عقوبات أوروبية ضد إيران بسبب تزويدها روسيا بطائرات مسيرة
١٩ أكتوبر ٢٠٢٢
جهّز الاتحاد الأوروبي عقوبات جديدة لفرضها على إيران لتزويدها روسيا بمسيّرات حربية، وذلك عشية عقد مجلس الأمن الدولي جلسة لمناقشة الهجمات التي تشنها روسيا بالمسيّرات في أوكرانيا.
إعلان
قال دبلوماسيون بالاتحاد الأوروبي إن دول التكتل دعمت فرض عقوبات ضد طهران، على خلفية إمداد روسيا بطائرات مسيرة إيرانية الصنع واستخدامها في هجمات ضد أوكرانيا. وقررت دول التكتل في اجتماع ببروكسل فرض عقوبات ضد خمسة أفراد وثلاثة كيانات وفقا لدبلوماسيين بالاتحاد الأوروبي، ومن المنتظر أن يأتي التأكيد النهائي من دول الاتحاد الأوروبي قبل منتصف نهار غد الخميس (20 أكتوبر/تشرين الأول 2022). ومن المقرر أن يتم منع الأشخاص المستهدفين من السفر إلى التكتل وتجميد أصولهم داخل الاتحاد الأوروبي.
من جانب آخر، طلبت الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا عقد جلسة مغلقة لمجلس الأمن لبحث مسألة تزويد طهران روسيا بالسلاح، وفق دبلوماسيين. وتتمتع روسيا في المجلس باستخدام حق النقض ومن المتوقع أن تجهض أي قرار يصدر عنه. لكن الولايات المتحدة وفرنسا حذرتا من أن إيران بتسليحها روسيا تنتهك قرارات مجلس الأمن. وأبلغت أوكرانيا منذ أسابيع عن شن روسيا هجمات بمسيّرات إيرانية من طراز شاهد-136، وهي طائرات بدون طيار تنفجر رؤوسها الحربية في عمليات هبوط انتحارية، كما تحركت كييف لقطع العلاقات مع طهران. ولكن إيران وروسيا نفتا استخدام المسيّرات، وأبدت طهران رغبتها بإجراء محادثات مع أوكرانيا.
لكن الاتحاد الأوروبي أعلن الاربعاء تأكيده أن إيران وراء تزويد روسيا بالمسيّرات. وقالت نبيلة مصرالي المتحدثة باسم مسؤول السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل "جمعنا أدلتنا الخاصة" والتكتل يستعد لـ"رد واضح وسريع وحازم".
وأظهرت قائمة أطلعت عليها فرانس برس أن الاتحاد الأوروبي أعد لفرض عقوبات على ثلاثة مسؤولين عسكريين إيرانيين بينهم الجنرال محمد باقري رئيس هيئة الأركان العامة للقوات المسلحة الإيرانية. والعقوبات التي من المتوقع إقرارها الخميس في قمة أوروبية في بروكسل ستشمل "شاهد" لصناعات الطيران، وهي شركة مرتبطة بالحرس الثوري.
وأفاد الجيش الأوكراني الأربعاء أنه أسقط أكثر من 220 طائرة مسيّرة إيرانية الصنع في نحو شهر، على الرغم من أن قصف كييف بطائرات مسيّرة الاثنين قد أسفر عن وقوع خمسة قتلى. وتتهم الولايات المتحدة إيران عبر نقلها مسيّرات حربية الى روسيا بانتهاك قرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231 لعام 2015 الذي رعى اتفاقا نوويا بات الآن قاب قوسين من الانهيار.
وعام 2020 انتهى الحظر الذي يفرضه القرار على مبيعات الأسلحة التقليدية الإيرانية، رغم محاولات إدارة دونالد ترامب السابقة تمديده. لكن القرار لا يزال يحظر حتى أكتوبر/ تشرين الأول 2023 أي عمليات نقل إلا بإذن من مجلس الأمن، في حال كانت تعود بالفائدة على قدرات الصواريخ البالستية.
وقال المتحدث باسم الخارجية الأميركية فيدانت باتيل الأربعاء إن "إمداد إيران بهذه الأنواع المحددة من الطائرات بدون طيار لروسيا يعد انتهاكا لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 2231، وهي مسألة تخص مجلس الأمن الدولي".
وتأتي العمليات المفترضة لنقل الأسلحة في الوقت الذي تواجه فيه إيران ضغوطا متزايدة بسبب حملة القمع التي تشنها ضد أكبر احتجاجات تشهدها البلاد منذ سنوات بعد وفاة الشابة مهسا أميني البالغة 22 عاما وهي قيد الاحتجاز لدى "شرطة الأخلاق".
وأدت الاضطرابات إلى فرض عقوبات غربية جديدة على إيران وتراجع الجهود التي يبذلها الرئيس الأميركي جو بايدن لإحياء الاتفاق النووي لعام 2015 الذي انسحب منه دونالد ترامب.
وسلط المسؤولون الغربيون الضوء على المسيّرات الإيرانية كدليل على أن روسيا، وهي تاريخيا واحدة من أكبر مصدري الأسلحة في العالم، تستنفد ترسانتها جراء الخسائر التي تتكبدها في ساحة المعركة. وكشفت الولايات المتحدة معلومات استخباراتية تقول إن المسيّرات الإيرانية أصيبت بأعطال في أحيان كثيرة، وأن روسيا تحولت إلى كوريا الشمالية للحصول على طائرات بعد رفض الصين الدعوات لإرسال أسلحة.
وقال وزير الدفاع الإستوني هانو بيفكور خلال زيارة لواشنطن إن روسيا تعتمد على الطائرات المسيّرة بسبب قلة الإمدادات ونجاح أوكرانيا في حماية أجوائها. وأضاف بيفكور للصحافيين أن الروس "يدركون أنهم في الجو لا يملكون سيطرة حاليا، لأن هناك دفاعا جويا من الجانب الأوكراني. لقد فقدوا الكثير من الطائرات".
ف.ي/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)
انطباعات رسامي كاريكاتير عالميين عن بوتين وحربه على أوكرانيا
أحدثت الحرب في أوكرانيا صدمة واضطرابا شديدين في العالم كله، وتفاعل معها رسامو الكاريكاتير من ألمانيا وإيطاليا وأستراليا وأفغانستان وغيرها، فكيف جاءت انطباعاتهم عن الرئيس الروسي وأوكرانيا ومواقف الدول الأخرى مثل الصين؟
قابض الأرواح يدلل "ربيبه"
"قابض الأرواح" أو "الموت" (حسب حدوتة الأخوين غريم "موت العرّاب") يحمل بوتين بين ذراعيه ويقوم بتغنيجه وإرضاعه. بالنسبة لرسام الكاريكاتير الإيطالي باولو لومباردي، وجدت الحرب ربيبها النموذجي في الرئيس الروسي. ويحوم الذباب الأزرق حول قابض الأرواح وبوتين انتظارا للضحايا القادمين.
جهاز الملاحة في يد الشيطان
الموت قابع خلف عجلة القيادة، والشيطان يقرأ خارطة الطريق. وكفريق لا يهزم يوجهان الرئيس الروسي مباشرة إلى الحرب العالمية الثالثة. لقد اشتعلت النار بالفعل في عيني بوتين. إنه وضع ميئوس منه حاليا لهذه الدرجة، وفق تفسير الرسام الهولندي تجيرد روياردس. لكن هل يمكن إعادة برمجة نظام الملاحة؟
تطور الأسلحة
كان هناك اعتقاد أن البشرية ربما تعلمت شيئًا جديدًا عبر آلاف السنين وأنها ستعيش معًا بسلام. لكن على العكس، لم يكن الفكر هو من تطور، وإنما جودة الأسلحة فقط، بحسب وجهة نظر الفنان الأوزبيكي محمود إشونكولوف. وبينما كان إنسان "النياندرتال" يلوح في المعركة بسلاحه الذي هو عبارة عن عظمة فخذ حيوان، فإن جندي اليوم مجهز بأسلحة دقيقة ذات تقنية فائقة.
حرب الأخبار المزيفة أيضا
لكن الحروب لم تعد تدار بالأسلحة التقليدية فقط، فالدعاية المغرضة "البروباغاندا" على جميع الجبهات هي أيضًا جزء منها. وسواء كان ذلك عبر تويتر أو فيسبوك أو إنستغرام، فإن شبكات التواصل الاجتماعي هي وسيلة مذهلة لنشر الأخبار المزيفة بين الناس، بحسب ما يعتقد الكوبي ميغيل موراليس. وأسوأ ما في الأمر هو أنه عادة لا يجري التحقق من صحة الحقائق المزعومة التي تنتشر في وسائل التواصل.
"روسيا الجائعة"
مثل أوكرانيا، كانت ليتوانيا ذات يوم جزءا من الاتحاد السوفيتي القوي حتى أعلنت استقلالها في عام 1990. لكن "الدول الشقيقة" السابقة تعرف المزاج الذي يحرك روسيا. ورسام الكاريكاتير كازيس كِستوتيس شياوليتيس ليس هو فقط من يخشى من أن يتمدد جوع بوتين ونهمه للسلطة إلى دول أخرى.
"الصرخة" .. لا للحرب
من خلال تجربة مؤلمة، يعرف الأفغان بأنفسهم ما تعنيه الحرب في بلد الإنسان ذاته. وفي رسمه الكاريكاتوري، استعار شهيد عتيق الله من الفنان النرويجي إدوارد مونش لوحته الشهيرة "الصرخة" التي تعود لعام 1893. هنا يُفهم الوجه المرعوب على أنه رد فعل على مشاهد المدن التي تعرضت للقصف في أوكرانيا.
آفاق المستقبل
للوهلة الأولى، هذا الكاريكاتير للرسام الروماني ماريان أفراميسكو يذكرنا أيضا بفنان مشهور، هو الهولندي إم. سي. إيشر، الذي كان يرسم أشياء تتعارض مع أي منطق ولا تحمل أي أفق. ويبدو أيضًا أن أوكرانيا ليس لديها أي آفاق في ضوء التفوق الروسي، لكن أوكرانيا أعطت العالم درسا أفضل.
الحب بدلا من الحرب
منذ أن غزا الجيش الروسي أوكرانيا، والناس في جميع أنحاء العالم تقوم بمظاهرات ضد الحرب العدوانية الوحشية، لكن بلا فائدة، بحسب الرسامة التركية منكشي جام. فلا الطغاة ولا الموت يسمحون لنشطاء السلام بالتأثير عليهم؛ وهذا ما أظهره التاريخ بما يكفي في كثير من الأحيان.
أوكرانيا تفضل الناتو
لفترة طويلة، كانت أوكرانيا قريبة من "الشعب الشقيق" في روسيا. لكن استقلال البلاد لم يعد يتناسب مع نظرة بوتين للعالم، فهو يعتبر أوكرانيا جزءً من إمبراطورية روسية كبرى. وبالنسبة إلى الرسام عامر من دولة الإمارات، فلا عجب أن أوكرانيا الصغيرة تتطلع بشغف إلى الناتو. لكن روسيا لا تريد أن تسمح لها بالسير وراء هذه الرغبة.
تهديد عالمي
من وجهة نظر الرسام التنزاني "بوبا"، هذه الحرب لا تتعلق فقط بأوكرانيا، وإنما تتعلق بالسلطة والقوة في العالم. فروسيا تهدد العالم الغربي بشن حرب نووية إذا استمر في التدخل. وهذا لا يحظى بالرضا من جانب الولايات المتحدة، التي يمكنها على الفور توجيه ضربة انتقامية. وهناك خوف في جميع أنحاء العالم من قيام شخص ما بالضغط على الزر الأحمر، الزر النووي.
التفاوض على طريقة بوتين
على المسرح الدبلوماسي، يحاول سياسيون غربيون عمل كل شيء من أجل إحضار الرئيس الروسي إلى طاولة المفاوضات. طاولة بوتين الطويلة، التي يجلس إليها على مسافة بعيدة من زواره الدوليين تسببت في إثارة الاستغراب في جميع أنحاء العالم. ومن وجهة نظر رسام الكاريكاتير الألماني أغوستينو تاله، فإن ما يهم بوتين النرجسي هو اعتقاده بأنه: يجب ألا تكون أوكرانيا موجودة.
الدكتور "أوكتوبوتين" يتحكم في الطاقة
في مفاوضاته مع الغرب، لدى الرئيس الروسي حجة قوية: العديد من الدول الأوروبية تعتمد على الغاز والنفط الروسيين. "دكتور أوكتوبوتين"، كما يراه رودريغو من ماكاو / الصين، له اليد العليا. فعلى الرغم من كل العقوبات، لا تزال ألمانيا ودول أخرى تحصل على الطاقة من روسيا، وبذلك تقوم بتمويل صندوق حرب بوتين.
لاجئون من الدرجة الأولى؟
بأعداد هائلة، فر الأوكرانيون من الحرب، وأوروبا ترحب بهم بأذرع مفتوحة، حيث يجدون ببساطة من يلوح لهم مرحبا عند الحدود. وعلى الرغم من كل التعاطف مع اللاجئين، يتساءل رسام الكاريكاتير الفلبيني "زاك" عما إذا كانت هناك معايير مزدوجة؟ وأنه يُسمح لهم بدخول البلاد بسبب لون بشرتهم الفاتح؟ لأن الاتحاد الأوروبي عادة ما يغلق حدوده بإحكام.
حسابات صينية
منذ سنوات وأستراليا تشعر بالتهديد من الصين، التي تسعى جاهدة للسيادة في جنوب المحيط الهادئ، وقد ألمحت مرارًا إلى نيتها في ضم تايوان. وفقًا لرسام الكاريكاتير الأسترالي "برولمان"، يراقب الباندا عن كثب ما إذا كان الدب الروسي سيبلع العسل الأوكراني، أم أن مستعمرة النحل ستقوم بطرده. وإذا لم ينجح الدب، فإن الباندا بإمكانه أن يجرب حظه في وعاء آخر. إعداد: سوزانه كوردس/ صلاح شرارة