1. تخطي إلى المحتوى
  2. تخطي إلى القائمة الرئيسية
  3. تخطي إلى المزيد من صفحات DW

"عفو" الأسد هل يحدث فجوة بين مؤتمر انطاليا وثورة الشباب؟

٣١ مايو ٢٠١١

استقبلت المعارضة السورية قرار العفو الذي أصدره الرئيس الأسد بفتور، عفو جاء قبيل انطلاق مؤتمر انطاليا الذي يضم أحزابا وشخصيات معارضة، ويقول منظموه إنه يهدف إلى "دعم ثوار الداخل" في وقت حذرت فيه أطراف من استغلال المؤتمر.

معارضون سوريون يلتقون في انطاليا لبحث سبل تقديم "الدعم للثورة في الداخل"صورة من: AP

يبدو أن الرئيس السوري بشار الأسد قد حاول استباق مؤتمر المعارضة السورية المنعقد في انطاليا التركية بإصدار عفو عام يشمل أعضاء جماعة الإخوان المسلمين وكل الموقوفين المنتمين إلى تيارات سياسية، لكن الرد جاء سريعا، من المدينة التركية السياحية، حيث أعلن معارضون يشاركون في مؤتمر انطاليا، أن قرار العفو العام الذي أصدره الرئيس بشار الأسد اليوم "غير كاف" و"تأخر كثيرا". وقال عبد الرزاق عيد رئيس المجلس الوطني لإعلان دمشق في المهجر إن "القرار تأخر كثيرا... طالبناه به منذ فترة طويلة". ومن جانبه قال رئيس وفد الإخوان المسلمين إلى المؤتمر ملهم الدروبي لفرانس براس:"اعتبر أن الخطوة ايجابية لكنها غير كافية والإخوان يساندون مطالب الشعب التي تدعوا إلى الحرية وتريد إسقاط النظام".

وكان الأمين القطري المساعد لحزب البعث محمد سعيد بخيتان أعلن قبل ذلك تشكيل لجنة للحوار الوطني خلال 48 ساعة حسب ما ذكرت صحيفة "الوطن" السورية الثلاثاء. وقال بخيتان إن "لجنة الحوار شكلت على أعلى المستويات والحوار سيضم كل الفئات السياسية والاجتماعية والاقتصادية وغيرها، وسيكون تحت سقف الوطن". وفي رده على هذه التصريحات قال الدكتور رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان، والمشارك في مؤتمر انطاليا، في حوار مع دويتشه فيله، إنه "قبل الحديث عن أي حوار يجب إطلاق سراح أكثر من 15 ألف معتقل سياسي وتشكيل لجنة للتحقيق في عمليات القتل التي جرت، ومحاسبة المسؤولين بالإضافة إلى إجراء تغييرات قانونية مهمة، وحديث السلطة عن الحوار هو رسالة موجه للاستهلاك الخارجي لا غير".

لمُّ شمل أم ركوب موج؟

المعارضون السوريون في انطاليا يعتبرون العفو الرئاسي "متأخرا وغير كاف"صورة من: picture alliance/dpa

وبعد نحو شهرين ونصف شهر على اندلاع الحركة الاحتجاجية الواسعة في سوريا ضد نظام الرئيس بشار الأسد، بدأ الثلاثاء في مدينة انطاليا التركية مؤتمر للمعارضين السوريين بهدف "بحث سبل دعم الثورة السورية في الداخل وتأمين استمرارها" حسب ما أكده المنظمون. ويشارك في المؤتمر ممثلون عن جماعة الإخوان المسلمين المحظورة في سوريا، وممثلون عن إعلان دمشق الذي يضم هيئات وشخصيات معارضة في الداخل والخارج، وتنظيمات وشخصيات كردية وممثلين عن عشائر وعن شبان يشاركون في تنظيم الحركة الاحتجاجية في سوريا.

ويؤكد رضوان زيادة، مدير مركز دمشق لحقوق الإنسان، "أن المؤتمر يسعى إلى توحيد خطاب المعارضة والمبادئ القائمة عليها، وتوحيد كلمتها في تعاطيها مع المجتمع الدولي، ودعم الثوار في الداخل من اجل إسقاط النظام السوري والانتقال من نظام ديكتاتوري شمولي إلى نظام ديمقراطي".

غير أن المشككين في هذا المؤتمر، ومن بينهم الكاتب السوري المعارض، سلامة كيلة، يقول "من خلال ما طرح من آراء، يبدو أن المؤتمر يسعى إلى تأسيس مجلس أو حكومة انتقالية، وكأنه هو الذي يريد أن يكون السلطة البديلة في حال تغير الوضع في سوريا، وهذا تعدي على حقوق الشباب الذين استشهدوا". ويضيف كيلة، في حوار مع دويتشه فيله، أن "القوى المجتمعة في انطاليا ليس لديها دور أساسي في الثورة التي تشهدها سورية، هي قوى هامشية، وليس لها دور في الحراك الداخلي، وبالتالي لماذا تسعى إلى أن تكون البديل؟ وهو الامر الذي يثير الشكوك حول ما يتم ترتيبه لوضع سوريا المستقبلي".

لكن رضوان زيادة يؤكد أن المؤتمر لن ينتخب مجلسا انتقاليا "فهذا الأمر يعود إلى الداخل، ولكن المؤتمر سيقوم بتشكيل لجان إعلامية وسياسية بهدف دعم ثورة شباب سوريا في الداخل، والبحث في كل الوسائل السياسية والدبلوماسية لدفع الثورة إلى تحقيق أهدافها".

ومن جهته، أكد المفكر السوري المعارض برهان غليون المقيم في باريس والذي لم يشارك في أعمال مؤتمر انطاليا أن هذا المؤتمر "هو بداية لتلمس الطريق من قبل بعض أطراف المعارضة ولن يكون المؤتمر الأخير على طريق تنظيمها". وقال لفرانس برس إن المعارضة السورية رغم تمايزات شرائحها "متفقة على أن شبان الانتفاضة في سوريا الذين يتميزون بروح التضحية والشجاعة هم الرافعة الأساسية ضد نظام الأسد".

الدور التركي تحت الأضواء

وباعتبار أن زمان ومكان انعقاد أي مؤتمر له دلالات معينة، فإن المراقبين يرون ان اجتماع المعارضة السورية في انطاليا التركية يحمل أكثر من رسالة، خاصة وأن مصادر غربية وُصفت ب"المطَّلعة" كانت قد قالت منذ يومين إن الولايات المتحدة وتركيا توصلتا إلى خارطة طريق مشتركة للتعامل مع الأزمة السورية. وصرحت المصادر الغربية لصحيفة "الشرق الأوسط" اللندنية أن أنقرة سوف تلعب دورا بارزا في هذه الخارطة. وأشارت المصادر الغربية إلى أن انعقاد مؤتمر المعارضة السورية في أنطاليا، التركية القريبة من الحدود السورية، يحمل رسائل ذات أهمية قصوى، منها انخراط أنقرة بالكامل في رعاية الوضع السوري بالتنسيق مع الولايات المتحدة.

ويقول المعارض السوري سلام كيلة، في حوار مع دويتشه فيله، إن "تركيا تريد أن يكون لها دور في حل الأزمة السورية، سواء من خلال علاقتها بالنظام الحالي من أجل الضغط عليه لإجراء اصلاحات تمتص غضب الثورة الشعبية، أو الحفاظ على مكانتها في حال سقوط النظام".

ماهو الدور الذي ستلعبه تركيا في المرحلة القادمة في سوريا؟صورة من: AP


وكان وزير الخارجية التركي أحمد داود أوغلو، أكد أمس الاثنين أن حكومة بلاده لا شأن لها بتجمع لجماعات سورية معارضة في مدينة انطاليا، وتشعر تركيا الجار الأقرب إلى سوريا بالقلق بخصوص الاضطرابات مع مقتل أكثر من 1000 شخص في حملة لقوات الأمن على المظاهرات المطالبة بالديمقراطية، وقال أوغلو "سنواصل العمل بجد حتى يكون التغيير السياسي في سوريا ممكنا".

ومن جهته يؤكد رضوان زيادة أن قوى المعارضة السورية بمختلف أطيافها والحاضرة في انطاليا حرصت على أن يكون المؤتمر منظما من طرف السوريين، ويشارك فيه السوريون فقط، وأن تكون قراراته سورية محضة ويؤكد أن "تمويل المؤتمر جاء من طرف رجال أعمال سوريين وليس هناك دولار واحد من أي منظمة أجنبية" ويضيف انه" كان يراد عقده في دولة عربية، إذ تم التقدم إلى المجلس العسكري في مصر بطلب عقده في القاهرة ، وقد رفض ذلك، وتفهمنا موقفه، وقد تم اختيار انطاليا التركية كمدينة بعيدة عن اسطنبول وأنقرة، حتى لا يقال إن هناك تدخلا لأطراف أجنبية".

يوسف بوفيجلين

مراجعة: منصف السليمي

تخطي إلى الجزء التالي اكتشاف المزيد

اكتشاف المزيد

تخطي إلى الجزء التالي موضوع DW الرئيسي

موضوع DW الرئيسي

تخطي إلى الجزء التالي المزيد من الموضوعات من DW

المزيد من الموضوعات من DW