عقوبات أمريكية على شبكات مالية "تدعم" حزب الله والحرس الثوري
١٧ سبتمبر ٢٠٢١
صنّفت واشنطن كيانات وأعضاء قالت إنهم يعملون في شبكة مالية تقوم بتمويل حزب الله، بالإضافة إلى أعضاء شبكة دولية من الميسّرين الماليين وشركات وهمية تعمل لدعم حزب الله وفيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني.
إعلان
قالت الولايات المتحدة الأمريكية اليوم الجمعة (17 سبتمبر/أيلول 2021) إنها فرضت عقوبات على قنوات مالية تعمل من لبنان والكويت وتمول جماعة حزب االله الشيعية اللبنانية ، وكذلك على شركات واجهة تدعم الجماعة وإيران، وفق ما أعلنت كل من وزاراتي الخزانة والخارجية.
وقالت الخارجية الأمريكية في بيان إن هذه الشبكات قامت سويّة بغسل عشرات الملايين من الدولارات من خلال الأنظمة المالية الإقليمية وأجرت عمليات تبادل عملات وتجارة الذهب والإلكترونيات لصالح كل من حزب الله وفيلق القدس.
وأوضح البيان أنه "يتمّ اتخاذ هذا الإجراء وفقا لسلطة مكافحة الإرهاب". وأشار البيان إلى أن حزب الله "يستخدم العائدات التي تولّدها هذه الشبكات لتمويل الأنشطة الإرهابية وتكريس عدم الاستقرار في لبنان وفي كافّة أرجاء المنطقة. غير أن الولايات المتحدة ستستمرّ بلا كلل في استهداف هذه الشبكات، وسنواصل اتخاذ إجراءات لتعطيل أنشطتها".
التصعيد بين إسرائيل وحزب الله.. المآلات والتداعيات
43:24
وتابع البيان " يسعى حزب الله بشكل متزايد للحصول على مصادر دخل إضافية لتعزيز خزائنه". ودعا البيان "الحكومات في جميع أنحاء العالم إلى اتخاذ خطوات لضمان أن حزب الله والجماعات الإرهابية الأخرى لا تستغلّ أراضيها ومؤسساتها المالية".
وقالت الوزارة إن العقوبات تشمل رجل الأعمال مرتضى مينائي هاشمي الذي يعيش في الصين والذي نقل أموالا إلى فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني . وقال بيان لوزارة الخزانة الأمريكية إن صينيين ساعدا هاشمي في فتح حسابات مصرفية، وعملا كملاك قانونيين لشركاته التي مقرها هونج كونج وبر الصين الرئيسي.
وحسب الوزارة فإن العقوبات تشمل مصادرة ممتلكات تلك الكيانات وهؤلاء الأفراد في الولايات المتحدة، وتحظر كل التعاملات معهم.
ع.ج.م/ص. ش (د ب أ، رويترز)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".