عقوبات أمريكية على قادة ميليشيات عراقية وشركة "فلاي بغداد"
٢٢ يناير ٢٠٢٤
فرضت وزارة الخزانة الأمريكية عقوبات على شبكات مالية مرتبطة بحماس وعلى ثلاثة من قادة ميليشيا عراقية، وكذلك على شركة "فلاي بغداد" بتهمة تقديم الشركة المساعدة للحرس الثوري الإيراني عبر "تهريب الأسلحة والمقاتلين والدولار".
إعلان
أعلنت وزارة الخزانة الأمريكية اليوم الإثنين (22 يناير/ كانون الثاني 2024) أن الولايات المتحدة فرضت عقوبات اقتصادية على شركة الطيران العراقية متدنية الكلفة "فلاي بغداد" ومديرها التنفيذي لاتهامهما بتقديم المساعدة للحرس الثوري الإيراني.
وتتهم واشنطن شركة الطيران ومديرها التنفيذي بشير عبد الكاظم علوان الشباني "بتقديم المساعدة" لفيلق القدس المسؤول عن العمليات الخارجية للحرس الثوري، وكذلك "لمجموعاته الوكيلة في العراق وسوريا ولبنان"، وفق الوزارة.
ومن جانبها قالت سفيرة الولايات المتحدة الأمريكية في العراق ألينا رومانوسكي، مساء اليوم الإثنين، إن استخدام إيران لشركة طيران عراقية لتهريب الأسلحة والمقاتلين والدولار الأمريكي، يمثل انتهاكًا صارخًا لسيادة العراق.
فلاي بغداد: سنطالب بالتعويض
ونددت "فلاي بغداد" بالعقوبات قائلة إنها لا تستند إلى "أي أدلة مادية أو معنوية". وقالت فلاي بغداد في بيان إنها "ستلجأ إلى الطريق القانوني للمطالبة بالتعويض المادي والمعنوي حيث من الواضح أن القرار جاء مبنيًا على معلومات مضللة وغير حقيقية ولا يمكنها أن تصمد أمام القانون".
وتشمل العقوبات كذلك "ثلاثة من قادة وأنصار إحدى الميليشيات الرئيسية (الموالية) لفيلق القدس في العراق"، وهي كتائب حزب الله، بالإضافة إلى شركة "تقوم بنقل وتبييض الأموال" لصالح هذه الميليشيا، حسبما أضافت الوزارة الأمريكية في بيان.
وأشار البيان إلى "التهديد المستمر الذي يشكله فيلق القدس وشبكته على الأمريكيين والمنطقة"، من خلال "سلسلة من الهجمات الصاروخية وبالمسيرات" التي نفذتها كتائب حزب الله المسلحة الموالية لإيران في العراق "في تصعيد حاد ضد الأمريكيين في العراق وسوريا"، منذ هجوم حماس الإرهابي على إسرائيل في 7 تشرين الأول/ أكتوبر 2023.
وقالت الوزارة إن كتائب حزب الله وفصائل أخرى موالية لإيران نشرت على نحو مستمر بيانات تتوعد "بمهاجمة الأمريكيين" تؤيد حركة حماس، وهي مجموعة مسلحة فلسطينية إسلاموية، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.
تنديد عراقي بالضربات الأمريكية
02:11
ماهية العقوبات
ونقل البيان عن وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية براين نيلسون قوله "سعت إيران ووكلاؤها إلى استغلال الاقتصادات الإقليمية واستخدام شركات تبدو مشروعة لتمويل هجماتهم وتسهيلها".
وتتضمن العقوبات الاقتصادية تجميد أصول الشركة والكيانات المملوكة لها كليًا أو جزئيًا في الولايات المتحدة، كما يحظر عليها القيام بمبادلات تجارية من وإلى البلاد.
وفي بيان منفصل، قالت وزارة الخارجية الأمريكية إن فيلق القدس التابع للحرس الثوري الإيراني والفصائل المسلحة المتحالفة مع إيران "تشكل تهديدًا كبيرًا لمنطقة الشرق الأوسط".
وأضاف المتحدث باسم وزارة الخارجية ماثيو ميلر "ما زالت الولايات المتحدة ملتزمة بالكشف عن الأفراد والجماعات التي تسيء إلى اقتصاداتها المحلية وتنخرط في أنشطة غير قانونية وتدعم الجماعات الإرهابية التي تزعزع استقرار المنطقة، وباتخاذ إجراءات ضدها".
وقالت وزارة الخزانة الأمريكية إنها فرضت عقوبات على شبكات مالية مرتبطة بحماس في غزة، وخصوصًا التي تيسر حصول الحركة على التمويل والتي لعبت أدوارًا رئيسية في تحويل أموال، تشمل عملات مشفرة، من فيلق القدس إلى حماس وحركة "الجهاد الإسلامي"، التي تصنف كمنظمة إرهابية أيضًا في العديد من الدول، وهناك دلالات على تبعيتها لإيران .
ص.ش/ع.ج.م/م.ع.ح (أ ف ب، رويترز، د ب أ)
قاسم سليماني.. نهاية دموية لجنرال إيران النافذ بالمنطقة العربية
ساعد الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، في بسط نفوذ إيران في دول عربية عديدة، لكن نهايته جاءت مفزعة في ضربة جوية أمريكية بالعراق. كان يعتبر ثاني أقوى رجل في إيران، وفتح مقتله الباب لنتائج غير معلومة العواقب.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Al-Rubaye
نهاية مفاجأة
في ساعة مبكرة من صباح الجمعة (الثالث من يناير/ كانون الثاني 2020) أعلنت الولايات المتحدة أنها نفذت ضربة جوية على مطار بغداد الدولي، أدت لمقتل عدد من الأشخاص على رأسهم الجنرال قاسم سليماني، قائد فيلق القدس، التابع للحرس الثوري الإيراني، ما يمثل نهاية مفاجأة لشخص كان لاعبا كبيرا في الجزء الشرقي من العالم العربي.
صورة من: picture-alliance/AP Photo/Office of the Iranian Supreme Leader
احتراق مركبته مع قادة بالحشد الشعبي
نُفذت الضربة ليلة الجمعة وقتل فيها معه أبومهدي المهندس، نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي العراقي. وكان الحشد قد أعلن فجر الجمعة عن مقتل خمسة من أعضائه بقصف استهدف مطار بغداد، وذكرت مصادر الحشد أن بينهم محمد رضا الجابري مسؤول التشريفات. أما خلية الاعلام الأمني التابعة لرئاسة الوزراء العراقية فقالت: "ثلاثة صواريخ سقطت على مطار بغداد.. قرب صالة الشحن الجوي، ما أدى إلى احتراق مركبتين اثنتين.."
صورة من: AFP/Iraqi Military
عقود في خدمة التمدد الإيراني بالمنطقة
عين المرشد الأعلى للثورة الإيرانية على خامنئي الجنرال سليماني قائدا لفيلق القدس في عام 1998، وهو منصب ظل فيه خلف الكواليس لسنوات بينما كان يعزز روابط إيران بحزب الله في لبنان وحكومة الأسد والفصائل الشيعية في العراق.
وبفضل نجاحات فيلق القدس، أصبح سليماني شخصية محورية في التمدد المطرد لنفوذ إيران في الشرق الأوسط، وهو ما صعّب على الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة كبح جماحه.
صورة من: FARS
محاربة الثوار في سوريا وداعش في العراق
مسؤول عراقي كبير سابق طلب عدم نشر اسمه قال في مقابلة عام 2014 "سليماني لم يكن رجلا يجلس على مكتب. كان يذهب إلى الجبهات لتفقد الجنود ويشهد المعارك". وحشد فيلق القدس الدعم للرئيس السوري الأسد عندما بدا على وشك الهزيمة في الحرب الأهلية المستعرة منذ عام 2011 كما ساعد الفصائل المسلحة على هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية في العراق. وفي الصورة هنا سلمياني يتحدث إلى جنود سوريين في شمال سوريا، في خريف 2015.
صورة من: khabaronline.ir
الجنرال ذو الشعر المصفف واللحية المشذبة
كان سليماني يخلط استراتيجيات الحرب بالسياسة، وكان حاضراً في نشاط إيران "الثوري" بالمنطقة، وخاصة العراق وسوريا ولبنان. وعلى مدى السنوات القليلة الماضية، زادت شهرته في الوقت الذي كان المقاتلون والقياديون في العراق وسوريا ينشرون صورا له في الميدان وعلى مواقع التواصل الاجتماعي، يظهر فيها دوما بلحية مشذبة وشعر مصفف بعناية.
صورة من: Mehrnews
خامنئي- "انتقام عنيف ينتظر من قتلوه" !
قلّده خامنئي وسام ذو الفقار، وهو أعلى تكريم عسكري في إيران. وكانت هذه المرة الأولى التي يحصل فيها قائد عسكري على هذا الوسام منذ تأسيس الجمهورية الإسلامية في عام 1979. وفي بيان بعد مقتل سليماني، قال خامنئي إن انتقاما عنيفا ينتظر "المجرمين" الذين قتلوه. وأضاف أنه رغم أن مقتل سليماني "يشعرنا بالمرارة" فإنه سيضاعف الحافز لمقاومة الولايات المتحدة وإسرائيل.
صورة من: Khamenei.ir
الرجل الثاني بعد المرشد ويتحدى ترامب
وقال المسؤول العراقي المذكور إنه "لا يسبقه في تسلسل القيادة سوى الزعيم الأعلى. عندما كان يحتاج الأموال كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج الذخيرة كان يحصل عليها وعندما كان يحتاج العتاد كان يحصل عليه".
وتحدى سليماني الرئيس الأمريكي علنا. وقال في مقطع فيديو نشر بالإنترنت "أقول لك يا سيد ترامب المقامر... اعلم أننا قريبون منك في مكان لا يخطر لك أننا فيه". وأضاف "ستبدأ أنت الحرب لكن نحن من سينهيها".
صورة من: Fararu
"عواقب لا يمكن التكهن بها"
عبّر نواب جمهوريون عن دعمهم لترامب الذي أمر بتنفيذ العملية، فيما حذّر آخرون من تداعياتها. وقال النائب الجمهوري البارز كيفن ماكارثي: "ضربنا قائد هؤلاء الذين يهاجمون أراضينا الأميركية ذات السيادة". في إشارة على ما يبدو لإحراق السفارة الأمريكية في بغداد. لكن الديمقراطي إليوت إنغل رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب قال إنها "تشكل "تصعيدا خطيرا لنزاعنا مع إيران مع عواقب لا يمكن التكهن بها".