1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

عفو أم "تلميع صورة"؟ مئات السوريين ينتظرون أهاليهم المعتقلين

٤ مايو ٢٠٢٢

يتجمع مئات السوريين في ساحة وسط العاصمة دمشق بانتظار أقاربهم المعتقلين المشمولين بقرار عفو رئاسي. وبحسب المرصد السوري، فقد تم إطلاق سراح 250 معتقلاً "كثيرون منهم خرجوا فاقدين ذاكرتهم"، محذراً من سعي الأسد لتلميع صورته.

مئات السوريين يتجمعون عند جسر وسط العاصمة دمشق بانتظار أقربائهم المعتقلين المشمولين بالعفو (3 أيار/مايو 2022)
مئات السوريين يتجمعون عند جسر وسط العاصمة دمشق بانتظار أقربائهم المعتقلين المشمولين بالعفوصورة من: Omar Sanadiki/AP/picture alliance

أمضى عشرات السوريين ليلتهم في العراء قرب جسر في دمشق، وكانوا لا يزالون في المكان اليوم الأربعاء (الرابع من أيار/مايو 2022)، في انتظار وصول أقربائهم من السجناء المشمولين بقانون العفو الرئاسي والذين أعلنت وزارة العدل إطلاق المئات منهم، "قسم كبير منهم خرجوا فاقدين ذاكرتهم"، بحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان.
وأفاد مراسلو وكالة فرانس برس أن المئات من رجال ونساء كانوا تجمعوا بعد ظهر الثلاثاء في المنطقة التي تعد نقطة انطلاق رئيسية للحافلات الى مختلف المحافظات. وتسلّق شبان الجسر وافترشت نساء الأرض في حديقة مجاورة في انتظار سماع خبر أو وصول سجناء، ومنهم من مضى على اعتقاله أكثر من عشر سنوات.

وأصدر الرئيس السوري بشار الأسد السبت مرسوماً قضى "بمنح عفو عام عن الجرائم الإرهابية المرتكبة من السوريين" قبل 30 نيسان/أبريل 2022، "عدا التي أفضت إلى موت إنسان والمنصوص عليها في قانون مكافحة الإرهاب". ويُعد المرسوم، وفق ناشطين، الأكثر شمولاً فيما يتعلق بجرائم "الإرهاب" كونه لا يتضمن استثناءات كما قضت العادة في المراسيم السابقة.

وذكرت وزارة العدل قي بيان ليل الثلاثاء أنه "تم خلال اليومين الماضيين إطلاق سراح مئات السجناء الموقوفين من مختلف المحافظات السورية"، على أن يصار الى إطلاق جميع المشمولين بالعفو "تباعاً خلال الأيام المقبلة" في انتظار استكمال الإجراءات. ولم تنشر الوزارة قوائم بأسماء أو أعداد من يشملهم العفو.

وقالت أم ماهر لوكالة فرانس برس بينما كانت في عداد الحشد قرب "جسر الرئيس" بدمشق: "أنتظر أولادي الخمسة وزوجي منذ العام 2014. لقد سلمتهم إلى ربي"، وأضافت بحرقة: "ستة أشخاص لا ناقة لهم ولا جمل. نحن لا علاقة لنا بالإرهاب، عمر أكبرهم 25 سنة وأصغرهم 15".

المرصد: نظام الأسد يحاول تلميع صورته
وعلى غرار أم ماهر، تتلهّف أم عبدو لرؤية ابنيها اللذين لا تعلم شيئاً عن مصيرهما منذ اختفائهما في العام 2013 إثر توجههما الى عملهما. وأوضحت لفرانس برس بينما كانت تنتظر مع جارتها: "آمل أن يعودا، لم نتسبب بأذية لأحد طيلة حياتنا". وتابعت مع ابتسامة تعلو ثغرها: "قلت لجارتي: أمسكيني إذا رأيتِهما، قد أفقد الوعي! لا أعرف إذا ما كنت سأتعرّف إليهما أم لا".

وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، جرى حتى الآن الإفراج عن أكثر من 250 معتقلاً بموجب مرسوم العفو. وقد خرج بعضهم من سجن صيدنايا سيء الصيت. وذكر المصدر أن "قسماً كبيراً" من الذين تم الإفراج عنهم  "خرجوا فاقدين ذاكرتهم".

وحذر المرصد من "محاولة نظام بشار الأسد، تلميع صورته عبر إصدار قانون العفو (...) ومحاولته التهرب من الانتهاكات الخطيرة التي ارتكبها في سجونه منذ 2011 خاصة أمام توالي التقارير الدولية وضغط المنظمات الإنسانية والحقوقية بخصوص ملف التعذيب والتجاوزات الخطيرة لحقوق الإنسان في السجون والمعتقلات"، مشيراً إلى "مقتل أكثر من 105 آلاف معتقل تحت التعذيب داخل سجون نظام بشار الأسد منذ انطلاقة الثورة السورية في العام 2011".

وجاء صدور العفو الرئاسي بعد نشر صحيفة "غارديان" البريطانية ومعهد "نيولاينز" الأسبوع الماضي مقاطع فيديو مروعة تعود لعام 2013 تظهر تصفية عشرات الأشخاص على أيدي عناصر من القوات الحكومية في حي التضامن في دمشق. وتعد قضية المعتقلين والمفقودين من أكثر ملفات النزاع السوري تعقيداً. وقد تسبّب النزاع منذ اندلاعه عام 2011 بمقتل نحو نصف مليون شخص وألحق دماراً هائلاً بالبنى التحتية وأدى إلى تهجير ملايين السكان داخل البلاد وخارجها.
م.ع.ح/إ.ف (أ ف ب)

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW