عقوبات أوروبية جديدة.. و"أكبر حزمة عقوبات أمريكية" على موسكو
خالد سلامة أ ف ب، د ب أ، أ ب، رويترز
٢٢ أكتوبر ٢٠٢٥
اتفقت دول الاتحاد الأوروبي على فرض الحزمة التاسعة عشرة من العقوبات ضد موسكو، فيما أعلنت واشنطن عن فرض "أكبر حزمة عقوبات أمريكية على الإطلاق" على روسيا لأن بوتين لم يكن "صادقا" مع ترامب.
وتشمل حزمة العقوبات الأوروبية الجديدة وقفاً كاملاً لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وتدابير إضافية ضد الأسطول الشبح الروسي الذي يسمح لموسكو بتصدير النفط عبر الالتفاف على العقوبات الغربيةصورة من: TASS/IMAGO
إعلان
توصّل الاتحاد الأوروبي إلى اتفاق لتشديد عقوباته على موارد الطاقة الروسية، في إطار الحزمة التاسعة عشرة من الإجراءات الرامية إلى تجفيف موارد الكرملين في حربه ضد أوكرانيا، وفق ما أعلنت الرئاسة الدنماركية للتكتل القاري الأربعاء (22 تشرين الأول/أكتوبر 2025).
وتشمل حزمة الإجراءات وقفاً كاملاً لاستيراد الغاز الطبيعي المسال من روسيا، وتدابير إضافية ضد الأسطول الشبح الروسي الذي يسمح لموسكو بتصدير النفط عبر الالتفاف على العقوبات الغربية، وفق الدنمارك التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي حتى نهاية العام.
وطالت العقوبات 117 سفينة جديدة من هذا الأسطول، ما يرفع الى 558 عدد السفن التي تطالها عقوبات الاتحاد. وبحسب التكتل القاري، يتألف هذا الأسطول مما بين 600 و1400 سفينة.
كما تستهدف العقوبات الجديدة شركات في دول ثالثة عدة، منها 12 في الصين وثلاث في الهند، تتهم بمساعدة موسكو على الالتفاف على العقوبات الغربية، ونقل التكنولوجيا خصوصاً تلك المستخدمة في صناعة المسيّرات.
وسيتم كذلك تقييد تحركات الدبلوماسيين الروس في الاتحاد الأوروبي خارج البلد المعتمدين فيه.
وكانت سلوفاكيا أعلنت رفع تحفظاتها على هذه الحزمة الجديدة من العقوبات، والتي يتوجب أن تصادق عليها رسميا الدول الـ27 في الاتحاد قبل سريانها.
الإعلان عن عقوبات أمريكية جديدة على روسيا
ويأتي ذلك في وقت أكد وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن واشنطن تعتزم الاعلان عن زيادة كبيرة في العقوبات الاقتصادية على روسيا، غداة إرجاء دونالد ترامب قمته المرتقبة مع فلاديمير بوتين الى أجل غير مسمى. وقال بيسنت للصحفيين في البيت الأبيض "سنعلن إما بعد الإغلاق (انتهاء التداول بالأسواق) بعد ظهر اليوم أو في الصباح الباكر عن تشديد كبير للعقوبات على روسيا".
وقال الوزير الأمريكي إن الولايات المتحدة ستفرض واحدة من أكبر حزم العقوبات على الإطلاق ضد موسكو لأن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لم يكن "صادقا" في المحادثات مع نظيره الأمريكي دونالد ترامب.
وقال بيسنت في تصريح لقناة فوكس بيزنس "لم يأتِ الرئيس بوتين إلى الطاولة بطريقة صادقة وصريحة كما كنا نأمل"، مضيفا أن ترامب "يشعر بخيبة أمل حيال ما آلت إليه هذه المحادثات".
أعرب الرئيس الأمريكي عن أمله بأن تُرفع قريبا العقوبات التي فرضتها واشنطن لتوّها على أكبر شركتين نفطيتين في روسيا ردّا على عدم إحراز تقدّم في المحادثات الرامية لإنهاء الحرب في أوكرانيا. وقال ترامب في تصريح للصحافيين في المكتب البيضوي لدى استقباله الأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته "إنها عقوبات هائلة... ونأمل ألا تُفرض لفترة طويلة. نأمل وضع حدّ للحرب".
ودفع تصريح بيسنت أسعار العقود الآجلة للنفط للارتفاع بأكثر من دولارين بعد التسوية اليوم.
تحرير: عبده جميل المخلافي
بوتين في صور - من عميل للمخابرات إلى زعيم للكرملين
استطاع فلاديمير بوتين أن يتدرج في حياته من منصب عميل للاستخبارات السوفياتية إلى رئيس لروسيا. بوتين حقق فوزاً كاسحاً في 19 مارس/ آذار 2018 ليظفر بولاية رابعة عن عمر يناهز 65 عاما. بالصور: محطات بارزة في حياة بوتين.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
طفولة بسيطة
ولد في 7 أكتوبر/تشرين الأول 1952 في لينينغراد (سانت بطرسبورغ حاليا)؛ فلاديمير بوتين، الذي يعتبر "أقوى رجل" في روسيا اليوم، حصل على الدكتوراه في فلسفة الاقتصاد. وتخرج في كلية الحقوق عام 1975 متخصصا في العلاقات الدولية. يجيد بوتين اللغتين الألمانية والإنجليزية. وعُرف عنه الاهتمام بفنون الدفاع عن النفس كما عمل مدرسا للعبة السامبو في عام 1973.
صورة من: picture-alliance/dpa/A.Zemlianichenko
عين لدى المخابرات السوفياتية
قبل أن يصبح فلاديمير بوتين رئيسا لروسيا، تدرج في مهمات عديدة. ابن مدينة سانت بطرسبورغ الروسية، عاصر الشيوعية وانضم إلى المخابرات السوفييتية (كي جي بي) كعميل لديها في ألمانيا الشرقية سابقا. غادر البلاد سنة 1985 ليعود إليها بعد خمس سنوات. وبعد رجوعه عام 1990 بدأت حياة بوتين السياسية انطلاقا من بلدية سانت بطرسبورغ.
صورة من: picture alliance/Globallookpress/Russian Archives
تدرج في السلطة
عمل بوتين رئيسا للجنة الاتصالات الخارجية في سانت بطرسبورغ. وفي عام 1996 أصبح نائبا لمدير الشؤون الإدارية في الرئاسة الروسية. عام 1997، تقلد بوتين منصب نائب مدير ديوان الرئيس الروسي وعمل رئيسا لإدارة الرقابة العامة في الديوان. وفي عام 1998 حقق قفزة كبيرة إذ عينه الرئيس الراحل يلتسين رئيسا للوزراء.
صورة من: Imago/ITAR-TASS
بداية الرئاسة
بعد تنحي يلتسن أصبح بوتين رئيسا لروسيا بالوكالة، وبالتحديد يوم 31 ديسمبر/كانون الأول 1999. وبعد ذلك بسنة، أي في مارس/آذار 2000، تقدم للانتخابات الرئاسية وفاز فيها. واستطاع بوتين في ظرف ثلاثة أشهر أن يسيطر على وسائل الإعلام. كما عرفت هذه المرحلة بالقضاء على التمرد في الشيشان حيث استخدم بوتين القبضة الحديدية.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS
ولاية ثانية
أعيد انتخاب بوتين في عام 2004 لولاية رئاسية ثانية، بعد فوز كاسح ناهز 70 بالمائة من الأصوات. بوتين، الذي استفاد من النمو الاقتصادي ببلده لم يفلح في إنجاح علاقته بالغرب في هذه الفترة، وعرفت علاقة الجانبين توترا رفع من حدته اندلاع "الثورات الملونة" بجورجيا وأوكرانيا.
صورة من: AP
نقاهة لم تستمر لأكثر من ولاية!
لأن الدستور الروسي يمنع تولي أكثر من ولايتين متتاليتين، لم يتمكن بوتين من الترشح لولاية ثالثة عام 2008. فتبادل الأدوار مع رئيس حكومته ديمتري مدفيديف الذي نجح في انتخابات الرئاسة. حينها اكتفى بوتين بمنصب رئيس الوزراء لمدة أربع سنوات.
صورة من: Getty Images/AFP/A. Druzhinin
عودة "القيصر"
عاد "القيصر"، كما يلقبه كثيرون، إلى رئاسة روسيا لولاية ثالثة بعد أن فوزه في 4 مايو/أيار2012 بالانتخابات الرئاسية مرة أخرى. وقد حصل بوتين حينها على 63.6%. وتم انتخابه حينها وسط احتجاجات المعارضة الروسية وبعض المنظمات الدولية، التي تحدثت عن خروقات مست الانتخابات التي نصبت بوتين رئيسا للبلاد.
صورة من: picture-alliance/dpa/ITAR-TASS/A. Novoderezhkin
تمدد في دول الجوار
كانت الثورة الأوكرانية وتبعاتها فرصة استراتيجية بالنسبة لبوتين، حيث ضم "شبه جزيرة القرم" في أوائل 2014. وقد أجري في 16 مارس استفتاء في القرم للانفصال عن أوكرانيا والانضمام لروسيا، وجاءت النتيجة لصالح روسيا بنسبة 95%. شبه جزيرة القرم، التي كانت جزءا من روسيا القيصرية، عمل بوتين جاهدا على استرجاعها. ويرى البعض أن بوتين سعى بهذه الخطوة إلى إظهار قوة روسيا واختبار تمددها السياسي في دول الجوار.
صورة من: Getty Images/AFP/S. Bobok
الأزمة السورية ودعم الأسد
لم يبق بوتين بعيدا عن الأوضاع السياسية في الشرق الأوسط، وبالأخص في القضية السورية حيث تدخلت بلاده عسكريا هناك. ويرى محللون أن استمرار الرئيس بشار الأسد في منصبه يعود بشكل كبير للدعم الذي تلقاه من بوتين، إلى جانب الأطراف الأخرى. كما يرون أن بوتين يسعى للاستفادة عسكريا وسياسيا واقتصاديا من خلال وجود قواته في سوريا التي يحرص على استمرار العلاقة التي جمعت بلده بها تاريخيا.
صورة من: picture-alliance/dpa/XinHua/A. Safarjalani
نصر للمرة الرابعة
"سأرشح نفسي لمنصب رئيس روسيا الاتحادية، وأثق أن كل شيء سيكون على ما يرام" بهذا أعلن فلاديمير بوتين عن نيته في خوض غمار الانتخابات لعام 2018. بوتين الذي قال جملته هذه في 6 ديسمبر 2017، استطاع أن يحققها على أرض الواقع ويفوز برهان الولاية الرابعة لمدة ست سنوات. الأصوات. إعداد: مريم مرغيش.