عقوبات أمريكا على تركيا.. لماذا استهداف "الصناعات الدفاعية"؟
إسماعيل عزام
١٥ ديسمبر ٢٠٢٠
خرجت إدارة دونالد ترامب بعقوبات ضد تركيا موجهة إلى مؤسستها الخاصة بصناعة الأسلحة. توجه يراه البعض مخففا ما دامت العقوبات لم تشمل دولة تركيا ككل، لكن هناك من يرى أن واشنطن ترغب بضرب "استقلالية" أنقرة في التصنيع العسكري.
إعلان
كان لافتاً أن تتوجه العقوبات الأمريكية على تركيا، بسبب شراء هذه الأخيرة لمنظومة إس-400 الروسية، إلى إدارة الصناعات الدفاعية التركية (SSB) ومسؤوليها، وهي مؤسسة استراتيجية مكلفة بتطوير الأسلحة التركية تشرف عليها الحكومة بشكل مباشر.
وبرّر وزير الخارجية الأمريكي مايك بومبيو استهداف هذه المؤسسة بالعقوبات بالقول إن الإدارة التركية المذكورة "شاركت عن علم في صفقة مع شركة 'روزوبورون إكسبورت' الروسية، المسؤولة عن تصدير الأسلحة من روسيا، من خلال شراء (تركيا) لنظام صواريخ إس-400".
وتشمل العقوبات حسب بيان للخارجية الامريكية حظر تراخيص وتصاريح صادرات السلاح الأمريكية لتركيا فضلا عن تجميد الأصول الخاصة برئيس إدارة الصناعات الدفاعية التركية إسماعيل دمير، ومسؤولين آخرين.
غير أن توجيه العقوبات إلى هذه الإدارة يثير تساؤلات عديدة، وهناك من ربط إلى وجود نية أمريكية للوقوف في وجه "استقلالية تركيا في تطوير أسلحتها وأنظمتها الدفاعية"، وهو ما لمح إليه إسماعيل دمير، بالقول في تغريدة إن "بلاده مصممة على الاستقلال الكامل في مجال الصناعات الدفاعية"، وإن العقوبات الامريكية "لن تعيق مؤسسة الصناعات الدفاعية التركية بأيّ شكل كان".
وكتب الصحفي التركي حمزة تكين: "لماذا استهداف رئاسة الصناعات الدفاعية التركية بالتحديد وهذا الشخص (رئيسها) بالتحديد وهم لا علاقة لهم بهذه المنظومة! إنها الغطرسة الأمريكية المنزعجة من نجاح الصناعات العسكرية التركية"، حسب تعبيره.
وربطت غولنور أيبت، مستشارة رئيسية للرئيس التركي رجب طيب أردوغان، استيراد منظومة إس-400 بالحاجة التركية الماسة. وكتبت أن "شراء تركيا لإس-400 لم يخلق أيّ تهديد لأيّ نظام أسلحة تم تصنيعه بشراكة مع حلفاء الناتو، كما أنه لا يقوّض التزام تركيا داخل الناتو". وتابعت أن توجه بلادها لروسيا كان بسبب "وجود فجوة في دفاعاتها لم تستطع أنقرة إيجاد حل لها بين حلفائها، بمن فيهم الولايات المتحدة".
وليس الجمهوريون وحدهم من صفقوا لقرار وزارة الخارجية في بلادهم، فكذلك فعل السيناتور الديمقراطي بوب مينديز، الذي كتب في تدوينة: "بعد تأجيلات خطيرة وغير مفهومة، أنا مبتهج لرؤية اتخاذ إدارة ترامب أخيرا لخطوة فرض عقوبات مطولة على تركيا لشرائها منظومة الصواريخ إس-400 تحت قانون كاتسا".
ولا تظهر تركيا راغبة في التصعيد مع الولايات المتحدة، إذ كتب رئيس دائرة الاتصال في الرئاسة التركية، فخر الدين ألطون، إن "الشراكة الاستراتيجية بين تركيا والولايات المتحدة مهمة جدا ليتم التضحية بها لأجل أهداف سياسية على المدى القريب تسترضي اللوبيات المعادية لتركيا"، مضيفا على تويتر: "نتمنى أن تغيّر الولايات المتحدة هذا الخطأ الكبير دون تأخير".
غير أن اتخاذ هذا القرار قبل أسابيع من مغادرة دونالد ترامب ومجيء جو بايدن، يراه البعض تسهيلا لمهمة هذا الأخير، الذي لم يخف انتقاداته لأدوار تركيا الإقليمية خاصة في سوريا، كما سبق له أن انتقد أردوغان ووصفه بالأوتوقراطي في تصريح لصحيفة نيويورك تايمز، متحدثا عن ضرورة تغيير واشنطن لنهجها تجاه حاكم تركيا، كما انتقد احتفاظ أمريكا بأسلحة نووية في تركيا.
إ.ع/ أ.ح
السلاح الروسي يُخلخل موازين القوى في الشرق الأوسط
منذ تدخلها العسكري في الأزمة السورية، تمكنت روسيا، وفي ظرف وجيز، من التحول إلى لاعب أساسي ومؤثر في التوازنات الاستراتيجية التي تحكم الشرق الأوسط. وبهذا الشأن توظف موسكو صناعتها الحربية المتطورة لتكريس نفوذها في المنطقة.
صورة من: picture-alliance/dpa
تزامنت أحداث الربيع العربي مع الاحتجاجات المناهضة لبوتين، تلتها الثورة في أوكرانيا ما جعل صناع القرار في الكرملين يشعرون بعزلة قاتلة. غير أن التدخل الروسي في سوريا تزامنا مع انسحاب إدارة الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما من المنطقة، قلب موازين القوى رأسا على عقب.
صورة من: picture-alliance/AA/S. Karacan
منظومة S-400 عنوان نجاح السلاح الروسي
تُعتبر منظومة S-400 الروسية الصنع إحدى منظومات الصواريخ أرض–جو الأكثر تطورا في العالم، إذ يؤكد بعض الخبراء العسكريين قدرتها على اعتراض جميع أنواع الطائرات الحربية، بما في ذلك طائرة الشبح الأمريكية التي يُقال بأنها عصية عن الرادارات. وباتت هذه المنظومة من أبرز أدوات تعزيز النفوذ الروسي في الشرق الأوسط.
صورة من: picture-alliance/dpa/Sputnik/I. Russak
منظومة إس 300 والردع الإيراني
كانت إيران قد أبرمت عام 2007 صفقة مع روسيا لتزويدها بمنظومة أس 300، لكن الأخيرة أوقفت تنفيذ الاتفاق عام 2010 بسبب حظر فرضته الأمم المتحدة على مبيعات السلاح لطهران. غير أن الصفقة رأت النور مرة أخرى بعد اتفاق نووي أبرمته طهران مع القوى العالمية الكبرى. وتسلمت إيران من روسيا الدفعة الأولى من منظومة أس 300 في فبراير/ شباط 2016 بعد أن كان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين قد وقع رسوما برفع حظر توريدها.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/E. Noroozi
سوخوي ـ استعراض القوة الروسية في سوريا
تعتبر طائرة "سو-35" الروسية مقاتلة متعددة المهام من الجيل الرابع وهي نسخة معدلة من "سو-27" حصل سلاح الجو الروسي سنة 2014 على أول دفعة منها. "سو-35"، مزوّدة برادار شبكي ومحركين يمكن التحكم باتجاه دفعهما، وبأسلحة ذكية حديثة تتيح رصد وتدمير 10 أهداف جوية وأرضية في آن واحد على مسافة كبيرة وبدقة عالية. وكان دور الطيران الحربي الروسي في الأحداث السورية قد ساهم في تهافت العديد من الجيوش لشرائها.
صورة من: Piotr Polak/AFP/Getty Images)
طائرات الميغ والمجد السوفييتي
في الصورة طائرة من طراز ميغ 21 لسلاح الطيران المصري، فقد دأب الاتحاد السوفييتي سابقا على دعم حركات التحرر المناهضة للإمبريالية، بالمال والسلاح. وشمل ذلك أيضا الأنظمة والحركات القومية العربية وعلى رأسها نظام جمال عبد الناصر. عودة موسكو الحالية لحلبة الشرق الأوسط تعيد إحياء، بشكل من الأشكال، هذه الذاكرة السوفييتية.
صورة من: gemeinfrei
سكود وانتصارات صدام الوهمية
سكود طراز لسلسلة من الصواريخ البالستية التي تم تطويرها من قبل الاتحاد السوفييتي إبان الحرب الباردة. وكانت موسكو تزود بها جيوش حلفائها في المنطقة. اشتهرت تلك الصواريخ بعدما أطلق صدام حسين 39 منها على إسرائيل إبان حرب الخليج عام 1991 في محاولة منه لاستدراج الدولة العبرية لمواجهة مباشرة كان من شأنها آنذاك تقويض التحالف العربي والدولي ضده.
صورة من: Getty Images
روسيا المزود الرئيسي للجزائر بالسلاح
في الصورة دبابة روسية الصنع من طراز تي ـ إس 90 من آخر ما اقتنته الجزائر. تعتبر روسيا، تقليديا، وقبلها الاتحاد السوفييتي المزود الرئيسي للجيش الجزائري بالسلاح، غير أن الأخيرة توجهت في السنوات الأخيرة إلى تنويع مصادرها وخصوصا التقرب من مزودين أوروبيين خصوصا ألمانيا.
صورة من: AFP/Getty Images/S. Loeb
الجزائر بين الوفاء لروسيا والغزل مع ألمانيا
رغم احتفاظها بروسيا كمزود رئيسي إلا أن الجزائر بدأت بتنويع مصادر سلاحها، إذ توجهت بشكل خاص لألمانيا، إذ حلت في المركز الأول ضمن قائمة الدول المستوردة للأسلحة الألمانية عام 2017. في الصورة المدرعة فوكس 2 التي يتم تركيبها في الجزائر بتعاون ألماني. وقد أبرمت الجزائر قبل سنوات صفقة بقيمة 14 مليار يورو تعد الأكبر من نوعها التي تبرمها البلاد مع دولة غربية منذ الاستقلال .