمى بمبدأ كبح الديون.
وقبل أقل من 24 ساعة، كشف حزب الخضر الألماني أن الضرائب والديون وتمويل تدابير حماية المناخ، ستمثل أكبر نقاط الصراع في المحادثات الاستكشافية لتكوين ائتلاف حاكم جديد في البلاد مع الحزب الاشتراكي الديمقراطي والحزب الديمقراطي الحر، وهو الائتلاف المعروف باسم ائتلاف "إشارة المرور".
وفي مقابلة مع إذاعة "دويتشلاند فونك"، قال رئيس حزب الخضر روبرت هابيك في رد على سؤال حول القضية التي يتوقع أن تكون الأصعب خلال الأسابيع المقبلة: "ثمة اختلافات ملحوظة بيننا، وربما أيضاً بين الحزب الاشتراكي والحزب الليبرالي في قضية الماليات. والماليات لا تعني الميزانية فحسب، بل تعني كذلك توفير الفرص الاستثمارية لحماية المناخ".
وأوضح هابيك أن المسألة لا تعني فقط أن يقول الخضر: "يجب أن نبذل المزيد من أجل حماية المناخ"، مشيراً إلى أن هذا الأمر كان راسخاً في معاهدة الائتلاف الكبير بين الحزب الاشتراكي وتحالف المستشارة أنغيلا ميركل المسيحي، وأردف أن الأمر المؤكد هو أن "الحكومة التي لا تلتزم بالقانون، لا يحتاج إليها أحد".
وأعرب هابيك عن اعتقاده في أنه يتعين على ألمانيا أن تعمل على مستوى الاتحاد الأوروبي من أجل تخفيف اللوائح الخاصة بسداد الديون، لافتاً إلى أن أزمة كورونا دفعت الدول الأوروبية إلى الاستدانة ".
أولاف شولتز الأقرب لتولي منصب المستشارية في ألمانيا
01:54
وأشار هابيك إلى أنه "إذا تم إجبار هذه الدول على سداد الديون على النحو الوارد في ميثاق الاستقرار والنمو وفقاً لقاعدة شديدة الصرامة تتعلق بالديون، فإن دول جنوب أوروبا لن تتمكن من تحقيق ذلك إلا عبر إجراء اقتطاعات كبيرة في الميزانية الاجتماعية وعندها ستحكم الفاشية في نهاية المطاف".
وكشف هابيك عن أن جميع المشاركين في المحادثات الاستكشافية يتحدثون إلى بعضهم البعض دون صيغة الكلفة، لكنه قال إن هذا لا يعد علامة على توافق كبير في المضمون: "فنحن لدينا الكثير من الخلافات على صعيد المحتوى، ولهذا لا ينبغي للجو المفعم بالثقة والجهد المبذول من أجل جعل المحادثات تأخذ أسلوباً مختلفاً إخفاء حقيقة أن الأمر أمامه وقت طويل حتى ينتهي وأن بعض الخلافات بين الأحزاب كبيرة".
مناظرات المرشحين للمستشارية.. تقليد يحسم الفوز أم عروض إعلامية؟
في أول مناظرة بينهم، يطرح المحافظ لاشيت نفسه كـ"وريث شرعي" لخلافة المستشارة ميركل، فيما يقدم الاشتراكي شولتس نفسه كـ"شبيه ميركل" واستمرارية لعملها، أما مرشحة الخضر الشابة بيربوك فتحاول إثبات وجودها في "سباق الكبار".
صورة من: Michael Kappeler/dpa Pool/dpa/picture alliance
مناظرة ثلاثية
تواجه المرشّحون الثلاثة لخلافة أنغيلا ميركل مساء الأحد (29 أغسطس/أب 2021) في أوّل مناظرة تلفزيونيّة بينهم ضمن ثلاث مناظرات تنظم قبل الانتخابات التشريعية. وجمعت المناظرة لأول مرة ثلاثة مرشحين بدلا من إثنين، وضمت كلاً من مرشّح حزب ميركل الاتحاد المسيحي المحافظ أرمين لاشيت، ومرشّح الحزب الاشتراكي الديمقراطي أولاف شولتس ومرشّحة حزب الخضر أنالينا بيربوك.
صورة من: SvenSimon/dpa/picture alliance
نقاش مفتوح على مدار ساعتين
احتدم النقاش المفتوح بين المرشحين، مع التركيز على الموضوعات المالية مثل الضرائب والمعاشات التقاعدية، بالإضافة إلى موضوع حماية البيئة والتحالفات المستقبلية المتوقعة بعد الانتخابات والسياسة الخارجية الألمانية بما فيها الوضع في أفغانستان.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
أرمين لاشيت .. الوريث الشرعي لميركل؟
سعى المرشح المحافظ أرمين لاشيت لإحياء حملته الانتخابية خلال مناظرة ساخنة مع منافسيه الرئيسيين بعد أن أظهرت استطلاعات الرأي تخلف حزبه عن الحزب الاشتراكي الديمقراطي. لاشيت يطرح نفسه وريثا شرعيا للمستشارة ميركل، فعمد إلى تبديل مواقفه وارتكب هفوات بعثت شكوكا في مؤهلاته لإدارة الأزمات، سواء في ظل تفشي وباء كوفيد-19 أو خلال الفيضانات.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
ضحكة كلفته كثيرا!
باتت صدقية لاشيت (60 عاماً) في أدنى مستوياتها بعدما صُوّرَ ضاحكاً خلال مراسم أقيمت تكريما للمنكوبين جراء الفيضانات، وضبِط مرتكبا سرقة أدبية في كتاب أصدره. وشنّ لاشيت هجوماً خلال المناظرة، في محاولة منه لقلب نتيجة استطلاعات الرأي التي تتوقّع خسارته في الانتخابات التي تُجرى في 26 أيلول/ سبتمبر.
صورة من: Marius Becker/dpa/picture alliance
أنالينا بيربوك.. المرشحة الشابة
تبادل أرمين لاشيت الهجمات مع مرشحة حزب الخضر أنالينا بيربوك (40 عاما)، التي اتهمت الاتحاد الديمقراطي المسيحي والحزب الاشتراكي الديمقراطي بعدم القيام بأي شيء يذكر للتصدي لتغير المناخ خاصة في ظل الفيضانات المدمرة التي شهدتها ألمانيا هذا الصيف.
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
تراجع شعبية الخضر!
يمر دعاة حماية البيئة بحالة ركود منذ بداية الصيف بعيدا عن الحماسة وزيادة شعبيتهم عقب إعلان ترشيح أنالينا بيربوك في نيسان/أبريل. فالعديد من الأخطاء مثل تأييدهم زيادة سعر البنزين التي لا تحظى بشعبية في بلد تشغل فيه السيارة مكانة بارزة، أو فرض قيود على الرحلات الجوية الرخيصة، بالإضافة إلى اتهام بيربوك بـ"السرقة الأدبية"، أدى كل ذلك إلى تراجع شعبيتهم وفق استطلاعات الرأي الأخيرة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
أولاف شولتس .. شبيه ميركل؟
عزز أولاف شولتس (63 عاما) حظوظه في المناظرة مراهناً على كفاءته وخبرته، وهو وزير المالية ونائب المستشارة في الحكومة الائتلافية الحالية. في حين أن منافسيه لم يشغلا حتى الآن أي منصب في الحكومة الاتحادية. وما يدعم شولتس أنه لم يرتكب أخطاء خلال حملته الانتخابية حتى الآن، في حين أن خصميه ارتكبا الكثير من الأخطاء. ورأت مجلة دير شبيغل أن "أولاف شولتس بات يشبه ميركل".
صورة من: RTL/dpa/picture alliance
الاشتراكيون يتقدمون في استطلاعات الرأي
كشف استطلاع جديد للرأي نشرته صحيفة "بيلد" يوم الأحد قبيل المناظرة، أن الحزب الاشتراكي الديموقراطي تمكن من تعزيز تقدمه حاصدا 24 بالمائة من نوايا التصويت، مقابل 21 بالمائة فقط للمحافظين، بعدما كانوا يحظون بنسبة 34 بالمائة قبل ستة أشهر. وتخطى الاشتراكيون الديموقراطيون المحافظين لأول مرة منذ 15 عاما. أما الخضر، فلا تتخطى نسبة التأييد لهم 17 بالمائة.
صورة من: Carsten Koall/dpa/picture alliance
شولتس يفوز في المناظرة
أظهر استطلاع أجراه مركز معهد فورزا لاستطلاعات الرأي مباشرة بعد المناظرة، أن أولاف شولتس خرج منها فائزا على منافسيه لاشيت وبيربوك. وأظهر الاستطلاع المبكر أن 36 في المائة من الناخبين الذين شملهم الاستطلاع يعتقدون أن شولتس فاز متقدما على مرشحة حزب الخضر أنالينا بربوك التي حصلت على 30 في المائة وعلى أرمين لاشيت الذي حصل على 25 في المائة.
صورة من: Bernd von Jutrczenka/dpa/picture alliance
ميركل تدعم رئيس حزبها وتبتعد عن السياسة
أبدت المستشارة ميركل دعماً قوياً لرئيس حزبها لاشيت وأعربت عن "قناعة تامة" في ترشحه لخلافتها على رأس المستشارية. وأثنت ميركل على الصفات الإنسانية للاشيت، ودافعت عن قرارها النأي بنفسها عن الحملة الانتخابية، وقالت إنّ المسؤولين السياسيين "الذين يضعون حداً لعملهم السياسي، ينبغي عليهم تجنب" التدخل في الحملات.
صورة من: Michael Kappeler/dpa/picture alliance
نهاية حقبة ميركل
تشهد ألمانيا انتخابات في 26 سبتمبر/أيلول ولينتهي عهد المستشارة ميركل بعد 16 عاما في المنصب وأربعة انتصارات متتالية في الانتخابات العامة. وأدى رحيل ميركل الوشيك إلى إضعاف الدعم لتحالفها المحافظ. ولو ترشيحت ميركل (67 عاما) لولاية خامسة، يعتقد المراقبون أنها كانت ستنجح حيث ما زالت شعبيتها كبيرة جدا وتحظى بتقدير وتأييد قوي لدى الناخبين.
صورة من: Sean Gallup/Getty Images
مناظرات كبرى بين المرشحين الأوفر حظاً
المناظرات التلفزيونية بين المرشحين لمنصب المستشار حديثة العهد في ألمانيا. وبدأت عام 2002 مع مشرح الاشتراكيين المستشار السابق غيرهارد شرودر ومنافسه مرشح المحافظين ورئيس وزراء ولاية بافاريا آنذاك إدموند شتويبر ضمن برنامج "ريبرو أ ر د" التلفزيوني.
صورة من: ARD/ZDF/dpa/picture-alliance
الخلاف السياسي لا يفسد في الود قضية
لكن يبدو أن هذه المناظرة التي حسمت الانتخابات لصالح شرودر لم تفسد في الود قضية، فبعد أن أنهيا المشوار السياسي بات الاثنان يلتقيان عائليا خلال المناسبات، ومنها حفل افتتاح مهرجان ريتشارد فاغنر الموسيقي عام 2019.
صورة من: Lueders/AAPimages/picture alliance
تقليد مستمر في مختلف الانتخابات
وأصبحت المناظرات بين المرشحين تقليدا في الانتخابات العامة وفي الانتخابات المحلية في ألمانيا، ويتابعه الملايين من الناخبين. في الصورة المناظرة الكبرى بين المستشار شرودر ومنافسته أنغيلا ميركل عام 2005، والتي فازت لاحقا بمنصب المستشار.
صورة من: picture-alliance/dpa
التركيز على المواضيع السياسية
على عكس الولايات المتحدة، لا يتم النظر إلى المناظرات الكبرى في ألمانيا كـ"عرض كبير" للمرشحين، حيث يتم التركيز على المواضيع السياسية الداخلية وليس على شخصية المرشح أو أموره العائلية. في الصورة المناظرة الكبرى التي جمعت المستشارة ميركل ومنافسها مرشح الاشتراكيين فرانك فالتر شتاينماير عام 2009.