عقوبات أوروبية جديدة وأوكرانيا لا تستبعد مناقشة حيادها
٩ مارس ٢٠٢٢
قررت دول الاتحاد الأوروبي فرض سلسلة جديدة من العقوبات الاقتصادية على روسيا وبيلاروسيا شملت القطاع المصرفي والقطاع البحري والعملات المشفرة. في الوقت نفسه لم تستبعد أوكرانيا مناقشة مسألة حيادها مع روسيا.
إعلان
قررت دول الاتحاد الاوروبي السبع والعشرون اليوم الأربعاء (9 مارس/آذار 2022) فرض عقوبات جديدة على موسكو ومينسك عقب غزو أوكرانيا، من بينها فصل ثلاثة مصارف بيلاروسية من نظام "سويفت" للتحويلات المالية، بحسب ما أعلنت الرئاسة الفرنسية لمجلس الاتحاد الأوروبي.
وخلال اجتماعهم في بروكسل، أقر ممثلو الدول الأعضاء أيضاً عقوبات جديدة تستهدف القطاع البحري والعملات المشفرة، كما أضافوا قادة روس وأوليغارش إلى قائمتهم السوداء، وفق ما كتبت الرئاسة على تويتر، في تدابير تهدف إلى استكمال الحزم الثلاث من العقوبات التي اعتمدها الاتحاد الأوروبي في الأسبوعين الماضيين.
عقوبات متنوعة
كما تشمل الجولة الثالثة من العقوبات ضد روسيا، وهي الأكبر منذ الغزو، تجميد أصول البنك المركزي الروسي في التكتل، وفرض حظر على وسائل الإعلام الموالية للكرملين في الاتحاد الأوروبي. وبذلك يكون الاتحاد الأوروبي قد فرض عقوبات على 680 شخصاً و 53 كياناً منذ ضمت روسيا شبه جزيرة القرم في عام 2014 .
وقال دبلوماسي بالاتحاد الأوروبي، لوكالة الأنباء الألمانية، إنه تم الاتفاق أيضاً على مزيد من العقوبات في قطاع النقل، تستهدف النقل البحري. ويأتي هذا بعد حظر دخول الطائرات الروسية وطائرات الخطوط الجوية الروسية للمجال الجوي للاتحاد الأوروبي.
وطالب إيهور شوفوكفا، مستشار شؤون السياسة الخارجية للرئيس الأوكراني، ألمانيا "بصفتها المحرك الاقتصادي للاتحاد الأوروبي" بفرض مزيد من العقوبات على روسيا، موضحاً أن بلاده تطالب بفرض حظر على واردات الغاز والنفط الروسي، ومصادرة بضائع مملوكة للروس، وتوسيع عقوبات جمعية الاتصالات المالية العالمية بين البنوك "سويفت" لتشمل جميع البنوك الروسية.
وأضاف شوفوكفا محذراً: "إذا لم نتمكن من إيقاف المعتدين الروس هنا، فلن تتوقف روسيا عند الحدود الأوكرانية، بل ستنتقل إلى دول أخرى، إلى جمهوريات البلطيق، وربما بولندا. يمكن أن يصل الأمر لأبعد من ذلك".
ووسّع الأوروبيون قائمة التكنولوجيات والسلع التي يحظر تصديرها إلى روسيا و"أوضحوا" القيود المفروضة على العملات المشفرة.
وأعلنت دول مجموعة السبع والاتحاد الأوروبي الأسبوع الماضي سعيها لمنع روسيا من إيجاد سبل لتفادي العقوبات الغربية باستخدام العملات المشفرة.
ومنذ أقرّت الولايات المتحدة وحلفاؤها الغربيون سلسلة من العقوبات تهدف إلى شل القطاع المصرفي والعملة الروسية بعد غزو أوكرانيا، ارتفعت مشتريات العملة المشفرة بالروبل إلى أعلى مستوياتها على الإطلاق.
الحياد الأوكراني على طاولة المفاوضات
على جانب آخر، لم تستبعد أوكرانيا مناقشة حياد محتمل للبلاد في المفاوضات مع روسيا. وقال مستشار شؤون السياسة الخارجية للرئيس الأوكراني، مساء الثلاثاء في تصريحات لشبكة "إيه آر دي" الألمانية الإعلامية عندما سُئل عما إذا كانت أوكرانيا يمكن أن تكون مستعدة خلال المفاوضات لقبول الوضع المحايد: "يمكن مناقشة مثل هذه القضايا في المفاوضات، هذا ممكن بلا شك"، ودعا شوفوكفا إلى عقد اجتماع على مستوى الرؤساء.
وأكد أشوفوكفا أن إجراء مفاوضات جادة لن يكون ممكناً إلا إذا التقى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين مع زيلينسكي، معلنا استعداد زيلينسكي لذلك، مشيراً في المقابل إلى أن الجانب الروسي للأسف ليس على استعداد للقيام بذلك. وطالب شوفوكفا الشركاء الدوليين بالمساعدة في عقد مثل هذا الاجتماع، مشيراً في المقابل إلى أنه لا يمكن عقد مثل هذه المفاوضات أو اتفاق محتمل إلا بعد توقف الأعمال الحربية وكان هناك وقف لإطلاق النار.
وذكر شوفوكفا أنه بعد ذلك يمكن مناقشة "كيف يمكن أن يبدو الأمر مع حياد محتمل لأوكرانيا"، وأضاف: "لذلك نحن بحاجة إلى ضمانات صارمة حتى لا يتكرر مثل هذا الوضع مرة أخرى... لسنا المعتدين ولن نكون المهاجمين أبداً".
ويعتزم وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا ونظيره الروسي سيرجي لافروف الاجتماع غدا الخميس في مدينة أنطاليا التركية.
يُذكر أنه منذ عام 2019 تم تحديد هدف الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (الناتو) في الدستور الأوكراني. وتطالب روسيا أوكرانيا بالتخلي عن ذلك وإعلان نفسها محايدة.
ع.ح./خ.س. (أ ف ب ، د ب أ، رويترز)
بالصور.. نساء أوكرانيا يعشن معاناة الحرب واللجوء!
بعضهن يختبئن مع أطفالهن في أقبية المشافي والملاجئ خوفاً من القصف، بينما تضطر أخريات للجوء إلى الدول المجاروة، ومنهن من تحمل السلاح للدفاع عن بلدها. ألبوم صور يسلط الضوء على معاناة النساء الأوكرانيات خلال الغزو الروسي.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
لم تنس غيتارها رغم الحرب!
الحرب في أوكرانيا دفعت أكثر من 1,5 مليون شخص للجوء إلى البلدان المجاورة، ومنهم الطفلة الأوكرانية ليليا التي لم تنس غيتارها رغم الحرب، وجلبته معها في رحلة لجوئها إلى الحدود البولندية. تجلس ليليا مع شقيقتها وقريبات لهما على جذع شجرة مقطوع ومغطى بالبطاطين. تعزف أغنية حزينة والجميع ينصت إليها، تبتسم، لكن يلوح من عينيها خوف كبير.
صورة من: Abbas Al-khashali/DW
نساء وأطفال
تشكل النساء والأطفال الغالبية العظمى من لاجئي أوكرانيا إلى البلدان المجاورة، لأن كييف منعت خروج الذكور من سن 18 إلى 60 عاماً بسبب حالة الطوارئ، ليبقوا في البلاد ويدافعوا عنها. في الصورة عشرات اللاجئات الأوكرانيات يأخذن قسطاً من الراحة في معبر ميديكا الحدودي بعد دخولهن إلى بولندا.
صورة من: Visar Kryeziu/AP/picture alliance
إنقاذ ما يمكن إنقاذه!
ورغم اضطرار اللاجئات الأوكرانيات إلى الهرب دون أزواجهن أو إخوتهن، فقد جلبن معهن ما استطعن إنقاذه. مثل هذه الفتاة التي استطاعت إنقاذ قطتها من براثن الحرب. في الصورة التي التقطت بعد ثلاثة أيام من بدء الحرب، كانت الفتاة في طريقها إلى معبر ميديكا الحدودي مع بولندا.
صورة من: Kunihiko Miura/Yomiuri Shimbun/AP/picture alliance
وداع وقلق!
حزن على فراق الأهل وقلق عليهم وخوف من المستقبل: قد تكون هذه بعض المشاعر التي تعكسها نظرة هذه السيدة الأوكرانية في الصورة، التي تظهر فيها وهي تلوح لأهلها، بينما يتم إجلاؤها بقطار مع أطفالها من مدينة بالقرب من كييف.
صورة من: Chris McGrath/Getty Images
نساء في الملاجئ ومحطات المترو!
أما النساء اللواتي لم يستطعن الخروج بسبب الحرب، فيضطررن إلى التوجه إلى الملاجئ ومحطات المترو لحماية أنفسهن وعائلاتهن من القصف الروسي. في الصورة نساء وفتيات أوكرانيات يحتمين في محطة مترو بالعاصمة كييف.
صورة من: AFP via Getty Images
أمهات ومواليدهن في قبو المستشفى
بالنسبة للنساء المرضى واللواتي أنجبن حديثاً، يتم نقلهن إلى أقبية المستشفيات. في الصورة أطفال مرضى وحديثو الولادة بجانب أمهاتهم، تم نقلهم إلى قبو بمستشفى الأطفال في كييف لحمايتهم من عمليات القصف. فحتى المستشفيات لم تسلم، إذ تعرض المستشفى المركزي في قلب المدينة للقصف، كما تم استهداف محطات للطاقة والكهرباء في ضواحي المدينة.
صورة من: Emilio Morenatti/AP/picture alliance
حرب في أوروبا بعد عقود من السلام!
وتعاني النساء المسنات من الحرب بشكل خاص، مثل هذه السيدة التي تحمل عكازها في الصورة، والتي يتم إنقاذها من قبل فرق الطوارئ من على جسر في كييف استهدفه القصف الروسي. ولعل هذه السيدة لم تكن تتوقع مثل كثيرين أن تشهد أوروبا حرباً كهذه بعد عقود من السلام.
صورة من: Emilio Morenatti/dpa/AP/picture alliance
مدافعات عن البلد مهما كان السن
لكن التقدم في السن لم يمنع بعض النساء الأوكرانيات من تعلم كيفية الدفاع عن بلدهن. في الصورة تتعلم فالنتينا (79 عاماً) كيفية استخدام السلاح في دورة نظمها الحرس الوطني الأوكراني، لتساهم في الدفاع عن بلدها ضد الغزو الروسي.
صورة من: Vadim Ghirda/AP/picture alliance
مدافعات عن حقوق الإنسان
كانت تاتيانا، التي تنتمي إلى أقلية الروما الغجربة، تجهز لعرسها وتستعد لتسلم وظيفة جديدة عندما بدأت الحرب. لكنها قررت البقاء في مدينتها الواقعة بين العاصمة كييف ومدينة خاركيف، وذلك لنقل الصورة الصحيحة وتسجيل انتهاكات حقوق الإنسان. تقول تاتيانا التي تعمل مدافعة عن حقوق الأقليات: "ما تقوم به روسيا جريمة حرب".
صورة من: Privat
زواج رغم الحرب!
ظروف الحرب لم تمنع أوكرانيات من التطلع إلى المستقبل، مثل ليزا الجندية في الجيش الأوكراني، والتي لم تمنعها ظروف الحرب ومعاناتها عن الاحتفال بزواجها من حبيبها فاليري، الجندي الأوكراني. احتفل الزوجان بزواجهما في السادس من آذار/مارس 2022 وهما في جبهة الدفاع عن العاصمة كييف. في الصورة يقدم فاليري باقة ورد لزوجته.
صورة من: Genya Savilov/AFP/Getty Images
صحفيات يغطين الحرب!
تفرض الحرب تحديات كبيرة على الصحفيات أيضاً. مراسلة DW فاني فاكسار تغطي الأحداث في أوكرانيا. وفي الصورة تتحدث عن الأوضاع في مدينة تشيرنيفتسي الأوكرانية بالقرب من الحدود مع رومانيا. تقول فاني: "يسأل الناس في تشيرنيفتسي: متى ستعود حياتهم إلى ما كانت عليه قبل 24 شباط/ فبراير؟".
صورة من: DW
متى تنتهي الحرب؟
حتى الآن لا يعرف أحدٌ متى ستنتهي الحرب في أوكرانيا، لكن تبقى الآمال بأن تنتهي قريباً ليلتئم شمل العائلات الأوكرانية من جديد، كما تأمل هذه الفتاة الأوكرانية التي لجأت إلى الحدود البولندية.
إعداد: محيي الدين حسين/عباس الخشالي